تابعوا ڤوغ العربية

شمس الحب في فبراير… حوار ڤوغ مع الزوجين عمرو واكد وسارة شاهين

عمرو يرتدي بذلة من غولا بيرتن، قميص من دريس ڤان نوتن لدى جان بيير بوا. سارة ترتدي بلوزة من آندرو جن، وبنطلون من ميزون مارجيلا لدى جان بيير بوا. بعدسة ڤلاديمير مارتي لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

يعيش عمرو واكد حلمه. شغفه بالمسرح الذي اكتشفه في الجامعة رسم صورة واضحة لهذا الحلم. في برشلونة حيث تسنّى لـ«ڤوغ العربية» أن تمضي يوماً ممتعاً مع عمرو وزوجته الممثلة وملكة الجمال سارة شاهين، رسم لنا عمرو بكلماته الدقيقة والمعبّرة صورة البداية وحدّثنا عن إيمانه بأهمية التمسّك بالحلم. «كنت تلميذاً في الهندسة الميكانيكية حين اكتشفت علاقتي بخشبة المسرح حيث شعرت بطاقة حيّة، فسعيت إلى المشاركة في عروض مسرحية، وخضت تجارب أداء الأدوار، وعملت مساعد مخرج. طاردت الحلم الذي تبلور ثم وجدته يتحقق».

بعد عرض الفيلم المصري «القرد بيتكلّم» (2017) الذي تَشارك في بطولته مع أحمد الفيشاوي، وقبل عرض الفيلم الهوليوودي «جيوستورم»، الذي أدى فيه دوراً، جمعنا بعمرو حوار حاولنا عبره تحليل أسباب إهمال الجمهور أفلاماً جيدة يحتفي بها النقّاد، في حين أنّ أفلاماً يعتبرها البعض سهلة وسطحية تستقطب الجماهير. دافع عمرو عن «القرد بيتكلّم» دفاعاً لم يخف شعوراً بالمرارة بسبب خسارته المادية كمنتج لفيلمين هما «الشتا اللي فات»، الذي أنتج عام 2013 وتدور أحداثه أثناء ثورة 25 يناير، و«القط» (2014). «لكن المكسب الأدبي من هذين الفيلمين يتجاوز المكسب المادي»، يقول عمرو، ويضيف أن «عمرو واكد الممثل استفاد من هذين الفيلمين، خصوصاً أن”الشتا اللي فات” منحني جائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي، وعرض في مهرجان فينيسيا حيث رُشّح لجائزة أحسن فيلم ولتمثيل مصر في جائزة الأوسكار. كل هذه العوامل مكاسب حقيقية. لا يهمّني أن تجمع أفلامي الأموال إذا كان ثمن الربح المادي أن ينحدر مستوى الأداء وأن أعجز عن المنافسة في مهرجانات العالمية. خسارة كبرى ألا نستطيع المنافسة إلا ضمن محيطنا. كما أنني كمنتج أفخر بتقديم هذين الفيلمين للسينما المصرية. وربما لم أجد المعادلة التجارية الصحيحة، لكن هذا لا يعني أن العيب في الفيلم أو في الجمهور. ظروف التصوير اضطرتنا لصرف مبالغ طائلة لم نستردّ جزءاً كبيراً منها، لكن الفيلمين أبصرا النور وعرفا النجاح الفني، وهذا الأمر أهمّ مني ومن المال الذي أنفقته». وهنا يؤكد عمرو، الذي يصف الفيلم السينمائي بأنه سلعة ثقافية، على أنه ليس ضد إنتاج الفيلم التجاري. «أنا لست ضد الأفلام التجارية على اختلاف أنواعها، بل أنا مع إتاحة الاختيارات المتنوّعة».

