في سن الثامنة عشرة كان معظمنا يتقدم بطلب الالتحاق بالجامعة أو يحاولون التسجيل في أول برنامج تدريبي لهم، ولكن لم يكن هذا حال آمنة القبيسي، التي تقف على أعتاب تحطيم الحواجز الزجاجية في العالم العربي بوصفها أول إماراتية تقود سيارة سباق.
وفي غضون خمسة أعوام (عندما تبلغ الثالثة والعشرين من العمر)، تأمل في المشاركة في سباقات فورمولا 2، وهذا ليس هدفها النهائي، إذ تقول لي بينما نتجاذب أطراف الحديث حول سباق “فورمولا إي-الدرعية” الذي استضافته المملكة العربية السعودية الشهر المنصرم: “[المشاركة في سباق] فورمولا 1 هو الهدف الرئيسي، لكنها ليست رحلةً سهلةً—ولدي التصميم الكافي لبلوغ ذلك [الهدف]”.
اتخذ درب القبيسي، المتدربة كلاعبة جمباز محترفة، الذي اختارته، منعطفاً آخر حين كانت تشاهد وتشجع والدها، السائق خالد القبيسي المشارك في سباق لومان، بينما كان يجوب عالم سباقات السيارات، وتقول مستذكرةً: “عندما تحدث عن [المشاركة في] السباقات وكيف اجتاز حلبات مختلفة حول العالم، والتقى بسائقين جدد—أشعلت تلك اللحظة [شيئاً ما في داخلي] وأردت تجربة سيارة السباق”. وبعد ذلك بمدةٍ وجيزة قدم لها والدها سيارة سباق وبدأ تدريبها. ومنذ ذاك الحين لم تنظر أبداً إلى الوراء.
والقبيسي—التي تنافست بالفعل في سباق فورمولا 4 في أوروبا وفازت ببطولة الإمارات للروتاكس ماكس للكارتينغ من الدرجة الأولى في العام 2017—ينتابها حسٌّ من السكينة خلف مقود سيارة السباق. وتوضح: “متى أركب السيارة، إنها دوائي. تجعلني أركز. الأمر يشبه الذهاب إلى أخصائي المعالجة، هذا ما أكون عليه عندما أقود. المركبة تفهمني”.
وبالحديث عن سباق فورمولا إي على حلبة الدرعية إي-بري في المملكة العربية السعودية، تشعر القبيسي بفخرٍ لا يوصف، حيث انضمت إلى مواهب نسائية أخرى في قيادة سيارات السابق، وأخذت السائقة الإماراتية الشابة موقعها في فريق “إنڤيجون ڤيرجن راسينغ فورمولا إي”، الذي ترعاه شركة كاسبرسكي لاب، على حلبة الدرعية بسيارات تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل. وفي حين كانت القيادة في شوارع الرياض أمراً بالغ الأهمية، إلا أن رؤية أبناء تلك البلاد والطاقة الحماسية هي ما جعل تلك اللحظة أكثر تميزاً وخصوصية. وقد شهدت هذه الفعالية حضور الرجال والنساء سباقات وحفلات موسيقية مختلطة، في سابقة هي الأولى من نوعها في هذه البلاد. تعلق سائقة السباقات بالقول: “رؤية الكثير من السعوديين يشاهدون السباق على المدرجات [كان أمراً] مذهلاً. بوسعنا رؤية مدى اهتمام هؤلاء الناس بسباقات السيارات. وهذه بالفعل خطوةٌ كبيرة”.
ومع مجموعةٍ تنافسيّةٍ من السائقات، برهن الحدث على أنه خطوة ثورية كما سلَّط الضوء على التزام الحكومة بقيادة النساء منذ رفع الحظر يوم 24 يونيو 2018. تقول القبيسي إن عدد السائقات المشاركات في هذه المنافسة كان مفاجأةً سارَّةً، لكنها تأمل برؤية المزيد من الوجوه المحلية على الحلبة، وعن ذلك تقول: “يسرني أن أكون الأولى—وأتمنى ألا أكون الأخيرة، فهناك شقيقتي [حمدة القبيسي] تتبع خُطاي. ونأمل أن نرى في المستقبل مزيداً من النساء العربيات يشاركن في سباقات السيارات”.
الآن اقرئي: ثلاث سعوديات يتحدثن عن تأثير سباقات الفورمولا إي التي أقيمت في الدرعية على وطنهن وحياتهن