تابعوا ڤوغ العربية

إليكم الشيف السعودية ميادة بدر التي مزجت النكهات السعودية والغربية

درست إدارة التصاميم في كلية “بارسونز” وتخرجت عام ٢٠٠٥، عملت في المجال لكن سرعان ما استهواها فنّ الطهي فاحترفته في كلية لو كوردان بلو وأبدعت. هي الشيف ميادة بدر، السعودية التي مزجت النكهات السعودية والغربية وجعلت منها وصفة نجاح عالمية.

ميادة بدر

اتبع شغفك وحدثك، تكاد تكون من أكثر النصائح التي نسمعها ولعلّها الطريق الأفضل للوصول إلى قمة النجاح. ومسيرة ميادة بدر هي خير مثال على ذلك. هي التي تخرجت من كليةبارسونز” تركت عالم التصميم ورسمت طريقًا جديدًا في تصميم من نوع آخر حيث يخلط المذاق والنكهات ويثمر إبداعاً. مسيرة ميادة بدر الشيف بدأت بعد تخرجها من كلية لو كوردان بلو عام 2009. تلقت تدريباً عالياً تحت إشراف أكبر طهاة العالم ممّا أكسبها خبرة كبيرة في هذا المجال، فسطع اسمها وأصبحت أحد الأسماء السعودية الرائدة المتخصصة في فنون الطهي. كما أنّ خبرتها توسّعت أكثر فأكثر حيث أسست Pink Camel عام 2012، وهو محل حلويات راقٍ في جدة معروف بحلوى حلوى المَكَرُونْ. وأسست لاحقاً Black Cardamon عام 2019، والفكرة من ورائه هي تشجيع استخدام المواد والمكونات المحلية، كما أنّها شريكة في مطعم في بيروت. وعلاوة على ذلك، عملت مستشارةً للطهي ومثلت المملكة العربية السعودية في العديد من المناسبات الدولية، والتي كللت حياتها المهنية بإنجازات عظيمة. وعمّا ألهمها لتصبح شيف حلويات محترفة، تقول: “حبّي للطعام هو مصدر إلهامي الأوّل الذي دفعني لتعلم سحر إبداعه”. سحر مزجت فيه النكهات السعودية بخبراتها الغربية فأكسبها لقب Queen of Macarons ووضعها في الصف الأول. فكلٌّ يتذكر “طبق الهدى” الذي قُدِّم في حفل عشاء لتكريم التعاون السعودي الفرنسي لتعزيز التراث الثقافي للعلا، في متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس. وكم بهر هذا الطبق الحضور بمزيجه بين الشرق والغرب، وهو مصنوع من كعكة فرنسية وقهوة عربية مغطاة ببوظة حلاوة الطحينة، وكريمة ماء الورد.

تعتقد ميادة أن الفن موجود في كل عنصر يكوّن هذا العالم، وتقول: “في رأيي، فنون الطهي هي واحدة من أقدم أشكال الفنون والتعابير”. وقد عيّنت ميادة من قبل وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله، يوم 12 فبراير 2020 رئيسًا تنفيذيًا لهيئة فنون الطهي التي تعد واحدة من 11 هيئة ثقافية أطلقتها الوزارة لإدارة القطاعات المكوّنة للمشهد الثقافي السعودي. هذا الإعلان كان إنجازًا عظيمًا لها كشيف، وعنه تقول: “إنّه لشرف كبير لي أن أكون قادرة على المساعدة في تنفيذ استراتيجيتنا في جميع أنحاء المملكة”. ويتمثل دورها في الحفاظ على تراث الطهي الغني في المملكة العربية السعودية، وتعزيز القطاع محليًا ودوليًا، وتطوير برامج التدريب، وتنظيم القطاع، مع الحرص على أنّ تحظى المملكة بأفضل الطهاة وخبراء الضيافة المدربين. أمّا بالنسبة لرؤية هيئة فنون الطهي، فتقول ميادة: “تستهدف رؤية هيئة فنون الطهي أن تصبح المملكة العربية السعودية وجهةً للوصفات التراثية وموطنًا لتجارب طهي فريدة، وأن يكون القطاع مصدر عيش لشعبنا ومجتمعاتنا”. ولهيئة فنون الطهي رسالة ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية. الأولى اعتبارها سفيرة تقدّم أفضل ما في الثقافة السعودية وقيم الضيافة المحلية، وأن تكون مرجعًا في المنطقة والعالم. والثانية أن تكون تجربة لا تُنسى للسكان المحليين والزوار من خلال عروض محلية موسعة. وأخيرًا تطمح هيئة فنون الطهي أن تخلق فرصًا في التعليم والوظائف والابتكار.

وعلى صعيد آخر، لطالما كانت ميادة مهتمة بتوثيق وصفات الطهي الخاصة بمختلف المناطق في المملكة، وكانت “إرث مطبخنا” أولى مبادراتها في منصبها الجديد. وعن هذه المبادرة تقول: “مبادرة التراث الثقافي هي قصة نجاح صنعها شعب المملكة العربية السعودية. وبسببهم، تمكنا من تجميع عدد كبير من وصفات الطهي التقليدية وتوثيقها في كتاب سيحفظ تراث الطهي الخاص بالمملكة ويجعله متاحًا محليًا ودوليًا”.

وكون الشيف ميادة امرأة لم يغيّر شيئاً في مسيرتها، وهي تعتبر أنّ الشيف هو شيف بغض النظر عمّا إذا كان رجلاً أم امرأة، وحدها الإنجازات والشغف تحدد نجاحه. هذا الشغف الذي يجعل كل وصفة جديدة مغامرة جديدة. وتقول ميادة: “ابتكار الشيف لوصفات جديدة ودمج النكهات المختلفة هو دائمًا تركيزنا الرئيسي في الإبداع. إنها الطريقة التي تتبادل بها الثقافات المعرفة وتبدع شيئًا جديدًا ومبتكرًا. هذا هو السبب في أن فنون وطرق الطهي الفرنسية يتم تدريسها في جميع أنحاء العالم من أجل ابتكار أساليب جديدة للطهي. وعلاوة على ذلك، علينا دائمًا التعلم من ماضينا من أجل المضي قدمًا. كما أن معظم الوصفات الفريدة التي أطورها مستمدة من مسقط رأسي”.

ميادة بدر شيف محترفة وصلت للقمة ولمعت، وعند سؤالها عن أسرار النجاح، أجابت بتواضع: “لا أعتقد أنه يمكننا الوصول إلى حد الكمال، إذ أن علينا دائمًا البحث عن طرق جديدة للتعلم”.

أمّا عن أهم إنجاز في مسيرتها تجيب ميادة: “أن أكون جزءًا من لجنة فنون الطهي هو شرف وإنجاز عظيمان لي، ورؤية الشباب المحفزين والملهمين بهيئة فنون الطهي هو المكافأة الكبرى”.

اقرئي أيضاً: كاتبة وروائية سعودية أهدت المجتمع العربي والسعودي زبدة إبداعاتها الفكرية على شكل روايات

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع