مليحة جامي، ولدت في كابول وبدأت في العمل مع FBMI في غزل الصوف في عام 2010. انتقلت إلى العمل كمسؤولة تعليم ومسؤولة عن شؤون المرأة قبل أن تصبح مسؤولة عن مشروع الحرف اليدوية، لتتولّى بعد ذلك منصب عضو مجلس الشيوخ في حكومة أفغانستان.
«ترعرعتُ في عائلة من الطبقة المتوسطة في كابول بأفغانستان، المنطقة السابعة، كانت عائلتنا تمارس نشاطًا تجاريًا عاديًا لتلبية الاحتياجات اليومية. بعد أن أفسد شلل الأطفال مجتمعي، فقدت ساقي وتعرضت للمضايقات في المدرسة من قبل زملائي بسبب إعاقتي. عندما فقدت ساقي وأنا في عامي الأول، اعترفت بنفسي كشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، كنت مكتئبة للغاية. عندما كنت أخرج كان الجميع يستغرب خروجي ولطالما سمعت كلاماً على غرار «أطلبي المساعدة من أحدهم، لا تخرجي، ستؤذين نفسك.»شعرت أنني لن أتمكن من مواصلة حياتي بين هذه الآراء والنظرات، ولكن الأيام كانت تمرّ بشكلٍ جيد بفضل تشجيع عائلتي وخاصة أمي وأبي. دعم أسرتي منحني القوة. وكان التمييز الذي عومِلت به قبل أصحاب العمل المحتملين أسوأ ما عشته
. علاوةً على ذلك اضطرت إلى الفرار من أفغانستان إلى باكستان لأكثر من عقد بسبب الحرب الأهلية. وأثناء وجودي في باكستان، لم أحقق شيئًا سوى تحمل الإهانات والإذلال، وليس فقط أنا ولكن كل أولئك الأفغان الذين فرّوا من الحرب وهاجروا إلى باكستان للبقاء على قيد الحياة وكنت أحسب كل يوم وأتمنى أن يأتي اليوم الذي سأعود إلى روحي مليئة بالسلام. معاناتي في باكستان حالت دون قدرتي على إكمال تعليمي. كلّ هذه الظروف جعلت المستقبل في نظري أسوداً مكفهراً لا يلوح في أفقه أي أمل.
منحتني FBMI فرصة إنهاء تعليمي والتدريب في الجامعة الأميركية الأفغانية، فكانت السحر الذي قلب حياتي رأساً على عقب. كنت أعاني الفقر وبعد أن تم تعييني في قسم نسج الصوف والسجاد في FBMI، تمكنت من إظهار قدرتي على العمل بشكل أسرع وتمكنت من المشاركة في المعارض الوطنية في كابول ودبي، مما ساعدني على إدراك أن النساء ذوات الاحتياجات الخاصة يمكن أن يهربن من سجن الفقر وأن يكون لهن صوت يسمعه الناس ويلقى لديهم صدىً. أثبت لرئاسة الشركة مهاراتي وقدراتي وببطء حصلت على تقييم عالٍ وانتقلت إلى قسم الإدارة، مع ذوي الخبرة والدعم الذي كنت أحصل عليه من FBMI وبعد جهودي الخاصة والمساعدة المالية من الشركة، تم تقديمي لمواصلة تعليمي العالي وأخيراً تم انتخابي كعضو في مجلس الشيوخ.
ومبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد FBMI هي مشروع اجتماعي أطلقته في الأصل سمو الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد بهدف تغيير الواقع المرير الذي تعانيه النساء الأفغانيات وكذلك أطفالهن. تستثمر المبادرة محليًا في الرعاية الصحية والتعليم وتؤمن العديد من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية؛ إلى جانب توفير فرص العمل. تبلغ نسبة النساء والأرامل العاملات في هذا المشروع من منازلهن نحو 70%، وتحصل كل عاملة منهن على تدريب مهني ورعاية صحية وتعليم لأطفالهن. تملك المبادرة علامتين تجاريتين للبيع بالتجزئة، «زولية» و«مزارع ميرا». تساهم هاتان العلامتان في إعالة النساء والمزارعين الأفغان.
