في ظل الاهتمام المتزايد بقضية التغيّر المناخي على مستوى العالم، يهدف الفنانون داخل المملكة العربية السعودية إلى مواجهة الأزمة البيئية الراهنة وطرح قضية الاستدامة على طاولة الحوار داخل منطقة الشرق الأوسط من خلال معرض فن جدة 21,39 – الذي يحتضن أعمالاً من الفن المعاصر. ومن المقرر أن تستمر فعاليات المعرض على مدار 3 أشهر يشهد خلالها إقامة معارض وعقد ورش عمل وحلقات نقاش مع عدد من أبرز المبدعين بالمنطقة.
وبدعم من وزارة الثقافة، يقوم المجلس الفني السعودي بتنظيم هذا المعرض الذي يأتيكم في نسخته السابعة تحت عنوان “أيّتها الأرض”. ويدعو المعرض الفنانين والمهندسين المعماريين والمصممين من شتى أنحاء العالم العربي إلى الحوار والنقاش حول قضايا المناخ الملحّة من أجل طرح هذه المشكلة العالمية في سياق محلي والتوصل لحلول جذرية لمستقبل أكثر استدامة بطرق مبتكرة بعيداً عن “البيروقراطية العلمية” المعتادة، بحسب ما صرح به رسمياً المجلس الفني السعودي.
ويركز المعرض على الطابع الشخصي والفردي لتجربة كل فنان فيما يخص “هذه الأزمة البيئية الطارئة” عالمية المستوى، حيث ينقل لنا المبدعون المشاركون بالمعرض –والذين أغلبهم سعوديون- رؤيتهم الفنية للأزمة بصور متنوعة تتراوح بين أساليب الفن الإسلامي وتركيبات الخط العربي والأزياء المصنوعة أخلاقياً والصور المجمعة المطبوعة رقمياً.
اقرؤوا أيضاً: مساحة إبداعية في السركال أڤينيو تسعى لاستكشاف تطور الهويات العربية
وعن المعرض، تقول مايا الخليل، المنسقة العامة للنسخة السابعة من المعرض: “إن الفنانين والمهندسين المعماريين والمصممين المبدعين في وضع فريد لاستكشاف الأفكار والقيام بدور نشط لإيجاد حلول للأزمة البيئية التي نواجهها وإثارة النقاش والحوار. لقد انفصلنا عن الطبيعة، ببناء علاقة متزايدة من الهيمنة والاستغلال. ونحن بحاجة إلى إعادة النظر في قيمة تربطنا ليس فقط مع الطبيعة ولكن مع بعضنا البعض. من خلال مراقبة ومحاكاة أنماط واستراتيجيات الطبيعة التي تم اختبارها عبر الزمن، لدينا بالفعل حلول لمستقبل مستدام”، وأضافت: “آمل أن يكون معرض فن جدة 21,39 لعام 2020 حافزاً للوصول لطرق جديدة للتفكير في كيفية تعايشنا مع كوكبنا”.
ويستمد معرض فن جدة 21,39 اسمه من الإحداثيات الجغرافية لخطوط الطول والعرض لمدينة جدة، ويضم برنامجاً يسهم في إثراء مشهد الفن المعاصر وتعزيز الثقافة المتفردة للمملكة في عدة مواقع بالمدينة.
“بصفتها نقطة انصهار ثقافي غاية في الثراء، تعد جدة مكاناً لتبادل الأفكار الجديدة. ونتطلع لتقديم برنامج فني متعدد الأوجه نأمل أن يكون نقطة انطلاق للحوار بين الفنانين والمهتمين المحليين والعالميين، ولإعطاء الشباب الفرصة لطرح أفكارهم والتعبير عن آرائهم من خلال برنامج تعليمي فني واسع النطاق”، هكذا علقت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بنت عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة المجلس الفني السعودي .
وتشهد السعودية حالياً تحولاً كبيراً يتجلى في فتح أبوابها أمام السيّاح الأجانب لأول مرة في تاريخها، وتنفيذ مبادرات رؤية السعودية 2030، وهو ما يؤكد أن المملكة في طريقها لتصبح مركزاً مهماً للتبادل الثقافي وتبادل الأفكار.
انطلق معرض “أيتها الأرض” يوم 28 يناير وسيستمر حتى 19 أبريل بجولد مور مول، ومبنى رباط الخنجي بجدة.
اقرؤوا أيضاً: 6 دروس نتعلمها من حياة كريستيان ديور