تابعوا ڤوغ العربية

تعرّفوا على الفنان جوان يوسف: شاب غجري معاصر

Jwan Yosef. Photo by Omar Cruz. Courtesy of the artist

جوان يوسف. تصوير عمر كروز. حقوق الصورة للفنان

الرسام،والفنان التشكيلي السوري جوان يوسف في لقاء خاص يجمعه مع ڤوغ العربيّة ليحدثنا عن الهويّة الإزدواجيّة وعن معرض ماسكينغ الذي سيقيمه في ستوكهولم.

من هو جوان يوسف؟

أعتقد أنه شاب لديه خطط واسعة في الحياة تتّسم بالكآبة. لا في الواقع أنا أبحث عن هذه الإجابة لدى الآخرين. لقد بدأتَ هذا اللقاء بأصعب الأسئلة.

إليكَ سؤال أسهل: لقد شاركت وفزت في عدد كبير من المسابقات منها جائزة ثريدنيدل في كولومبيا وجائزة بيرس المعاصرة للفنون الناشئة (2013) . ما هو سبب نجاحك؟

بدأت مسيرتي بعد تخرجي من جامعة سانت مارتن، وافتتحت الاستوديو الخاص بي مباشرةً. عملت فيه بجهد كبير وبدأت أعمالي تجذب الأنظار، وشاركت بعدها في العديد من المعارض التي أدّت لمشاركتي في مشاريع أخرى. حياة الفنان مجهدة ولكنها نعمة لا أود تبديلها بأغلى مافي العالم.

سكنت سابقاً في سوريا وستوكهولم ولندن وستنتقل الآن إلى لوس آنجلوس، آرى أنك تتبع نمط معيّن ….

قضيت أول عامين من عمري في بلدة راس العين في سوريا، إن كان هناك أي نمط هنا فأنا أتعمّق إلى جهة الغرب. كل مدينة مختلفة عن الأخرى، ومع ذلك كل مدينة لعبت دوراً رئيسياً في أعمالي. أعتقد أن الشخص لا ينضج كلياً إلا عندما يغادر المدينة التي نشأ فيها أو البلد بأكملها.

أخبرني أحدهم أنك لا تستطيع القيادة، أنت أول شخص عربي أقابلة لا يملك رخصة قيادة، والآن أنت على وشك الإنتقال لمدينة لوس آنجلوس، أليس ذلك بمثابة الركوب على متن التايتانك دون سترة نجاة؟

(يجيب ضاحكاً) أعرف، سأكون غريباً في مدينة تجمع عشاق السيارات. أعتقدت بطريقة ما أنني سأكون قادراً على إكمال حياتي دون الإضطرار لقيادة السيارة، وقد تمكنت من ذلك في المدن المزدحمة حتى هذه اللحظة. ستكون السيارة لعنة بالنسبة لي أكثر من كونها مفيدة، ولكن لوس آنجلوس مدينة كبيرة ربما أتعلم القيادة هناك.

هل ترى نفسك كرحّال عصري أم بدوي متحضّر؟

سأختار رحال عصري بالتأكيد، يعجبني هذا التعبير. ولكن غجري معاصر هي الأنسب لواقعي. لطالما كان الترحال شيء رائع بالنسبة لي، ولكني أفضل الاستقرار في مكان واحد لفترة طويلة على عيش حياة الترحال المتواصل.

تقول صفحتك على انستقرام أنك autist from London، فقد دمجت كلمتي متوحّد وفنان في كلمة واحدة، هل هذه مزحة؟

(يضحك)

هل يراك أهلك وأصدقاؤك المقربينعلى أنك شخص خفيف الظل؟

يميل أصدقائي إلى السخرية مني، وليس الضحك معي. وجودي في لندن لسبع سنوات راكم عندي حساً ساخراً لا يفهمه الأمريكيون، ولكنه يعجب الأوربيين، أما العرب فيتساءلون لم يتحدث هذا الشخص وكأنه أجنبي؟

Preview from the November, 10th exhibition in Stockholm. Courtesy of the Jwan Yosef.

صورة من معرض ستوكهولم الذي افتتح في الـ10 من نوفمبر. حقوق الصورة لجوان يوسف

يطغى الهدوء على معظم أعمالك الفنية، هل هذه صفة في شخصيتك؟

بدون شك، أنا شخص هادئ جداً، أستمتع بالصمت حتى في صحبة الآخرين، وينطبق الشيء ذاته على أعمالي الفنيّة، حيث يظهر عليها شيء من الرقّة، فلا تكون صاخبة مهما كبر حجمها.

أحب في الحقيقة الأجواء الفنية بالعموم سواء الحشود الصاخبة أو الهادئة. أحب أية مناسبة سواء كانت مزدحمة أو هادئة.

هل في ممارسة الفنون شيء من الإغراء؟

قد تكون ذلك نعم، ولكن قد تضم شيئاً من الرفض كذلك. أجد أعمالي مغرية في بعض الأحيان في خطوات صنعها وشكلها النهائي. يوصل الفن انطباعات مختلفة ومعانٍ تظهر لكل شخص بشكل مختلف. وأعتقد أن كل وظيفة مغرية بطريقة ما، الفن يظهر جوانباً غريبة تتخطى التوقعات الطبيعيًة عادةً، ولكن تعبئة الأوراق قد تكون وظيفة مغريّة أيضاً، أليس كذلك؟

أخبرني عن معرضك المقبل في ستوكهولم.

سيفتتح أول معرض فردي لي أبوابه يوم الـ10 من نوفمبر في صالة ستين بروجيكتس في ستوكهولم. سأعرض فيه سلسلة جديدة من الأعمال التي أركز فيها على المواد المستخدمة في صنعها، كما سأعرض مجموعة من التحف الفنيّة التي تعد قفزة بالنسبة لي كرسام، إذ ركزت على مفهوم الإزدواجيّة في مرحلة ما بين الرسم والنحت. هذا العمل مغري للغاية ومع ذلك أجده سياسي.

يبدو مبسيطاً كذلك.

بصراحة، أستغرقت هذه الخطوات عدة سنوات، ولازلت أكافح لأظهر هويتي الخاصة على هيئتها المبسّطة، ولكني اكتشفت أني كلما أخفيها تظهر أكثر. هناك كم هائل من الحرية في الأعمال البسيطة والتجريديّة، وهذا ما يتيح مجالاً لحريّة تفسيرها.

يظهر استكشافك لمفهوم الإزدواجيّة كذلك، وذلك يدور حول هويّتك بالأساس. ما الذي يمكن أن تقوله لي عن هويتك؟ وهل بلغت مرحلة في حياتك تعرف فيها من أنت وما هي أهدافك؟

الإزدواجيّة موضوع قويّ جداً بالنسبة لي سواء في شخصيّتي أو أعمالي، فقد ولدت في سوريا لأم أمريكيّة وأب كردي، كما كان لنشأتي في السويد يداً في تكوين شخصيّتي المتقلبة. أشعر بأني أعرف ما يمكن أن أكون وما أريده من خلال ذلك، وأستطيع أن ألخصه في مفهوم واحد. أريد أشياء كثيرة في حياتي، كما أريد أن أكون شخص متعدّد الاتجاهات كذلك.

ماذا كنت لتكون إن لم تكن فناناً؟

نت لأكون كاتباً، إنها مهنة تسمح لي بأن أنعزل أكثر، فأنا أنجذب لفكرة المجالات التي تسمح لي بالانفراد، لا أن أكون في اتصال مباشر مع عميل أو رئيس العمل. وعلى الرغم من ذلك أجد نفسي مفتقداً لهذا النوع من الوظائف، فهناك شيء جميل في مجتمع العمل والمكاتب. يالي من شاب معاصر…

أي كتاب تضعه بجانب سريرك حالياً؟

Atlas Shrugged  للكاتب آين راند. أعلم، إنه يظهر ليبراليتي.

إن كنت سترسم نفسك أو ستصنع منحوتة أنت موضوعها، كيف سيكون شكلها؟

ستكون بيضاء. لوحة خالية أو شفافة أو منحوتة مسطّحة.

عندما أقولفن في الشرق الأوسطماذا تجيب؟

إن شاء الله! لكن في الواقع إنه مجال صغير ولكن قوي. كأننا الثائرون على الإمبراطوريّة في فيلم ستار وورز.

جوان يوسف يفتتح معرضه “ماسكينغ” في صالة ستين بروجيكتس في برونسجيتن  21B، ستوكهولم، ما بين الـ10 من نوفمبر والـ3 من ديسمبر.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع