الأميرة الدكتورة ريم بنت منصور آل سعود تتحدث عن الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى مزيد من النساء في المواقع القيادية، وتناقش الدوافع التي تجعل دور نساء الشرق الأوسط أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة.
يحتفل عديدٌ من الدول بعيد العمّال يوم 1 مايو (منها دول من الشرق الأوسط مثل مصر والبحرين والأردن ولبنان)، بينما احتفى العالم بيوم الأرض في أبريل الماضي – وحتى دون ذكر هذين التاريخين، ليس ثمة ندرة في القصص التي تكشف عن الحاجة إلى مزيد من النساء في مواقع القيادة والحلول المستدامة لكوكبنا. ورغم ذلك، لم يكن هناك ما يكفي من القصص التي مثّلت أصوات النساء – وخصوصاً، النساء الشابات في الشرق الأوسط.
تقول الأميرة الدكتورة ريم بنت منصور آل سعود إننا علينا تغيير هذا الأمر. وسموها عضوة في الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وهي أول أميرة سعودية تُعيَّن سفيرةً للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة، وتدافع بلا كلل أو ملل عن دور النساء في مواقع القيادة والتنمية المستدامة – وخصوصاً التنمية التي تفيد النساء في الشرق الأوسط.
تقول سموها: “لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون مساهمة الشابات”، وتضيف: “فهنَّ عوامل التغيير ومسؤولاتٌ بالقدر ذاته عن استدامة هذا الكوكب. العالم بحاجةٍ إلى استنهاض جهود الإنسانية جمعاء، وعلى وجه الخصوص الالتزام والابتكار والأفكار التي تقدمها النساء”.
وتنوّه الدكتورة ريم إلى أن هذا بالضبط ما تفعله النساء في الشرق الأوسط – ضارباتٍ أمثلةً يحتذى بها في بقية أرجاء العالم. وتضيف: “معدل النساء اللواتي يحظين بتعليمٍ عالٍ هو الأعلى في الخليج، فالنساء يستثمرن في مهاراتهن وتنميتها، ويدخلن سوق العمل بوتيرةٍ أسرع”.
وتشير الإحصاءات إلى مزيد من الإيجابيات؛ ففي دولة الإمارات وحدها، تضطلع النساء بمسؤولية أعمال تجارية تزيد قيمتها عن 50 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، وفقاً لنائبة رئيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، منى المري. وفضلاً عن ذلك، من المنتظر أن تشكّل النساء نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عندما تُجرى الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام (وهي خطوة نالت الثناء والتقدير حول العالم). وتصرح الدكتورة ريم أنه من المهم مواصلة الكفاح لتحقيق مزيد من التقدم.
تقول: “أودُّ رؤية مزيد من النساء في مواقع القيادة”، وتضيف: “يبدو أن مجريات الأمور تشير إلى أننا نسير على هذا الدرب، مع تزايد التمثيل السياسي والقيادي للمرأة بشكل عام في العالم العربي، ففي البرلمان استمر تمثيل المرأة بالتزايد على مدار العشر سنواتٍ المنصرمة. وأودُّ أيضاً رؤية تطبيق مزيد من السياسات التي تدعم الصحة والسلامة المؤسسية”.
ولكن، لِم السلامة؟ طبقاً للدكتورة ريم، علينا أن نركز أيضاً على السلامة من أجل التوصل إلى حلول أكثر “شموليةً”. توضح: “أعني بالمنظور الشمولي إدخالَ سياسات تعالج سلامة النساء البدنية والذهنية والعاطفية والاجتماعية”.
“أثبتت الأبحاث أن الاستثمار في سلامة النساء لن يدفع النمو الاقتصادي فحسب، بل وسيقود أيضاً إلى نتائج مرضية فيما يتعلق بالتقدم الشخصي والمهني. وهذا النهج هو الطريقة المثلى لضمان أن النساء، اللواتي لا يزلن الراعيات الأساسيات في المنزل، يحصلن على الدعم الذي يحتجنه بينما يسلكن درباً مهنياً أكثر صعوبة. وأخيراً، يقطع هذا النهج طريقاً طويلاً نحو تحقيق العدالة والمساواة، وسيكون لذلك تداعياته على التجمعات الشخصية والأوساط المهنية التي ستنخرط فيها النساء”.
وثمة طريقة أخرى في نظر الدكتورة ريم لترسيخ قواعد عالمٍ أكثر مساواةً واستدامةً، وهي: إشراف النساء على نساء أخريات – ووضع أهداف طموحة قدر الإمكان. توضح: “من الرائع رعاية القيادة، وتشجيع المشاركة في اجتياز التحديات وتحقيق النجاحات، وتجاوز المعتقدات المحدودة”.
“يمكن أن تتحول النساء إلى عوامل للتغيير عبر بناء تلك الشبكات أو اختيار المشاركة فيها. وغالباً ما تشعر النساء بضرورة الاعتذار عما حققنه، وهو أمرٌ مؤسفٌ بالنظر إلى أنه يعوق تقدمهن الشخصي والقيادي. إن توقفت الشابات اليوم عن التقدم لوظائف أدنى من مؤهلاتهن وبدأن اتباع الدرب الذي تمهده لهن النساءُ القائدات في مضمار السياسة، وكذلك في القطاعين العام والخاص، سنبدأ برؤية بعض الإنجازات المذهلة”.
وبغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه التنمية المستدامة في المستقبل، فإنها يجب أن تشمل النساء، وفقاً للدكتورة ريم. “تمثِّل النساء نصف عدد سكان العالم، وإن تم تهميش نصف السكان، فلا يمكن ببساطة تحقيق التنمية. لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة إن لم يُقدَّم الدعم الكامل لحقوق المرأة. يجب أن تنخرط النساء في العملية كي ننجح في التعامل مع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المُلحَّة”.
والآن اقرئي: معرض للصور الفوتوغرافية يقدم لقطات لم تُرَ من قبل للوالدين المؤسسين لدولة الإمارات