متاحف السعودية هي من أجمل المعالم التي يمكن زيارتها للتعرّف على الكثير من الأمور المتعلّقة بالمملكة، بما في ذلك تراثها والمحطّات التي مرّت بها خلال العصور، وحرصها الشديد على الحفاظ عليها.
لكثرة ما تكتنره من تنوّع وغنى، تدعوكِ المتاحف في المملكة العربية السعودية إلى زيارتها مرارًا وتكرارًا، لتكتشفي مختلف جوانبها وتعيشي تجربة سياحيّة تجعلك تحبّين هذه الوجهة أكثر وأكثر، وتتأكّدين من الأسباب التي جعلتها تحظى باهتمام السيّاح والمستثمرين وصنّاع الأفلام. فإذا تنقّلت في التي تحفظ داخلها معروضات أثريّة، ستنذهلين بقطع هي وليدة أعمال يدويّة تثبت براعة حرفيّة قلّ نظيرها، تميّز بها من عاشوا قديمًا على أراضي المملكة، وإن اخترت التي تكشف عن معروضات حديثة، ستجدين نفسك في عالم يعكس التطوّر على أصعد مختلفة. كلّ ذلك، يجعل المملكة العربيّة السعوديّة تحظى بمكانة عالية في الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجيّ والعالم، الأمر الذي يقف وراء ازدهارها المستمرّ الذي يشهد تزايدًا بوتيرة سريعة أخيرًا. ومن مئات المتاحف التي تحتويها، اخترنا في هذا الدليل أبرزها، لتذهبي في مغامرة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، من خلال معروضات توثّق أهمّ المحطّات التاريخية للملكة العربيّة السعوديّة، وأخرى تظهر جهودها المستمرّة لتكون ضمن أفضل الوجهات في العالم.
المتحف الوطني السعودي في الرياض
أن تدخلي المتحف الوطني السعودي في الرياض هو أن تعودي بالزمن إلى عصور مختلفة، وتحديدًا إلى تلك التي نشأت فيها حضارات استمرّت لسنوات قبل زوالها، تاركة وراءها إرثًا ما زالت المملكة تتغنّى به حتى يومنا هذا. يحتلّ هذا المتحف الذي تمّ افتتاحه في العام 1999م، جزءًا مهمًّا من مركز الملك عبد العزيز التاريخيّ، وإنّه يتفرّد بتصميم استثنائيّ استُوحيَ من المشهد الرائع لأشكال الكثبان الرملية وألوانها، وفيه، تتوهّج القطع الأثريّة التي تحمل دلالات تاريخيّة قيّمة، في ثماني قاعات يجسّد كلّ منها مرحلة مهمّة من تاريخ الجزيرة العربيّة.
متحف إثراء في الظهران
يجمع هذا المتحف الذي تمّ افتتاحه في العام 2016، بين التراث السعوديّ والفنّ الإسلاميّ والتاريخ لشبه الجزيرة العربيّة من جهة، والفنّ الحديث والمعاصر من جهة أخرى. ومن خلال قاعاته الأربعة، يأخذ الزوّار في رحلة استثنائيّة عبر عدد من المعارض المتخصّصة وتلك التفاعليّة والجولات، إضافة إلى أعمال فنيّة تعكس حضارة المملكة العربيّة السعوديّة، وأخرى تعكس ثقافات دول محتلفة من العالم.
متحف عمارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة
يستعرض متحف عمارة الحرمين الشريفين الذي يقع في مدينة مكة المكرمة، جهود المملكة العربية السعودية في الحفاظ على التراث الإسلاميّ العريق، وذلك منذ أن تمّ تأسيسه في العام 1999م. إنّه يعرض معلومات ومقتنيات عن فن العمارة الإسلاميّة منذ عهد صدور الإسلام وحتّى العهد السعوديّ الزاهر، ومنها القطع الأثريّة والمخطوطات والنقوش الكتابيّة والصور الفوتوغرافيّة النادرة والمجسّمات المعماريّة، والتي تتوزّع على سبع قاعات مختلفة.
متحف عبد الرؤوف خليل في جدّة
إنّه واحد من أقدم المتاحف في المملكة العربيّة السعوديّة، إذ تمّ البدء ببنائه في العام 1987م، وافتتاحه في العام 1996م، وهو يصوّر التاريخ الجاهليّ والإسلاميّ لمدينة جدّة الذي يمتدّ إلى حوالي 2500 عام. يتألّف هذا المتحف من 300 غرفة في 12 مبنى، مُوزَّعة على ثلاثة أقسام، الأوّل يعرض المراحل التي مرّ بها المجتمع السعوديّ والثقافيّ، ويسلّط الثاني الضوء على الدولة العثمانيّة، في حين يعكس الثالث التطوّر الأوروبي القديم. ومن الصفات التي يتميّز هذا المتحف، عرضه لمقتنيات أثريّة يعود تاريخ بعضها إلى حقبات قديمة جدًّا، إضافة إلى هندسته وتصميمه المأخوذيْن من الطرازيْن الإسلاميّ والحجازيّ، ويبرز ذلك من خلال عناصر عدّة، مثل طريقة بنائه والأعمال الخشبيّة المزخرفة والرواشين.
متحف دار المدينة في المدينة المنوّرة
افتُتح متحف دار المدينة في العام 2011، وهو أكبر وأوّل متحف متخصّص في المدينة المنوّرة، وتُعرَض في داخله مجموعة كبيرة من المقتنيات والمجسّمات والصور النادرة التي تصوّر تاريخ المدينة والحضارة الإسلاميّة، بدءًا من الهجرة النبويّة وصولًا إلى العهد الحاليّ. وقد كان الهدف من إنشائه، حفظ التراث العمراني والتاريخي للمدينة، والذي كان قد بدأ بالتلاشي بسبب تنفيذ عمليّات هدم الأماكن المحيطة بالمسجد النبويّ لتوسعة الحرم النبويّ. ولذا، يتمّ عرض صورًا فيه التُقِطَت لأماكن لم تعد موجودة، ومقتنيات تاريخيّة تابعة لها، وقطعًا أثريّة وزخارف ومخطوطات ومجسّمات وآثار متبقيّة، فلا تفوّتي استكشافها عن كثب، خصوصًا وأنّ المتحف قريب من الكثير من فنادق المدينة المنوّرة.
متحف صقر الجزيرة في الرياض
يستقطب هذا المتحف المهتمّين بعالم الطيران، فهو من المعارض التي تسلّط الضوء على هذا القطاع والأمور المتعلّقة به، من خلال إبراز المظهر الحضاريّ والتاريخيّ للقوّات الجويّة الملكيّة السعوديّة، إذ يعرض مراحل تطوّره منذ نشأته على يد المؤسّس الملك عبد العزيز، من خلال مقتنيات وطائرات ووثائق تاريخيّة، وصولًا إلى ما توصّل إليه الطيران من تقدّم تقنيّ كبير.
متحف قصر المصمك في الرياض
يشهد قصر المصمك الذي يقع وسط مدينة الرياض، على الكثير من الأحداث التي تسرد تاريخ تأسيس المملكة العربيّة السعوديّة، وقد بُني في القرن الرابع عشر هجريّ ليكون حصنًا يحمي من الأعداء، الأمر الذي يفسّر متانة جدرانه المرتفعة، وخلوّه من النوافذ والأبواب، حيث إنّه لا يحتوي سوى مدخلين وفتحات صغيرة تتّسع لفوّهات البنادق. عندما تحوّل هذا القصر إلى متحف في العام 1995م، تمّ تقسيمه إلى 6 أجزاء، وهي البوابة من الجهة الغربيّة، والمجلس، والمسجد، والأبراج في الفناء، والبئر الموجود في الجهة الشماليّة الشرقيّة منه، والوحدات السكنيّة التي كانت في ما سبق مقرّ إقامة الحاكم وضيوفه، وأصبحت اليوم قاعات لعرض التحف والأعمال التراثيّة.
المزيد من المتاحف في السعودية
- متحف قصر الزاهر في مكة المكرّمة الذي يسلّط الضوء على الثقافة الإسلاميّة.
- متحف تبوك الإقليمي الذي يعرض مقتنيات وتحف ومعلومات عن تاريخ المنطقة.
- متحف دار الفنون الإسلاميّة في جدة، وهو الأوّل من نوعه في السعوديّة كمتحف متخصّص في الفنّ الإسلاميّ.
- المتحف السعوديّ للفنّ المعاصر.
- متحف قصر شبرا الإقليمي، وهو من أهم القصور التاريخيّة في الطائف.
- متحف الآثار في جامعة الملك سعود.
- متحف الباحة الذي يحتوي قطعًا وأحافير تعود إلى العصر الحجريّ.
- متحف محافظة الغاط الذي يعرض قطعًا أثريّة ومخطوطات وخرائط توثّق تاريخ المنطقة.
اقرئي أيضًا: أفضل ما قاله الشعراء عن المملكة العربية السعودية