وطني أفغانستان كان ولا يزال بلدًا يرزح تحت عبء الكثير من الأزمات ويعاني تبعاتها على مختلف المجالات والميادين، تمنيت دائمًا أن أخدم بلدي بقدر ما أستطيع اجتهدت جداً على المستوى الشخصي والخاص لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في البلد. بفضل إصراري ومثابرتي، حجزت لنفسي مقعداً كعضو منتخب في مجلس الشيوخ عام ١٣٩٨ (التقويم الفارسي ( ثم تم تعييني كعضو في مجلس الشيوخ في الجمعية الوطنية. أنا سعيدة جدًا لقدرتي على تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة وعلى الوفاء بالمسؤوليات التي أتحملها تجاه شعبي وأنا راضية جدًا عن حياتي.
لا أنكر أنني في فترةٍ من الفترات لا سيما مع اقترابي من سنّ النضج، كنت محبطة جداً ويائسة من الحياة، لكنني أصغيت لعائلتي وآمنت بعقيدةٍ لقنني إياها والداي فقد كانا دائمًا يرددان أن وراء كل ظلام ضوء ساطع سينير حياتي، وكانا من الأشخاص الذين أشعلا لي هذا الضوء إذ قدما العديد من الأمثلة لتشجيعي كي لا أفقد الأمل. لم يكن الأمر سهلاً، وتأثير حالتي ونظرة المجتمع من حولي أثرت فيّ كثيراً، ولكن بقراري وحكمة وتشجيع والديّ، قررت الوصول إلى أعلى مستوى من الحياة ولحسن الحظ وصلت إليه.
عانى الشعب الأفغاني من الحرب في جميع أنحاء البلاد وظل الناس أميين، لذلك كان سلوك الشعب محبطاً جداً خاصة مع الإناث بالطريقة نفسها التي كانوا يسخرون مني بها دائمًا لكنني تسلّحت بالأمل وتابعت طريقي. وكما هو معروف للجميع مدى صعوبة كونك امرأة في أفغانستان وخاصة العمل كامرأة في منصب عالي. بصفتي عضوة في مجلس الشيوخ، واجهت الكثير من المشاكل ومن عدم الاحترام من قبل الجهلة، لكنني ما زلت أقف بوجه تلك الحواجز وأقول لنفسي يجب أن أستمر حتى ينتهي هذا القهر وعدم الاحترام لفئة الإناث.
شرف كبير بالنسبة لي أن وصلت إلى منصبي الحالي كعضو في مجلس الشيوخ، فقد تمكنت من الأخذ بأيدي المحتاجين وأن أكون صوتاً لهم. وشرفٌ لي أن أتبوء منصباً أتاح لي أن أكون حافزًا لأولئك النساء اللواتي يعتقدن أنهن لا يستطعن فعل أي شيء. وكان الشرف الأكثر قيمة بالنسبة لي هو العمل مع FBMI والتي لعبت دورًا رئيسيًا في نجاحي وساعدتني في الوصول إلى ما أنا عليه اليوم.
أنا سعيدة للغاية للعمل في هذا المنصب كامرأة تركز وتعمل على تحقيق نفس الهدف في فريق من الجنس الآخر. نظرًا لأن الشعب الأفغاني ينمو يومًا بعد يوم ويتعرف على مدى تأثير وجود المرأة بشكل إيجابي في المجتمع، فقد حظيت بمزيد من الاحترام وتشجيع من السلطات.
أعتقد أن قصة نجاحي ستكون علامة لأولئك الذين لا يؤمنون بأنفسهم، وبعد قراءة قصتي سيجدون الإلهام والأمل وسيتشجعون للبدء من جديد لتحقيق أحلامهم ورغباتهم.
شخصيًا ومهنيًا، خطتي هي أن أكون عضوًا مهمًا في هذا البلد لإحلال السلام وأن أكون قدوة لجميع النساء خاصة المعوقات لأظهر لهن أن الجميع قوي ولا يوجد أحد ضعيف. أنصح النساء اللواتي يعتقدن أنهن غير قادرات على فعل شيء في حياتهن بالإيمان بأنفسهن وبالسعي لتحقيق أحلامهن، فكل فردٍ من شأنه أن يكون علامة إيجابية في المجتمع. أنا امرأةٌ أعاني إعاقة ووصلت إلى مجلس الشيوخ، فما الذي يمنعك أنت أيضاً من الوصول إلى أعلى المراتب وأهمها»؟!
أقرئي أيضاً : 5 معلومات عن السيدة الجليلة “عهد بنت عبد الله” قرينة سلطان عمان