يحتفي عدد ديسمبر من ڤوغ العربية بتطوّر مسيرة نجمة الغناء والأيقونة اللبنانية نجوى كرم، كما يلقي الضوء على بريقها الدائم.
تختتم الفنانةُ الشهيرة، الحائزةُ على عديد من الجوائز وصاحبةُ أنجح الألبومات، العامَ الحالي بظهور مدوٍّ، حيث تتألق على غلاف مجلتنا بمجموعة من الإطلالات المثيرة التي تجسِّد أجمل محطات أناقتها وجمالها. ومع أن المجتمع كثيرًا ما يُشعِر النساء بالتهميش والتجاهل حين يتقدمن في العمر، تقف نجمتنا البالغة من العمر 58 عامًا أمام الكاميرا بثقة، وتنظر إليها بجرأة المرأة التي تعلم مدى جاذبيتها، متألقةً تارة بفستان أحمر برّاق من “جان لويس ساباجي“، وتارة أخرى بطبقات من الأقمشة الذهبية من “جورج شقرا“. تقول بفخر: “أحب المرايا؛ لقد أحببتها في جميع مراحل حياتي المختلفة. وعندما أشاهد صوري القديمة وأقارنها بما أنا عليه اليوم، أحب نفسي أكثر الآن“. ويوافقها رئيس التحرير مانويل أرنو على هذا الرأي تمامًا؛ ففي كلمته هذا الشهر، يوضح أن هذا العدد يمثّل بيانًا يعارض التمييز على أساس العمر قائلاً: “العمل في صناعة الموضة، المتعطشة بطبيعتها للتجديد، يعني أننا جزء من نظام يمتاز فيه العارضون والمصممون وحتى المحررون بمدة صلاحية – مع بعض الاستثناءات النادرة بالطبع“، مضيفًا: “ينبغي ألّا نستبعد أحدًا بناءً على تاريخ ميلاده، وهو ما نُعبِّر عنه بفخر في ڤوغ العربية حيث سعينا، بقدر ما أمكننا، إلى ضم النساء من جميع الأعمار والأحجام والخلفيات“. ولا شك أن الاحتفاء بالنجمة نجوى كرم خير دليل على ذلك.
ومنذ أن فازت بالمركز الأول في مسابقة الغناء التلفزيونية “ليالي لبنان” وحتى إطلاق ألبومها الأول “يا حبايب” عام 1989، أخذت نجوى تصعد مدارج الشهرة خطوة بخطوة، بكل عزم وثبات. والآن، بعدما أطلقت أكثر من 20 ألبومًا بخلاف حصولها على عديد من الجوائز العالمية، تستعد النجمة اللبنانية لإسعاد جمهورها بأغنيات جديدة وحفلات غنائية لها في الإمارات وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. تقول بابتسامة دافئة: “كنت منذ طفولتي أحلم دائمًا بالشهرة. وأنا على يقين تمامًا من أن ما تؤمن به هو ما ستكون عليه، إذا كان لديك القدر الكافي من العزيمة والإصرار“. وتضيف: “أحب أن أعتبر موسيقاي امتدادًا للموال اللبناني والموسيقى الشعبية، التي أسستها قبلي أيقونات مثل صباح ووديع الصافي“. أما عن ثورتها في عالم الموضة، فتقول: “الإطلالة المناسبة يجب أن تُشعركِ بالراحة والرضا حتى تتمكني من أن تُخطي خطوتكِ الأولى من غرفة تغيير الملابس إلى الخارج“.
وبينما تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني الثالث والخمسين هذا الشهر، يسلّط عدد ديسمبر الضوء أيضًا على عدد من أنجح الشخصيات في البلاد. وفي البداية، نلتقي الفارس الأولمبي عمر المرزوقي وشقيقته مثايل. وبعد أن أصبح أول عربي يفوز بجائزة أفضل نجم صاعد المرموقة من الاتحاد الدولي للفروسية، والإماراتي الوحيد الذي نجح في الوصول إلى النهائيات في أولمبياد باريس رغم كونه أصغر فارس مشارك في السباقات، يتحدث عمر وشقيقته مثايل عن طفولتهما الحافلة بالأنشطة والتدريبات، وشغفهما برياضة القفز على الحواجز، ومستقبلهما الزاهر في هذه الرياضة. ويتذكر عمر طفولته قائلاً: “كان يومي شاقًا في طفولتي: أذهب إلى المدرسة صباحًا، وأتدرب مساءً، وأنام في التاسعة ليلاً. كان هذا صعبًا، ولكنني اليوم أرى كيف أتى كل هذا بثماره“. أما مثايل فتقول: “[والدنا] يزلل لنا كل العقبات، ويشجعنا على الإيمان بأنفسنا والمضي قُدُمًا. إنه يعتبر الخيول أكثر من مجرد حيوانات، ويراها أرواحًا يجب التواصل معها والعناية بها. ويدور الأمر حول الارتباط بها – برعايتها، والحفاظ عليها، وفهمها حق الفهم كشركاء لهم مشاعر“.
وبعد ذلك، نزور مكتب نادية زعل، رائدة الأعمال الإماراتية ومؤسِّسَة شركة “زايا” الاستثمارية بدبي ومديرة شركة “فايڤ هولدنغز“، وهي شركة ضيافة وترفيه تشرف على مجموعة فنادق “فايڤ” و“باشا غروب“. تقول بينما تصحبنا في جولة في أرجاء مكتبها: “تقع مكاتبنا الفاخرة في مكان كان يومًا ما سوقًا للسمك، وقد احتفظنا ببعض عناصر ذلك الماضي، ومنها حاجز مرسوم عليه أسماك ملونة“. ويعدّ مكتبها، الذي تغلب على كل أروقته الديكورات البسيطة والإضاءة الناعمة والألوان الهادئة، مثل لوحة من القماش عليها طائفة من المشروعات. وتضيف: “في بعض الأيام يكون [المكتب] منظمًا ومرتبًا، وفي أيام أخرى تُغطَّى الطاولات بالرسومات والمخططات المعمارية. إنها فوضى منظمة، ولكن هنا ينبثق السحر!”.
وبعيدًا عن الإمارات، يلقي عدد ديسمبر 2024 من ڤوغ العربية الضوء أيضًا على طائفة مختارة من الأسماء المتميزة الجديدة في المنطقة، ومنهم بطلة الجمباز الجزائرية كايليا نمور التي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، ورغم ذلك حققت إنجازًا تاريخًا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024 في باريس حين أصبحت أول لاعبة جمباز تمثل دولة أفريقية تفوز بميدالية ذهبية بانتصارها الباهر في منافسات العارضتين مختلفتي الارتفاع. وعن ذلك تقول: “لم يكن مجرد انتصار لي، بل كان أيضًا رمزًا للأمل والفخر للشعب الجزائري والعالم العربي بأسره بوجه عام“.
وكانت كايليا قد واجهت في عام 2022 تحديًا غيّر مجرى مسيرتها الرياضية حين أدى الخلاف بينها وبين الاتحاد الفرنسي للجمباز بسبب إصابة في ركبتها إلى منعها من المشاركة في المسابقات الكبرى. ولم يثن ذلك عزيمتها، فاتجهت إلى الجزائر، وطن والدها، الذي رحّب بها ترحيبًا حارًا. تقول: “لم تتح لي فرصة المنافسة باسم فرنسا رغم قدراتي البدنية والفنية، لذلك اغتنمت فرصة تمثيل الجزائر“. وكان هذا القرار نقطة تحوّل في مسيرتها. توضح: “لقد منحني تمثيل الجزائر فرصة إعادة صلتي بجذوري واستكشاف جانب أعمق من هويتي“.
وعلى صفحات قسم الموضة من مجلتنا، تنتظركم أيضًا أزياء جريئة تحمل توقيع تسعة مصممين سعوديين قدموا أحدث إبداعاتهم في أسبوع الرياض للأزياء خلال أكتوبر الماضي. وبينما تجسّد قطع نورا سليمان جوهر المدينة بمزيجها الذي يجمع بين الأناقة والخيال، تستقي أحدث مجموعة من “هاوس أوف سنمار” إلهامها من الطبيعة والحياة البرية في المنطقة العربية، فيما تعيد تيما عابد في مجموعتها إحياء فكرة الحديقة السرية، أما منى الشبل فتتبنى مبادئ التصميم البسيط المتجذرة في التراث السعودي.
وفي الرياض أيضًا، شهد شهر نوفمبر احتفال مصمم الأزياء اللبناني إيلي صعب بمرور 45 عامًا من النجاح في مسيرته بعالم الأزياء بعرض مرصع بالنجوم، حيث تهادت على مسرح الفعالية ألمع العارضات والمشاهير من حول العالم –من سيلين ديون إلى هالي بيري– متألقات بأزيائه الأيقونية. واحتفاءً بإرثه، تفرد له ڤوغ العربية هذا الشهر موضوعًا نابضًا بالتميُّز من صفحتين يستعرض باقة من أجمل ذكريات المصمم وأكثرها ارتباطًا بحياته الشخصية، كما يصفها صعب نفسه.
وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة عنفًا غير مسبوق، تطالعنا هواتفنا كل يوم بطوفان من الصور المروعة لأشخاص تحترق أجسادهم وهم أحياء وآباء يبحثون بلا حول ولا قوة عن أطفالهم تحت الأنقاض الناتجة عن القصف. وهذا الشهر نطرح سؤالاً: ما الثمن الذي عسانا أن ندفعه من صحتنا النفسية؟ عندما نتصفح الأخبار على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، يكون جهازنا العصبي مُستنفَرًا بلا انقطاع، ما يؤثر على كل شيء، بدايةً من الإيقاع اليومي لحياتنا ووصولاً إلى مستويات القلق التي تنتابنا. ولكن هل يتبلّد إحساسنا وتتحجر عواطفنا تجاه العنف بذهابنا إلى العمل ومواصلة حياتنا اليومية؟ وعن هذا السؤال، تجيب هبة عبد الجواد، المؤسِّسَة المشاركة لبرنامج اللياقة .body//HACK: fitness education قائلةً: “تقل استجابة المخ للمثيرات العاطفية تدريجيًا، ما يؤثر على الشعور بالتعاطف والتجاوب مع المشاعر“، وتردف: “ويظهر هذا الانغلاق النفسي في شكل فتور، وانفصام، وجمود المشاعر، ولامبالاة، وعدم اهتمام. ولكنه في واقع الأمر ردة فعل للتعرض لصدمة“. وفي حين أنه علينا ألّا نغض الطرف أو نلتزم الصمت تجاه ما يحدث، علينا تعلّم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بسفك الدماء المستمر حتى يتسنّى لنا إظهار أقصى قدراتنا في مساعدة مَن يعانون ذلك.
وعلى صفحات هذا العدد، تكتشفين أيضًا أفضل قطع “ريزورت 2025″ لنهاية العام، بالإضافة إلى صيحات الجمال التي اجتاحت العالم – من الإطلالات التي تحدد العيون إلى البشرة غير اللامعة بفضل التوزيع المثالي لمسحوق الوجه. وعلى صعيد آخر، تحتفي صفحات المجوهرات المتلألئة لدينا بقطع الذهب البسيطة الجديدة التي أبدعتها المصممة الإماراتية عذراء خميسة، وكذلك بالفصل الثاني من مجموعة “ديوراما وديوريغامي” من “ديور“، هذا علاوة على موديلات الساعات البرّاقة الجديرة بإضافتها إلى قائمة رغباتكِ لموسم الاحتفالات. كل هذا وأكثر، قريبًا بالأسواق!