رغم مرور أربعة أيام على قرار السلطات السعودية رسمياً رفع الحظر الذي استمر على مدى عقود عن قيادة النساء للسيارات، لا تزال المملكة تتصدر عناوين الأنباء حول العالم. والآن، تتحدث سمو الأميرة ريما بنت بندر آل سعود عن رأيها في التغييرات التي تشهدها المملكة حالياً، وتُصرح بأن السماح للنساء بالجلوس خلف عجلة القيادة “قرار لا رجعة فيه”.
وفي حوار مع شبكة سي إن إن الإخبارية هذا الأسبوع، تحدثت الأميرة السعودية، التي تشغل منصب وكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير في السعودية، مع الإعلامية كريستيان آمانبور صراحةً عن حقوق المرأة في بلدها. وصرحت سموها بأنه رغم أنها كانت تود أن ترى هذه الإصلاحات تحدث في وقت أقرب من ذلك، إلا أن هذه “التحولات العظيمة” لا تزال “رائعة”. وقالت سموها لآمانبور: “هنالك الكثير من الأمور التي نرغب نحن النساء… في التركيز عليها حتى لا نعود إلى الحديث عن قيادة المرأة للسيارات ونتمكن من المشاركة بنشاط، وهذا أمر يبعث على الارتياح”. وأضافت: “الآن، وبصراحة، يقع علينا عبء اتخاذ الخطوة التالية للمضي قدماً في زيادة إدماج المرأة في المجتمع”.
Saudi Princess agrees more needs to be done to end 'guardianships' but says women being allowed to drive is more than a tip of the iceberg: "It's job creation, it's allowing a woman to behave as a professional… She can operate independently." https://t.co/Ue6IEW3RR1 pic.twitter.com/LViFwkMHyL
— CNN International (@cnni) June 25, 2018
أما الخطوة التالية، وكما اقترح العديد من النشطاء، قد تتجه نحو تغيير قانون ولاية الرجال على النساء، الذي يُجبر المرأة على الحصول على إذن من أحد أقربائها من الرجال- وتحديداً الأب، أو الزوج، أو الأخ، أو الابن – لتقوم بالعديد من الإجراءات المهمة، مثل الحصول على جواز سفر أو السفر إلى الخارج. وكشفت سموها لآمانبور أن هذا القانون قيد البحث بالفعل في مجلس الشورى السعودي، وأردفت بأنه “حوار محرج”. وقالت سموها: “بوسعي أن أخبركِ، كمطلقة وأم لطفلين، بأنها مسألة ملحّة. ولكن هل ستحدث اليوم؟ لا يمكنني أن أقول لكِ ذلك. تُرى هل أحب أن أراها تحدث في المستقبل القريب؟ بالتأكيد، وبصفتي امرأة تعمل في الحكومة فإن دوري بالفعل هو مواصلة تسليط الضوء على هذه القضايا التي ستظل تدفع النساء للمضي قدماً إلى الأمام”.
اقرئي أيضاً: هكذا احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بقيادة المرأة للسيارة في السعوديّة
وتشكل الإصلاحات، مثل رفع حظر قيادة النساء للسيارات، واحدة من مجموعة واسعة من التغييرات الجذرية التي تشهدها المملكة كجانب من رؤية 2030، وهي خطة موجهة لمرحلة ما بعد النفط في السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتسعى هذه الخطة إلى نقل السعودية إلى مستقبل أكثر حداثة وترحيباً بالسياحة، مع تحقيق أهداف أخرى مثل رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في المملكة من 22٪ إلى 30٪. وهذا العام، تم السماح للنساء أيضاً بحضور المباريات الرياضية في ملاعب مختارة، وفي الشهر الماضي فقط، أصدرت السعودية قانوناً يُجرم التحرش الجنسي.
وقد أشادت الأميرة ريما، ابنة الأمير بندر بن سلطان، سفير السعودية السابق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً، وقالت لشبكة سي إن إن: “إنه يصدر توجيهاته بقول ’اذهبوا ونفذوا ذلك‘. ويقول إذا كانت الأرقام مقنعة والخطط مقنعة، اذهبوا ونفذوها”. وأضافت الأميرة، التي أصبحت في العام الماضي أول امرأة تتولى قيادة اتحاد رياضي في السعودية، أن تغيير قوانين المملكة يتم “من أجل المصلحة الوطنية”. “والجميع يشارك في هذا الحوار، والنساء العاملات في الحكومة يشاركن أيضاً. ولست أنا من تتحكم في الجدول الزمني لهذا التغيير، ولكن الحوارات قائمة والسرد قائم. ونحن نسيطر على هذا الأمر ولكننا نسيطر على نحو جماعي؛ فهو ليس نشاطاً فردياً، وليس خروجاً عن المألوف، هذا هو حالنا في الوقت الراهن وفي المستقبل”.
اِقرئي الآن: امرأة سعودية تقود سيارة فورمولا ون للاحتفال برفع حظر قيادة النساء للسيارات