بحثت عن حرس الملكة ممسكةً بطاقة التسوق الخاصة بي أثناء انتظاري خارج البوابات الحديدية الضخمة بينما بدأ الظلام يخيّم على مدينة لندن. وأخذت أقرأ العبارات المكتوبة على الأعمدة الملكية “أنتم مدعوون بإذن من أصحاب السمو الملكي أمير ويلز ودوقة كورنوول إلى متجر عيد الميلاد في المقر الملكي كلارنس هاوس.”
بدا المتجر ضبابياً من العهد الديكنزي حيث شعرت وكأنني أسافر عبر الزمن بداخله. لكن عندما دخلت البناء المذهل الذي تم تصميمه في عهد الوصاية على العرش من قبل المهندس المعماري جون ناش كانت الأجواء مريحة وكان بإمكاني تخيل تلك الأيام عندما استقبلت الملكة الأم الراحلة وكلبها قصيرة القامة من نوع كورجي حفيدها الأمير تشارلز. حيث يشير وريث عرش بريطانيا الآن إلى القصر كمقر إقامته في لندن بينما يعتبر قصر هايغروف في منطقة في جلوسيسترشاير كمنزله الطبيعي الصديق للبيئة.
حان الآن وقت التسوق! حيث بدأت جولتي في جناح يتكون من غرفٍ ملئت بفنون العائلة المالكة وتضمنت صورة مفعمة بالأنوثة للسيدة إليزابيث باوز ليون تحمل قبعة من القش قبل أن تتزوج الابن الثاني الذي أصبح فيما بعد الملك جورج السادس. لاحظت بأن قبعةً مشابهة لتلك التي كانت ترتديها في لوحة سيـﭭلي سورين كانت معروضة للبيع مزينة بقماش تويد لأمير ويلز (بسعر £59.95 جنيه إسترليني).
كما كان هناك كلب كورجي! ليس الكلب المدعو سوسان الذي يعود لأم الملكة والذي تصدر عناوين الصحف لأنه قام بِعضّ شرطي حينها، بل قطعة ديكور صغيرة جميلة لتزينوا بها شجرة الميلاد خاصتكم (بسعر 9.95£ جنيه إسترليني).
ذُهلت بالملكة ﭭيكتوريا واللوحات التي رسمتها للمناظر الريفية الاسكتلندية في المرتفعات العالية. حيث عُرضت لوحة أعيد نسخها من رسمة الأمير تشارلز نفسه بطريقة الطباعة الحجرية بالألوان المائية المرقمة وموقعة كتوثيقٍ لها. كنت محتارة بين لوحة لتلال لوشناغار أو لوحة كوخ غير معروف في منزل العائلة المالكة في بالمورال (بسعر 2,500£ جنيه إسترليني للوحة الواحدة).
ماذا عن الطعام وهو الموضوع الذي تحدث عنه تشارلز بشكلٍ علني وخاصة حول الحاجة للجودة العالية والفائدة المستدامة؟ كان الخدم يقدمون فطائر لحم مفروم صغيرة (بسعر 8.95£ جنيه إسترليني للعلبة) وقد اخترت مرطبان من عسل هايغروف (بسعر 9.95£ جنيه إسترليني). وبدت علب البسكويت المذهلة كهدية مميزة للجدة.
هذا وكان جانب البساطة حاضراً عبر وسائد الزوج والزوجة المخملية مع عناصر ملكية مثل تاج زينة مطرز إضافة إلى كلمة “ملك” أو “ملكة” منقوشة عليها. إن كنتم تحبون كلابكم أو قططكم فستكون تلك هدية رائعة بالنسبة لهم (بسعر 69.96£ جنيه إسترليني) رغم أنه قد تحظى دمية التارتان على هيئة العظمة باستحسان أكبر لدى الكلاب.
يتم التبرع بكافة أرباح مبيعات مجموعة هايغروف التي استحدثها منتجون حرفيون لمؤسسة أمير مقاطعة ويلز الخيرية التي أُنشئت عام 1979 لمساعدة الشباب ودعم الفنون والحفاظ على البيئة.
كما يوجد مستفيد آخر من الأرباح بحسب الرسالة الموقعة من الأمير تشارلز والموضوعة على الطاولة ضمن إطار يحيط بها.
حيث كتب الأمير فيها “استقت مجموعة هذا العام إلهامها من تارا Tara وهي الشجرة المقلمة على هيئة فيل في حديقتي بقصر هايغروف. سيتم التبرع بكافة أرباح مجموعة ديكورات عيد الميلاد الرائعة محدودة الإصدار هذه إلى مؤسسة إيليفانت فاميلي Elephant Family الخيرية التي نشترك في رئاستها أنا وزوجتي.”
لم يذكر الأمير بأن المؤسسة الخيرية هذه قد تأسست من قبل الراحل مارك شاند شقيق الدوقة كاميلا الذي كان عمل حياته وشغله الشاغل إنقاذ الفيلة.
استحضرت الحيوانات الضخمة هذه أجواءً نابضة بالحيوية والألوان كما لو كان كل فيل يرتدي أجمل الثياب لحضور حفل زفاف هندي. كانت طبعات الفيل على فنجان الخزف العاجي تارا إيليفانت (بسعر 21.95£ جنيه إسترليني) وأكواب تارا (بسعر 12.95£ جنيه إسترليني) والمناديل (بسعر 3.25£ جنيه إسترليني) باللونين البرتقالي الفاقع والوردي المثير وبرقع مطرزة على ظهورها متناسقة مع حقيبة مستحضرات تجميل بيزلي (بسعر 12.95£ جنيه إسترليني) إضافة إلى قلادة من الذهب والفضة بتصميمٍ مغولي (بسعر 79.95£ جنيه إسترليني).
لفت نظري أثناء اصطفافي في الطابور للدفع لحروف هايغروف كرسمس مع حقيبتي الهيسية باللون الأحمر الجذاب لوحة فوق درج النقود لكلاب ملكية تم رسمها في هضاب اسكتلندا بالطبع للملكة ﭭيكتوريا من قبل الرسام الإنجليزي أدوين لاندسير عام 1858. لم تكن لوحة العار معروضةً في حدث تسوّق هايغروف كرسمس. سأكون بانتظار نسختها المرسومة بيد الأمير تشارلز ذاته العام القادم.
يمكن زيارة متجر هايغروف كرسمس عن طريق الحجز المسبق ابتداءً من الـ23 من نوفمبر أو عبر الإنترنت على موقع www.highgrovegardens.com .