في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس الشهر الماضي، انتفض العالم كله وخرجت الحشود في كل مكان بالعالم إلى الشوارع تضامناً مع المحتجين في أمريكا. ومع تزايد زخم حركة حياة السود مهمة، التي انطلقت تحت هاشتاغ #BlackLivesMatter، انتقلت ثورة الغضب إلى الساحة العالمية. وليس الشرق الأوسط بمعزل عن هذه الأحداث، إذ اتجه أربعة فنانين من العالم العربي إلى التعبير عن دعمهم لهذه الحركة وإدانتهم للعنصرية، التي للشرق الأوسط نصيبه منها، وذلك عبر لوحاتهم الفنية.
شيرين ضمرة
عمدت الفنانة الأمريكية فلسطينية الأصل شيرين ضمرة إلى الجمع بين التصميم وشغفها بالعدالة الاجتماعية والإصلاح من خلال أعمالها الفنية التي تقوم بنشر معظمها على حسابها الشخصي على انستقرام. تقول: “قلبي مكسور، ويتملكني شعور بالغضب والاستياء. يجب أن ينتهي كل هذا. كل الحب والتضامن لمجتمعات السود المنتحبة على حياة جميلة أخرى سُلِبَت. فلترقد في قوة يا جورج فلويد”.
وتطرقت ضمرة أيضاً إلى الحديث عن النكبة الفلسطينية، قائلةً: “يوم 15 مايو من كل عام، يحيي الفلسطينيون في كل مكان بالعالم ذكرى النكبة، تلك ’الفاجعة‘ التي تشير إلى التطهير العِرقي الذي تعرض له الفلسطينيون الأصليون والدمار شبه التام الذي لحق بالمجتمع الفلسطيني في عام 1948، والذي أسفر عن تهجير وتدمير ما يربو على 750 ألف أسرة وبيت فلسطيني”.
نور فليحان
تؤمن الفنانة اللبنانية نور فليحان بقوة استخدام منصتها للتعبير عن آرائها بشأن العدالة الاجتماعية ولفت الأنظار إلى قضية العنصرية في العالم العربي عبر أعمالها الغرافيكية والمرئية. وعلى حسابها على انستقرام، كتبت نور: “دعونا لا ننسى أن كلمة ’عبيد‘ ما تزال تُستخدَم داخل بيوت العرب للإشارة إلى السود. لقد سمعت شباباً يرددون هذه الكلمة دون أدنى معرفة منهم بمعناها، فقط لأنهم اعتادوا على سماعها من أفراد أسرتهم. احرصوا على إثارة الحوار عن هذه القضية فيما بينكم. وعلى مدار سنوات نشأتي، كنت أزور لبنان، وهناك عرفت نوعاً رائجاً من الحلوى عبارة عن حشوة من المارشميلو المغطاة بالشيكولاتة. المثير في الأمر أن هذه الحلوى كانت تسمى ’راس العبد‘ ولم يتغير هذا الاسم إلى ’طربوش‘ إلا منذ عشر سنوات فقط”.
وفي منشور آخر على انستقرام أيضاً، كتبت فليحان: “دعونا لا نتظاهر بأن العنصرية ليس لها وجود داخل المنطقة العربية. فعندما ننظر حولنا ونرى ما يجري، كأننا نرى مرآة لما يجري داخل مجتمعاتنا. بإمكاننا جميعاً تحسين الوضع. وعلينا في البداية أن نقر بوجود قضايا عنصرية في المنطقة العربية، علينا أن نثير الحوار عن هذه القضايا، حتى وإن كانت مؤلمة. ولنتأمل إلى أي مدى تؤثر على الشعوب في المنطقة، ومن ثم نسعى لأن نكون إيجابيين، ونحاول أن نحدِث تغييراً إيجابياً في مجتمعاتنا والمنطقة، بل ونحققه على أرض الواقع”.
لينا أبو جرادة
من خلال أحدث لوحاتها، تسعى الفنانة الفلسطينية لينا أبو جرادة، المقيمة في الأردن، إلى إيجاد أرض مشتركة بين الظلم الاجتماعي الذي يلقاه الأمريكيون من أصل أفريقي والأمريكيون الأصليون في أمريكا من ناحية، وما يحدث للفلسطينيين على أرض فلسطين من ناحية أخرى. تقول: “بصفتي فنانة وناشطة، كان علي أن أرسم شيئاً كرد فعل على مقتل جورج فلويد. لقد سهرت طوال الليل كي أنجز هذا العمل، ولم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في مدى الارتباط بين الأشكال المختلفة للقهر. الرجل الأسود خُنِق حتى الموت، والمصلي الفلسطيني يتعرض للضرب، والسيدات من السكّان الأصليين يواجهن العنف… كل هذا متأصل في عقلية الاستعمار الاستيطاني، وفي الاعتقاد الراسخ والممنهج بتفوق عِرق على آخر. لقد أردت أن تعبّر هذه اللوحة عن القوة، كما ترمز قبضة الأيادي فيها إلى نضالنا من أجل كل روح زُهِقَت في هذه الحرب ضد القهر”. هكذا علقت الفنانة على لوحتها عبر حسابها على انستقرام.
عزيز أسمر
رسم الفنان السوري عزيز أسمر لوحة جدارية تخلد جورج فلويد على جدار مبنى لحق به الدمار من جرّاء الحرب الأهلية في مدينة إدلب السورية، وكتب على الجدار بالكامل ’I can’t breathe‘ (لا أستطيع التنفس) و’No to racism‘ (لا للعنصرية). وعن مقطع فيديو مقتل جورج فلويد، يقول أسمر إنه يذكره بالحرب في سوريا، موضحاً: “بين جدران هذه المستشفيات، جلس الضحايا يبكون وطلبوا أن يتنفسوا”، هكذا صرح أسمر لجريدة التايم، بمساعدة مترجم، من مدينة بنش الواقعة شمال غرب سوريا، وأردف: “لقد رأيت جورج فلويد وهو يتوسل لضابط الشرطة لكي يتركه يتنفس، وهو ما ذكرني بكيف قتل بها هؤلاء”.
اقرئي أيضاً: سيلينا غوميز وليدي غاغا تسلّمان حساباتهما على مواقع التواصل للشخصيات المؤثرة من السود