تابعوا ڤوغ العربية

تعرفوا على الكاتبة والشاعرة والمصورة الإماراتية عليا الشامسي

كاتبة وشاعرة ومصورة إماراتية- إيطالية، ترى في الفن طريقةً للتعبير عن الذات، وفي الكتابة أفضل علاج قد تعتمده لبلسمة جراحها ومكانها المفضّل للبوح بأسرارها وأفكارها بحريةٍ تامة.

“المحيط يرى بين أضلعي” مجموعة من قصائد كتبتها الكاتبة والشاعرة والمصورة الإماراتية – الإيطالية عليا الشامسي في خلال السنوات العشرة الماضية. رؤيتها البارزة أكسبتها سمعةً طيبةً كشخصية ثقافية بارزة وموقرة في المنطقة. وعن هذه القصائد قالت الشامسي: “هي بمثابة مذكراتي الشخصية والخاصة التي تعكس كل أفكاري وأحلامي وكذلك أقرب الأشياء إلى قلبي”. وتابعت “كتبت بدايةً كنوع من العلاج النفسي ومن ثم بدأت القصائد تتحول إلى وسيلة فنية جديدة للتعبير عن النفس”، وتابعت: “حصل يوماً في باريس أن قررت الالتحاق بصالون أدبي في إحدى المكتبات، وبادرت بقراءة قصيدتي ونالت إعجاب الحضور، وبهذه الخطوة كسرت الخوف وبت أشارك الناس قصائدي التي تعكس من أنا”.

قرّرت الشامسي إطلاق هذا الكتاب لأنّها تؤمن بأنّ هناك وقت لكل شيء، وبنظرها كان هذا التوقيت الحقيقي لإصدارها الأخير. تعتبر الكاتبة الإماراتية، أنّ هذا الكتاب هو حلم كبير يتحقق وأقرب مشروع لقلبها وتتمنى أن يجد الجمهور بين طياته قصائد تحضنهم في أوقاتهم الصعبة والسعيدة.

عاشت الشامسي لحظات صعبة ومع تقدم الصفحات وجدت نفسها ووجدت صوتها وبنيت نفسها مرة أخرى. وكتابة الشعر بمثابة علاج نفسي، مكان بإمكانها البوح فيه بأسرارها وأفكارها بحرية تامة، وعن هذا تشرح قائلة بلا تردّد: “الكتاب أقرب مشروع لي لأنني أشارك القراء أفكاري الحميمة بدون تردد أو اصطناع، فالكتاب أنا ومرآة حقيقية تعكس مشاعري”.

تؤمن الشامسي بمزيجها العربي والأوروبي وبأهمية الثقافة أكانت ثقافة إيطالية أم عربية، والأهم بالنسبة لها هو التبادل الثقافي وفتح مجال الحوار ما بين الثقافات. التسامح واحترام الثقافات والديانات شيء رسخ في تربيتها منذ نعومة أظفارها، وكان حبّها في التعرف على الثقافات المختلفة من خلال السفر وزيارة المتاحف وقراءة الكتب المختلفة، ثروة حقيقية جمعتها لتبني حصنًا قوياً من المعرفة، تسلّح فيه شخصيتها وتغنيها من مختلف الجوانب.

تعتقد الشامسي أن الفن هو جزء من كيانها، فهو مرتبط تماماً بمن هي وكذلك بكيفية تعبيرها عن نفسها وتجربتها بما نطلق عليه: الحياة، وفي هذا الصدد تقول: “لا أنسق لأنني أرى كل شيء من كتاباتي ورسوماتي وأيضاً تصويري، كلغة وقصة واحدة أعبّر فيها عن مشاعري وعن تجربتي في الحياة. قرأت مرة أن الفن أكان شعراً، قصة أم رسمة فيه دلالة عن وجود الروح وقد أعجبتني فكرة هذه القصة “.

خلال مسيرتها العملية، حصلت الشامسي على العديد من الجوائز بالإضافة إلى خبرة قيمة في العديد من المجالات الإبداعية. كما حصلت أيضاً على شهادة البكالوريوس في التصوير الفوتوغرافي من جامعة جريفيث بأستراليا وعلى درجة الماجستير في الصور من جامعة دورهام بالمملكة المتحدة. وكانت الشامسي أصغر مصورة مشاركة في مهرجان بينالي الفوتوجرافي في إيطاليا عام ٢٠٠٥، حيث عرضت عملها إلى جانب أشهر المصورين مثل جوليا مارجريت كاميرون وسيندي شيرمان. ويتواجد عملها أيضاً ضمن مجموعة خاصة تُعرض في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الأمريكية بالإضافة إلى عرضها على جدران فنادق روف.

وفي العام ٢٠١١، قدمت الشامسي معرضاً بعنوان “أرشيف ٨٠” والذي هدف إلى الوصل بين الثقافات مظهراً حنيناً إلى ثمانينيات القرن الماضي. وإلى جانب التنسيق، تشتهر الشامسي بكونها مصممة مبدعة حيث عملت على دليل لمعرض إماراتي مع جامعة نيويورك في أبو ظبي.

انضمت الشامسي إلى مبادرة “القلوب السعيدة” كجزء من برنامج المسؤولية الاجتماعية من “ذا هابي بوكس” وذلك من خلال أربع رحلات خيرية إلى كينيا، دلهي، المغرب والقاهرة. وهدفت هذه الرحلات للترويج عن المدارس والمراكز الاجتماعية للنساء والأطفال ولتوفير جميع المستلزمات الضرورية. ولجمع التبرعات لرحلتها إلى أفريقيا، قامت بنشر كتاب عنوانه “ماما أفريقيا” ذهب رعيه إلى جمعيات خيرية محلية.

في العام ٢٠٠٧، حصلت الشامسي على منحة “إعداد” الدراسية، وفي العام ٢٠١١ حصلت على جائزة المجلس الثقافي البريطاني الدولية للقيادة الثقافية ومن ثمة على لقب فنانة الإمارات في ذات العام. وفي مزيج ثقافي هائل، رحبت الشامسي رسميًا بالبابا فرانسيس وقدمت له، باللغة الإيطالية، قادة دولة الإمارات العربية المتحدة في القصر الرئاسي في أبو ظبي – مما اعتبر تكريماً مناسباً لها لكون والدتها إيطالية ووالدها إماراتي، وعن هذه اللحظات تقول: “أفتخر بتلك اللحظة التاريخية فقد استطعت تمثيل دولتين وكذلك شخصين هما أمي وأبي اللذان قدّما لي أجمل تجربة في العيش بين ثقافتين وترسيخ مفهوم المحبة، الاحترام والتسامح”.

ومن بين إنجازاتها الأخرى، أصدرت الشامسي كتابًا للأطفال بعنوان “علايه” الذي حاز جائزة دبي الثقافية للنشر. والشامسي هي اليد الموهوبة التي خطت أيضاً كتاب “ليل ونهار” الذي نُشر في العام ٢٠١٨ كأحد أول ثلاثة كتب صامتة في الإمارات.. أما أحدث إصدار لها فهو كتاب “أنت مكون من نجوم” والذي يعد رمزاً للإبداع والتعبير عن الذات والذي صمم خصيصاً للأطفال. وتابعت الشامسي مهنة التدريس وحصلت على شهادات في الدراسات الفنية والمتاحف، مما أوصلها إلى دورها الحالي كمديرة البرامج الثقافية بالإنابة في متحف اللوفر في أبو ظبي. كما تواصل دراستها للحصول على درجة الماجستير في علم النفس التطبيقي، لتبحث في الإبداع والفن والذهن. وخلال مسيرتها المهنية، حضرت عليا العديد من ورش العمل المخصصة لسرد القصص المرئية بالإضافة إلى معارض الكتب في عدد من البلدان مثل هونغ كونغ والهند وفرنسا وإيطاليا. كما وشاركت في جلسات لقراءة الكتب مع علامات تجارية مثل Level Kids و Sauce Boutique و Apple في دبي مول.

أحلام وطموحات هذه المرأة الإماراتية لا تعرف التريث، فهي دائمة البحث والنضال وعجلة إنجازاتها لا تتوّقف. وعن المشاريع المقبلة تقول الشامسي: “سأستمر بالكتابة، بدأت بكتابة قصص قصيرة مستوحاة من الفلكلور فيها محاولة لفهم النفسية الداخلية لدى شخصيات قد يراها الناس بالشر ومزج الشعر بالنثر”.

اقرؤوا أيضًا: الشيخ حمدان يدعو سكّان دبي للانضمام إليه في تحدي الدراجات الهوائية

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع