تابعوا ڤوغ العربية

تعرفوا على المصممة الكويتية آمنة السالم مؤسِّسَة شركة “ذا هيو”

تصادف المصممة الكويتية آمنة السالم، مؤسِّسَة شركة “ذا هيو” لتنظيم الفعاليات، أفكارًا لا حصر لها في أبسط مظاهر الجمال!

آمنة السالم

الصورة لصالح مجلة ڤوغ العربية لعدد نوڤمبر 2020. بعدسة Djinane Alsuwayeh.

نبذة تعريفية

بعدما عمدت إلى تنمية مهاراتها بالدراسة في كلٍ من كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم ومعهد مارانغوني الإيطالي، قررت مصممة الأزياء الكويتية آمنة السالم أن تتبوأ مكانتها اللائقة في عالم الإبداع. وبالفعل، استهلّت حياتها العملية بإطلاق علامة للأزياء الجاهزة تحمل اسمها، ولكن مع مرور الوقت، اتسعت دائرة أنشطتها الإبداعية لتشمل إلى جانب ذلك تنظيم الفعاليات الراقية وتصميم الديكورات الداخلية بالتعاون مع زوجها. تقول: “ترتكز علامتي إلى النهج البديهي، فقد كانت تحدوني الرغبة في أن أجد سبيلاً للسيطرة على ما أحبّ أن أسميه بـ’الفوضى الإبداعية‘. وبمرور الوقت، أصبح تصميم الأزياء بالنسبة لي بمثابة طوق للنجاة، إذ يحصل العملاء على جزء من تفكيري مع كل تصميم أبتكره، وأظن أن هذا ما يميّز تصاميمي عن غيرها ويجعلها فريدة من نوعها”، هكذا صرحت آمنة من داخل مشغلها الذي يقع في قلب مدينة الكويت. ومن ناحية أخرى يمثّل مقر عملها، المجاور لصالة عرض منتجاتها في منطقة الصالحية، انعكاسًا لفلسفتها الجمالية التي ترتكز إلى الألوان الأحادية. “أحب العمل في مكان مفعم بالصفاء. وهذا المكان يجعلني أشعر وكأنني مقبلة على إبداع لوحة فنية، الأمر الذي يساعدني على الابتكار”، هكذا علّقت آمنة موضّحةً أنه تم طلاء الجدران بنفس لون تمثال كانت قد صنعته مع أولادها الصيف الماضي في لندن. “جربنا نحو 12 لونًا على أقل تقدير إلى أن وصلنا إلى هذا اللون المناسب للحجارة”، هكذا قالت وهي تضحك.

من وحي خط مستقيم

وفيما يتعلق بأحدث مجموعة لها، التي من المقرر إطلاقها هذا الشهر، فقد استلهمتها من خط مستقيم. تقول: “كنت جالسةً وحدي في مكتبي بعد يوم طويل مليء بالاجتماعات والنقاشات وجلسات تبادل الأفكار، ورأيت على الطاولة أمامي ورقة بيضاء بحجم A5، فرسمت عليها خطًا مستقيمًا يربط مباشرةً بين النقطة أ والنقطة ب دون أدنى تعقيد. فأخذت أسأل نفسي: ’هل يمكن أن يتحوّل الشيء البسيط إلى آخر معقد. هل هناك جوانب خفيّة لا أعرفها؟ هل بإمكاني التلاعب به؟ هل هو حقًا بسيط إلى هذا الحد؟‘”. وهنا، تدفقت الأفكار على الورقة، وخرجت إلينا مجموعة تضم قطعها المميّزة التي جسّدتها فساتين ناعمة وبسيطة تتخللها درجات الوردي والأصفر والبنفسجي.

منظِّمة حفلات

اعتادت آمنة العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، ليس فقط من أجل إطلاق أحدث مجموعاتها وإنما لأنها تحظى بشهرة واسعة بوصفها من أشهر منظِّمي الفعاليات حسب احتياجات العملاء وأكثرهم رواجًا في الكويت. وبدايةً من المناسبات الشخصية وحتى الحفلات الضخمة، تعطيكِ الفعاليات التي تنظّمها شركتُها انطباعًا بالغرابة والدهشة الممزوجة ببعض اللمسات العصرية. ومن ذلك على سبيل المثال تنسيقات الزهور المذهلة وتصاميم الجلسات العائمة على صفحة المياه التي أبدعتها لقائمة عملائها التي تضم كلاً من “شوبارد” و”باتيك فيليب”. تقول: “من الفعاليات القريبة جدًا إلى قلبي ديكور حفل عشاء بألوان الباستيل بدرجات قوس المطر أقمناه في مرأب ڤيلا خاصة”؛ فقد كانت سيقان نبات الجِصِّيَّة تتدلّى فوق الضيوف بدرجات لونية ناعمة مثل الضباب. وتضيف: “كان طلاء طاولة العشاء من الدهان الجاف. وقمت بنفسي بطلاء المقاعد الـ12. واستغرق الأمر مني ستة أيام، وخرج في النهاية بشكل ولا في الأحلام. لا زلت أتذكر كم كنت سعيدة عندما انتهيت من أعمال هذا الديكور بكل تفاصيله الصغيرة الأخرى”.

مهارات فنية

تتمتع آمنة بنظرة فنية ثاقبة يمكن القول إنها اكتسبتها خلال نشأتها. تقول: “كان جدي مصورًا فوتوغرافيًا، وكانت الصور التي التقطها بعدسته للبيوت الكويتية التقليدية المبنيّة من الطين معلقةً على جدران منزلنا. وكان جدي يرسم باستمرار، وكان والدي لا ينفك عن تشغيل الموسيقى الكلاسيكية بالمنزل لدى عودتنا من المدرسة. هكذا كانت طفولتي”. ومن بين مقتنياتها الشخصية مجوهرات تذكارية من فيض خيال والدها الذي أهداها إياها، فيما شجعتها والدُتها على مواصلة الرسم وهي في سن صغيرة. تقول: “عندما كنت طفلة صغيرة ابنة ست سنوات، ألحقتني والدتُي بصفوف للرسم حيث تعرفت على الألوان المائية واللوحات الزيتية”، وتضيف: “صنعت حتى الآن أعمالاً خشبيةً في مرحلة ما من حياتي، ولكني وجدتها صعبة للغاية. أحب الفنون القائمة على الوسائط السائلة والتي تنطوي على تلطيخ [الأيدي]، مثل الرسم والنحت. والآن، تنجذب آمنة إلى التعبير التجريدي في لوحات هوندرتڤاستر، وجان كوكتو.

أزياء كلاسيكية

لا شك أن ثراء خزانة الأزياء بالقطع الأساسية الأنيقة يوفر الكثير من وقت آمنة الثمين. تقول: “أحاول دومًا الظهور بإطلالة بسيطة بصفة يومية. ومن جانبي، أفضّل القَصَّات المفصَّلة بالألوان الكلاسيكية مثل الأبيض والأسود ودرجات البرونزي”. وتحوي خزانة أزيائها قطعًا يمكن أن تبني عليها إطلالتها بالكامل، ومنها جاكيت ڤينتج ملوّن منتفخ، وحقيبة صندوقية من تعاون فرانك غيري مع “لوي ڤويتون”، وحذاء طويل الساق من “جيڤينشي” كانت اشترته ليجلب لها الحظ السعيد أثناء أول عرض أزياء لها في أسبوع الموضة بباريس عام 2017. تقول: “لا أكتفي مطلقًا من شراء أزياء “سيلين” القديمة. فكلما صادفني تصميم لمصممة الأزياء فيبي فيلو، أشتريه فورًا، كما لو أنني صادفت قطعة نادرة يلهث وراءها هواة جمع المقتنيات”. وثمة قطعة ثمينة أخرى تقبع في خزانة أزيائها تعود إلى عام 1940. “هذه القطعة تخصّ أخت جدتي”، هكذا قالت آمنة بينما أخذت تُخرِج ثوبًا تقليديًا ثريًا. وتضيف: “وما تزدان به من زخارف ونقوش إنما هي خياطة يدوية، وهي ثقيلة جدًا على الجسم؛ فهي مطرزة بفضة حقيقية. إنها حقًا تمثّل عملاً فنيًا يرتبط بإرثي الذي سأظل معتزةً به دومًا”.

أقرئي أيضاً: بحبك يا لبنان.. معرض فني من قلب بيروت في قلب دبي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع