تختتم دورة الألعاب السعودية وهي أكبر حدث رياضي وطني في تاريخ المملكة العربية السعودية فعالاتها اليوم حيث تستضيفها العاصمة الرياض خلال الفترة من 27 أكتوبر وحتى 7 نوفمبر 2022. وتعد هذه البطولة الرياضية المحلية الأولى من نوعها التي تقيمها المملكة العربية السعودية وذلك بمشاركة أكثر من 6000 رياضي و2000 مشرف فني وإداري يمثّلون أكثر من 200 ناد من مختلف أنحاء المملكة، ويتنافسون في 45 رياضة فردية وجماعية تتضمن 5 ألعاب خصصت للرياضات البارالمبية. ومن الملفت في هذه الدورة الحضور النسائي القوي في معظم المنافسات والانجازات التي حققتها المتسابقات، استرعى انتباهنا منهن ثلاث شقيقات سعوديات تنافسن على بطولات في رياضات مختلفة واللواتي شاركن فوغ العربية تجربتهن المثيرة في هذه البطولة.
الشقيقة الأولى كاريمان أبو الجدايل هي محاضرة في قسم الهندسة المعمارية في “جامعة الفيصل” في السعودية وهي أول عداءة سعودية تنافس في سباق 100 متر في الألعاب الأولمبية عام 2016 ضمن دورة ألعاب ريو دي جانيرو في البرازيل، وثاني عداءة سعودية في تاريخ المشاركات السعودية بالألعاب الأولمبية. ثم حولت من رياضة الجري إلى رياضة التجذيف التي شاركت فيها في دورة الألعاب السعودية كانت قد فازت بميداليتين ذهبيتين في بطولة التجذبف في مجلس التعاون الخليجي وأحرزت الميدالية الذهبية مرتين في البطولة الأمريكية الوطنية إلى جانب الميدالية البرونزية في بطولة آسية للتجذيف.
وعن تجربتها في دورة الألعاب السعودية تخبرنا كاريمان: “كانت المنافسة في دورة الألعاب السعودية هي الأصعب من بين كل ما خضته من قبل في بطولات عالمية.” وتتابع: ” أشعر بالفخر الكبير أن تقام مثل هذه الألعاب في بلدي المملكة العربية السعودية حيث كان التنافس قوياً في النسخة الأولى والتي كانت مفتوحة أمام كل من يقيم في السعودية الأمر الذي شكل صعوبة لاسيما في رياضة التجذيف والتي أحرزت فيها الميدالية الذهبية بفوزي على رياضية بريطانية جاءت في المركز الثاني.” وتضيف: “بصفتي أولمبية شعرت بنفس شعور الرهبة وروح التنافس في دورة الألعاب السعودية التي شعرت بها خلال منافسات بطولات عالمية بل وأكثر وهو شعور رائع وتجربة مثيرة خاضها الجميع وعلى الرغم من أنها النسخة الأولى ألا أنها قدمت أفضل المستويات وأعلى المعايير”
وعن تكريمها عبرت كاريمان بقولها: “قام نائب رئيس اللجنة الأولمبية الأمير فهد بن جلوي بتسليمي الميدالية الذهبية وهو أمر يدعو إلى الفخر الكبير والشعور بالإنجاز.”
أما عن الحضور النسائي في البطولة تشرح كاريمان: “كانت مشاركة المرأة في البطولة جداً قوية فأنا أرى اليوم عدداً كبيراً من الرياضيات على سبيل المثال شاركن في سباق الجري المئة متر في حين كنت العداءة الوحيدة عام 2016 لذا فإن المشاركة ملفتة وروح التنافس كانت على أعلى المستويات.” وأضافت: “انشاء لله سنشهد نتيجة الجهد الذي بذل في هذه الدورة من الألعاب السعودية في البطولات العالمية حيث أتوقع منافسة قوية من الأبطال في المستقبل على الصعيد العالمي.”
أما بالنسبة لسلوى أبو الجدايل التي كانت شقيقتها كاريمان مصدر إلهام لها والتي تفخر بدعم أسرتها الكبير لها في مشوارها فقد قررت أن تمارس أحد الرياضات أثناء دراستها في بريطانيا واختارت الشطرنج ثم قررت ممارسة رياضة المبارزة التي تنطوي على لياقة بدنية عالية وعن ذلك تعلق سلوى: “هذا الأمر شكل تحدياً كبيراً من أجل المنافسة في دورة الألعاب السعودية أمام بطلات محترفات في هذه الرياضة خصوصاً بعد تدريب لأشهر قليلة فقط إلا أن مجرد مشاركتي في هذه البطولة والحصول على بطاقة رياضية كان إنجازاً بحد ذاته.”
وعن البطولة أخبرتنا سلوى: “البطولة كانت تفوق كل التوقعات خاصة بالنسبة لحدث يقام للمرة الأولى من حيث التنظيم والتفاصيل والمشاركة.” وأضافت: “كان من الملفت وجود حكم وهي إمرأة سعودية في رياضة المبارزة وهو أمر يدعو للفخر وما أدهشني أيضاً الكم الكبير من الرياضيين السعوديين المشاركين ممن لم نتخيل أن يكونوا في هذا المجال من قبل.” وتابعا بقولها: “كانت هذه البطولة بمثابة مصدر إلهام للشباب لكي يطمحوا ليصبحوا أبطالاً عالميين وينافسوا على أعلى الدرجات حتى أنني شهدت ذلك الطموح والحماس بين الجمهور أيضاً.”
وعن مشاركة المرأة في البطولة علقت سلوى:”من الجدير بالذكر أيضاً المساواة الملفتة من حيث مشاركة الرجال والسيدات على حد سواء في هذه البطولة.”
الشقيقة الثالثة نبيلة أبو الجدايل هي فنانة تشكيلية وعضو مجلس إدارة في الاتحاد السعودي للتجديف درست الفن الرقمي والتصوير من جامعة نورث إستيرن بمدينة بوسطن الأمريكية كما درست فن السينما في جامعة هارفرد والتي بدأت رحلتها في رياضة الغولف مؤخراً في أحد النوادي في لندن. تخبرنا نبيلة عن شعورها حيال مشاركتها في الألعاب السعودية: “فخورة بمشاركتي في هذه البطولة التاريخية والحدث الوطني الذي جمع الرياضيين من أنحاء المملكة سعوديين ومقيمين للمنافسة في ألعاب الدورة.”
وأضافت: “إنه محفل وطني كبير على مستوى عالمي ووفق معايير عالمية ذكرني بالأولمبياد التي شاركت فيها أختي كاريمان في مدينة ريو من ناحية التنظيم والفعاليات والمشاركة وهذا كله تحت رؤية السعودية الطموحة وقيادتها الحكيمة.” وتابعت: “تميزت البطولة بأن الرجال والسيدات قد شاركوا في فئة واحدة على حد سواء.”
إقرأي أيضاً: قائمة ببعض الفعاليات والنشاطات التي يمكنك القيام بها في السعودية لشهر نوفمبر