من أكثر الأسئلة الشائعة التي تتلقاها ڤوغ العربية مراراً وتكرارا، سواء قبل الجائحة أم خلالها، وسنظل نتلقاها مستقبلاً كذلك، هو كيف يمكن الحصول على وظيفة في مجال الموضة. واستجابة لهذا التساؤل، نهديكم فيما يلي نصائحنا الثمينة التي يقدمها لكم أعضاء أسرة تحرير ڤوغ العربية.
ألكسندريا غوڤيا، مديرة التحرير
“أجمل ما في صحافة الموضة في الوقت الحالي أن الفرصة باتت سانحةً أمام الجميع للعمل ككتّاب محتوى. وإذا كنتم مولعين بذلك، فيمكنكم ممارسة شغفكم هذا مرة كل أسبوع أو كل يوم أو حتى بالساعة من خلال العمل في المدوَّنات، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر أي قنوات رقمية أخرى تهتمون بها. ولكن من المهم أن تكونوا على دراية كافية بما تكتبون عنه. وإن أردتم العمل ككتّاب عن الموضة، فيتعيّن عليكم دراسة تاريخها. ادرسوا أعمال المصممين، وتعرفوا إلى أسلوبهم ونهجهم. خوضوا دورات دراسية في الصحافة والإعلام لتتعلموا أصول هذا المجال. وبعدها، ستتعلمون أعظم الدروس من واقع مهام عملكم. كما أن خوص الفترات التدريبية [لدى مجلات الموضة] ستتيح لكم فرصة التعمّق في الموضة ودراستها من الألف إلى الياء، إلا أنها لن تيّسر لكم بالضرورة الالتحاق بالوظائف، فذلك يأتي بالمثابرة، والعمل الجاد، وإبراز تفوقكم. وإليكم شيئاً مهماً يجب أن تعلموه، ألا وهو أنه: رغم أن الموضة قد تبدو عالماً برّاقاً، إلا أن العمل بها في الواقع مختلف عن ذلك. إنها ليست من الوظائف التي تبداً من التاسعة صباحاً وتنتهي في الخامسة مساءً، كما أنكم تقضون أكثر من 70% من وقتكم يومياً في البحث. وهي وظيفة شاقة، وأيامها طويلة، ويجب أن تتخلوا عن الغرور قبل الالتحاق بها. وإذا عملتم كمديري تحرير، فمن المهم ليس فقط تحفيز أفراد فريقكم وتشجيعهم، بل والضغط عليهم إذا كنتم تعلمون أنهم يستطيعون تقديم المزيد. ويتعيّن عليكم، إلى جانب تقديم الدعم لهم، دفعهم ليكونوا أفضل مما هم عليه. وأكثر نصيحة استفدت منها في مسيرتي المهنية؟ ’لا تكونوا أنتم سبب المشكلة، ولا تتذمروا عندما لا ينجح أمر ما. بل ابحثوا دائماً عن الحلول‘. إذا استطعتم إجادة هذا النوع من الإيجابية –في مجال نادراً ما تسير الأمور فيه كما هو مخطط لها– فلن يكون هناك سقف لحدود طموحاتكم”.
دونا ويليامز، مديرة قسم التصميم الفني
“إذا كنتم تتطلعون للعمل كمديرين فنيين في إحدى مجلات الموضة، فأنتم بحاجة إلى دراسة التصميم الغرافيكي أولاً. وطبعاً، دراسة مجلات الموضة من الغلاف إلى الغلاف. ولكن هذا وحده لا يكفي لاكتساب مهارات تصميم المجلات، بل يجب أن تتمتعوا بعين ثاقبة وذوق جمالي لتصميمها أيضاً. ويجب أن يكون بمقدوركم الموازنة بين ما تعتقدون أنه جذاب الشكل وما تعتقدون أن القارئ يريد أن يستمده من قراءة المجلة. كما يجب أن يكون لديكم شغف بفنون الطباعة، بمعنى أن تحبوا ’سبب‘ تصميم الخطوط على هذا النحو، والأشكال التي يمكنكم تصميمها منها، والمساحة الفارغة في الصفحة. كما يجب أن تكون لديكم نظرة عامة على المجلة ككل. ذلك لأنكم خلال التصميم، عليكم أن تكونوا على دراية بالموضوع الذي سيأتي قبل موضوع ما وكذلك بالموضوع الذي سيأتي بعده. ادرسوا تصاميم عمالقة التصميم الفني في الماضي مثل ألكسندر ليبرمان، وأليكسي برودوڤيتش، وسيبي بينيليس، وبالطبع فابيان بارون. واستمدوا إلهامكم دائماً من كل ما ترونه حولكم كذلك، سواء كانت معارض فنية أم منشورات دعائية أم المجلات الأخرى. كونوا مثل الإسفنج، امتصوا الإبداع الذي يعيش ويتنفس من حولنا. وانظروا دائماً إلى أعمال المطبوعات الأخرى وسائر مجلات ڤوغ من ناحية التصميم، لأن ذلك لن يكون مصدر إلهام مستمر لكم فقط بل وسيحثكم على أن تكونوا مصممين أفضل وأن تفكروا خارج الصندوق”.
كيتي تروتر، مديرة قسم الأزياء
“يمكن للأشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة ومتعددة بدء رحلتهم في مجال إدارة الموضة والأزياء، فليس هناك طريق سحري إليها. وفي الواقع، غالباً ما يتمتع مديرو أقسام الأزياء الأكثر إثارةً للاهتمام بخلفيات في الفن أو تصميم الأزياء أو الأدب أو تاريخ الفن. ادرسوا ما تحبونه. وحصولكم على شهادات سيمنحكم خبرة حياتية وفرصة للنمو وإحاطة أنفسكم بمن لديهم نفس أهدافكم، إلا أنه لن يضمن لكم بالضرورة الالتحاق مباشرة بعمل في هذا المجال. إن اكتساب الخبرات العملية المناسبة أمر حتمي للنجاح، لذا إذا قررتم مواصلة الدراسة، فحاولوا اختيار دراسة تقدم لكم فرصة العمل لمدة سنة في هذا الميدان، حيث يمكنكم التعلم من روّادها. اعملوا على توسيع نطاق اهتماماتكم ومعلوماتكم، فنحن نعيش في عالم يتغير بسرعة من ناحية المحتوى، لذا احرصوا على أن تكونوا من السبّاقين في هذه الصناعة وتحلّوا بالشجاعة وتمسكوا برؤاكم. اقرؤوا كل ما يقع بين أيديكم في مجالات الثقافة، والفن، والسينما، والأدب – فسيرتقي بكم ذلك إلى مستويات أكثر تثقيفاً وإبداعاً. والأهم من ذلك، فهم طريقة سرد موضوع مثير للاهتمام، إذ يجب أن يحرك المحتوى شيئاً في نفوس الناس ويستثير عاطفتهم. ورغم أنه قد يكون موهبة فطرية عند البعض، إلا أن البعض الآخر بحاجة للسعي لإتقان ذلك. واجعلوا ذلك هدفاً لكم”.
كاتيرينا مِنت، منسقة التحرير
“يجب على مَن يسعى للعمل في كتابة موضوعات عن الموضة أن يتقن أولاً فن الحوار، والذي يجب عدم الخلط بينه وبين المناقشات. والكتابة عن الموضة لا تعني بالضرورة الكتابة عن الأزياء فقط، بل تشمل أيضاً تناولها في سياق ثقافتها وزمنها. ولتحقيق ذلك، عليكم التعمق ليس فقط في الفنون الراقية، بل أيضاً في فنون الشارع، والساحة الموسيقية، والسياسة، وحقوق المرأة، والسفر، والتصميم. كما أنه من الضروري الحصول على شهادة جامعية في مجال الصحافة أو الأدب أو الفن. ولا تدرسوا تاريخ الموضة فحسب، بل وصناعتها أيضاً حتى تتمكنوا من استخدام المصطلحات الصحيحة وتقنياتها عندما تصفون الأزياء. اقرؤوا مقالات رأي عن الموضة والأزياء لمساعدتكم على تطوير حس التحليل لديكم. التحقوا بورش الكتابة الإبداعية، واقرؤوا الأعمال الأدبية الشهيرة، وڤوغ أيضاً. واعملوا جاهدين على كتابة موضوعات لا أحد غيركم يستطيع كتابتها. اكتبوا كلما أمكنكم، وقدموا أعمالكم لكل مَن يريد قراءتها. اسألوهم عن رأيهم – فإذا كان الموضوع يستحق المناقشة، فهو إذاً يستحق القراءة. وإذا رأيتم أنكم قد أتقنتم ذلك، فالتحقوا بفترات تدريبية [لدى إحدى المجلات] أو عمل مستقل في موضوعات الموضة كخطوة أولى. إن فرصة التعلم والتدرب على يد آخرين يملكون خبرة تمتد لسنوات طويلة تعدّ هدية لا يسعى كثيرون للحصول عليها اليوم للأسف”.
أنكيتا تشاندرا، محررة الصور
“يمثّل محررو الصور طائفةً مميزة من رواة القصص. ودورهم يكمن فيما بين الكاتب والمصور. وكمحررين للصور في مجلة للموضة، أنتم لستم بحاجة فقط إلى معرفة واسعة بالتصوير الفوتوغرافي في حد ذاته، بل وفي الطرق التي يمكن للصور أن تكون خير معبِّر عن الموضة كذلك. وحتى تكونوا محررين بارعين للصور، فمن الضروري أن تتمتعوا بمعرفة دقيقة في الوسائط البصرية، وأيضاً الاهتمام بمجموعة متنوعة من الموضوعات في المجالات الثقافية، وأن يكون لديكم شغف بالفن، والتاريخ، والسياسة، والثقافة الشعبية. وباستخدام هذه المعرفة، يجب أن تكونوا قادرين على الحصول على صور تتعلق بموضوعاتكم من مكتبات الصور والمقالات التحريرية. وعلاوة على ذلك، يجب أن يكون لديكم ملف شامل بأرقام المصورين، والوكلاء، ومكتبات الصور، والمبدعين الموهوبين في جميع أنحاء العالم. ومن المطلوب أيضاً من محرر الصور أن يكون ماهراً في الإخراج الفني، والإنتاج، وتصوير محتوى بصري عالي الجودة من صور البورتريه، والأزياء ونمط الحياة، والتقارير، والهندسة المعمارية، والتصاميم الداخلية، والطعام، والسفر، والطبيعة والجمادات، وكل ما دون ذلك. وأفضل ما يمكن أن تتخذوه كخطوة أولى في هذا المجال هو اكتساب خلفية ثقافية قوية في التصوير الفوتوغرافي والفنون البصرية، والتدرب لدى إحدى المجلات لفهم الأعمال الداخلية لعالم النشر، يتبعها التدرب مع محرر صور متمرس في مجلة للموضة”.
اقرؤوا أيضاً: خمس نصائح للنجاح المهني تسديها لكِ هذه الرئيسة التنفيذية