لأول مرة في تاريخها الممتد على مدى 128 عاماً، اتفقت كل إصدارات ڤوغ الـ26 على موضوع تحريري موحد بعنوان ’الأمل‘ سعياً لنشر التفاؤل والحثّ على التضامن في عالم اليوم الذي يواجه تغييرات غير مسبوقة. وبالنسبة لـڤوغ العربية، تجلّى ذلك في تسليط الضوء على النجوم والأبطال البارزين في المنطقة ممن يشكلون مصدر إلهام لنا جميعاً، مع التركيز على جيلين مختلفين استشرافاً لمستقبل أكثر أماناً وإشراقاً أمام النساء في العالم العربي.
ورغم أن غلاف عدد سبتمبر عادةً ما يرتبط بالموضة الراقية وما يقترن بها من سحر وتألق، قرر رئيس التحرير مانويل أرنو هذه المرة اتباع نهج أكثر واقعيةً، كفيل ليس فقط بضمان أن تجد رسالة الأمل صداها عند القرّاء، بل وبأن يمثل بذاته انعكاساً للمنعطف الحاسم الذي يمر به العالم حالياً.
وعن العدد الجديد، يقول أرنو: “نجمة الغلاف ميلا أبو شلبك، تلك الطفلة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها سبع سنوات، ما هي إلا واحدة من بين آلاف الأطفال اللبنانيين المتضررين من جراء الانفجارات المدمرة التي هزت بيروت. وهي لم تفقد الأمل رغم أنها رأت منزلها مهدوماً أمام عينيها، فحملت كل تقدير واحترام للمواطنين الآخرين الذين خرجوا إلى شوارع المدينة لتنظيفها وإعادة بنائها. قد يبدو مستقبلها مبهماً، ولكن يحدوها الأمل في أن تنهض بلدها لبنان من جديد. وتنضم إليها نجمة أخرى لغلاف عدد سبتمبر وهي شخصية أيقونية شهيرة، الممثلة والناشطة التونسية المصرية المتألقة هند صبري التي تنادي بحقوق المرأة في الشرق الأوسط، وتسعى كذلك للقضاء على العنف الأسري والإساءات المنزلية. وقد اجتمع هذان الصوتان اللذان ينتميان إلى جيلين مختلفين معاً لخدمة رسالة عامة لها صدىً في العالم العربي بصفة خاصة”.
وقد التُقِطَت صور ميلا أبو شلبك التي تعاني من البهاق في بيروت بعدسة المصور طارق المقدم وقام بتنسيق أزيائها أمين جريصاتي، وذلك قبل شهرين من وقوع الانفجار المدمر الذي هز كل أركان المدينة. يذكر أن منزل جريصاتي، وهو مصمم أزياء علامة بويفريند ذا براند، قد تعرض للدمار وكذلك متجره وسيارته بفعل الانفجار. كما تأثر منزل أسرة أبو شلبك الذي يقع بالعاصمة، ما اضطرها للعيش في منطقة الجبال. وفي حوارها مع ڤوغ العربية ضمن موضوع غلاف العدد الجديد، تتحدث ميلا عن أمنياتها للمستقبل، ولمستقبل غيرها من الأطفال، ومستقبل بلدها عموماً.
وعلى صعيد آخر، تقدم الممثلة هند صبري الحائزة على الجوائز موضوع الأمل من منظور آخر، فقد حققت النجمة العديد من الإنجازات المهمة على مدار مسيرتها الفنية التي كان آخرها التعاقد مع شركة نتفليكس لإنتاج مسلسل عربي والمشاركة في بطولته ليكون من أعمال الشبكة الأصلية، ولكن لم يتحدد اسمه بعد، كما تعد هند أول امرأة عربية تشارك كعضو لجنة تحكيم في مهرجان البندقية السينمائي. وقد التُقِطَت صور نجمتنا في القاهرة بعدسة عمرو عز الدين، وتولت تنسيق أزيائها ياسمين عيسى. وخلال جلسة تصويرها، وقفت النجمة أمام لوحة مكتوب عليها عبارات داعمة لتمكين المرأة، فيما نُقِشَت على يدها عبارة “اكسري الصمت”. وفي حوارها الحصري المنشور على صفحات العدد، تتحدث هند صبري عن دفاعها عن سلامة المرأة العربية، لتقدم لنا بذلك نموذجاً لصوت فريد خلال هذه الفترة. وعن التحرش، تقول هند: “التحرش جريمة، والسكوت عنه جريمة أيضاً. لقد بات من المهم تثقيف الشباب وتشجيع الفتيات على كسر حاجز الخوف، وفضح المتحرشين”.
وإلى جانب هذا كله، أفردنا عدد سبتمبر هذا للشخصيات الملهمة والباعثة للأمل، ومن بينهم وعد الخطيب مخرجة فيلم “إلى سما” التي تتحدث عن أحلامها بأن يعم السلام سوريا؛ والراقص ومصمم الرقصات اللاجئ أحمد جودة الذي يجري معه حواراً شيقاً الراقصُ الأول بفرقة سكالا باليه إيتوال، النجم روبرتو بول؛ والمصمم جورجيو أرماني الذي يناقش فكرة إعادة التعليم والتدريب في صناعة الموضة؛ وعضوة فرقة ليتل ميكس جايد ثيروال التي تروي كيف احتضنت تراثها اليمني والمصري؛ والأمريكية الفلسطينية النائبة بالكونغرس الأمريكي رشيدة طليب التي تؤكد أنها استمدت قوتها من الشارع؛ وكذلك العارضة حليمة آدن التي تجري حواراً مع بطلة السباحة الأولمبية المصرية فريدة عثمان.
وفيما يتعلق بالأناقة والذوق الرفيع، يحفل العدد بالصيحات الجمالية السائدة لهذا الموسم وغير ذلك من جلسات تصوير الأزياء التي تنتظرها دائماً قارئات مجلتنا الأيقونية. وتولي هذه الجلسات اهتماماً كبيراً بمصممي المنطقة، حيث صُوِّرَت أحدث مجموعات الأزياء في الرياض على يد فريق عربي بالكامل، هذا بخلاف الموضوعات التحريرية التي تتناول الصيحات التي تدحض فكرة أن الموضة يمكن الاستغناء عنها، مع التركيز على الاستدامة والعودة إلى فكرة الهرب من الواقع التي تشتد الحاجة إليها. كما تطير ڤوغ العربية إلى بيروت لمساندة المصممين اللبنانيين وتصويرهم في مواقع عملهم التي طالها الدمار والتي يتم إعادة بنائها حالياً في أعقاب انفجارات بيروت.
ويضيف أرنو: “في مثل هذه الأوقات العصيبة، من المهم التفكير وتقديم محتوى هادف يلهم قراءنا في جميع أنحاء العالم ويثقفهم كذلك. أصبحنا الآن جميعاً في حاجة إلى الأمل أكثر من أي وقت مضى. لذا، نعمل على توجيه اهتمامنا نحو الأبطال والقضايا التي تلهمنا. إنه إسهام صادق نقدمه لعالم نأمل أن يصبح أكثر رحمةً وصدقاً واستدامةً”.
اقرؤوا أيضاً: 26 رئيس تحرير لمجلة “فوغ” يتحدثون عن صور مدتهم بالأمل في العام 2020