تابعوا ڤوغ العربية

قصر الأميرة مها بنت مشاري بن عبد العزيز آل سعود يحوّل أحلام عشّاق الديكور إلى واقع ملموس

تفتح سمو الأميرة مها بنت مشاري بن عبد العزيز آل سعود أبواب قصرها المهيب في الرياض لتكشف لنا عن زهرة إبداعها.

سمو الأميرة مها تجلس أمام مرآة ورثتها عن عائلتها مطعّمة بعرق اللؤلؤ من متجر “سيريان ماذر أوف بيرل” السوري، وبجانبها شجرة كرز مثمرة من باريس. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

بالقرب من المدخل الرسمي لمقر سمو الأميرة مها بنت مشاري بن عبد العزيز آل سعود وزوجها سمو الأمير خالد بن سعد آل سعود في الرياض ينتصب بورتريه مصمم بفن الوسائط المتعددة لامرأة سعودية مرسومة بالفليّن، والأقراص المدمجة، وتتمتع بعينين ثاقبتين مصنوعتين من المفاتيح. لذا تخطف هذه اللوحة المرحِّبة أنظار الضيوف ما إن تطأ أقدامهم هذا المنزل المذهل. وتتحدث روبين جنسين، مهندسة الديكور ومُؤسِّسَة شركة جنسين للتصاميم الداخلية المقيمة في لوس أنجليس عن هذه اللوحة بقولها: “أشعر بأن هذه القطعة الفنية تروي قصة هذا الزمن الذي حققت فيه النساء السعوديات النجاحات أكثر من أي وقت مضى. وتروي أيضاً قصة الأميرة مها، التي تمثل القلب النابض لهذا المنزل”. وقد عهد الزوجان إلى مهندسة الديكور هذه بمهمة تجديد القصر الممتد على مساحة 2300 متر مربع ويحتوي على 25 غرفة نوم، والذي يقيمان فيه مع بناتهما الخمس. وكانت جنسين قد عملت في السابق في تصميم منزل الزوجين الكائن بمنطقة مولهولاند إستيتس بمدينة بيڤيرلي هيلز.

نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2019 من ڤوغ العربية.

غرفة نوم إحدى بنات الأسرة، وتضم مقعدَ برجير مصمم على شكل بجعة سوداء من روش بوبوا، وسريراً يمكن تجهيزه بالستائر من آر إتش تين. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

وخلال عملية التجديد التي استمرت على مدى عامين، تحوّل هذا المنزل إلى قصر عصري، يحتفظ بالأجواء الحميمة لمنزل الأسرة إلى جانب فخامته البادية للعيان. وتحقق جانب من ذلك باستخدام طبقات من الديباج الغني، والأقمشة العصرية، وتغطية الجدران بألوان جريئة من شركة روبيللي للمنسوجات الكائنة في البندقية. تقول جنسين: “جاء الإلهام الأساسي للتصاميم الداخلية من صورة لسقف مقبب الشكل لأحد الجوامع، مطلي بألوان استثنائية شملت الياقوتي، والبنفسجي، والزمردي، والعقيق، وألوان زرقاء زاهية وفاتحة، والأخضر الناعم، والمرجاني، والفيروزي”. وتنفرد كل غرفة بطابعها الخاص المستوحى من ألوان الجواهر، مثل الياقوتي واللؤلؤي في غرفة المعيشة الرسمية، والزمردي والذهبي في غرفة الطعام. وتصف سموها هذه الألوان قائلةً: “إنها فريدة. ولن تري هذه المجموعة المتمازجة من الألوان في أي مكان آخر – وأيضاً جميع هذه الدرجات اللونية والأفكار”.

المجلس في منطقة حمام السباحة الخارجي. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

وقد لا نُوفِّي الأميرةَ مها حقها لو وصفناها بالمرأة المتعددة الجوانب والإنجازات، إذ تعمل طبيبة للأمراض الباطنية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وأستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة الفيصل، كما تتولى منصب وكيل الجامعة للتطوير والعلاقات الخارجية. وإلى جانب إنجازاتها العديدة في مجال الطب، تُعدّ سموها من أشدّ الداعمات        للتعليم والفنون. وكان من أولى المناسبات التي أقامتها في منزلها، الذي جددته حديثاً، استضافةُ جمعية آسيا، وهي مؤسسة متخصصة في نشر الثقافة الآسيوية، وأمينها تشارلز روكفلر، حفيد مؤسسها، قطب عالم الأعمال الأمريكي الراحل جون دي روكفلر. واستضافت مؤخراً أيضاً حفلاً لجمع التبرعات والاحتفاء بأبرز الشعراء في المملكة إلى جانب مزاد للفنون الإسلامية لدار سوذبي، وتتعاون حالياً مع جائزة المبادرات النسائية التي تدعم رائدات الأعمال.

وبفضل عملها وأنشطتها، طافت الأميرة أرجاء العالم، ولا يزال ذلك معيناً ملهماً لها في تصاميم منزلها. وعن ذلك تقول: “السفر يمنحكِ ثراءً بصرياً كبيراً. وأنا محظوظة لأني عشت هذه الحياة الزاخرة بالتحديات فقد نشأت في مكان، وسافرت، ودرست في مكان آخر. وقد جعلتني جميع هذه التجارب وعملي في المستشفى توّاقةً للجمال. وكان المنزل يحتاج إلى أشياء ممتعة تغني الروح. وكل غرفة تدخلينها تمثل احتفاءً بالحواس. وجميع الأشياء التي اشتريناها راعينا أن تتسم بالنعومة والراحة. وكل مساحة في المنزل تحتوي على عنصر يفاجئكِ عند دخولكِ”.

تحتوي غرفة حمام السباحة على أريكة انسيابية من نسيج مستوحى من لون الصخور من تصميم دي دي سي، وطاولة للقهوة من مجموعة كيوت كَت من علامة روش بوبوا. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

ويتمتع المنزل بطابع انتقائي شديد التنوّع، إذ تمتزج الأدوات السبّاقة التي جلبها الزوجان من أوروبا مع قطع الأثاث المطعّمة باللؤلؤ من متجر “سيريان ماذر أوف بيرل” التي توارثتها الأسرة. وأضافت سموها لمساتها الخاصة عبر مجموعتها من المنتجات الزجاجية القديمة التي جمعتها من المنطقة، كما دمجت العناصر الآسيوية في أرجاء القصر. تقول جنسين: “رغم أنها طبيبة، تملك الأميرةُ مها حسّاً إبداعياً ممتعاً للغاية”. وترى سموها أن الفن والعِلم مترابطان، وتوضح: “لن تكوني إنسانة من دون فن –تعايشينه– وتصيري جزءاً منه. فهو عالم كامل يُعبر عن المشاعر، والحب، والجمال. لذا يُعد مكوناً رئيسياً لأي فرد، مثلي، يعالج المرضى، أو يعمل في مستشفى. وعلينا أن نتبنّى نهجاً شاملاً يغذي الجسم، ويسمو بالعقل والنفس”.

حمّام مطلي بلون العقيق الأسود ومزين بجدران رخامية وتتميز منضدته وأحواضه بتشطيبات برونزية قديمة. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

وتمثل غرفةُ المعيشة العائلية المركزَ الروحي لهذا المنزل. وتفضي هذه الغرفة، التي تمتد على مساحة طابقين وتتميز بنوافذ شاهقة الارتفاع يصل طولها إلى سبعة أمتار، إلى دَرَج عريض وشرفة في الطابق الثاني. وتزين أبرزَ جدرانها لوحةٌ نحتية عملاقة تم ابتكارها وفق فن “الماندالا”، تضفي على الغرفة شعوراً بالسكينة. وقد ركّبت جنسين طلاءً لامعاً خصيصاً لها من البندقية، والذي تم طلاؤه يدوياً على كل الأسطح لمنح المكان إحساساً بالحركة بالغة الرقة. ويضفى اللون الأخضر العميق المائل إلى البرونزي، الذي طُلِيَ به السقف المركزي، أجواءً دافئة تكمل مشهد الأقمشة الحريرية الفاخرة المخضبة باللون البرونزي المشوب بالبنفسجي من تصميم علامة ليلييڤر والتي تزين جانبيّ النافذة الممتدة على ارتفاع طابقين.

في غرفة الصالون الرسمي، تبرز خِزانتا كريستوبال مطعّمتان بورق الفضة اللامع من تصميم جاك غارسيا، وأريكة باتريشيا من تصميم توماس فيزانت مغطاة بقماش ياقوتي اللون من روبيللي فينيسيا. بعدسة: مارك لوسكومب وايت

وقد جلبت جنسين للمنزل قطعاً أضافت على القصر “الحيوية والانتعاش”، مثل شجرة الكرز المثمرة الرائعة. وعنها تقول: “العديد من عصور التصميم كان لديها نسختها من شجرة الحياة. وقد أردتُ أن أجعل شجرة الحياة هذه قريبة من منطقة جلوس الأسرة. فهناك تجدي السكينة؛ فهو مكان للاسترخاء تحت أغصانها، وتجديد الطاقة”. وفي المساء، تتألق الشجرة بأضواء صغيرة بيضاء فيما تتحلق الفتيات حول والديهن، الأميرة مها والأمير خالد، للحديث عن يومهن وما مررن به من أحداث، وعن مغماراتهن القادمة. ومثل جميع الآباء، تفكر سمو الأميرة مها ملياً في مستقبل طفلاتها في السعودية في ظل التغييرات السريعة التي تشهدها حالياً. تقول: “أود فقط أن يتعلمن كيف يخدمن وطنهن – وأن يدركن مدى ما يتمتعن به من حظ وامتيازات تتيح لهن التعلم والعطاء. والسعودية بلد يتطور، وينبغي أن يكنّ جزءاً من ذلك. ولقد عملت بجدٍ لكي يكون لكل واحدة منهن ذوقها وأفكارها. وأنا كأم، أتمنى لهن السعادة، والعافية، وأن يكن أيضاً جزءاً من وطنهن ويغيّرن الأمور بالطريقة التي يردنها”.

تصوير: مارك لوسكومب وايت

التصاميم الداخلية: روبين جنسين

والآن اقرؤوا: هكذا شكر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة الوزراء النيوزيلنديّة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع