يشهد سبتمبر دورة جديدة من الفعاليات الثقافيّة والفنية. هو موسم جديّ لطيف تقدّم خلاله إبداعات تثري أيامن وقد اخترنا الاعلان عن بعضها هنا…
نشر هذا المقال للمرّة الأولى في عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة
بينالي لندن للتصميم
بين 4 و23 أيلول/ سبتمبر الجاري تقام الدورة الثانية من بينالي لندن للتصميم في القصر التاريخي سومرست هاوس في وسط العاصمة البريطانية. وتشارك في هذه الدورة من البينالي أكثر من 40 بلداً تعرض أعمالاً تعبّر عن الابتكار والاتجاهات المعاصرة في عالم التصميم. أما الفكرة التي تجمع المعارض في الأجنحة المختلفة، فهي تدور حول الحالات العاطفية وتغوص في تأثير التصميم في عواطفنا وقدرتها على تغيير حيواتنا ومجتمعاتنا. يشارك مهندسون معماريون ومصمّمون وعلماء وفنانون في هذا الحدث الذي يجمع في مساحة واحدة أجنحة من بلدان العالم المختلفة من فرنسا إلى الهند ونيجيريا وسويسرا ولبنان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية.
مهرجان لندن للتصميم
ينعقد مهرجان لندن للتصميم بين 15 23 سبتمبر ويطرح مجموعات من أعمال التجهيز المبدعة، كما تنظّم خلاله لقاءات تحتفل بالتصميم المعاصر. وخلال أسبوع المهرجان تشغل أعمال التركيب والتجهيز الضخمة والمعارض والأجنحة الموقتة (pop-ups) مساحات مختلفة في لندن، من المتاحف الشهيرة إلى الاستوديوات الصغيرة. ويستضيف متحف فيكتوريا أند ألبرت أنشطة عديدة تقام ضمن إطار المهرجان الإبداعي السنوي.
«بيروت ديزاين فير» في دورته الثانية
يسعى معرض بيروت للتصميم «بيروت ديزاين فير» إلى أن يصبح واجهة عرض للتصميم في منطقة حوض البحر المتوسط. واستكمالاً للنجاح الذي حصده في دورته السابقة الأولى يكشف المعرض عن التأثيرات التي تميّز المشهد الإبداعي اللبناني في عالم التصميم، وهو مشهد غني ببعد عالمي رغم استلهامه من التقاليد. كما يتمثّل أحد أهم أهداف المعرض في توفير مساحة مشتركة يلتقي فيها المجتمع الإبداعي بهدف الحوار والتفاعل والتنسيق. الدورة الثانیة من “بیروت دی ازین فیر” تقام في الواجهة البحرية الجديدة في بيروت بين 20 23 سبتمبر.
لمناسبة انعقاد الدورة الثانية من معرض التصميم في بيروت التقينا المؤسسة الشريكة للمعرض هلا مبارك التي ارتكز إيمانها بأهمية تأسيس المعرض إلى تعاونها خلال الأعوام السابقة، من خلال عملها الصحافي والأكاديمي، مع جيل مبدع من المصممين اللبنانيين. عن هذا الجيل تقول «لدى هؤلاء المصمّمين اللبنانيين لمسات اختلاف لا يمكن تجاوز تأثيرها. هم يبدعون في المزج بين العمل الحرفي والعمل الصناعي، لقد تعلّموا في الخارج، وعندما عادوا إلى بلدهم، غير الصناعي، تمسّكوا بثقافتهم. هذا ما جعل التصميم في لبنان متعدّد الاتجاهات ويصعب حدّه في هوية واحدة».
لكلٍّ من هؤلاء المصمّمين أسلوبه الخاص ومنهم نذكر كريم شعيا ومارك بارود وكارين شيكيردجيان. «هم يتعاملون مع حرفيين، والإنسان عندما يصنع بيديه يمنح كل قطعة قصة. لقد جعل الحوار بين المصمم والحرفي هذا الأخير قادراً على الابتكار بدل التقليد. ونحن من خلال معرض بيروت للتصميم نهدف إلى تطوير الإجابة عن سؤال الصناعة في لبنان. نعرف أننا نقدر على التعاون مع الصناعيين لنعرف ما الذي يمكن أن نبدع في إنتاجه ولنجد أسواقاً لتصريف ما نصنعه».
هذا الإبداع يدلّ عليه اختيار الجناح اللبناني جناح الشرف في معرض «ميزون إيه أوبجيه» الذي يقام في سبتمبر الجاري في فرنسا (بين ٧ و١١ سبتمبر) وتكريم مصممين لبنانيين شباب عبر تسميتهم «مواهب المعرض الصاعدة» وهم: كارلا باز وكارلو مسعود وأنستازيا نيستن ومارك ديبه وباولا صقر واستديو كاراميل.
«أردنا في الدورة الأولى العام الماضي أن نثبت أننا يمكن أن نبدع في عالم التصميم، وكان المشاركون في المعرض في معظمهم لبنانيون. هذا العام سافرنا وبنينا جسوراً مع الخارج وعلاقات إنسانية. طرقنا الأبواب وأرسل إيميلات شارحين رؤيتنا بعواطفنا وكلماتنا. هي رسالة بلد عانى الكثير، وما زال يعاني. يكفي أن نقول أو نكتب بيروت حتى ندرك أننا نطقنا الكلمة السحرية. الكلّ يعرفها والكلّ متشوّق للمشاركة. طموحنا أن تصبح بيروت مركز التصميم في الشرق الأوسط، أن تكون المنصّة المنفتحة على الآخرين، وأن نؤدي واجبنا وهو منح الحرفيين فرص العمل. كما أنّ نجاح النسخة الأولى مهد لاختلاف النسخة الثانية التي سنكشف خلالها على سبيل المثال عن أثاث «فينتاج» مرتفع الثمن يعرض للمرة الأولى في العالم العربي. ننظّم أيضاً طاولة مستديرة تناقش السؤال الآتي: ما الذي يجعلنا واثقين من أن تصميماً معاصراً سيقاوم مرور الأعوام وسيحافظ على قيمته؟ الابتكار والجدة والتكنولوجيا الجديدة والعملانية أهم من جمال التصميم، ما يهمّ هو القدرة على الاستعمال الآن وغداً».
الدورة التاسعة من «بيروت آرت فير»
تنطلق الدورة التاسعة من المعرض الفني الضخم “بيروت آرت فير” في 20 سبتمبر الجاري وتستمرّ حتى 23 منه بمشاركة عدد كبير من صالات العرض العالمية. ويقدّم المعرض هذا العام برنامجاً غنياً موسّعاً تنظّم تحت مظلّته معارض تحمل طابعاً متحفيّاً. ويحمل عنوان «عبر الحدود» ACROSS BOUNDARIES المعرضُ المحوري في “بيروت آرت فير” الذي يركّز على التصوير الفوتوغرافي الحديث والمعاصر في لبنان، من تسعينيّات القرن الماضي حتى يومنا، ويكشف إرثاً فوتوغرافياً لبنانياً فريداً، من خلال أكثر من مئة عمل فني من نحو ثلاثين مجموعة خاصة وعامة. كما يتم تكريم فنان الحداثة بول غيراغوسيان عبر معرض LEBANON MODERN! A TRIBUTE TO PAUL GUIRAGOSSIAN من خلال عرض أرشيفات مكتوبة وصوتية يكشف عنها للمرة الأولى. ويسمح المعرض هذا العام بالغوص في العالم الخاص لفن الشوارع مع إحدى أهم مجموعات الفنان الأميركي KAWS، وطرح نقاشات غنية تجمع الفنّانين والاختصاصيين حول مواضيع مثل التصوير الفوتوغرافي وهواية جمع التحف. ويتجاوز “بيروت آرت فير” حدوده خلال أيام “بيروت آرت ويك” حين تعرض لوحات وتحف فنية في وسط المدينة.
هل فاجأكم ظهور نيكي ميناج على غلاف مجلّتنا؟ لم تكونوا الوحيدين