جرّاء فيروس كورونا المستجد، قد رفعنا قبّعة التحية إلى جميع الأطباء ولكن حان الوقت لنقدّم أسمى التحيات لكل المسعفات، الممرضات، الصيدلانيات، الأخصائيات، الإداريات، والمتطوعات لكونهن أيضاً بطلات الصف الأوّل اللّواتي اجتمعن على أنّ التضحية والتفاني وجهان لعُملَة واجبهنّ الإنساني!
لم تتصدرن الطبيبات كبطلات الصف الخطوطَ الأمامية فقط وإنما المسعفات والممرضات الصيدلانيات والأخصائيات والإداريات والمتطوعات هن أيضاً بطلات الصف الأوّل في مكافحة فيروس كورونا. بالكاد هؤلاء البطلات أخذن وقتاً للراحة حيث افتقدن لطعم النوم خلال الأشهر الماضية واجتهدن في العمل على مدار الساعات الطويلة.
بطلات اختبرن كل أنواع المشاعر الإنسانية، من الخوف إلى القلق وحتى الابتهاج والارتياح لمواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بتجارب مليئة بالإثارة واللحظات العصيبة. إليكم بطلات الصف الأوّل لمكافحة كورونا يشاركننا كل مهامهن وتجاربهن مع هذا المرض.
المسعفات
فآطمة عيسى الأحمد، سعودية مسعفة بمحافظة الاحساء. دورها كمسعفة مع مرضى كورونا، مهامها مهمة جداً لأنها من خط الدفاع الأول سواءً بالميدان أم بالمستشفيات . قالت فاطمة “لأن أغلب الحالات التي تتم مباشرتها حالات “إنقاذ حياة” وليس فيها فرصة لمعرفة هل المريض فعلاً مصاب بالفيروس أو لا. يتم التعامل مع المريض المصاب بالفيروس بحذر تام وارتداء جميع لوازم الوقاية ومن ثم البدء في مباشرة الحالة بكل ما تتطلبه حالة المريض الصحية”. وأضافت “أنا كمسعفة أواجه المرض بروح رياضية ومعنويات عالية جداً لأن غايتي فعلياً هي تخفيف الألم لدى المصابين وبأذن الله سنتمكّن من السيطرة على أغلب الحالات”.
شاركت فاطمة إحدى قصصها مع أحد المصابين حيث بات من السهل تمييز المصاب من المعافى بالأعراض المصاحبة للمريض لكن هناك مريض جاء بألم في البطن ومن غير أي أعراض للفيروس وبعد ساعات بدأت ترتفع درجة حرارته وتم عمل المسحات الطبية ومن بعدها تبين أنه من المصابين. وأكملت “حينها تعلّمت أن الفيروس في بعض الأحيان يكون بدون أعراض وقد يكون بوضع متطور”.
نصحت فاطمة كمسعفة في هذه الأزمة بالتباعد الاجتماعي والالتزام بالوقاية والأكل الصحي لزيادة قوه المناعة، والنوم الكافي وممارسة الرياضة اليومية لزيادة نشاط الجسم وحيويته.
الممرضات
فاطمة الهطالي إماراتية ممرضة تعمل مع مرضى كوفيد 19 بشكل مباشر وغير مباشر، حيث تواجه المريض باستلامه من الخارج إلى الداخل والتأكد التام من توفر سبل الأمن والسلامة للمريض وغيرها حسب إرشادات الطبيب. شرحت فاطمة كيفية التعامل مع مرضى كورونا “نتعامل معهم بصدق وشفافية ولأن هذا المرض معدي فيجب علينا أن نوفر للمريض غرفة العزل المناسبة، وإعطاء المريض الدعم المعنوي من خلال الحديث معه والاستماع إليه وتلبية احتياجاته”.
تواجه الممرضات المرض بالاهتمام الشخصي والابتعاد وترك مسافة بينهن وبين زملائهن مع لبس الملابس الواقية والقفازات والكمامات والتوكل على الله. شاركت فاطمة إحدى تجاربها مع مرضى كورونا قائلة “في أحد الأيام استقبلنا مريض ولم تكن صحته حرجة ولكنه محبط ويائس لما أصابه من عدوى كروونا. فمن واجبي كممرضة استقبال المريض بكل إيجابية والتخفيف عنه عند دخوله إلى المستشفى. فقد ارتفعت معنوياته بعد التحدث إليه. وبعد فترة العلاج وأثناء مغادرته المستشفى قدم شكره لي وقال لن أنسى طريقتك في التعامل معي”.
الصيدلانيات
ربى رزق صيدلانية سعودية تعمل في الحرس الوطني حيث طبيعة عمل الصيدلانيات عبارة عن مناوبات متغيّرة، في كل أسبوع يتغير موقع المناوبة في المستشفى اعتمادًا على الجدول، حيث للصيدلية عدة أقسام وهي الصيدلية الخارجية، وصيدلية الطوارئ، والصيدلية الداخلية، وقسم تحضير العلاجات عن طريق الأوردة.
وللصيدلي دور مهم مع هذا المرض، حيث يستقبل القواعد الإرشادية ويتم العمل بها لمدة بعدما يتم التحقق من ملف مريض كورونا والتعرف على الخطة العلاجية. أضافت الصيدلانية ربى “تعامل الصيدلي مع مصابين كورونا لا يتم مباشرة كباقي الممارسين الصحيين. لكن الصيادلة المتواجدين في الصيدلية الخارجية يساهموا في فحص درجة حرارة المريض قبل دخوله والتأكد من خلوّه من الأعراض. في حالة وجود الأعراض المرضية، يتم توجيه المريض إلى قسم الطوارئ، حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة الخاصة بمرضى كورونا. في حال خلو المريض من أي أعراض، يتم توجيهه إلى الصيدلية الخارجية حتى تُصرف له العلاجات الخاصة به. أما بالنسبة للمرضى في المستشفى، يقوم الصيادلة من قسم الصيدلية الداخلية بتوفير كافة العلاجات اللازمة التي يتم وصفها من قِبل الأطباء للمرضى، مع مراعاة القواعد الإرشادية.
تواجه الصيدلانيات مرض كورونا في الصيدلية بمواكبة التغيّرات العلاجية لكل مريض، وذلك في حال عدم استقرار حالة المريض. تأمل الصيدلانية ربى أن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن ينعم الناس بالصحة والعافية وهم بين أحبابهم. ونصيحة ربى كصيدلانية هو أن يستوعب الناس مدى خطورة هذا المرض، وأن يلتزموا في التباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار ولبس الكمامات عند الخروج، وأن يمتنعوا عن المصافحة والزيارات العائلية، وذلك حفاظًا على صحتهم وصحة أحبابهم.
الأخصائيات
فاطمة المرزوقي أخصائية تغذية رئيسية ومسؤولة قسم التغذية حيث أهمية دور أخصائي التغذية مع هذا المرض هو رفع قوة الجسم للتغلب على أي هجوم جرثومي. لذا، أخصائي التغذية يلعب دوراً أساسياً في علاج المصابين بمرض كوفيد19 وفي الوقاية منه أيضا. يبدأ العلاج بتقييم الحالة صحياً وقراءة نتائج تحاليل الدم، حتى يمكن بعدها وضع الخطة التغذوية المناسبة التي تمد الجسم بما ينقصه وترفع دفاعات الجسم. وغالباً ما يتضمن ذلك جرعات من مكملات غذائية عالية بالفيتامينات والمعادن أو بودرة البروتين الخالية من الجلوتين واللاكتوز. ويتم التعامل مع المصابين كأخصائية تغذية باهتمام مناعة الجسم للأشخاص المصابين بفيروس كورونا في غاية الأهمية، لما للتغذية السليمة من فوائد تعود نفعاً على تحسين صحة الجسم المناعية، ما يسرع في تماثله للشفاء. المصابون بفيروس كورونا ينقسمون إلى قسمين تبعاً للأعراض المختلفة المصاحبة للمرض، فبعض المرضى حالتهم خطرة وتستلزم البقاء في العناية المركزة، ويتم تغذيتهم بالمتابعة مع الأطباء، إذ يحصل بعضهم على الغذاء من خلال الوريد، ويجب أن يكون الغذاء غني بالبروتين لمقاومة الالتهابات، بالإضافة إلى باقي العناصر الغذائية التي توفر مصدراً غذائياً سليماً ومتوازناً..
للمرضى الذين شارفوا على الشفاء من فيروس كورونا، يجب عليهم الابتعاد عن النشويات والسكريات البسيطة، مثل الخبز الأبيض والحلويات، لما لها من تأثير سيء على الجهاز المناعي، وأهمية تناول كميات مناسبة من البروتين، بما لا يقل عن 1 جرام لكل كيلو جرام لكل شخص يومياً، من المصادر المتنوعة مثل، اللحوم والدجاج والأسماك والبيض والأجبان الكاملة، بالإضافة إلى مصادر البروتينات النباتية. بعض المصابين يعانون من فقدان الشهية، كأحد الأعراض المصاحبة للإصابة بالفيروس، مشيرة إلى إمكانية تقسيم الوجبات، لتكون متعددة وصغيرة خلال اليوم، مع أهمية الأخذ بعين الاعتبار أن تكون وجبات صحية خالية من السكريات، وغنية بالعناصر الغذائية الهامة، مثل الفيتامينات والمعادن. فيتامين (سي) ومعدن الزنك، فيتامين (أ) مهم جداً للأشخاص المصابين بفيروس “كورونا”، بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي تحتوي على جميع العناصر المهمة، وضرورة شرب السوائل في هذه المرحلة، ما لا يقل عن 3 لتر من الماء يومياً، وتناول المشوربات ذات القيم الغذائية العالية.
وقدمت نصيحتها قائلة “في زمن فيروس كورونا المخيف يحتاج جسم الإنسان أكثر من أي وقت مضى إلى تغذية صحية وغنية بالفيتامينات. حيث أن النظام الغذائي السيء يلحق الضرر بالجسم، ويتسبب في مرض الإنسان. نحتاج إلى الكثير من الزنك وفيتامين سي والحديد، من أجل الحفاظ على نظام مناعة جيد لدينا، وأضافت أنه يجب تناول بعض الأطعمة مثل السبانغ والتوت والبقوليات، لما لها من فوائد كبيرة على الجسم.
الإداريات
سارة المعنى إماراتية الجنسية تعمل كإدارية في مستشفى في الإمارات حيث مهامها كموظف إداري اتباع الإجراءات الاحترازية وإجراءات سلامة المرضى من قبل الموظفين والمتعاملين مع المصابين وغير المصابين بفيروس كورونا، وهي من الموظفات في خط الدفاع الأمامي، وكانت على يقين من أن تفانيها في العمل سيمكنها من تحقيق ما يتوقع منها بالقيام به حالياً. أهيمة دور الإدارايات في المستشفى مع مرضى كورونا يكمن في مواجهة المريض وأخذ كل البيانات الخاصة به والتأكد التام من جمع كل المعلومات والالتزام بالتباعد الاجتماعي من حيث تجهيز مكاتب الموظفين بالعزل الزجاجي والتزام الموظفين بارتداء القفازات والكمامات واستخدام المعقم الكحولي بعد كل إجراء أو اتمام معامله تسجيل. قالت سارة ” دوري كإدارية بتتبع الخطوات الملزمة، بتخصيص عدة طرق لنتعامل مع المرضى المصابين بكورونا وهي العزل المنزلي وتوفير ساعة للمراقبة والحجر الصحي في المستشفيات للتدخل الطبي والعزل الفندقي”.
وتواجه الإداريات المرض بكل حذر بسبب سرعة انتشار مرض كرونا وعدم تواجد أي أعراض أحياناً لبعض المرضى، تقول سارة: “نواجه مرض كرونا بالالتزام بلبس الكمامات واستخدام التعقيم بشكل مستمر و التباعد الاجتماعي”. تنصح سارة أفراد المجتمع باتخاذ الحذر من المرض والاستمرار بالتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة ومجال العمل واتباع طرق الوقاية من مرض كورونا لتجنب الإصابة بهذا الفيروس أو أي نوع فيروس قادم. وبقيادة الشيخ محمد بن زايد حيث صون صحة الجميع وسلامتهم بتوفير المخزونات الطيبة والأغذية للمواطنين والمقيمين، وواجبنا كإداريات اتباع نظام المناوبات المختلفة للموظفين الإداريين عن طريق العمل عن بعد وتقليل عدد الموظفين المتواجدين في المقر للتباعد الاجتماعي واستخدام التطبيقات الإلكترونية لإدارة الاجتماعات والتواصل الإداري بين الإداريين.
المتطوعات
مروة الزعابي طبيبة أسنان. كانت من أوائل الشابات اللواتي قمن بدور المتطوعات حيث تعتبره فرض وليس تطوع وأنه جزء من خير وفضل بلادها. تعمل مروة حاليا في مركز صحة للمسح من المركبة حيث تقوم بإجراء مسحة الأنف للكشف عن فيروس كوفيد ١٩. حيث تتعامل مع المراجعين بكل رحابة صدر كأنه واحد من أفراد العائلة.
قالت مروة: ” كمتطوعة أحاول طمأنة المرضى لا سيما الأطفال الذين يشعرون بالرهبة من إجراء الفحص، أواجه المرض بكل عزيمة وإصرار وأنا على ثقة بأننا قادرين على أن نهزم هذا المرض بإذن الله قريبا”، وتابعت: “أتمنى بأن ترجع الحياة أفضل من ما كانت عليه من قبل وأن أقبّل رأس أمي التي لم أزرها منذ أشهر، فبذلك أنصح الجميع بالالتزام بقوانين الدولة وعدم التهاون بخطورة هذا الفيروس على الإطلاق.
اقرئي أيضاً: عندما تكون الإنسانية مهدّدة لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، إليكم بطلات الصف الأوّل