تعرَّفي إلى الفنانة عائشة البنوي، وهي مغنية صاعدة تجمع بين الإرث الثقافي السعودي واللاتيني، ووقَّعت مؤخراً عقد تسجيل أسطوانة موسيقية مع راندي جاكسون. وأجل، تماماً كما ورد في ذهنكِ، هناك صلة قرابة تجمع بين هذه النجمة الصاعدة والمصممة أروى البنوي. وقد برهن هذا الثنائي الموهوب عملياً على تجسيدهما لشراكة إبداعية مذهلة على السجادة الحمراء، حيث قدمت المصممة السعودية لقريبتها فستاناً أسود لافتاً للغاية ارتدته خلال حضورها حفل جوائز الغرامي الذي أقيم الأسبوع الفائت وجسَّد بذاته قمة الأناقة في عالم الموضة، ولذلك أثار اهتمام قسم الأزياء.
ولأن البنوي ظهرت إلى جانب نجمات لامعات مثل ليدي غاغا وريهانا، فقد شكَّلت تلك الفعالية نقطة تحوُّلٍ مهمة في مستهلِّ حياتها المهنية. وفي حوارٍ حصريٍّ مع ar.vogue.me، تسرد البنوي مذكراتها على السجادة الحمراء، وتكشف كيف وقَّعت عقد تسجيل أسطوانة موسيقية مع أحد كبار المنتجين. ومن الطبيعي أن نسألها أيضاً كيف كان الأمر أن تطَّلِع من الداخل على واحدة من أروع الفعاليات الترفيهية في العالم التي تحتفي بالمواهب، قبل أسبوعٍ فقط من توجهِّها إلى استوديو التسجيل. ولكن الأمر ليس مجرد مصادفة، بل إنَّ عائشة البنوي فنانة موهوبة يمكن أن تتخطَّى موهبتها الحدود الفاصلة بين الثقافات بشكلٍ لم يسبق له مثيل.
عن بداياتها الفنية:
في مدينة نيويورك: شاركت البنوي في برنامج المواهب أرابس غوت تالنت خلال إقامتها في مانهاتن. تقول: ’’أديت أغنية إيتا جيمس: ’أت لاست‘ وأغنية نينا سيمون ’فيلينغ غود‘. أردت أن أغني أغاني نساء قويات من ثورات الستينيات بسبب تأثيرها المتلاحق على الأجيال وأثرها الحاسم اليوم. وخلال العرض، أستضافني برنامج صباح الخير يا عرب، وقد صرَّحت خلال ذلك اللقاء للمنطقة العربية بأنني أجل سعودية ومغنية سعودية وأنا فخورة بذلك. أردت أن أفرض حكاية جريئة للنساء وأحلامهن الشخصية التي تدوم مدى الحياة. وعلى الرغم من أننا نشهد الآن فجر حقبة جديدة في السعودية، مع رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة قريباً في الصيف، وإعادة افتتاح دور السينما بعد عقود من إغلاقها أمام العامة في الشهر القادم، إلا أننا ما نزال على أعتاب مرحلة التحوُّل التي تفصلنا عن الحقبة الجديدة. هناك أصوات جريئة ترتفع في لحظة حاسمة ومؤثرة للغاية من التاريخ‘‘.
مع راندي جاكسون / @AishahMusic
’’بعد أن تخرجت أرسلتُ إلى راندي عدداً من العروض الحيّة من البرنامج، وتناقشت معه بعد ذلك حول رؤاي بوصفي فنانة سعودية-لاتينية. وبعد عدة شهور، بعد انتقالي إلى لوس أنجليس، وقَّعنا عقداً. لقد فهم القوة الكامنة في التناقض والتقاطع بين الجذور العربية واللاتينية‘‘. ولا يغيب عن أحدٍ في عالم الموسيقى أنَّ السير المهنية الطويلة تربط بين المجتمعات وتوحِّدها وتلقى أصداءً لها في جميع أنحاء العالم.
عن قوة الحضور النسائي:
مع هيمنة حملتيّ #أنا_أيضاً و#حان_الوقت -الداعمتين لتمكين ضحايا التحرش الجنسي والتمييز بجميع أشكاله- على حفل الغولدن غلوبس، اتجهت أنظار العالم إلى الدور الشرعي والمنصف للنساء. ’’منذ عامين، شعرت بتصاعد أصوات نسائية تعبر عن استياء… قوة لا يمكن إنكارها تستمر اليوم. يشرِّفني جداً أن أكون اليوم فنانة بسبب هذه الثورة الأنثوية التي تحصل الآن‘‘.
عن التأثيرات الثقافية التي أحاطت بها:
’’لقد أثّرت جذوري العربية في أعمالي على الدوام، ولكن لأنني ولدت في أمريكا، فقد لعبت هويتي السعودية دوراً غامضاً في حياتي كطفلة‘‘. وفي سن الثانية والعشرين، قرَّرت البنوي أنه حان وقت العودة إلى السعودية. وبعد أن اتخذت من جدة مقراً لها، غمرت نفسها في الثقافة السعودية ووجدت مكانها في المجتمع الفني. ’’شاركت في العديد من الفعاليات السريّة، ولم أكن أُلقي بالاً إلى أنَّ هذه التجارب ستشكِّل دربي الفني نحو فهم متأصل لأحلامي‘‘.
عن حفل جوائز الغرامي:
الرحلة المشوِّقة التي جلبت البنوي من الولايات المتحدة إلى السعودية وإلى مركز الموسيقى العالمية ستمنح بلا شك الفنانةَ اتجاهاً قصصياً فريداً يتخلَّل كلمات أغانيها. وقد أطلَّت النجمة رسمياً لأول مرة على السجادة الحمراء خلال حفل توزيع جوائز الغرامي الذي أقيم الأسبوع الماضي وهي ترتدي فستاناً أسود كلاسيكياً لافتاً من تصميم قريبتها أروى البنوي يزينه الشعار بالعربية ’’حياتها‘‘.
عائشة البنوي تروي مذكراتها على السجادة الحمراء لحفل توزيع جوائز الغرامي في دورته الستين حصرياً لموقع ar.vogue.me:
’’مرَّت رحلة الطيران التي استغرقت خمس ساعات من لوس أنجليس إلى مدينة نيويورك كلمح البصر بسبب حماسي الشديد لحضور حفل الغرامي وأعصابي المتوترة، فقد كنت مدركة أنَّ هذا الحدث الأيقوني لم يكن يدور فقط حول الرقي والإطلالات الفاتنة مثل معظم مراسم توزيع الجوائز، بل يدور حول القطع اللافتة والتعبير الفني إلى جانب ذلك. وبعد أسابيع من البحث عن الفستان الأمثل، أرسلت إليّ أروى، مصممة ’المرأة المناسبة‘، صورةً للفستان الأسود الذي يحمل الشعار: ’’حياتها‘‘. وقد لمعت عيناي عندما وقع نظري عليه لأول مرة، ودُهشت بنعومته الأنيقة وشجاعة الرسالة التي حملها وقوتها‘‘.
’’كان يوم الفعالية شتوياً بارداً جداً في مدينة نيويورك، استيقظت وأنا أشعر بالقلق والحماس ونزلت إلى الشارع مع صديقة لتناول فنجان من القهوة. وصل مصفف الشعر واخترنا تنفيذ تسريحة هوليوودية قديمة، وبعد ذلك ارتديت فستان أروى ثم بدأت بوضع أقراط أوسكار دي لا رينتا، ورارا. انتعلت حذائي من كريستيان لوبوتان وعبايتي. لدي عادة رشِّ عطور العود المفضلة عندي، فأنا أحبُّ أن أضع طبقات مختلفة من العطور وأتظاهر بأنني خبيرة في تراكيب العطور بينما أقوم بذلك، حيث يمنحني هذا الأمر شعوراً طيباً. وبعد ذلك أضع القليل من زيت العود المفضل لديّ من علامة البلد على معصمي وخلف أذنيّ‘‘.
’’وعندما وصلت السيارة السوداء، ركبت فيها وقمت بتشغيل أغنية جاي زي ‘4:44’، وما إن وصلنا إلى وسط المدينة حتى بدأت الأمور تتحرك بوتيرةٍ سريعة، حيث تقدمت ورسمت ابتسامة على وجهي، لم أصدق كم كانت الأجواء حماسية بعد أن سرتُ إلى جانب ليدي غاغا. لقد أدركت أنَّ تلك ستكون الفصول الأولى لسنوات ساحرة قادمة طال انتظارها‘‘.
تابعي عائشة البنوي @AishahMusic على انستقرام وشاهدي هذه المساحة مع بدء الفنانة تسجيلها أول ألبوم يسجّل في استوديو لها في لوس أنجليس، حيث يُشاع بأن الدي جي خالد مهتمٌ بالأمر. انطلقي يا فتاة!
جولة داخل أول مبنى تصممه زها حديد بدبي.. سارعوا بالتوجّه إليه لالتقاط صور رائعة ونشرها على انستقرام