تابعوا ڤوغ العربية

مهرجان شبّاك 2017… نافذة الإبداع العربي

وثائقي للمخرج العراقي محمد الدراجي

تقام في لندن بين 1 و16 يوليو الجاري الدورة الرابعة من بينالي الفنون العربية، مهرجان “شُبّاك 2017” الضخم الذي يلقي الضوء على المشهد الثقافي العربي المعاصر.

خلال ستة عشر يوماً، يُنظَّم ضمن إطار مهرجان “شبّاك” في ثلاثين موقعاً مختلفاً سبعون عرضاً تكشف عن إبداع مئة وثلاثين فناناً من 14 بلداً عربياً، مستقطبةً جمهوراً يصل عدده إلى خمسين ألفاً. وتتنوّع عروض المهرجان الذي انطلق من لندن ووصل إلى مانشستر وليفربول وغيرهما من المدن البريطانية، لتقدّم فنوناً بصرية من رسم إلى تجهيز وفيديو، وموسيقى ومسرح وسينما وأدب ورقص. ويشارك في الدورة الجارية فنانون عرب أثبتوا تميّزهم مثل فرقة الروك المصرية كايروكي والمغنية ومؤلفة الأغاني تانيا صالح والموسيقية بشرى الترك التي تقدّم عملاً أوبرالياً بعنوان “نساء عند نقطة الصفر” مقتبساً من رواية نوال السعداوي “امرأة عند نقطة الصفر”. ويقدّم وائل قديح (ريس بك) ورندا ميرزا (لاميرزا) عمل أدائياً موسيقياً وفيديو بعنوان “غرام وانتقام”، كما تقدّم مصممة الرقص بشرى ويزغن عرضاً بعنوان “غربان”. ونذكر من المشاركين في المهرجان الفنانين لاريسا سنسور وخالد جرار وخالد بركه وزهرة الغامدي وريم الناصر ودانا عورتاني وعصام كرباج ومنيرة القادرة وسلافة حجازي، والشعراء والكتّاب جولان حاجي ودنيا ميخائل ومنى كريم وبسمة عبد العزيز، والمخرجين هالة العبد الله وعلاء الدين سليم وسداد كعدان.

تجهيز لعصام كرباج بعنوان 2 Unearthed

ويؤكد المدير الفني للمهرجان إيكهارد ثيمان على الاهتمام بعرض أعمال مختلفة وأحياناً متناقضة لأنّ تنوّع البرنامج يمنع المقاربة الواحدة والقراءات السطحية لما تقدّمه الثقافة العربية. “نحاول أن ننظّم برنامجاً مبتكراً يسمح للجمهور بالانفتاح على آفاق جديدة. لندن محظوظة بغنى الثقافات فيها، وأنا أجول في المنطقة العربية لزيارة المهرجانات ومؤسسات أهدافها مشابهة لأهدافنا، وأتكل على خبرة زملاء أثق بهم في العالم العربي وعلى شركائنا، كما نتعاون مع عدد من منظمي المعارض والقيمين على الأحداث الثقافية خصوصاً الأدبية منها والسينمائية، لننجح في تقديم منصّة تستقطب جماهير وتعرّفهم إلى الفنانين العرب المعاصرين. فنكشف من خلال الحفلات الموسيقية والمشاهد التمثيلية وعروض الأفلام والقراءات والأعمال الفنية إبداع الفنانين العرب في عالم مبني على التواصل”.

العمل الأوبرالي “نساء عند نقطة الصفر”

“العالم العربي في قلب الأحداث التي يغطيها الإعلام العالمي”، يقول ثيمان. “وكثر يحاولون فهم قضايا أيامنا وما يجري حولنا بطرق أذكى وأعمق وأقرب إلى التحليل الإنساني العاطفي والنقد. يثبت جمهورنا أن ثمة فضولاً وانفتاحاً للاستماع إلى أصوات وقصص مختلفة والتعرّف إلى رؤى فنية جديدة. لا نهدف بالضرورة إلى مواجهة الكليشيهات السلبية، لكن إلى الكشف الدقيق والثري عن مشهد أشدّ تنوّعاً وتعقيداً من المشهد الذي تصوّره وسائل الإعلام”.

عرض أدائي لدانا عورتاني وريم الناصر وزهرة الغامدي.

هذا ما توثّقه أعمال الفنانين المنطلقة من الرغبة في التعبير عن القضايا المعاصرة. “هم يستوحون موضوعاتهم من الأزمنة التي يعيشون فيها. لكنهم يختارون زوايا شخصية ومائلة لتفسير واقعنا. الهوية موضوع يشغل فناني الخليج الذين تلهمهم العلاقة بين مجتمعاتهم سريعة التغيّر وتعلّقهم بالتقاليد. فنانون كثر يغوصون في تحليل ميراثهم الثقافي وعلاقتهم بالماضي، وهو موضوع حساس في زمن هدم المواقع الأثرية والتراث الثقافي وتهديد وجود الفنانين. وثمة تركيز على السير الذاتية والحنين في أعمال عديدة تشرك أيضاً بأسلوب جذاب الثقافة الشعبية في الزمن الماضي. نورا كريف تتذكر طفولتها من خلال أغاني أم كلثوم التي كانت تغنيها أمها. الدي.جاي ريس بك يلجأ إلى مقاطع حيّة وإلى مزج الماضي بالحاضر ليمنح مشاهد من أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية هوية سمعية جديدة حيّة. مخرجة الأفلام الوثائقية سداد كعدان رسمت في فيلمها شخصية مؤثرة لطفل يحاول التخلّص من اضطراب ما بعد الصدمة. مثقال الزغير يصوّر عبر الرقص الإحساس بالاقتلاع من المكان الذي ننتمي إليه. إنسانية هذه الأعمال لا يعبّر عنها التدليل على ما يمكن أن يؤدي إليه العنف، بل إظهار كيف يكمل الإنسان الحياة رغم كل شيء”.

كايروكي عن الموسيقى والجمهور والقاهرة  

الموسيقى غيّرت حياتنا، دفعتنا إلى اختيار طريقنا ووسّعت آفاق تفكيرنا. والموسيقى تلهم الناس وتثقفهم، لكنها وحدها لا تدفع نحو التغيير. الأغاني التي نقدّمها تعكس ما نعيشه، وتساعدنا بالتأكيد على فهم المجتمع.

جمهورنا لا يمكن أن نحدّه بفئة واحدة، لكن يمكن أن نقول إن معظمه من الشباب الذين يمثلون القوة الدافعة نحو مستقبل أفضل. وشباك 2017 منحنا فرصة تقديم موسيقانا لجماهير من ثقافات مختلفة في لندن العظيمة.

القاهرة ملهمتنا، كبرنا فيها وتأثرنا بعظمة تاريخها وبتطوّرها. القاهرة موجودة في اسم الفرقة الذي مزجنا عبره بين كايرو وكاريوكي.

تانيا صالح بصراحة

فنانة عربية مستقلّة. أن أكون فنانة عربية مستقلة يعني أن أعاني كي يُسمع صوتي، وألا تستقبلني المحطات التلفزيونية أو الإذاعية المحلية إلا إذا دفعت ثمن ظهوري. يعني أنني واحدة بين آلاف الموسيقيين المستقلين العرب الذين لا يمكن وضعهم ضمن الخانة نفسها والذين يختلف مستواهم الموسيقي. يعني أن أموري تحتاج إلى ترتيب، لكنني أيضاً حرة من قبضة شركات الإنتاج الكبرى التي لم تعد موجودة على كل الأحوال في العالم العربي.

طريقي. لم يكن صعباً أن أشقّ طريقي الموسيقي المختلف، كنت صادقة في رغبتي في التغيير وطرح المختلف، لكن للأسف هؤلاء الذين يريدون صوتاً جديداً ومختلفاً على الساحة الموسيقية العربية ليسوا الأكثرية.

الواقع. أكتب أغاني عن واقعنا ويبدو أن وقعها مسموع. فأنا واثقة بأن الشباب يتفاعلون مع ما أقدّمه. الأجيال الجديدة في لبنان ومصر وتونس وفلسطين والأردن وسوريا يعرفونني، هذا على الأقل ما تدلّ عليه صفحتي على فايسبوك. وأنا ممتنة لذلك. ممتنة أيضاً لمشاركتي الأولى في مهرجان شباك، سعيدة بفرصة الغناء في لندن التي ألهمتني موسيقياً وجمالياً.

ظافر العابدين يطلعنا على الشيء الوحيد الذي يرغب أن يعرفه جمهوره عنه. 

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع