تابعوا ڤوغ العربية

طبيبتان تتصدران الخطوط الأمامية لمكافحة كورونا بالإمارات.. تعرفي إليهما

الدكتورة شمة خليفة المزروعي مع صديقتها الدكتورة فاطمة الكعبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي. بعدسة ڤيديا تشاندراموهان

في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التي تعد من أهم المراكز الطبية لمرضى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في أبوظبي، تتصدر الخطوطَ الأمامية الطبيبتان شمة خليفة المزروعي وفاطمة الكعبي اللتان تجمعهما صداقة قوية.

تستقطع الدكتورة شمة خليفة المزروعي، المدير التنفيذي للعمليات التشغيلية بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، لنفسها وقتاً للراحة هي في أمسّ الحاجة إليه بين الاجتماعات المتلاحقة. تقول: “كنا بالكاد ننام خلال الأيام القليلة الماضية”، مضيفة: “لا أعرف كيف نجحنا في العمل على مدار تلك الساعات الطويلة واحتفظنا بابتسامتنا. ولكن أتعلمون ما الذي جعل ذلك ممكناً؟ ببساطة أننا نعمل معاً كفريق. فريق مذهل”.

وشأن كل مَن يعملون في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التي تعدّ من أهم المراكز الطبية لمرضى فيروس كورونا المستجد في العاصمة الإماراتية، عاشت شمة خلال عملها كل أنواع المشاعر الإنسانية، من الخوف إلى القلق وحتى الابتهاج والارتياح – فمواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” تجربة مليئة بالإثارة واللحظات العصيبة، وخصوصاً بالنسبة لمَن يتصدرون الخطوط الأمامية.

ممرضات قسم الأورام بمركز الحقن الوريدي، حيث لا مجال لوقف تقديم الخدمات العلاجية للمرضى. بعدسة ڤيديا تشاندراموهان

“نتواجد بالمستشفى طوال أيام الأسبوع وحتى خلال العطلات الأسبوعية في محاولة منّا لمساعدة الفريق الطبي وفحص المرضى، إذا اقتضت الضرورة”، هكذا قالت شمة التي لم ترى والديها طوال خمسة أسابيع [قبل إجراء هذا اللقاء]. وأضافت: “نتولى إدارة العاملين، والأجهزة والمرافق الأساسية، وبروتوكولات العلاج، ونقرر كيف سنتعامل مع كل الأمور، ما شكّل ضغطاً كبيراً على كاهلنا. ولكني سعيدة للغاية الآن، فقد حققنا إنجازات كثيرة، ويعتريني شعور بالفخر كوني جزءاً من هذا الفريق”.

وبالمستشفى ذاته، تعمل الدكتورة فاطمة الكعبي [شقيقة معالي وزيرة الثقافة نورا الكعبي] التي تشغل منصب رئيس قسم أمراض الدم والأورام، وتربطها بالدكتورة شمة علاقة صداقة قوية منذ 22 عاماً. وظلت الطبيبتان تعملان معاً على مدار الساعة لتجهيز المستشفى على النحو اللائق وتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية للمرضى، بالإضافة إلى الاطمئنان على سلامة الفريق الطبي وعافيته. وبدافع الحفاظ على الصحة النفسية للفريق الطبي، قدم المستشفى برنامجاً للدعم النفسي لمَن يعانون من الاحتراق الوظيفي أو الضغط العصبي أو القلق من أفراد فريق الكادر الطبي، علاوة على التعاون مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، والذي أثمر عن توفير متطوعين لتعليم أبناء العاملين في الكادر الطبي.

“لقد ساعدنا بعضنا بعضاً كثيراً، ولكن كان الأمر صعباً جداً”، هكذا قالت شمة، وأردفت: “أول خلاف يقع بيني وبين فاطمة كان أثناء أزمة فيروس كورونا. كنت أرزح تحت ضغط هائل، فقلت لها: ’فلنتعاهد معاً أننا مهما يحدث بيننا الآن سوف ندعه يذهب طيّ النسيان بعد انتهاء أزمة كورونا‘. كم أنا محظوظة وسعيدة لوجود فاطمة معي ضمن الفريق الطبي!”.

أما فاطمة فقالت بنبرة مغلفة بالحب والمودة: “تعرف كل منا الأخرى منذ أن كنا في المدرسة”، وأردفت: “نحن نفصل بين العمل والصداقة، لأنها [تقصد شمة] تعمل في العمليات التشغيلية، أما أنا فأعمل في الرعاية الطبية، لذا يحدث صدام بيننا في بعض الأحيان، ولكن ما يحدث داخل الاجتماعات لا ندعه يتعدى جدران الغرفة. وهذا ما أردده دوماً. ولكن الوضع صعب إلى حد بعيد”، وتابعت: “أحياناً تحتاجين لممارسة التأمّل، لأن تختلسي لنفسكِ لحظة بدون عمل أي شيء، لأن تفصلي نفسكِ عن أجواء العمل. وعليّ أن أقوم بذلك في لحظة ما أثناء النهار حتى أستطيع مواصلة عملي. وعندما آتي إلى المستشفى، عليّ أن أبدل ملابسي، وأتحمم، ثم أظل أغدو وأروح هنا وهناك إلى أن أعود إلى بيتي. وأحب أن أترك كل شيء ورائي قبل أن أعود لعائلتي، وأشعر بالذنب حيالهم. هم في أبوظبي، وألقاهم في المساء لبضع ساعات، ربما على مائدة العشاء، ولكني أحافظ على التباعد الاجتماعي، وهم دوماً يسألونني عن ما يجري، فأحرص على اطلاعهم على الأخبار السارة فقط، حيث لا أريد أن أسبب لهم أي ذعر”.

الدكتورة شمة خليفة المزروعي، المدير التنفيذي للعمليات التشغيلية بمدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي. بعدسة ڤيديا تشاندراموهان

وتتابع الطبيبة الشابة كل يوم حالات الدخول للمستشفى والخروج منه، والحالات الحرجة وتلك التي بحاجة لأن توضع تحت الملاحظة. تقول فاطمة: “أتابع حالات الدخول، وعدد وحدات العناية الطبية المكثفة المفعلة، وعدد الأسرّة المشغولة في وحدة الرعاية المركزة، ثم أتابع العاملين واحتياجاتهم، ومَن يقومون بتغطية الاحتياجات الزائدة، وكيف يتم توزيعهم”، وأضافت: “لم نستخدم الطاقم الطبي بكامل طاقته حتى الآن، ولكني أعتقد أننا سنضغط أنفسنا بالعمل حتى نستطيع مواكبة ديناميات هذا الوضع”.

الدكتورة فاطمة الكعبي، رئيس قسم أمراض الدم والأورام. بعدسة ڤيديا تشاندراموهان

وأضافت فاطمة التي تشغل أيضاً منصب نائب المدير الطبي بالإنابة: “بعد هذه التجربة، علينا جميعاً أن نتوقف قليلاً ونلقي نظرة على ما يحدث. نحن نعيش حياتنا بوتيرة متسارعة للغاية، غير مقدرين النعم [التي نراها] صغيرة التي نملكها. ولأن الصحة أهم هذه النعم على الإطلاق، فعلينا أن نستثمر دوماً في النظام الصحي. وهذا ما سأذكر به الناس دوماً ضمن أمور أخرى. فلنجلس ونفكر فيما ينبغي علينا عمله في المستقبل من أجل تغيير أسلوب حياتنا في عصر ما بعد كورونا”.

وأيدت شمة صديقتها قائلة: “لا شيء مضمون، وخاصة الصحة. ولكن في الوقت الراهن، الناس هم خط الدفاع الأول. فكي ننجح في احتواء “كوفيد-19“، نحتاج لأن يلتزم الناس بيوتهم. فهم مَن باستطاعتهم تغيير الصورة كليةً، وليس نحن. نحن فقط نحاول إنقاذ الأرواح، ولكي نؤدي هذه المهمة على أكمل وجه، نحتاج لمساعدتهم”.

اقرئي أيضاً: إنجاز تاريخي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع