الشغف، التحدي، المثابرة والسعي الدائم إلى تحقيق الأفضل والتميّز… كلمات تختصر سميرة الخميس التي كسرت الخطوط الحمراء وامتهنت فن الباليه في المملكة العربية السعودية.
بين العرض والرقص، حكاية امرأة سعودية!
لمع اسم سميرة الخميس، الفتاة السعودية التي تعيش في الرياض، في مجال عرض الأزياء ورقص الباليه، وتطورت لترسم خطاً مهنياً خاصاً بها جمع بين الرقص وعرض الأزياء. هي اليوم مدربة رقص معتمدة تستند على خبرةٍ تزيد عن 18 عاماً. شغفُها بالرقص دفعها إلى التفاني في مجالها، فوسعت ثقافة الرقص في المملكة العربية السعودية وفتحت أمامها آفاقاً جديدة. تأمل سميرة نقل معرفتها وتجربتها إلى الجيل الجديد من الراقصين لمواصلة نمو مشهد الرقص داخل المملكة.
أظهرت سميرة شغفاً بفن الباليه منذ الطفولة، فكان وسيلتها للتعبير عن مشاعرها، تروي من خلال كلّ رقصة تقدمها قصة تعبّر عن تفاصيلها بحركات متناسقة تتماشى مع الموسيقى وتفسرها وتوصل إلى الجمهور الرسالة المرجوة. وإلى جانب الرقص، أظهرت سميرة أيضاً اهتماماً بعرض الأزياء فمارستهما بطريقةٍ أكمل أحدهما الآخر، وهي تقول: “أعتقد أنني الأولى والوحيدة في المملكة العربية السعودية التي تجمع بين مهارتَيْ رقص الباليه وعرض الأزياء”. تعلمت سميرة رقص الباليه منذ صغرها، ولم يفارقها هذا الشغف مع السنوات فكانت تحلم أن تصبح راقصة بالية ومدربة في يومٍ من الأيام. اليوم، ترقص سميرة الباليه وأنواع مختلفة من الرقص وتعددها قائلة: “أهوى الجاز و”ليريكال” و”كونتيمبوريري”. وصحيح أن رقص الهيب هوب لا يتسهويني كثيراً إلا أنني أفكر أن أجربه”.
من التنمّر إلى التميّز
تعرضت سميرة في خلال طفولتها إلى التنمر لأنها عانت عسر القراءة. لم تكن لامعة على الصعيد الأكاديمي، فكانت صفوف الرقص مساحةُ آمنة تفجر فيها طاقتها الإبداعية، فهي تقول: “في صف الرقص كنت أعبر عن نفسي بحرية من خلال الحركات. كنت ألمس مدى براعتي بالرقص. لذلك أعطيته الأولوية على حساب الدراسة التي لم أستمتع بها بسبب التنمر”.
التزام سميرة على مدى سنوات طويلة بهذا الفن، حفزها كثيراً وشجعها على تطوير مهاراتها يومياً فحازت شهادة في علم الحركة في الرقص وشهادة في البودي بالنس الذي يجمع بين اليوغا والبيلاتيس والتاي تشي وشهادة في البار بيلاتيس. سميرة تشكر الله لأنها حظيت بوالدين التفتا إلى ما تحب وتهوى ففتشا لها مذ كانت في الرابعة عن مدرسةٍ تعلّم فنون الباليه، وهي تقول: “بمساعدة والدَيْ، ترسخ حبّ رقص الباليه في قلبي، وأصبحت ما أنا عليه اليوم”
أزياء عمليّة ومريحة
بين موضة التسعينيات وموضة القرن العشرين تفضل سميرة موضة القرن العشرين وتقول: “جمع القرن العشرين في أزيائه ستايلات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات”. هذا بشكلٍ عام، أما على الصعيد الخاص، تبحث سميرة عن الملابس العملية والمريحة والمميزة في آنٍ معاً، فتختار الملابس البسيطة والعملية وهي تقول: “أعجبتني كثيراً موضة “مام جينز” مع حزام مميز وتوب بسيط. أقدّر كثيراً اتجاه الموضة للملابس المريحة والأحذية الرياضية حتى مع الستايلات الرسمية. أتمنى أن تستمر هذه الموضة.” تميل سميرة إلى الفساتين والسراويل الواسعة في حياتها اليومية وتختار ملابس أنيقة وبسيطة من دون أي تكلُّف للسهرات لتعكس شخصيتها الحقيقة. وسواءٌ أكانت إطلالتها بسيطة أو أنيقة، تعتمد سميرة على نفسها لاختيار الملابس وهي تقول: “أهتم بالألوان المتناسقة والمتقاربة، وأميل لتنسيقات اللون الواحد،” وهي لا تنسى السلسال والأقراط لأنها بالنسبة إليها قطع بارزة، تجمّل الإطلالة أياً كانت وتلفت النظر. تتمنى سميرة أن تسطو على خزانة ناتالي فنج فاختياراتها تعجبها وأذواقهما تتشابهان. دولتشي أن غابانا هي العلامة التي تستهوي سميرة وتلبي حبها للطبعات الفريدة الغنية بالألوان الجميلة. وتعترف أن ساندال أمينة موادي الزجاجي الشفاف أثار إعجابها بشدة لدرجة أنه تحوّل إلى هوس في حياتها: “إنها أنيقة جداً وتناسب مختلف الإطلالات. أحبها جداً، حين أنتعلها أشعر أنني ساندريلا!”.
روتينها الجمالي
تولي سميرة بشرتها ورفاهيتها الجسدية اهتماماً فائقاً. تغسل وجهها صباحاً بغسول فيتامين سي من “بودي شوب” ثم تمسحه بقطنة تحتوي على التونر من ماركة “فيتشي” قبل أن تضع سيروم الذهب من ماركة “فرسالي” ثم كريم العين بالأفوكادو من ماركة “كيلز” وكريم النهار وواقي الشمس، وتحرص على تنظيف وجهها تنظيفاً عميقاً باستخدام قناع الشاي الصيني من “بودي شوب”. وبعد اختيار إطلالتها تضع ماكياج يومي مكتفية بكريم بي بي كريم وبلاشر وأحمر شفاه خفيف تضع محدد الشفاه والعطر في محفظتها وهي بذلك جاهزة للانطلاق. لا تتخلى سميرة عند الاستعداد للمناسبات والحفلات عن البساطة في الماكياج، قد تستخدم البرونزر لتحديد عظمة الخد والبلاشر بشكلٍ ناعمٍ وبسيطٍ، إنما تفضل الألوان الغامقة واللماعة لظلال العيون لتحقق توازناً في الشكل العام وتضيف طبعاً الماسكارا والكحل وتعتمد أحمر شفاه يناسب لون ملابسها علماً أنها تبحث عادةً عن لون يجمع المظهر الطبيعي واللمسة الوردية لأنه يلائم البساطة التي تعتمدها ويعطي إشراقة مميزة. أياً كان الماكياج الذي تريد وضعه، تستخدم سميرة محدد ماك “سبايس”، فهو مثالي للاستعمال اليومي، غير متكلف وطبيعي.
يوم في حياتها
يوم سميرة ينقسم بين الإنسانة ومدربة الرقص والمرأة. بعد العناية اليومية بوجهها، تحتسي قهوتها وتتناول فطوراً غنياً بالبروتين مع بعض الفاكهة، ثم ترافق كلبها في جولة صباحية يتبعها حمام سريع استعداداً ليومٍ تقضيه بين الباليه والرياضة. قبل حصص التدريب، تقوم سميرة بتمارين خاصة لتقوية عضلاتها ورفع لياقتها. في المساء، بعد يوم عملٍ طويل، تسترخي مستعينةً بالرسم أو التلوين. وللاسترخاء في حياة سميرة أهمية خاصة، تتفنن في أشكاله، وعن طقوس الاسترخاء الخاصة بها تقول: “أبدأ بإعداد الجو العام من موسيقى هادئة وشموع ومياه دافئة مع زيت اللافندر وكثير من الرغوة. بينما أسترخي أقرأ كتاباً أو أشاهد فيلماً. بعد هذا الحمام أضع قناعي المفضل على وجهي وأقشر جسمي بالأملاح ثم أستحم وأستعد للنوم”.
وجهاتها المفضّلة
تحب سميرة السفر لكسر الروتين وقد زارت مؤخراً إيطاليا وألمانيا وأسبانيا، وهي كثيرة السفر إلى ماريبا، وتقول: “أمتلك هناك منزلاً مريحاً وجميلاً. وتتيح لي المدينة فرصة الاستمتاع بالشواطئ والطبيعة والتسوق.” في خلال أسفارها، تبحث سميرة عن الحذاء المناسب الذي يجمع بين الشكل الجميل والراحة وبناءً عليه تنسق باقي ملابسها. ولرحلاتها في المطار تختار سميرة الملابس المريحة خاصة إذا كانت الرحلة طويلة وخلال أيام وجودها في الخارج تميل إلى الأزياء البسيطة كالفساتين الناعمة مع صندلٍ مريحٍ.
نشر للمرة الأولى على صفحات عدد إبريل 2020 من ڤوغ العربية.