يلتقط مخرج الأفلام والمصور الفوتوغرافي المصري محمد طاهر، في سلسلته المسماة راقصات باليه في القاهرة مع أحمد فتحي صوراً آسرةً لراقصات مرتدياتٍ تنانير خفيفة متطايرةٍ وأحذية باليه مسطحةٍ يتمايلن ويقفزن في الهواء بينما تُشكِّل الطرقات المرصوفة بالأحجار والأبنية المعمارية القديمة في العاصمة المصرية خلفيةً رائعةً لها. وقد أوضح فتحي في مقابلة أجراها مع موقع Upworthy قائلاً: “يمكنك مشاهدة حركات رقص الباليه تلك مع خشونة الحياة في القاهرة معاً. حيث تجمع هذه الصور بين الكثير من التناقضات المختلفة”.
وتحظى السلسلة المصوَّرة، المستوحاة من مشروع رقص الباليه الذي أطلقه المصوّر الفوتوغرافي المقيم في نيويورك ديفيد شيتاجي عام 2009، بزخمٍ كبير واهتمام شديد عبر صفحات الإنترنت لتسليطها الضوء على الجانب المظلم من القاهرة (أي الفقر والتلوث)، بينما تعمل في الوقت ذاته على تمكين المرأة وتقوية دورها من خلال منحها منصة لتواجه برشاقة قوامها وباء التحرش في الشوارع والذي ابتُليت به الدولة الواقعة في شمال شرق أفريقيا.
وصرّح محمد طاهر لموقع Upworthy قائلاً: “تعاني المرأة من مشاكل كبيرة في الشوارع المصرية عموماً”. ويصف الموقع مشروع راقصات باليه في القاهرة على أنه “ليس مجرد مشروعٍ للصور الرائعة والجميلة وحسب”، وإنما هو أسلوب يُمكِّن المرأة من المساهمة في القضاء على الظواهر السلبية في الشوارع. وفي الواقع، يعتبر التحرش بالنساء في الشارع مشكلةً منتشرةً في مصر حالياً، حيث تعرضت كل النساء تقريباً لبعض أشكال المضايقة من قبل الرجال في الشوارع، حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة لعام 2013.
هذا وتُصنَّف مصر على أنها بلدٌ محافظٌ بطبيعته، حيث يُعدُّ الباليه خصوصاً وكل أنواع الرقص الأخرى عموماً أمراً غير مقبول لدى قطاع عريض من الناس فيها. وعلى الرغم من ذلك، فقد اعترفت راقصات الباليه بأنهن كُنَّ يولين بعض الاهتمام لما كان يقوله أو يفعله المشاهدون والمارة. ما رأيك بالرقص في الشارع دون أن تكترثِ لمن يراقبك؟