رغم مواصلة معظم دول العالم الالتزام بالمبادرات التي ترفع شعار #خلك_في_البيت خلال فترة الحظر المفروضة حالياً، إلى جانب فرض قيود على الحركة للحد من اللقاءات المباشرة بين الناس، ما تزال الساحة الإبداعية تشهد ازدهاراً كبيراً. ويبدو أن تباطؤ إيقاع الحياة قد شحذ قريحة الخيال مما أدى إلى ظهور ابتكارات جديدة، لذا قررت ڤوغ العربية أن تعهد لأربع من أشهر العارضات بمهمة إبداعية وهي التقاط صورهن لموضوع غلاف المجلة لعدد شهر مايو 2020. وبهذه الطريقة عملت العارضات أمام الكاميرات وخلفها كذلك، فتولين مهام تنسيق أزيائهن، كما أخرجن جلسات التصوير فنياً، فضربن بذلك أروع الأمثلة العملية على موضوع هذا العدد الذي يرفع شعار “أطلقي العنان لمهاراتكِ الإبداعية”.
وقد كشف مانويل أرنو، رئيس تحرير ڤوغ العربية، أنه تعيّن على المجلة، في ظل ظروف التباعد الاجتماعي الذي عطل طبيعة العمل الاعتيادية للمجلة، أن تبتدع أساليب جديدة ترفع قدرتها على الإبداع لتحقيق أهدافها في تقديم المجلة بكل البريق والتألق الفريد الذي اعتادت عليه القارئات والقرّاء، فيما تلتزم أيضاً بالقواعد السارية، مع الوعي والإحساس بالمسؤولية تجاه الأزمة المستمرة. وعن فكرة الاستعانة بالعارضات الشهيرات إيڤا هيرزيغوڤا، وإيمان همّام، ونورا عتّال، وكونستانس جابلونسكي لالتقاط صورهن بأنفسهن في منازلهن خلال الحظر، قال أرنو: “إذا كان العالم يمارس مهارات جديدة ويستحثنا على القيام بالمزيد بأنفسنا، فلماذا إذاً لا نطلب من نجمات غلافنا أن ينفّذن بأنفسهن جلسات تصويرهن الخاصة للغلاف، ويتولين كذلك تنسيق أزيائها ويلتقطن صورها؟”، مؤكداً: “ذهلت من جودة الصور التي تلقيناها من العارضات اللامعات، واللواتي صورن أنفسهن داخل منازلهن خلال فترة العزل. والأكثر من ذلك أنهن وضعن المكياج لأنفسهن، كما ارتدين أزياءهن الخاصة”.
وتميزت الصور بالتلقائية البالغة، إذ قدمت رؤية لحياة أكثر بساطة، ويؤكد على ذلك ما كشفت عنه العارضات أنهن استغللن الحظر في العودة إلى طبيعتهن وإعادة النظر في ضرورات الحياة. وقد قدمت إيمان همّام في صورها لمحات من شقتها في مدينة نيويورك، حيث تتناثر الآيات القرآنية على طول المساحة الزرقاء الوادعة. ومنذ فرض الحظر، اعتادت العارضة المغربية المصرية أن تبدأ يومها بالعناية بصحتها الذهنية لتغرق في لحظات من التأمل والاستبطان. كما اعتادت أن تلتهم الكتب التهاماً وتحلم بأيامها الخوالي على ضفاف الشواطئ. تقول: “انتهيت تواً من قراءة رواية ’قواعد العشق الأربعون‘ للكاتبة ألف شفق، وكتاب ’النبي‘ لخليل جبران، وكتاب ’الراهب الذي باع سيارته الفيراري‘ لروبين شارما”. وعن أسلوب تنسيقها لأزيائها في جلسة التصوير التي قررت أن تكون انعكاساً لجذورها، توضح إيمان: “استخدمت أوشحة من وطني تذكرني بالمغرب، كما ارتديت عباية اشتريتها في زيارتي الأخيرة للخليج”.
اقرئي أيضاً: خبر سار لعشاق القراءة: مكتبة الشارقة تضع 160 ألف كتاب إلكتروني مجاناً بين يديّ القراء
وفي نيويورك أيضاً، سمحت العارضة كونستانس جابلونسكي لصديقها المصور السينمائي ماتياس داندويس بتوثيق حياتها أثناء الحظر. وتأمل العارضة الفرنسية في أن تجعلها هذه المحنة امرأة أقوى. ومثل كثير من مالكي الحيوانات الأليفة، تعتز كونستانس بالأوقات التي تخرج فيها في الهواء الطلق لتنسم الهواء العليل والتنزه مع كلبها. وفي منزلها، تركز على ممارسة هواياتها، مثل العزف على البيانو وممارسة التمارين الرياضية. تقول: “جعلتني أزمة كوفيد-19 أدرك القيمة الحقيقية للأمور، حيث علمت ما هو مهم وما ليس كذلك. وأشعر بسعادة غامرة وأنا أرى الطبيعة تتنفس من جديد، وانخفاض التلوث بمعدلات كبيرة، والسماء التي أصبحت أكثر زرقة من أي وقت مضى. لقد شاهدنا صوراً رائعة للحيوانات البرية تجوب المدن الخالية – وهذا أمر ساحر”.
أما العارضة البريطانية المغربية نورا عتّال، فقد شعرت في البداية براحة كبيرة، إذ أبطأ الحظر من إيقاع حياتها بعد صخب أسبوع الموضة في باريس، ولكن قدرتها على التأقلم مع الأوضاع تعرضت لاختبار كبير، ما جعل العارضة المقيمة في لندن تتبنى أسلوباً حياتياً يحافظ على صحتها الذهنية. توضح: “اعتدت على السفر مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، ولقاء عدد كبير من الناس خلال جلسات التصوير. ولكن الحياة خلال الحظر عالم مختلف تماماً. أحاول أن أضع خطة كل يوم حتى لا أشعر بالضجر. وتدرك نورا أن عالم الأزياء سيتغير، ومن ثم مكانتها، بسبب أزمة فيروس كورونا، وترى أن هذه الأزمة ستجعل الصناعة تعود إلى جذورها. تؤكد: “ربما لن تشعر العلامات بالحاجة إلى إبراز مجموعاتها عبر عروض الأزياء، ولكن ستختار وسائل مختلفة أكثر استدامة”.
وفي منزلها بإيطاليا مع أولادها الثلاثة، تحاول العارضة التشيكية إيڤا هيرزيغوڤا، مثل جميع الأمهات، التوفيق بين حياتها في المنزل وعملها والتدريس لأولادها. ولكنها لا تشكو من ذلك، فقد جعلها هذا الوضع تعيد النظر في أولوياتها. تقول: “أصبحتُ أهتم بالطبيعة والقراءة وألعب مع أولادي”. وأضافت بأنها تشعر بأنها سعيدة الحظ لأن لديها حديقة في منزلها (تظهر على الغلاف) تتيح لأولادها الترفيه عن أنفسهم.
اقرئي أيضاً: كيف يمكنك تعزيز مناعتك من خلال الطعام؟ اتبعي هذه الإرشادات المقدمة من هيئة الصحة بدبي
بيد أن هدف هذا العدد الذي يرفع شعار “أطلقي العنان لمهاراتكِ الإبداعية” ليس مجرد تسليط الضوء على المهارات الإبداعية للنساء اللواتي يزيّن غلافه، ولكنه أيضاً ينضوي تحت مظلة حملتنا المتواصلة #خلك_في_البيت. وعن أهداف هذه الحملة، يوضح أرنو أنها “تهدف إلى حثّ أفراد مجتمعنا على الالتزام بإجراءات السلامة التي تقررها هيئات ومؤسسات الرعاية الصحية في كل دولة”. وضمن الحملة ذاتها، أعدنا خلال الشهر الماضي تقديم بعض من أشهر أغلفتنا بعد تعديلها بوضع كمامات على وجوه النجمات، ولم نتوقع أبداً ردود الأفعال المدوّية التي أحدثتها تلك الفكرة، لدرجة أن نجمات أغلفتنا أقدمن على نشر صورهن بعد تعديلها، ومن بينهن نانسي عجرم وأدريانا ليما”.
وعلى صفحات هذا العدد الذي يحمل شعار “أطلقي العنان لمهاراتكِ الإبداعية”، ندعوا قارئاتنا العزيزات لممارسة مهاراتهن في تلوين بعض صور الأزياء التي نشرتها ڤوغ العربية كوسيلة لتعزيز السلام النفسي لديهن؛ فيما تتحدث الشيخة انتصار الصباح عن مساعيها في مساعدة النساء اللواتي يعانين أزمات نفسية بسبب الصدمات؛ بينما تكشف مونيكا بيلوتشي عن أسرار جمالها؛ وأيضاً تفتح النجمة تارا عماد قلبها وتتحدث عن حياتها بصراحة في حوار حصري؛ وكذلك تقدم الدكتورة شمة المزروعي والدكتورة فاطمة الكعبي، اللتان تقفان على خط المواجهة في أزمة كورونا، لمحات عن حياتهما داخل مدينة الشيخ خليفة الطبية. وبالطبع، تزخر صفحات العديد بالكثير من صيحات الجمال والموضة التي لن تجعلكِ تفكرين في التخلي عن أناقتكِ بأي حال. احرصي على اقتناء نسختكِ من عددنا الجديد الذي يرفع شعار “أطلقي العنان لمهاراتكِ الإبداعية” والذي يتوافر قريباً في منافذ البيع، وأيضاً على موقع Magzter.
اقرئي أيضاً: في مواجهة كورونا، أهم المهرجانات السينمائية في العالم تتحالف عبر يوتيوب