تابعوا ڤوغ العربية

طاهر رحيم .. ‬مسيرة‭ ‬ناجحة‭ ‬ومفعمة‭ ‬بالشغف‭ ‬والإبداع

بعفوية وابتسامة وكاريزما أطل الممثل طاهر رحيم في حوار أراده متفاعلا وحيويا عن مسيرة ناجحة ومفعمة بالشغف والإبداع

طاهر رحيم

الصورة بعدسة Arno Lam

ولد‭ ‬طاهر‭ ‬رحيم‭ ‬وترعرع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بلفور‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬عام‭ ‬‮1891 ‬من‭ ‬أصول‭ ‬جزائرية،‭ ‬عاش‭ ‬طاهر‭ ‬طفولة‭ ‬رائعة‭ ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬سن‭ ‬المراهقة‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الملل‭. ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينبض‭ ‬بالحياة‭ ‬وروح‭ ‬المغامرة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بلفور‭ ‬تكفي‭ ‬طموحاته،‭ ‬فاكتشف‭ ‬حبه‭ ‬للتمثيل‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬وراح‭ ‬ينمي‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬عبر‭ ‬مشاهدة‭ ‬الأفلام‭ ‬وارتياد‭ ‬دور‭ ‬السينما‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬السابع‭ ‬تلقائياً‭ ‬بل‭ ‬عاش‭ ‬فترة‭ ‬انتقالية‭ ‬بين‭ ‬دروس‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬ظناً‭ ‬منه‭ ‬أنها‭ ‬ستفتح‭ ‬له‭ ‬أبواب‭ ‬المستقبل،‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يحبه‭ ‬أكثر‭ ‬وهو‭ ‬السينما‭. ‬فالتحق‭ ‬بجامعة‭ ‬مونبلييه‭ ‬ودرس‭ ‬التمثيل‭. ‬دراسة‭ ‬حمل‭ ‬بعدها‭ ‬شغفه‭ ‬وشهادته‭ ‬وحقيبة‭ ‬ظهره‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬باحثاً‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬يليق‭ ‬بطموحاته‭. ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬‮«‬سيريل‭ ‬مينيغان‮»‬‭ ‬في‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬فرنسي‭ ‬أنتج‭ ‬عام‭ ‬‮5002. ‬لكن‭ ‬البداية‭ ‬الحقيقية‭ ‬كانت‭ ‬عام‭ ‬‮9002 ‬مع‭ ‬فيلم‭ ‬ A‭ ‬Prophet ‭ ‬نبي‭ ‬حينما‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬جاك‭ ‬أوديار‭ ‬أداء‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وقد‭ ‬فاز‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬بالجائزة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬9 ‭ ‬جوائز‭ ‬‮«‬سيزار‮»‬‭ ‬منها‭ ‬أفضل‭ ‬ممثل‭ ‬صاعد‭ ‬وجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬ممثل‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬طاهر‭ ‬تكريمًا‭ ‬لأدائه‭ ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬إشادة‭ ‬بالغة‭ ‬من‭ ‬النقّاد‭.

‭ ‬أن‭ ‬يحب‭ ‬محمدو‭ ‬الفيلم‭ ‬كانت‭ ‬المكافأة‭ ‬الكبرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬

وعن‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬عملت‭ ‬جاهداً‭ ‬لكي‭ ‬أنجح‭ ‬في‭ ‬تجارب‭ ‬الأداء‭. ‬وكان‭ ‬القدر‭ ‬حليفي‭ ‬فشاء‭ ‬أن‭ ‬ألتقي‭ ‬جاك‭ ‬أوديار‭ ‬صدفة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬تصوير‭ ‬مسلسل‭ ‬كنت‭ ‬ألعب‭ ‬دورًا‭ ‬فيه‭. ‬لم‭ ‬أتطفل‭ ‬عليه‭ ‬لكن‭ ‬أحسست‭ ‬أنه‭ ‬التفت‭ ‬إلي‮»‬‭. ‬ويكمل‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬عاد‭ ‬أوديار‭ ‬يوم‭ ‬عرض‭ ‬المسلسل‭. ‬شاهد‭ ‬أول‭ ‬حلقتين‭ ‬وجاء‭ ‬لتهنئتي‭ ‬فأحسست‭ ‬بفخر‮»‬‭. ‬ويكمل‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬تقدمت‭ ‬ونجحت‭ ‬بتجارب‭ ‬الأداء‭  ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬بدأت‭ ‬الحكاية‮»‬‭. ‬حكاية‭ ‬نجاح‭ ‬مع‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬نبي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬طاهر‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الكبار‭. ‬

لم‭ ‬يرد‭ ‬طاهر‭ ‬أن‭ ‬تبهره‭ ‬الأضواء،‭ ‬فيقول‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أرد‭ ‬أن‭ ‬أتباهى‭ ‬بالنجاح‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬أتغيّر،‭ ‬فانطويت‭ ‬على‭ ‬ذاتي‮»‬‭. ‬ويكمل‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬فضلت‭ ‬أن‭ ‬أثابر‭ ‬وأحافظ‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬مستوى‭ ‬هذا‭ ‬الدور‮»‬‭. ‬وحسنا‭ ‬فعل‭. ‬عاش‭ ‬طاهر‭ ‬نجاحه‭ ‬بروية،‭ ‬اكتسب‭ ‬خبرة‭ ‬أعطته‭ ‬ثقة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الأفضل‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬نكتسب‭ ‬الخبرة‭ ‬وندرك‭ ‬أكثر‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬نحبها،‭ ‬والأهم‭ ‬نكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬ما‭ ‬يناسبنا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السيناريو‭ ‬والإنتاج‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬نجاح‭ ‬الفيلم،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يصبح‭ ‬لدينا‭ ‬توجه‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬بطاقة‭ ‬تعريف‭ ‬لنا‮»‬‭. ‬يزيد‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬سنوات‭ ‬الخبرة‭ ‬أعطتني‭ ‬كثيراً‭ ‬وكذلك‭ ‬الأبوة‭ ‬التي‭ ‬غيّرت‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬أولوياتي‮»‬‭. ‬فطاهر‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬الممثلة‭ ‬ليلى‭ ‬بختي،‭ ‬ولديه‭ ‬طفلان‭. ‬

طاهر رحيم في لقطة من فيلم «الموريتاني»

مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬فيلمًا‭ ‬في‭ ‬رصيده،‭ ‬لعب‭ ‬طاهر‭ ‬دائما‭ ‬أدوارًا‭ ‬قوية‭ ‬حظيت‭ ‬باستقبال‭ ‬حافل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصحافة‭ ‬والجمهور‭. ‬فكان‭ ‬أميرًا‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬The‭ ‬Eagle‭‬النسر‭) ‬للمخرج‭ ‬كيفين‭ ‬ماكدونالد‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تشاننغ‭ ‬تاتوم،‭ ‬و‭ ‬‮«‬سمير‮»‬‭ ‬في‭ ‬The‭ ‬Past‭ ‬الماضي  ‬للمخرج‭ ‬أصغر‭ ‬فرهادي،‭ ‬و‮«‬غاري‮»‬‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬غراند‭ ‬سنترال‮»‬‭ ‬التراجيدي‭ ‬للمخرجة‭ ‬ريبيكا‭ ‬زلوتوفسكي‭. ‬وساعده‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأدوار‭ ‬العالمية‭ ‬الرائعة،‭ ‬مثل‭ ‬قيامه‭ ‬بأداء‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬فيلم ‭ ‬The‭ ‬Cut‬القطع ‬للمخرج‭ ‬فاتح‭ ‬آكين‭. ‬تلاه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الناجحة‭ ‬لاسيما ‭ ‬Mary‭ ‬Magdalene‭‬مريم‭ ‬المجدلية ‬للمخرج‭ ‬غارث‭ ‬ديڤيس‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حيث‭ ‬لعب‭ ‬طاهر‭ ‬دور‭ ‬يهوذا‭ ‬أمام‭ ‬روني‭ ‬مارا‭ ‬وخواكين‭ ‬فينيكس‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬اشترك‭ ‬مع‭ ‬جيف‭ ‬دانييلز‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬المسلسل‭ ‬الضخم‭ ‬The‭ ‬Looming‭ ‬Tower‭ ‬البرج‭ ‬الذي‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق  ‬فلعب‭ ‬شخصية‭ ‬علي‭ ‬صوفان‭ ‬والذي‭ ‬عرضته‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭.‬

‮1202 ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والواعدة‭ ‬لطاهر‭ ‬مع‭ ‬دوري‭ ‬بطولة‭ ‬في‭ ‬إنتاجين‭ ‬مقتبسين‭ ‬عن‭ ‬قصتين‭ ‬حقيقيتين‭. ‬سيؤدي‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬سيعرض‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬نتفليكس‭ ‬بعنوان‭ ‬The‭ ‬Serpent‭ (‬الثعبان‭) ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يلعب‭ ‬طاهر‭ ‬شخصية‭ ‬شارل‭ ‬سوبراج،‭ ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬خلال‭ ‬السبعينيات‭. ‬وهذا‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬ريتشارد‭ ‬وارلو‭ ‬وتوبي‭ ‬فينلي‭. ‬كما‭ ‬سيشارك‭ ‬طاهر‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬جودي‭ ‬فوستر،‭ ‬وبينيديكت‭ ‬كومبرباتش،‭ ‬وشايلين‭ ‬وودلي‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬فيلم‭ ‬The‭ ‬Mauritanian‭ (‬الموريتاني‭) ‬للمخرج‭ ‬كيڤين‭ ‬ماكدونالد‭ ‬الذي‭ ‬يروي‭ ‬قصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لسجين‭ ‬يناضل‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬رغم‭ ‬جميع‭ ‬الصعاب‭. ‬ويلعب‭ ‬طاهر‭ ‬دور‭ ‬السجين‭ ‬محمدو‭ ‬ولد‭ ‬صلاحي‭. ‬دور‭ ‬ينقل‭ ‬به‭ ‬طاهر‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬رحلة‭ ‬عذاب‭ ‬محمدو‭ ‬باحتراف‭ ‬ومشاعر‭ ‬تهز‭ ‬الأعماق‭. ‬يقول‭ ‬طاهر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬من‭ ‬العظيم‭ ‬وأيضاً‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬كممثل‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬ممثلة‭ ‬كجودي‭ ‬فوستر‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬التصوير‭ ‬مع‭ ‬خبرتها‭ ‬ولطافتها‭ ‬وأناقتها،‭ ‬فهنا‭ ‬اللعبة‭ ‬تكون‭ ‬أكبر‭ ‬والأداء‭ ‬مميز‭ ‬أكثر‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬حتى‭ ‬مع‭ ‬جينا‭ ‬كولمان‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬انسجام‭ ‬كبير،‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬النوتة‭ ‬وهذا‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬خاصة‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم‭ ‬صعب‭ ‬كفيلم‭ ‬الثعبان‮»‬‭. ‬

الصورة بعدسة Arno Lam

فالتحدي‭ ‬الكبير‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬الممثل‭ ‬دور‭ ‬شخص‭ ‬حقيقي‭ ‬وينجح‭ ‬فيه‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬طريقتان‭ ‬للعب‭ ‬دور‭ ‬شخص‭ ‬حقيقي‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬معروفًا‭ ‬جداً،‭ ‬فلا‭ ‬خيار‭ ‬إلا‭ ‬بأن‭ ‬نقلد‭ ‬حركاته‭ ‬لكي‭ ‬يتفاعل‭ ‬الجمهور‭ ‬مع‭ ‬الشخصية،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الشخصية‭ ‬غير‭ ‬مألوفة‭ ‬للجمهور‭ ‬يكون‭ ‬للممثل‭ ‬فسحة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيسمح‭ ‬بالتعرف‭ ‬على‭ ‬الشخصية‮»‬‭. ‬وعن‭ ‬التحضير‭ ‬للأدوار‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لمحمدو‭ ‬ولد‭ ‬صلاحي،‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة،‭ ‬أردته‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المشاهد‭ ‬الأول‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬راضيًا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يشاهد‭. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أريد‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬أن‭ ‬أقلل‭ ‬من‭ ‬شخصه‭ ‬ومما‭ ‬مر‭ ‬به‭. ‬تحدثنا‭ ‬مطولاً‭ ‬ودهشت‭ ‬بروحه‭ ‬المرحة‭ ‬وخاصة‭ ‬بحكمته‮»‬‭. ‬ويكمل‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬التعذيب‭ ‬لاحظت‭ ‬أن‭ ‬ملامحه‭ ‬اشتدت‭ ‬كأن‭ ‬الزمن‭ ‬يعود‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‮»‬‭. ‬لذا‭ ‬قرر‭ ‬طاهر‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬الأسئلة‭ ‬ويعطي‭ ‬وقتًا‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬وروح‭ ‬محمدو‭ ‬ولد‭ ‬صلاحي‭. ‬عن‭ ‬محمدو‭ ‬الذي‭ ‬أبدى‭ ‬إعجابه‭ ‬بالفيلم‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭:‬‭ ‬‮«‬أن‭ ‬يحب‭ ‬محمدو‭ ‬الفيلم‭ ‬كانت‭ ‬المكافأة‭ ‬الكبرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‮»‬‭. ‬وأما‭ ‬شخص‭ ‬شارل‭ ‬سوبراج‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬طاهر‭ ‬أن‭ ‬يلتقيه‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬راودته‭. ‬ويقول‭: ‬‮«‬تعرفت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أبحاثي،‭ ‬عن‭ ‬طريقة‭ ‬لبسه،‭ ‬وتصرفاته‭ ‬وحركاته‭. ‬فكرت‭ ‬بلقائه‭ ‬لأعلم‭ ‬كيف‭ ‬يحتال‭ ‬لكن‭ ‬أخلاقياً‭ ‬تجاه‭ ‬الضحايا‭ ‬لم‭ ‬أرد‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬السماع‭ ‬إلى‭ ‬شهادات‭ ‬أشخاص‭ ‬التقوا‭ ‬به،‭  ‬قائلاً‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬رابط‭ ‬بيني‭ ‬وبينه،‭ ‬لذلك‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬مظهره‭ ‬الخارجي‭ ‬أولاً‭ ‬باقتباس‭ ‬اللوك‭ ‬والحركة‭ ‬وشبهته‭ ‬بحيوان‭ ‬وجاء‭ ‬إلى‭ ‬ذهني‭ ‬الأفعى‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الكوبرا‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جميلة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬لكن‭ ‬لدغتها‭ ‬سامة‭ ‬ومميتة‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬لحسن‭ ‬الحظ‭ ‬أنني‭ ‬عملت‭ ‬مع‭ ‬المخرج‭ ‬توم‭ ‬شانكلاند‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬متعمقًا‭ ‬بشخصية‭ ‬سوبراج،‭ ‬حددنا‭ ‬خياراتنا‭ ‬التي‭ ‬بانت‭ ‬أنها‭ ‬الصائبة‭ ‬حين‭ ‬تعرفنا‭ ‬إلى‭ ‬جارة‭ ‬سوبراج‭ ‬الحقيقية،‭ ‬نادين‭ ‬جيرس،‭ ‬فالوصف‭ ‬الذي‭ ‬أعطته‭ ‬نادين‭ ‬كان‭ ‬مطابقاً‭ ‬لما‭ ‬فكرنا‭ ‬به‭ ‬وعملنا‭ ‬عليه‮»‬‭. ‬إذا‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬صلة‭ ‬مع‭ ‬سوبراج،‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬الصلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬مع‭ ‬سوبراج‭ ‬هي‭ ‬جملة‭ ‬قالها‭ ‬أتت‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحوار‭: ‬‮«‬كان‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمري‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يريدني‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سيأتي‭ ‬إليّ،‭ ‬كنت‭ ‬سأبقى‭ ‬منتظرًا،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أردته‭ ‬أخذته‭ ‬بنفسي‮»‬‭. ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشبه‭ ‬طاهر‭ ‬الحالم‭ ‬والطموح‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الشبه‭ ‬يتوقف‭ ‬هنا‭. ‬وعن‭ ‬أدواره،‭ ‬لا‭ ‬يجزم‭ ‬أنه‭ ‬سيرفض‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬لعبها‭ ‬لكن‭ ‬يقول‭ ‬ضاحكاً‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أحببت‭ ‬أن‭ ‬أتنقل‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يعرض‭ ‬علي‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬رومانسي‭ ‬أو‭ ‬كوميدي‮»‬‭. ‬

‭ ‬أحب‭ ‬كل‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬لعبتها‭ ‬وأنا‭ ‬سعيد‭ ‬بخياراتي‭ ‬

يفتخر‭ ‬طاهر‭ ‬بكونه‭ ‬فرنسيًا‭-‬جزائريًا‭ ‬وهو‭ ‬يتقن‭ ‬عدة‭ ‬لغات‭ ‬ويمزج‭ ‬ثقافات‭ ‬عدة‭ ‬ويقول‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬فرنسي‭-‬جزائري‭ ‬وأكثر‭  ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لأنني‭ ‬مشبع‭ ‬بكل‭ ‬الثقافات‭ ‬التي‭ ‬تعايشت‭ ‬معها‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬ترعرعت‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تعددت‭ ‬فيها‭ ‬الجنسيات‭ ‬والثقافات،‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬حضارات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭. ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الحياة،‭ ‬واللغة،‭ ‬والطعام،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الثراء‭ ‬الحقيقي‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬لطاهر‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬مخرجين‭ ‬عالميين‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬أحب‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬إتقانها‮»‬‭. ‬

يعمل‭ ‬طاهر‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬مشروعين‭ ‬فرنسيين‭. ‬فيلم‭ ‬ومسلسل‭ ‬سيعرض‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬نتفليكس‭ ‬للمخرج‭ ‬سيدريك‭ ‬چيمينيز‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬حقبة‭ ‬‮«‬الفرنش‭ ‬كونكشن‮»‬‭ ‬والإخوان‭ ‬غريني‭. ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قيد‭ ‬النقاش‭. ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يفتخر‭ ‬به‭ ‬يقول‭ ‬طاهر‭: ‬‮«‬أحب‭ ‬كل‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬لعبتها‭ ‬وأنا‭ ‬سعيد‭ ‬بخياراتي‮»‬‭. ‬يكمل‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬ربما‭ ‬دور‭ ‬محمدو‭ ‬هو‭ ‬الأعز‭ ‬على‭ ‬قلبي‭ ‬لأن‭ ‬الشخصية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الفيلم‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬رسالة‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬محمدو‭ ‬لم‭ ‬يحقد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬بل‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬بحكمة‭ ‬وهذا‭ ‬عظيم‮»‬‭. ‬

لن‭ ‬يقبل‭ ‬طاهر‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬لا‭ ‬يقنعه‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬معتقداته‭. ‬وحتى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬يحب‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬فكل‭ ‬هذا‭ ‬متصل‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل‭ ‬منها‭ ‬النص‭.  ‬ينجذب‭ ‬طاهر‭ ‬لكل‭ ‬ممثلي‭ ‬حقبة‭ ‬السبعينيات‭ ‬في‭ ‬هوليوود‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يلعبون‭ ‬أدوارًا‭ ‬تشبه‭ ‬الواقع‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬الشخصيات‭ ‬أشخاصًا‭ ‬تشبه‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬وتضيء‭ ‬مواقف‭ ‬اجتماعية‭ ‬مألوفة‭. ‬عنهم‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬هؤلاء‭ ‬الممثلون‭ ‬وضعوا‭ ‬رموزًا‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬عبر‭ ‬السنين،‭ ‬كجون‭ ‬كازال،‭ ‬وجين‭ ‬هاكمن،‭ ‬ودستن‭ ‬هوفمن،‭ ‬وآل‭ ‬باتشينوو،‭ ‬وروبرت‭ ‬دو‭ ‬نيرو،‭ ‬وميريل‭ ‬ستريب‭…‬‮»‬‭. ‬أما‭ ‬كمخرجين،‭ ‬فيحب‭ ‬طاهر‭ ‬أعمال‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬لاسيما‭ ‬آدم‭ ‬مكاي،‭ ‬ومارتن‭ ‬سكورسيزي،‭ ‬وجيمس‭ ‬غراي،‭ ‬وبونغ‭ ‬جون‭ ‬هو‭. ‬

لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ممثلاً‭ ‬لكان‭ ‬ذهب‭ ‬وجال‭ ‬العالم‭ ‬بحثاً‭ ‬عما‭ ‬يهويني،‭ ‬واليوم‭ ‬مع‭ ‬عمله‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬الاثنين‭ ‬معاً‭. ‬عاش‭ ‬طاهر‭ ‬سنة‭ 2020 ‬على‭ ‬طريقته،‭ ‬فكان‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التصوير‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬‮٩‬‭ ‬أشهر‭ ‬وكانت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬رائعة‭ ‬للقاء‭ ‬العائلة‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬فوق‭ ‬هذا‭ ‬كله،‭ ‬تعلمت‭ ‬أن‭ ‬أعيش‭ ‬الحاضر‮»‬‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬أرادها‭ ‬طاهر‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬وهي‭ ‬لفتة‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬لبنديكت‭ ‬كومبرباتش،‭ ‬وكيفن‭ ‬ماكدونالد،‭ ‬وآدم‭ ‬أكلاند‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬إنجاز‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬الموريتاني‮»‬‭ ‬لأنه‭ ‬فعلا‭ ‬رسالة‭ ‬مرونة‭ ‬وإنسانية‭.‬

أقرئي أيضاً : يوسف الشريف يستعد لخوض السباق الرمضاني بمسلسل جديد “كوفيد- 25”

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع