أصبحت نائبةُ الحزب الديمقراطي إلهان عمر، أولُ امرأة محجبة تنضم لعضوية مجلس النواب الأمريكي، هدفاً لهجوم متعمّد عليها؛ ففي وقت سابق من هذا الشهر، وخلال فعالية أقيمت للاحتفال بالحزب الجمهوري داخل مبنى الكابيتول بفرجينيا الغربية، وُضِعَ ملصق يحمل صورة السياسية الأمريكية من أصل صومالي، ألمح إلى ارتباط نائبة الكونغرس على نحو ما بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقط لأنها مسلمة. وظهر في أعلى الملصق صورة للبرجين وقد اشتعلا بالنيران بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدفهما مع تعليق جاء فيه: “قلتم: ’لن ننسى أبداً”، مذيّلاً بصورة لإلهان كُتب عليها: “أنا دليل على أنكم نسيتم”.
ورداً على هذا الملصق، غردت إلهان قائلةً: “لا أتعجب من سبب وضعي على ’رأس قائمة المطلوبين‘ في حادث إرهابي محلي، ومن كتابة ’اغتالوا إلهان عمر‘ على محطات الوقود المحلية عندي”.
وبطبيعة الحال، توجّه الناسُ إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم إزاء هذا الهجوم الصارخ على الإسلام الذي تواجهه إلهان. وبعد وابل من الانتقادات على تويتر، أصدر الحزبُ الجمهوري في فرجينيا الغربية بياناً ذكر فيه أن أحد الأشخاص وضع هذا الملصق دون علم الحزب (رغم أنه كان موضوعاً في واجهة عرض بالكابيتول)، وأن الحزب لا يؤيده. وجاء في البيان: “إن الحزب الجمهوري بفرجينيا الغربية لا يوافق على خطاب الكراهية ولا يقبله أو يؤيده. وقد وضع أحد العارضين في احتفالنا بيوم الحزب الجمهوري بفرجينيا الغربية في الكابيتول ملصقاً لم نقبله، ولم نكن على علم به قبل بداية الاحتفال، ولا نؤيده”. ولم يقدم البيان اعتذاراً عن هذا العمل الذي ينمّ عن الكراهية أو يشير إلى محاسبة الشخص المسؤول عنه.
وسارع العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي للدفاع عن نائبة الكونغرس وإدانة خطاب الكراهية. وصرح مايك بوشكين، أحد أعضاء الحزب الديمقراطي بمجلس النواب لصحيفة واشنطن بوست: “كان [الملصق]معادياً للإسلام، وعنصرياً، وخطأً”. وغردت النائبة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز قائلةً: “باتت العنصرية مقبولة على أساس حزبي، وقد بدأت جماعات رسمية من الحزب الجمهوري استخدامها لتشويه المجتمعات، ما يعرّض الناس على أرض الواقع للخطر. إلهان، آسفة على استهدافكِ بهذه التهديدات”.
ونشرت أيضاً النائبة أيانا بريسلي رسالة لدعمها كتبت فيها: “إن العنصرية اللاإنسانية والتهديدات بالقتل التي تستهدف صديقتي النائبة إلهان هي أعمال إرهابية. بلا جدال. وسنقاوم هذه التهديدات التي تستهدف إنسانيتنا كما فعلنا مراراً وتكراراً. إننا صامدون. يا إلهان – نحن نساندكِ”.
وقد أدى هذا الهجوم الغاشم على النائبة المسلمة إلى وقوع سلسلة من الأحداث اللاحقة نَجَم عنها استقالةٌ وإصابةٌ؛ فقد قدمت رئيسة الحرس في الكونغرس، آن ليبرمان، استقالتها بعدما اتهمها النائب مايكل أنجيلوتشي بأنها قالت إن “جميع المسلمين إرهابيون”، فيما ذكرت مصادر إخبارية أن أحد النواب جرح أحد حرّاس الأبواب أثناء مناقشة حادة حدثت خارج مجلس النواب.
وتواجه إلهان عمر، واحدة من المسلمتين الأوليين على الإطلاق اللتين يتم انتخابهما لعضوية الكونغرس، انتقادات معادية للإسلام منذ توليها هذا المنصب في العام الماضي.
والآن اقرؤوا: شاهدوا ماذا فعلت نادين لبكي لحظة تلقيها خبر ترشيح فيلمها كفرناحوم لجائزة الأوسكار