عمرو يرتدي سترة من بول سميث لدى جان بيير بوا، قميص من سان لوران، بنطلون من مارك جيكوبس لدى جان بيير بوا، جزمة من جرينسون. سارة ترتدي بذلة من زي غارسيا، حزام من إيلي صعب، حذاء من ماكس مارا. بعدسة ڤلاديمير مارتي لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

وبعيداً عن الأفلام التجارية شارك عمرو أخيراً في فيلم «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي والذي افتتح مهرجان قرطاج السينمائي في دورته الفائتة. «اسم رشيد مشهراوي الظاهرة الفنية العربية جذبني إلى مشاركة في الفيلم لأنني لمست صدقه في التعبير، وأدرك أنه لا يهتم بتقديم النموذج النمطي السائد بل يسعى إلى التجديد، وهو من المخرجين الذين أثروا فيّ».

عمرو الذي يعيش حلمه، تعلّم الكثير منذ بداية الرحلة، وهو اختار التعبير عن مواقفه السياسية، من دون أن يتساءل إذا كانت ستؤثر في مستقبله الفني في بلده. حين نسأله عن الندم، يجيبنا بسؤال: «ما هو الندم؟ وعلامَ أندم؟ على موقف أو اختيار؟ إذا أرجعت الساعة إلى الوراء سأعيد أخطائي، إذا كانت أخطاء، لأنني سعيد بتجربتي في الحياة. لذا لا أندم ولا أجد أي معنى للندم». يصمت قليلاً ثم يضيف: «هل أنا مع الحق أم الظلم؟ تربيت على أن أكون مع الحق، وإذا أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء سأكون مع الحق، وإذا قفزنا إلى المستقبل، سأتمسك بالحق ولن أندم على اختياره».

«أدعم سارة وأساندها لأنني أريدها أن تتألق ولا يمكن أن أملي عليها قراراً أو أن أتدخّل في عملها»

يجرّنا الحديث إلى تأثر الفن بالأجواء السائدة وإن حاول أن يفتح نافذة على واقع أجمل. «الفن مرآة المجتمع. وليست الفنون، من الرسم إلى الرقص والموسيقى في أفضل حالاتها في مجتمعاتنا العربية التي تعيش المعاناة نفسها. كلنا نعيش اللحظة نفسها ونتأثر بها، وقد تعبنا، خصوصاً أنه يصعب علينا أن نفهم ما يجري. لم يسبق أن وصلنا إلى هذا المستوى من الانحدار. كنا نقدّر التنوّع، كنا شعباً متقدماً متسامحاً منفتحاً، يعيش بيننا الإيطاليون واليونانيون والإسبان وأبناء جنسيات مختلفة. ثم فجأة طفت على السطح هذه المشاكل وظهر هؤلاء الذين يرفضون الآخر، ويجدون من يفكرون مثلهم ويدافعون عنهم. أنا شخصياً في مصر لا أرى دعاة التعصّب هؤلاء، لا أصادفهم، لكنهم موجودون وجرائمهم تؤكد على وجودهم. لقد أعلنت أكثر من مرة أننا كفنانين يجب أن نقدّم أعمالاً تشرح معنى التسامح وقبول الآخر، وتظهر نور الإسلام ودور العرب والمسلمين في ترجمة علوم الأقدمين ونشر الفكر والمعرفة».

سترة وقميص وتنورة وحذاء من إيرمانو سكيرڤينو، حقيبة من إيلي صعب، قرطان من لاينارجنت. بعدسة ڤلاديمير مارتي لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

من التاريخ الذي يبحث فيه عمرو عن أجوبة، ينتقل إلى الحديث عن الموسيقى حين نسأله عما يلهمه. «تهزّ الموسيقى مشاعري، وما زلت حريصاً على العزف واكتشاف الجديد، كتطوّر الموسيقى الإلكترونية ودمج الأنواع الموسيقية المختلفة. لكن عندما أعزف، إحساسي الشرقي يتغلّب على الغربي المتقدّم في إنتاج الأصوات المختلفة وعلو الطبقات. الشجن الشرقي العربي هو الذي يجذبني».

ثم ينظر عمرو إلى سارة ليعلن أن الجمال يلهمه. «يلهمني الجمال، جمال سارة زوجتي». نتبادل مع سارة الابتسامات قبل أن تشارك في الحوار الذي يجمعنا. يضحكان حين يذكران أن بعضَ من يكتبون عن علاقتهما لا يركزون على أنهما زوجان. «يكتبون أننا نظهر معاً دوماً». لكن البعض يكتب أن ظهور سارة وعمرو معاً نادر في المناسبات الرسمية. «لأننا نسافر كثيراً، نتنقّل من محطة إلى أخرى. وفي العام الماضي ارتبطت بالتصوير في نيس حيث أمضيت نحو سبعة أشهر، فلم يتسنّ لنا أن نتواجد معاً في مصر خلال مدة طويلة».

«يجب أن تجمع بين الزوجين مساحة من الصداقة»

يعترف عمرو بأن إعجابه بسارة ولد منذ شاركت في فيلم «القط» الذي أنتجه وأدّى فيه دور البطولة. «أعجبتني منذ النظرة الأولى». أما سارة فتكشف احترامها لموهبة عمرو واكد من قبل أن تتعرّف إليه. «كنت معجبة بتمثيله المتميّز. أرى أنه من الممثلين الأكثر نجاحاً والأشد قدرة على رسم الشخصيات على الشاشة من دون الاكتفاء بتقديم الدور من خلال سرد الكلام بشكل مقنع. عمرو يخلق فعلاً عالماً خاصاً به».

يضحك عمرو ليشير إلى أنها ستقول الآن أجمل الكلام بما أنه جالس إلى جانبها. فتقاطعه سارة قائلة: «تعرف أنني صريحة إلى أبعد الحدود».

بعدما وقعت سارة في غرام عمرو شاهدت معظم أفلامه. «هو لا يشاهد أعماله، لكنني أتابعها. فهو يفضّل ألا يتفرّج على نفسه بعد الانتهاء من العمل. لا يحب أن يحكم على أدائه، خصوصاً أنه ليس من النوع الذي ينهي دوره ويقول إنه أبدع فيه وإنه سعيد به. لأنه فنان حقيقي يرافقه الشك والقلق والخوف من اكتشاف مستوى تفاعل الجمهور».

بذلة من غولا بيرتن، قميص من دريس ڤان نوتن لدى جان بيير بوا.بعدسة ڤلاديمير مارتي لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

تبدو ملامح الصداقة واضحة في الانسجام بين الزوجين. «نعم نحن صديقان»، يكشف عمرو، «أحياناً ننسجم في التنافس في مباراة كرة الطاولة كصديقين يتسكعان معاً ويقومان معاً بأنشطة كثيرة». وهنا تضيف سارة: «نحب الناس ونمضي أوقاتاً رائعة مع الأصدقاء. نحب الغردقة حيث يمكن أن نستأجر مركباً ونمضي معاً أسبوعاً في عرض البحر. يجب أن تجمع بين الزوجين مساحة من الصداقة». وعن الصفات التي يتشابهان عبره، «نحن الاثنان عنيدان وقويان وحالمان»، تقول سارة التي يضيء جمالها تحت شمس برشلونة الشتوية. ماذا عن القاهرة، هل تشعران بالغربة في مجتمعكما؟ «أبداً لا أشعر بالغربة»، ترد سارة. «بلدي هي أمي وأخي وعمي وأهلي»، يجيب عمر. ثم تكمل سارة «على المستوى الشخصي نحن محاطان بأهلنا وأصدقائنا الكثر. أما في ما يتعلّق بمجتمع الفن، فما زلت على تواصل مع الممثلين الذين تعاونت معهم في الأفلام الثلاثة التي قدّمتها، وكثر بينهم أصبحوا أصدقائي. أحتفظ بصداقات من عالم الفن، نسجتها قبل دخولي عالم التمثيل. الإعلام يهوّل، يكتب ما يهدف إلى جذب القراء بدلاً من نقل الحقيقة».

بدا واضحاً من كلام سارة أن ما تم تداوله عن رغبتها في الابتعاد عن الفن بعد زواجها غير صحيح. «حياتي كلها مبنية على الفن. لقد درست في الجامعة الأميركية في القاهرة الفلسفة والفنون، وسافرت إلى كندا حيث درست التصميم الداخلي ثم أنهيت في إيطاليا ماجستير في التخصّص نفسه، وعملت في هذا المجال خلال ثلاثة أعوام. بعد ذلك عدت إلى عالم الإعلانات حيث أتيحت لي فرصة التمثيل التي قدّمها لي المخرج أحمد علاء بعدما كنت قد صوّرت تحت إدارته إعلان آيس كريم».

يتدخل عمرو هنا ليقول: «منذ زواجنا، انتشرت شائعة تفيد بأنني طلبت من سارة أن تترك عملها لتجلس في البيت.  لكنني لست هذا الرجل وهي ليست هذه المرأة». وهنا تكشف سارة عن الدعم الذي يقدّمه لها عمرو: «عمرو يشجعني على العمل، ويساعدني في قراءة النصوص. لقد شاركت كتلميذة في ورشة قدّمها العام الماضي واستمرّت ثلاثة شهور. كما تدرّبت في شركته «زاد» حيث اطلعت على تفاصيل الإنتاج والإدارة الفنية وتقديم الرسوم المتحرّكة، وحيث عرضت خبرتي في تصميم الديكور. عمرو أكثر تمرّساً في العمل، أستمع إلى نصائحه وإرشاداته خصوصاً أنني أعشق المجالات التي أعتبره خبيراً فيها. أتعلّم منه كل لحظة».

عمرو يرتدي سترة من دولتشي آند غابانا، تي شيرت من سيشر، بنطلون من كانالي، جوارب من كالزيدونيا، حذاء من جرينسون. سارة ترتدي فستان وقرطان وقلادة من دولتشي آند غابانا، حذاء طويل الساق من آندرو جن. بعدسة ڤلاديمير مارتي لصالح عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة.

يعلّق عمرو على كلام زوجته قائلاً إنها «ممثلة قوية، تعرض عليها أدوار عديدة، لكنها لا تشعر بأنها تناسبها، وقد حاولت إقناعها بأحدها لكنها لم توافق. وهي صاحبة القرار، نتناقش في ما يعرض عليها، وأنا أدعمها وأساندها لأنني أريدها أن تعمل وتتألق، لكنني لا أملي عليها قرارها ولا أتدخّل في عملها».

يؤمن سارة وعمرو بأن العلاقة الناجحة تؤثر في طرفيها في شكل إيجابي. «أنا مترددة»، تقول سارة، «وعمر يقرّر في ثلاث ثوان. أحاول أن أتعلّم منه هذا الحزم في اتخاذ القرارات». أما عمرو فيعترف بأن سارة غيّرته «أصبحت أكثر هدوءاً وحكمة»، يتوقف ثانية عن الكلام لينظر إلى سارة ويقول ممازحاً: «ربما لأواجه ترددها».

«حان وقت العمل»، تقول سارة. «أولوياتي واضحة الآن. بعد زواجنا اختفيت، غرقت في أيام سعيدة. وكنت أعمل خلف الكاميرا. لكنني الآن أريد أن أركّز تماماً على حياتي الفنية».

خلال أسفاركما أي مكان شهد ولادة أجمل الذكريات؟ أجابا معاً من دون تردّد: نيو أورلينز حتماً!

نشر هذا اللقاء للمرّة الأولى في عدد شهر فبراير من ڤوغ العربيّة بقلم هالة كوثراني.
تصوير: ڤلاديمير مارتي
تنسيق: دانيال غونزاليس إليزوندو
تصفيف الشعر والمكياج: دانيال رول من ديور
مساعد التصوير: زافي فيغا
مساعد التنسيق: أليكس مونتويا

أبناء عمرو دياب… نشأةٌ تحت أضواء الشُهرة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع