عندما تتعرّفين على فوائد سمك السلمون، ستجعلينه أساسيًا في النظام الغذائيّ الذي تتّبعينه، خصوصًا وأنّ فيه عناصر مهمّة بنسبة غير موجودة في أي مصادر أخرى.
تحتاج وظائف الجسم وأعضائه للكثير من العناصر لتعمل بالطرق السليمة التي تضمن لك التمتّع بصحّة جيّدة، ووقاية نفسك من الإصابة بحالات صحيّة قد تكون عوارضها خطيرة، وإنّ المصادر الأساسيّة لاكتسابها، هي تناول أطعمة تشتهر باحتوائها نسب عالية منها. تتنوّع هذه الأطعمة بين المصادر النباتيّة والحيوانيّة، وكلّ يتفرّد بخصائص تجعله أساسيًا في النظّام الغذائيّ، وإنّ سمك السلمون هو من أشهرها، إذ إنّه غنيّ بالكثير من المكمّلات التي يحتاجها جسمك، والتي تؤدّي دورًا كبيرًا في تحسين وظائف أعضائه، ومدّه بالطاقة.
يعدّ سمك السلمون من الأطعمة الأكثر استهلاكًا لدى من يعتنون بصحّتهم، فهو يتميّز بمذاقه اللذيذ، وبإمكان طهيه بطرق مختلف، وتناوله نيئًا إن كان طازجًا، إضافة إلى محتواه العالي من البروتين وأحماض الأوميغا 3 الدهنيّة، والفيتامينات، والمعادن، والـ «سيلينيوم»، وهي كلّها عناصر تؤدّي دورًا مهمًّا في تعزيز صحّة وظائف الجسم، مثل الجهاز المناعيّ والقلب. وما يجعله أيضًا خيارًا صحيًّا مناسبًا، هو أنّه يخلو من الدهون الضارّة، ويحتوي مستويات منخفضة جدًّا من الزئبق وغيره من المواد الملوّثة الموجودة في أنواع أخرى من الأسماك. إنّه يوفّر فوائد كثيرة للجسم، إذ تساعد الدهون الصحيّة فيه على تقليل الالتهاب، وتدعم مستويات البروتين العالية نموّ العضلات، وتحمي مضادات الأكسدة الموجودة فيه الخلايا من الإجهاد التأكسديّ. لهذه الأسباب، يتّفق خبراء التغذية على أنّ تناوله هو أمر في غاية الأهميّة، وذلك سواء كان مشويًّا، أو مدخّنًا، أو مخبوزًا بالفرن، أو حتّى نيئًا في حال كان طازجًا.
لذا، إن كنت تبحثين عن إضافات مهمّة ليكون نظامك الغذائيّ متوازنًا، اجعلي سمك السلمون من الخيارات الأولى على القائمة، وإنّ فوائده التي سنخبرك عنها في ما يلي، تؤكّد لك أكثر لمَ عليك اتّخاذ هذا القرار.
1- هو مصدر غنيّ بالبروتين
يُعرَف سمك السلمون بأنّه من أهمّ المصادر لتزويد الجسم بحاجته من البروتين، إذ يحتوي الأحماض الأمينيّة التسعة الأساسيّة لإصلاح الخلايا والأنسجة التالفة، وتعزيز نموّ العضلات، وتحسين وظائف جهاز المناعة. ولذا، إن كنتِ تمارسين الرياضة وترغبين بالحصول على جسم رشيق ذات منحنيات محدَّدة وعضلات بارزة، عليك أن تتناولي سمك السلمون مرّتين في الأسبوع، شرط أن تعدّيه بطريقة صحيّة، وأن تُرفقيه مع الخضار التي يمكن أن تكون مشوية أو نيئة.
2- يعزّز وظائف القلب
يُعرَف سمك السلمون بخصائصه التي تدعم صحّة القلب، وذلك لأنّ أحماض الأوميغا 3 الدهنيّة الموجودة فيه، تخفّض مستويات الكوليسترول السيء وتزيد من تلك المتعلّقة بالجيّد، الأمر الذي يحمي من انسداد الشرايين، وبالتالي تقليل من خطر الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغيّة، وغيرها من الحالات الخطيرة التي تصيب القلب. لا يمكن للجسم إنتاج أحماض الأوميغا 3 بمفرده، ولذا، من واجبك توفير له النسبة التي يحتاجها من خلال الأطعمة التي تتناولينها، والسلمون يحتوي أهم أنواعها، مثل حمض الـ «إيكوسابنتاينويك» وحمض الـ «دوكوساهيكسانويك» اللذيْن يحافظان على مستويات ضغط الدم.
3- يحسّن صحّة العيون
يحتوي السلمون حمض الـ «دوكوساهيكسانويك» الذي يعدّ أساسيًا لسلامة شبكة العين، إذ يحمي من إصابتها بحالات مثل الجفاف والضمور البقعيّ. إضافة إلى ذلك، هذا النوع من الأسماك هو غنيّ بمادة الـ «أستازانتين» التي تمنحه لونه الورديّ، والتي لها خصائص مضادة للأكسدة تحمي العين من أضرار الأشعّة فوق البنفسجيّة. ولذا، إن تناولته بشكل منتظَم، ستحمي نفسك من خطر المعاناة من الحالات التي تصيب العين مع التقدّم بالسنّ، مثل فقدان البصر والتهاب الأنسجة الداخليّة.
4- غنيّ بالفيتامينات والمعادن
إضافة إلى البروتين، يحتوي سمك السلمون مجموعة من أهمّ الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، ومن بينها، الفيتامين «ب 12» الذي يعدّ أساسيًّا لتكوّن خلايا الدم الحمراء، وتعزيز وظائف الخلايا العصبيّة. كذلك، هو يحتوي مستويات عالية من الـ «سيلينيوم»، وهو معدن يندر وجوده في المأكولات، يحمي الخلايا من التلف بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. وإضافة إلى ذلك، يوفّر السلمون الكثير من فوائد الفيتامين «د» الذي يساعد على تقوية العظام وحمايتها من الترقّق، ويحسّن الحال المزاجيّة، ويعزّز أيضًا صحّة البشرة والشعر.
5- لديه خصائص مضادة للالتهاب
عندما تتناولين سمك السلمون، تحمين نفسك من الإصابة بالكثير من الأمراض، لأنّه يساعد على استجابة الجسم للالتهابات ومقاومتها، والتي تتطوّر في بعض الحالات لتصبح خطيرة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي الذي يؤدّي إلى تيبّس المفاصل والشعور بآلام شديدة. فالسلمون يحتوي مضادات أكسدة فعّالة، أبرزها الـ «أستازانتين» الذي يقلّل الالتهاب والإجهاد التأكسديّ، فيساعد بذلك أعضاء الجسم في الشفاء.
6- يحسّن صحّة الجلد
تنعكس حاجة جسمك لعناصر غذائيّة معيّنة، ليس على صحّتك وحسب، بل أيضًا على بشرتك وشعرك، وإنّ نقص تلك التي يحتويها السمك، يؤدّي إلى عوارض مثل شحوب الجلد وظهور التصبّغات والخطوط الدقيقة والهالات السوداء. فمن فوائد سمك السلمون، أنّه يحتوي مستويات عالية من أحماض الأوميغا 3، والتي تحافظ على حاجز الدهون في الجلد لحبس الرطوبة وتقويته للتصدّي من العوامل البيئيّة، وتعزّز أيضًا مرونة البشرة، وتؤخّر ظهور علامات التقدّم بالسنّ فيها.
7- يحسّن وظائف المخ
من فوائد سمك السلمون، أنّه يحسّن صحّة المخ ويقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض مثل الخرف والزهايمر التي تبدأ عوارضها بالظهور والتطوّر مع التقدّم بالسنّ. فحمض الـ «دوكوساهيكسانويك» الموجود فيه، هو أساسيّ للحفاظ على أنسجة المخ وحمايتها من التلف، وإنّ وجوده بالنسبة الكافية يمنع حدوث اضطرابات عقليّة، ويخفّف أيضًا من عوارض الاكتئاب والقلق.
8- يساعد في التحكّم في الوزن
لأنّه غني بالبروتين، يساعد سمك السلمون على الشعور بالشبع، الأمر الذي يقلّل من حاجتك لتناول السعرات الحراريّة، ويمنع أيضًا تراكم الدهون. إنّه مفيد كذلك لاكتساب الوزن بطريقة صحيّة، حيث يُنصَح لمَن تريد الحصول على كيلوغرامات إضافيّة، بإدراجه ضمن نظامها الغذائيّ. كذلك، هو ينظّم عمليّة التمثيل الغذائيّ من خلال تحسين تأكسد الدهون وتعزيز مستويات الإنسولين، الأمر الذي يحسّن من قدرة الجسم على حرق الدهون السيئة، وبالتالي التميّز بجسم رشيق.
9- يقوّي العظام
يحتوي السلمون واحدًا من أهمّ العناصر لصحّة العظام، وهو الفيتامين «د» الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ولذا بدونه، تصبح العظام هشّة وضعيفة وأكثر عرضة للتكسّر. ولأنّ هذا النوع من الأسماك غنيّ بالأحماض الدهنيّة، هو يقلّل الالتهاب الذي قد يصيب العظام، وتحديدًا المفاصل.
10- يحسّن جودة النوم
يساعد حمض الـ «دوكوساهيكسانوي» الموجود في سمك السلمون بنسبة عالية، في تنظيم إنتاج الـ «ميلاتونين»، وهو الهرمون المسؤول عن تحسين جودة دورات النوم والاستيقاظ، وهو أمر يعزّزه أكثر الفيتامين «د». نقص هذيْن العنصريْن يؤدّيان إلى المعاناة من اضطرابات في النوم، ولذا، عليك الحصول على حاجة جسمك لهما من خلال تناول أطعمة تحتويهما، وأبرزها السلمون، إلى جانب التزامك ممارسة خطوات تساعد على النوم وتقلّل من الأرق.
11- من فوائد سمك السلمون، تعزيز الجهاز المناعيّ
من فوائد سمك السلمون أيضًا، أنّه يؤدّي دورًا كبيرًا في دعم صحّة الجهاز المناعيّ، بسبب محتواه العالي من الـ «سيلينيوم»، وأحماض الأوميغا 3، والفيتامين «د». فهي تنظّم مجتمِعةً، الاستجابات المناعيّة وتقلّل من الإصابة بالالتهابات الناتجة عن العدوى البكتيريّة، من خلال تنشيط الخلايا المناعيّة لتصبح أكثر قدرة على التصدّي للأجسام التي تتسبّب بالتلف التأكسديّ للخلايا. ولذا، إدراج سمك السلمون في نظامك الغذائيّ، يضمن لك حماية نفسك من الإصابة بالكثير من الأمراض المعدية، ومن بينها تلك الموسميّة التي تكون عوارضها مزعجة، مثل الانفلونزا.
12- يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم
يمزج سمك السلمون بين البروتين والدهون الصحيّة ومستويات منخفضة من الكربوهيدرات، وذلك يقلّل من سرعة امتصاص هذا الأخير في الدم، وإبطاء امتصاص الغلوكوز، ما يحدّ من حدوث ارتفاع شديد في نسبة السكّر في الدم بعد تناول الطعام. كذلك، تساعد أحماض الأوميغا 3 الدهنيّة على تحسين الصحّة الأيضيّة، الأمر الذي يضمن الحفاظ على مستويات مستقرّة من السكّر في الدم. ورضافة إلى هذه الفوائد، يساعد استهلاك سمك السلمون على منع مقاومة الإنسولين، فتقلّ خطورة الإصابة بالسكّري من النوع 2، والتي تُعرَف بعوارضها الخطيرة التي قد تؤدّي إلى بتر الأطراف، وإلى الوفاة.
كيفية اكتساب فوائد سمك السلمون
لتكتسبي فوائد سمك السلمون، عليك أن تتناوليه بانتظام، إنّما من المهم أن تتأكّدي من إعداده بطرق صحيّة، وأيضًا من عدم استهلاكه بنسبة أكبر ممّا يحتاجها جسمك. هذا أمر تساعدك به اختصاصيّة التغذية، والتي تنصحك بعدد المرّات الآمن لتناوله على مدار الأسبوع، وذلك وفقًا لفحوصات تبيّن لها نسبة العناصر الغذائيّة الموجودة في جسمك. وأحيانًا، قد تضطرين للجوء إلى المكمّلات الغذائيّة، وهي خطوة يتّخذها غالبًا النباتيّون الذين لا يحتوي النظام الغذائيّ الذي يتّبعونه من أي مصادر تؤمّن لهم العناصر الموجودة في السمك، إلّا أنّهم رغم ذلك يبقون معرّضون للمعاناة من عوارض تشير إلى نقصها، حتّى في حال تناول المكمّلات.