حسناً، تعاهدتما على البقاء معاً في السرّاء والضرّاء ولكن لم يخطر على بال أحد منكما أن هذا العهد قد يعني 24 ساعةً يومياً على مدى أيام قد تطول… تطول جداً.
سرعان ما تتحول الأوقات الجميلة التي يمضيها الزوجان معاً داخل المنزل إلى أوقات مشحونة ببعض الملل والعصبية والحساسية. وحلّ الابتعاد الواحد عن الآخر لبضع ساعات بات مستحيلاً في ظلّ الأزمة التي نرزح جميعاً تحت وطأتها. فما العمل؟
وللإجابة عن كل تساؤلاتكما كان لا بدّ لنا اللجوء إلى خبيرة العلاقات تانيا فاخوري، التي أفادتنا بعدّة نصائح حول كيفية تفهّم شريك الحياة والتعامل معه في ظل هذه الظروف الصعبة في البداية لا بدّ أن يتفهم الطرفان أن شعورهما طبيعي فلا داعي للشعور بالذنب أو لإصدار أحكام مجحفة على علاقتهما. الأمور ستبقى على ما يرام مع بعض الحكمة والتروي.
قد تكون المشاعر المتمثلة بالصراخ والعصبية والتصرفات الغريبة المؤذية نوعاً ما تعبيراً عن الخوف والقلق، لذلك يتعين على الزوجين أن يتفهم واحدهما مشاعر الآخر وأن يصغي إليه ليخفف عنه الحِمل. ملازمة المنزل ستكون فرصة ليتطلع من خلالها كل طرفٍ على يوميات الثاني وعلى بعض الخصال أو السيئات التي لم يتمكنا يوماً من اكتشافها. الحديث عن هذه الأمور باحترام وتفهم كفيل بإزالة أي حواجز محتملة.
أثناء الحجر الطريقة الوحيدة ليمرّ الوقت سريعاً هي في الانشغال بأمور المنزل. لذلك كلمات الشكر والمديح والتقدير لأي مجهود قد يبذله أحدهما حتى وإن اقتصر على تحضير القهوة أو جلب الأغراض من السوبرماركت أو بعض الترتيب البسيط في المنزل كفيل أن يُشعره أنه ذو قيمة عالية وأنه وجوده في المنزل محبب ومهم. من شأن هذا السلوك أن يقرّب الطرفين واحدهما من الآخر؛ في حين أن الانتقادات والإهمال قد يوّلد برودةً وسلبية بينهما ويدّمر شيئاً فشيئاً علاقاتهما الزوجية.
ومنعاً لأي تصادم بين الطرفين يمكن الاتفاق على جدولٍ معين يحدد أوقات العمل في المنزل وكيفية توزيعها. على الشريكين أن يحددا بوضوح ما يريده كل منهما من الآخر. قد ترغب الزوجة مثلاً أن يساعدها زوجها في أعمال المطبخ أو قد يطلب الزوج أن يشاهد برنامجاً معيناً أو مباراةً معينة. الاتفاق على هذه النقاط ستخفف الضغوطات والتصادمات كثيراً بين الزوجين.
ولا ضرر أيضاً من تحديد أوقات ينفرد كل طرفٍ بنفسه، فيطلب من الآخر أن ينفرد في غرفة أو على هاتفه أو أمام كتاب، ولكن من الضروري أن يطلب ذلك بطريقة ودودة لا تهين الآخر ولا تُشعره بالرفض والإهانة.
وفي حال سيطر الملل على علاقة الزوجين يمكنهما أن يقوما معاً ببعض الأمور كجلسات تأمل من شأنها أن تعزز جهاز المناعة وتخفف من القلق وتخلق شعور من الهدوء والانضباط، أو تمارين رياضية معينة للتخلص من الطاقة السلبية وتنشيط الجسم، أو تحضير وجبات الطعام معاً، أو الاتفاق مع الأصدقاء للقاء افتراضي لتناول العشاء أو للتسلية أو مناقشة أمور معينة، أو التخطيط لأنشطة وأمورٍ يمكنهما القيام بها بعد انقضاء الأزمة علّ الأمل بغدِ أفضل يبقى موجوداً.
دوام الحال من المحال، أمرٌ لا بدّ أن يقتنع به الزوجين وأن يتفهم واحدهما الآخر ويكون له خير سندٍ لتمر الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
أقرئي أيضاً: تحرري من الطاقة السلبية باستخدام الشموع واخلقي جواً هادئاً في المنزل