تابعوا ڤوغ العربية

نجمات في الشمس… حوار يجمع يسرا ونيللي كريم ودرة داخل عدد شهر نوفمبر

فستان من يسرا ترتدي فستاناً من ستيلا مكارتني، مع جواهر من نخلة، درّة ترتدي فستاناً من بوتيغا فينيتا، مع حذاء من جوزيبي زانوتي، وجواهر من ساند بوكس، نيللي كريم ترتدي فستاناً من فالنتينو، الحذاء من جوزيبي زانوتي، وجواهر من ساند بوكس. بعدسة ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

المهمة صعبة لكن مشوّقة بالتأكيد، أن نقتطع من يوم يسرا ونيللي كريم ودرة زروق وقت اجتماعهن في جلسة تصوير. بعد عشرات المكالمات وتبادل الكمية عينها من الرسائل الالكترونية، ها إننا هنا، تحت شمس الجونة في حضرة النجمات الثلاث.

أساس الحياة

يسرا ترتدي بلوزة من توم، من وتنورة من رولان موريه، كلاهما من باي سمفوني، أما الجواهر من نخلة. بعدسة ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

البداية مع يسرا في حديث من القلب، ونحن على شرفة الفندق قبالة مشهد بانورامي للبحر الأحمر. الممثلة القديرة حريصة على صورتها. الكاميرا تغازلها وتلتقط ابتسامتها التي لم تفقد شيئاً من روعتها. يحملنا الحوار إلى الحديث عن أوروبا التي تزورها “كتير قوي”. تُرى هروباً من مصر أم تعلّقاً بأوروبا؟ “لا يمكن أن أهرب من مصر، “دي حتّة من قلبي”. حتى في أسوأ ظروفها، ظلت قطعة مني”.

تحدّق يسرا إلى منظر الشاطئ الهادئ والسماء الملونة بأحمر وأزرق وأخضر المظلات المائية التي تلوح في الأفق، وتهمس بشيء من النشوة: “في أحلى من هيك؟ أنت شفت حاجة أحلى من كده؟”. أمام رغبتي في معرفة رأيها ببقعة معزولة عن باقي أنحاء البلد، تشرح: “صحيح أنّ الجونة مختلفة… القاهرة مدينة يعمل فيها 30 مليون نسمة. هي مدينة ضخمة. نحن هنا في منتجع يعيش فيه الناس صيفاً شتاءً بعيداً عن ضجة العاصمة. لكن هنا تجد كلّ شيء أيضاً. أنا أعيش في القاهرة، وأزور الجونة، ولكن أتردّد على العين السخنة، فهي أقرب إلى القاهرة، أصل إليها خلال ساعة، لكن ثمة مَن يقلني إلى هناك، فأنا لا أستطيع القيادة في الزحمة، رغم أنني أحبها”.

تعتذر يسرا عن صوتها الذي اختفى. فهي أمضت الليل الماضي بأكمله تصوّر فيديو كليب أغنية ذاع صيتها في الجونة: “ 3 دقّات” للمغني أبو، من ألحانه وكلمات تامر حبيب. بُثَّت الأغنية في كلّ مكان ودندنها كثر. أحدهم علّق قائلاً إنها بمثابة الأغنية الرسمية لمهرجان الجونة في دورته الأولى. “أبو مغنٍّ معروف على ما يبدو، ولكنني لم أكن أعرفه من شدة جهلي (تضحك). كلّمني صديق وقال إنه يريدني أن أشارك في الأغنية، فسألته: “أبو مين؟ يعني مخلّف مين يعني؟”، قبل أن أعلم أنّ هذا اسمه. في البداية، لم أكن متحمّسة، ولكن طار عقلي عندما سمعتُ اللحن. أقدّم في الأغنية “كوبليه” واحد. الجونة كلها لا تغنّي غير هذه الأغنية التي وُلدت هنا، وأبو أصرّ على أن أغنيها معه. وقد صوّرت الفيديو كليب المخرجة مريم أبو عوف، وأنتج الأغنية نجيب ساويرس بعدما وقع في غرامها. وللمناسبة، كلنّا متطوعون، لم نقبض فلساً. ساويرس متيم في الفنّ، يحب السينما كثيراً”.

