تابعوا ڤوغ العربية

مديرة تحرير مكتب “سي إن إن” بيكي أندرسون في ذروة عطائها

بيكي أندرسون ترتدي بذلة من سي باي كلوي، وقميص من دريس فان نوتن، وحذاء من كريستيان لوبوتان. بعدسة ألكسندر وولف لصالح عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

بصفتها مديرة تحرير مكتب «سي إن إن» للشرق الأوسط في أبو ظبي، تجد بيكي أندرسون نفسها في قلب الأخبار العاجلة، وهو ما لا يمكن أن تجد بديلاً له.
نشر هذا اللقاء للمرّة الأولى داخل عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

تعيش بيكي أندرسون بكل تأكيد ذروة عطائها المهني. لأنها المسؤولة عن تغطية أخبار الشرق الأوسط في شبكة ”سي إن إن“ الإخبارية العالمية، تزخر قائمة مهام هذه الإعلامية المقيمة في أبوظبي بكثير من الانشغالات. فيبدأ يومها الاعتيادي – وهي تسافر نحو 200 يومٍ في العام الواحد، وأحياناً يُطلَب منها الاستعداد للسفر في لمح البصر- الساعة الثامنة صباحاً وتمارس التمارين الرياضية، وبعدها تتوجَّه إلى المكتب للإعداد لبرنامجها اليومي الذي يتناول قضايا الساعة ويُعرض في وقت الذروة تحت عنوان ”كونكت ذا ورلد ويذ بيكي أندرسون“، والذي يتمُّ بثّه على الهواء مباشرةً من استوديوهات أبوظبي مساء كل يوم الساعة السابعة مساءً. ويوم بيكي أقرب إلى عاصفة من الاجتماعات التحريرية مع فريقها في أبوظبي، وكذلك مع المراكز الإقليمية الرئيسية الأخرى لشبكة ”سي إن إن“ في لندن وأتلانتا. وبطبيعة عملها، عليها تقفّي أثر مصادر الأخبار المهمة، وتتبع أماكن مراسليها الصحفيين، وكذلك تحديد الطريقة المطلوبة لتغطية كلٍّ من التقارير العاجلة وتلك الشاملة. وبالنظر إلى طبيعة الأخبار التي تغلب عليها العجلة، فإنَّ أفضل الخطط والترتيبات كثيراً ما تذهب أدراج الرياح حينما تضطر أندرسون والمصور والمنتج المرافقان لها فجأة ودون سابق إنذار للصعود على متن الطائرة والتوجّه على عجالة إلى الرياض أو إسطنبول أو بيروت لتغطية الأخبار هناك.

“عملي هنا تجربة مذهلة ويهمّني أن يتعرّف العالم إلى هذه المنطقة بكل تفاصيلها”

وإلى جانب جسمها الرشيق وقوامها المنحوت -إذ تمارس رياضة التنس لمدة تسعين دقيقة كل صباح- تتحلّى أندرسون بصوتٍ رخيم وأسلوب منفتح، لذا يسهل تفسير سبب حديث قادة العالم وألمع النجوم والناس العاديين من القلب معها عندما تحاورهم. ويساعدها في ذلك النهج البحثي فائق الدقة والإتقان الذي تتبعه خلال التحضير لأي حوار تجريه أو خبر تغطيه إلى جانبها اهتمامها الأصيل بالمواضيع والناس. تقول: “أريد أن أعرف مَن هو الشخص الذي أتحدث معه، وتسليط الضوء على الجانب الإنساني للناس في الحوارات التلفزيونية أمرٌ في غاية الأهمية”.
بالنظر إلى بعضٍ من أبرز الأخبار التي شهدتها العشر سنوات الماضية، يثبت الواقع أن أندرسون كانت في الصدارة دوماً؛ فمن الربيع العربي وولادة الأمير جورج، أمير كامبريدج، يرشد حضورها الهادئ وتحليلها الواضح المشاهد عبر المياه الموحلة للأخبار في القرن الحادي والعشرين. “البرنامج الإخباري المميّز يشبه إقامة حفل عشاء ناجح”، بهذه الطريقة تفضل المذيعة توضيح الأمر، وتضيف: “قد تبدأ الحوار بالحديث عن أخبار المنطقة ولكنك تنتقل بعدها للحديث عن الفن والثقافة والموسيقى والفعاليات”.

بيكي أندرسون تقدّم الأخبار من الأردن سنة 2016

انتقلت أندرسون إلى أبوظبي منذ قرابة خمسة أعوام لتدير واحداً من المراكز الإقليمية العالمية الأربعة لشبكة ”سي إن إن“ – وهو، كما يقال، الأكثر تقلُّباً وإثارةً بينها جميعها. وقد بدأ طريقها نحو العاصمة باكتسابها خبرة واسعة في مجال الصحافة الاقتصادية، حيث انضمت إلى ”سي إن إن“ عام 1999. وخلال مسيرتها المهنية، أجرت حوارات مع كلٍّ من الأمينين العامين السابقين للأمم المتحدة: كوفي عنان وبان كي مون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبيونسيه، وبراد بِت، وجينيفر لوبيز (التي تصفها بأنها “مذهلة حقاً”). ومن المقابلات المميّزة التي أجرتها مؤخراً كان حوارها مع نجم نجوم كرة القدم اللاعب المصري الشهير محمد صلاح. وبدلاً من الجلوس معه في أحد الأماكن ومحاورته بخصوص الطريقة التي يساعد بها اللاعب في محو الأفكار المغلوطة عن المسلمين، اصطحبته أندرسون في جولة بمدينة ليفربول، التي يقيم فيها حالياً، للتعرف عن قُرب على هذا اللاعب الأسطوري. “كنا ننطلق بالسيارة حول المدينة، وفي كل مرة نقف عند إشارة المرور، يطرق المارّة على النافذة. وكانت سيارة استأجرناها ولم نعرف كيفية فتح نوافذها! كان من الرائع أن أكون معه وأدرك حقيقة الشهرة. ولكنه رغم ذلك متواضعٌ جداً، ومركِّزٌ، وفطِن… دائماً ما أجري حواراً والأمل يحدوني لأكشف للمتابعين حقيقة من أحاوره”. بالطبع، هناك أوقاتٌ تكون فيها طبيعة الخبر والناس الذين تتحدث عنهم صعبة للغاية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنزاعات. ولكن، وللمفارقة، فإن مثل هذه المهام تقدم أفضل الأخبار، لأنها تكشف الجانب الإنساني القابع خلف مقاطع الحوار.

بيكي أندرسون ترتدي بذلة من ألكسندر مكوين، وقميص من ماغي مارلين. بعدسة ألكسندر وولف لصالح عدد شهر سبتمبر من ڤوغ العربيّة

تروي قصة زيارة قامت بها إلى مخيم الزعتري للاجئين في الأردن برفقة الأمير علي بن الحسين. تقول: “هناك أطفال ولدوا هناك؛ وكان مخيم اللاجئين جلَّ ما عرفوه. موَّل الأميرُ إنشاء ملعب كرة قدم، وكان أولئك الأطفال مركزين تركيزاً كاملاً على المباراة. بإمكانكم رؤية أثر النزاع على وجوههم، ولكنكم ترون أيضاً الأمل. تعاني هذه المنطقة من نصيبها من المشاكل ولكنها تمتلك أيضاً نصيبها من الفرص المذهلة، لذا أن أكون هنا الآن، وأن أشهد بداية حقبة جديدة للشرق الأوسط هو بحد ذاته تجربة مذهلة. يهمني أن يتعرَّف العالم إلى هذه المنطقة بكامل تفاصيلها، ففيها أوجه مشرقة ونابضة بالحيوية. لم يسبق أن استمتعت بعملي كم أستمتع به الآن”.

تصوير ALEXANDER WOLFE
تنسـيق ازياء MOHAMMAD HAZEM REZQ
تصفيف الشـعر والمكياج HANNA LISA
مسـاعدة التصوير KATHLEEN HOARE

3 أفلام عربيّة في طريقها للمنافسة على جوائز الأوسكار 2019

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع