لأنها من أبرز الداعمات للقضايا الإنسانية، تكرس الملكة رانيا العبد الله جلّ وقتها لمد يد العون لكل مَن يحتاج إلى مساعدة، ولم تكن مساعيها الخيرية الأخيرة استثناءً عن ذلك. وقد حضرت الملكة الأردنية، الأسبوع الماضي، افتتاح مهرجان أقيم كجانب من حملة مستمرة على أوسع نطاق للحد من العنف الجسدي الذي يعانيه الأطفال، إذ توصلت دراسة محلية إلى أن تسعة من كل عشرة أطفال يتعرضون لشكل من أشكال العنف الجسدي، سواء من الوالدين أو المعلمين أو القائمين على رعايتهم.
وقد نظم هذا الحدثَ، الذي أقيم يوم الثلاثاء الماضي في عمّان، المجلسُ الوطني لشؤون الأسرة ومنظمة اليونيسف، وحضرته عائلات من جميع أنحاء البلاد. وعرّف المهرجان، الذي أطلق عليه اسم “يوميات لوني بالوني”، الأطفال والآباء ومقدمي الرعاية بالأدوات والمهارات اللازمة لتنمية صحة الطفل.
وسيقام هذا المهرجان، الذي يركز على قضايا معينة مثل التواصل، والصبر، والتعبير عن الحب، في محافظات أخرى في الأردن في وقت لاحق هذا العام. وخلال المهرجان، تفقدت الملكة معرضاً يعرض قصص 30 ناجياً من العنف، وأمضت جانباً من وقتها في الحديث مع الأطفال المشاركين في أنشطة هذا اليوم. ووفقاً لما ذكره الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة بالوكالة، محمد المقدادي، يُشكل المهرجان جزءاً من استراتيجية تستمر لثلاث سنوات تهدف إلى الحد من انتشار العنف الجسدي ضد الأطفال بحلول عام 2021. وشملت أنشطة المهرجان تنظيم حلقات نقاشية، وقراءة القصص، وممارسة الأنشطة اليدوية، والحصول على استشارات مجانية، تهدف جميعاً إلى مساعدة العائلات على فهم الآثار السلبية المترتبة على الإساءة للأطفال.
ولم يكن هذا المهرجان المبادرة الوحيدة التي شاركت الملكة رانيا في افتتاحها الأسبوع الماضي. إذ أطلقت رسمياً، يوم الاثنين الماضي، منصة إدراك للتعلم المدرسي من 6 إلى 12، التي تقدم للطلاب من مرحلة الحضانة حتى الصف الثاني عشر دروساً مجانية باللغة العربية على الإنترنت. وقالت الملكة في كلمتها أثناء الافتتاح: “اليوم، يزخر الإنترنت بمواد للتعلم الإلكتروني التي يمكن للطلاب في جميع أنحاء العالم الاستفادة منها مع مناهجهم الدراسية الأساسية كوسيلة للمراجعة، والتدريب، والدعم التعليمي. ولكن للأسف، معظم هذه المواد باللغة الإنجليزية، وبالتالي من المرجح ألا يتمكن الطلاب الأردنيون والعرب من الاستفادة منها. وأنا واثقة أن هذه المنصة سوف تقلل معاناتنا كأهل. فلا بد أن جميع الآباء قد شعروا بالعجز وهم يحاولون مساعدة أطفالهم”.
الآن اقرئي: لماذا قامت ميغان ماركل بزيارات غير معلنة لهذا المركز الإسلامي؟