“يجب أن نبرز نماذج مختلفة للنساء العربيات لا يقتصر حضورهن على المظهر الخارجي”

يحملنا هذا إلى الحديث عن سبب وجودنا هنا، أي مهرجان الجونة السينمائي الذي أطلقه رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، وعُقدت دورته الأولى بين 22و29 أيلول/سبتمبر. منذ البداية، كانت يسرا جزءاً من هذا المشروع كونها إحدى أعضاء اللجنة الاستشارية. تقول: “المهرجان نجح والدليل أنّ مَن في القاهرة الآن يريد حضور الختام. هناك مَن جاء من السعودية ولبنان وبلدان أخرى، بعدما أدركوا مستوى الافتتاح، وتحرّك لديهم الفضول لرؤية ما يجري على الأرض. تخيل أنّ القاعات الأربع كانت مكتظة بالمشاهدين. هذا مشروع يجمع السينما والفنّ والسياحة في الوقت عينه”.

ولكن ألا يوجد تضارب مصالح بين السينما والسياحة، فواحدة تعرّي المشهد بحثاً عن الحقيقة والثانية تروّج له؟ ليس هذا رأي يسرا التي تقول إنّ هذه نظرة ضيقة للأمور. “هل تعتقد أنه ليس في نيويورك أماكن قذرة؟ عندما نشاهد أفلاماً عنها، لا نعمّم الفكرة على نيويورك كلّها. وبالمنطق نفسه يجب التعامل مع السينما العربية التي تنقل الواقع العربي”.

لدى حديثنا عن التنظيم، تسألني يسرا: “ما هو أكبر مهرجان حضرته؟ كانّ؟ حتى في كانّ هناك ثغرات. لن تجد مهرجاناً من دون ثغرات. ولكن، إذا كنت تنتظر عدّ الأمور السلبية، فلن ترى غيرها. هذه النزعة تطغى اليوم على الصحافة، فالخبر السيء هو الخبر الذي ينتشر ويبيع. هذه نزعة في منتهى القبح. عندما تحقق نجاحاً بهذا المستوى وفي الدورة الأولى، فأنت تستحق التقدير”.

وجود سيدتين، الأميركية سارة جونسون والمصرية نيللي كريم، على رأس لجنتي التحكيم، كان لافتاً في الجونة. أمر يفرح قلب يسرا التي تقول إنّ على المرأة العربية تأكيد حضورها في الصروح الثقافية. “علينا ابراز نماذج مختلفة للنساء، كي لا يقتصر حضورهن على الشكل والمظهر الخارجي. كفاءات النساء تتجاوز الجمال، وهي كثيرة ومؤثرة. المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع، هي أختك وأمك وابنتك وحبيبتك ورفيقة كفاحك. هي التي أتت بك إلى الدنيا، وهي التي ربّتك وصنعت منك ما أنت عليه. المرأة هي أساس الحياة. المرأة المصرية، حتى وهي فقيرة، حتى الأمية بين النساء تراها تعيل العائلة إذا عجز زوجها عن العمل لسبب ما. في مصر أكثر من 35 في المئة من النساء يعملن لإعالة أفراد العائلة”.
أخيراً، ترفض يسرا الاعتراف بالحقيقة المرّة التي تؤكد أنّ أفضل الأدوار النسائية ترتبط بسنّ معيّنة وتدور حول فتيات في مقتبل أعمارهن. تقول: “الشاطر هو الذي يكتب لكلّ الأعمار. التركيز على مرحلة معينة “دي مش شطارة”. الفنّ ليس له عمر وكذلك الموهبة. تجاهلي كممثلة لأنني بلغتُ سناً معيّنة ليس سوى قصر نظر”.

القوة الناعمة

نيللي كريم بفستان من فالنتينو. تصوير ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

“يصوّرون وفي النهاية يختارون ثلاث صور فقط”، تقول نيللي كريم بعد جلسة تصوير طويلة ركّزت خلالها المصوّرة المالطية ستيفانيا غاليا على عينيها الساحرتين اللتين ورثتهما عن أمها الروسية. أذكّرها أنّ هذه حال مَن يعمل في السينما، فتعترض: “في السينما هناك “ماستر سين” (مشهد رئيسي) نركّز عليه، لا ينفع أن نكرر ونعيد إلى ما لا نهاية”.
نيللي كريم في الجونة لترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة. تقول: “في لجنتنا، كلّنا نساء، ما عدا الإماراتي علي مصطفى. إنها القوة الناعمة. يمكننا الحديث عن تنوع أفكار في الأفلام التي شاهدناها. موضوعات ثلاثة منها متشابهة، وهي تدور حول كبار السن الذين يعيشون في عالم معزول فاقدين التواصل مع مَن حولهم. هؤلاء يعيشون في ذكرياتهم. ثمة أعمال عن الهجرة، وبعض الأفلام خارجة عن المألوف، بعيدة تماماً عن المتوقع. لم نختلف على الجائزة الأولى والثانية، لكن الجائزة الثالثة جعلتنا نحار قليلاً”.

لنيللي بيت في الجونة، البلدة التي تعتبرها أجمل مكان، “أحلى حتّة”، تلجأ اليها بحثاً عن الراحة والطمأنينة والسلام. أقدّر احترام الخصوصية هنا، في هذه المدينة التي تتجاوز دورها كمنتجع، ويمكنك زيارتها خلال شهور العام كلّها. تختلف عن القاهرة في كونها أكثر هدوءاً، وطبعاً البحر رائع. أقصد الجونة في إجازة نهاية السنة والأعياد والعطل الصيفية. السياحة تأثرت في مصر بعد الثورة، ولكن الناس يعملون لإنعاشها من جديد”.

“أحب عملي وأعشق الفن. ليس هدفي أن أكون في الصدارة بل الاستمتاع بما أقوم به”

المهرجان تعتبره ناجحاً وحافلاً بالنجوم، ولكن كممثلة في أفلام صاغت ملامح السينما المصرية الجديدة، كـ”اشتباك” لمحمد دياب و”الفيل الأزرق” لمروان حامد، فهي مهتمة أيضاً بـ”توريط” جيل جديد من المشاهدين الشباب الذين جاؤوا خصيصاً من القاهرة ليشاهدوا ما ليس متوافراً في الصالات التجارية. والـ”جونة” أتاح طوال ثمانية أيام فرصة معاينة أحدث الأفلام التي فازت بجوائز في المهرجانات الدولية. “هذه خطوه إيجابية تُحسب لهذا المهرجان. أرى أنّ حدثاً كهذا قائم على تبادل الثقافات. هناك منتجون ومخرجون تقاطروا إلى الجونة من كلّ انحاء العالم. هذا اللقاء سمح بتعارف أحدنا على الآخر واكتشاف الأعمال والخلفيات الثقافية. الموضوع قائم على الإفادة المتبادلة. ولم ألاحظ أي خلل تنظيمي يُذكر، وحتى لو وُجد فهو مقبول نسبةً إلى دورة أولى، لا سيما أنّ الناس الذين يعملون فيه ليسوا كلّهم خبراء في تنظيم مهرجانات سينمائية. مع ذلك، أجد انهم بذلوا مجهوداً كبيراً لإخراج الحدث في هذا المستوى اللائق”.

نيللي كريم ترتدي بلوزة وتنورة من رولان موريه، لدى باي سيمفوني، حذاؤها من كريستيان لوبوتان، والقرطان من سيلين. وترتدي درّة فستاناً من سيلين، وتنتعل جزمة من ستيوارت وايتزمان، وتتزيّن بمجوهرات سانت بوكس. تصوير ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

على الصعيد الشخصي، تعترف نيللي أنها وجدت نفسها في الدراما الواقعية القريبة من الناس، لا سيما في النصوص التلفزيونية. أما مشاركتها العام الماضي في لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا، مسابقة “أوريزونتي”، فكان مدخلها إلى العالمية، بحيث تعرّفت الى السينما غير الرائجة. “هذا يعطيك رؤية مختلفة للأمور. سبق أن كنت عضواً في لجان تحكيم عدة، ولكن تجربة فينيسيا مختلفة. تعرّفتُ الى أشخاص لم أعرفهم، كنت أسمع عنهم، هذا كله أضاف خبرة إلى رصيدي”.

هل نيللي راضية على مسيرتها؟ بعد صمت، تردّ: “أحب عملي، وأحبّ الفن. أين أنا على خريطة الفنّ؟ لا أملك إلا أن أتمنى أن أكون في مكان ممتاز، ولكن ليس هذا هدفي، هدفي هو أن أمارس العمل الذي أحبه. أستمتع حين أشاهد عمل مخرج جيد حتى لو لست مشاركة فيه. أحب مقولة دوستويفسكي: اعشق الفنّ، ولكن لا تعشق نفسك في الفنّ”.

هل ثمة عروض سينمائية بعد “اشتباك” الذي نال تقديراً عالمياً؟ “هناك مشروع فيلم إيطالي مصري لمخرج مصري ينجز فيلماً للمرة الأولى، وسيتم التصوير في إيطاليا. ما زلنا في مرحلة تحضير الموازنة. ثمة مشاريع اقتُرحت عليّ، ولكن لم يستقر قراري عليها بعد. وتوجد سيناريوات أقرأها ولكن لا تعجبني فأرفضها. إذا كان المخرج مبتدئاً، يهمّني الاطلاع على القصّة، وأهوى معرفة التفاصيل كلها. عموماً، لا مشكلة لدي في أن أقف أمام كاميرا مبتدئ. كلنا مررنا من هنا”.

الانتماء المزدوج

ترتدي درة بلوزة من بروك كوليكشن، وبطلوناً من ميرشانت أرشيف، الإثنان لدى بوتيك 1. وتتزيّن بقرطين من أوسكار دو لارينتا. تصوير ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

تقول درة زروق المولودة في تونس العاصمة إنها تشعر ببيئتها الطبيعية هنا، بالقرب من البحر. تروي أنها تعيش في مصر منذ عشر سنوات، حتى أنّ لهجتها صارت مصرية مئة في المئة، ولكن عندما تعود إلى تونس تتكلّم بلهجتها الأم. “أتنقل بينهما بسهولة، كمَن يغيّر موجة إذاعة. مصر بلدي الثاني، ولكن لا أنسى جذوري”.
هذا “الانتماء” المزدوج يفرض علينا السؤال الآتي من وحي الأحداث الأخيرة: “كيف تتصرّفين عندما تحصل مواجهة بين البلدين؟ مع مَن تصطفين؟”. “تحدث أشياء بسيطة أحياناً”، تقول درة. “البلدان يتشاركان تاريخاً عريقاً، لذلك تجدني أدافع عنهما وأبقى على الحياد، على أن أحاول الاصلاح إذا ما استطعت. وغالباً ما تحدث الخلافات بسبب كرة القدم“.

عن الخلاف بين الأزهر وتونس على خلفية إصلاحات أراد الرئيس السيسي القيام بها، تقول درة: “لا أريد الخوض في هذا السجال الحساس. ولكن، رأيي أنّ لكلّ بلد قوانين وتشريعات علينا احترامها، والأزهر مرجع ديني يُؤخذ رأيه في الاعتبار. لستُ من الذين طالبوا بالتغييرات التي حدثت أخيراً في تونس، ولكن لستُ ضدها، فهي تدخل ضمن نطاق الحرية الشخصية”.

“السينما تدافع عن الإنسان وقّضاياه ودورها مهم في ظل الظروف التي يمرّ بها الوطن العربي”

مهرجان كالجونة في رأي درة يروّج لصورة مغايرة للعرب في العالم: “يؤكد وجود فنّ وثقافة وأشخاص منفتحين. لذلك، أعجبني جداً شعار “سينما من أجل الإنسانية” الذي رفعه المهرجان، وفعلاً هي سينما تدافع عن الإنسان وقضاياه. هذا مهم في ظلّ كلّ الظروف التي يمر بها الوطن العربي. اعتبره نوعاً من أنواع الصمود أمام أي اضطراب أو إرهاب”.
لم يتسنَ لدرة مشاهدة أكثر من فيلم واحد، وهو “شيخ جاكسون” لعمرو سلامة الذي تشارك فيه كضيفة شرف. فهي اضطرت للعودة إلى القاهرة لتصوير مسلسل “الشارع اللي ورانا” للمخرج مجدي الهواري. “كنت أريد مشاهدة فيلم زياد دويري، “قضية رقم 23”، اذ سمعتُ عنه كثيراً منذ عرضه في فينيسيا. لا أشاهد الأفلام دائماً بعروضها التمهيدية. لستُ من هواة الظهور المستمر، بل أفضّل التوجه إلى السينما مع أصدقائي، ومثل محبي السينما والمقبلين على الأفلام، أشتري البطاقة والفوشار وأدخل الصالة”.

الجونة تحتفل بالسينما

فستان من يسرا ترتدي فستاناً من ستيلا مكارتني، مع جواهر من نخلة، درّة ترتدي فستاناً من بوتيغا فينيتا، مع حذاء من جوزيبي زانوتي، وجواهر من ساند بوكس، نيللي كريم ترتدي فستاناً من فالنتينو، الحذاء من جوزيبي زانوتي، وجواهر من ساند بوكس. بعدسة ستيفاني غاليا لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

الجونة، المنتجع السياحي الواقع على البحر الأحمر أو البلدة التي أنشأتها أسرة ساويرس شهدت مهرجاناً سينمائياً في خطوة لتأسيس ثقافة سينمائية خارج القاهرة. وقد استطاع “الجونة” بفضل إدارة حسنة للموارد، على رأسها العراقي المخضرم انتشال التميمي، تجاوز الكثير من الثغرات، لتقديم نسخة أولى يُرفع بها الرأس. وهنا يجدر قول إن “الجونة” هو تظاهرة سينمائية مستقلة غير حكومية. فقد تمت دعوة 700 ضيف بينهم 220 صحافياً، في احتفالية يغلب عليها الطابع الليبرالي، مع عدم نسيان السينما كسبب أساسي لتواجد الجميع في هذا المكان.

والجونة قبل أن تقتحمها السينما مقصد مَن يمارس الرياضات المائية. غطس وتزلج على المياه، وأيضاً السكواش التي يشغل أحد لاعبيها، عمرو منسي، منصب المدير التنفيذي في المهرجان.

ولم يدع المهرجان في دورته الأولى تقديم ما يخرج عن السائد، ولم يرفع عناوين لا قدرة له على الالتزام بها (سوى شعار “سينما من أجل الإنسانية”). منذ سهرة الافتتاح الذي جرى في مسرح المارينا المفتوح، توافد المشاهير إلى المكان: الممثل الأميركي مايكل مادسن، والممثل عادل إمام الذي تم تكريمه، وأوليفر ستون الذي جاء ليعرض “محاورات بوتين”، أحدث أفلامه الوثائقية عن الرئيس الروسي. طوال سنتين، سجّل مخرج “بلاتون” خمسين ساعة حوارات مشوّقة مع بوتين، كاسراً الجليد الذي يحاصر شخصيته. أخيراً، نال الممثل الفائز بـ”أوسكار” فورست ويتكر تكريماً في ليل الختام.

فيلم الافتتاح “شيخ جاكسون” لعمرو سلامة، مرّ من دون جدل كان مترقباً (رشّحته نقابة المهن السينمائية لتمثيل مصر في الـ”أوسكار“، قسم أفضل فيلم أجنبي). في المقابل، لم يكن النقّاد المصريون غير مكترثين ازاء “قضية رقم 23” لزياد دويري، الفيلم الذي سبقه صيت لاذع.

للمهرجان طابع دولي، ولكن احتلّ الضيوف المصريون والعرب المساحة الكبرى فيه، على أن يسعى القائمون عليه إلى رسم اتجاه أوضح كي لا يبقى أسيراً للمحلية. عموماً، ورغم بعض الملاحظات العابرة، يمكن ترتيب “الجونة” في عداد التظاهرات الثقافية التي تقدّم برنامجاً دسماً يليق بتاريخ مصر العريق ومساهمتها في الفنّ والثقافة. يبقى الرهان على المستقبل كي نتأكد إذا كان المهرجان قادراً على تجاوز كلّ العقبات، ولكن ما نعرفه حتى الآن هو أنه بات من الصعب تجاهل “الجونة” والقفز فوق نجاحه، كأن شيئاً لم يكن.

نشر هذا المقال للمرّة الأولى على صفحات عدد شهر نوفمبر 2017.

بقلم: هوفيك حبيشان

تصوير: ستيفاني غاليا

تنسيق الأزياء: فاسيل بوزيلوف

مساعد منسّق الأزياء: هانا إل آي

موقع التصوير:  قصر “لا ميزون بلو” في الجونة

أنشودة الصحراء: ريهانا تؤدي التحيّة للملكة نفرتيتي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع