من المتوقع أن يفرض لبنان إغلاقًا عامًا بالبلاد بدءًا من نهاية هذا الأسبوع (14 نوفمبر) بسبب تفاقم تداعيات جائحة كورونا في البلاد. ويواجه القطاع الصحي تحديات هائلة بسبب الارتفاع الكبير في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 والقلق من انتشاره بين العاملين بالقطاع الطبي في لبنان. ومن المقرر أن يجتمع المجلس الأعلى للدفاع اليوم، 10 نوفمبر، لاتخاذ إجراء حاسم بشأن الإغلاق الوشيك بعد تلقيه شكاوى من المستشفيات والأطباء في جميع أنحاء البلاد أعربوا فيها عن قلقهم الشديد من استنفاد مواردهم.
وقد شهدت البلاد ارتفاعًا سريعًا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، إذ تجاوزت معدلات الإصابة اليومية في بعض الأحيان 2000 شخص. وبلغ عدد الحالات الآن أعلى مستوى له على الإطلاق بتسجيل إصابة أكثر من 13 ألف شخص في أول أسبوع فقط من شهر نوفمبر في حين تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة في أكتوبر 42 ألف حالة، وهو أعلى رقم يجري تسجيله منذ اكتشاف تفشي المرض لأول مرة في لبنان في فبراير من هذا العام.
وقد حذر نقيب الأطباء اللبنانيين الدكتور شرف أبو شرف من الوضع الصحي في البلاد قائلًا: “إن استمرار تقاعس لبنان عن اتخاذ تدابير صارمة لاحتواء تفشي فيروس كورونا يعني أنه لن يبقى أحد لعلاج المصابين بالفيروس في المستشفيات”. وأكد أن الأطباء والعاملين في القطاع الطبي أكثر عرضةً الآن لخطر الإصابة بالفيروس بعد إصابة 17 طبيبًا، يتلقون العلاج حاليًا في وحدات العناية المركزة، ووفاة 3، وخضوع 100 طبيب آخر للحجر المنزلي.
وقال الدكتور فراس الأبيض، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي المتخصص في معالجة المصابين بفيروس كورونا: “لبنان سيدخل مرحلة جديدة من الإغلاق التام. وإذا لم يُفرَض الإغلاق التام، سيزداد الوضع الاقتصادي سوءًا بسبب تفشي الفيروس”.
ومن جانبه، أشار وزير الصحة الدكتور حمد حسن، خلال مؤتمر صحفي عُقِدَ أمس الاثنين، إلى أن الإغلاق العام سيتيح للقطاع الصحي اللبناني “فرصة لالتقاط الأنفاس واستجماع قواه وشتاته ورفع جاهزية المستشفيات الذي يعد الأمر الأكثر أهمية وإلحاحًا”.
وفيما لم يتم بعد تأكيد خبر فرض الإغلاق التام، قال الدكتور عبد الرحمن البزري، عضو اللجنة الطبية لمكافحة كورونا وأخصائي الأمراض المعدية، إن الاتجاه السائد في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع المقرر له اليوم يأتي لصالح المبادرة بوضع خطط الإغلاق، وصرح لصحيفة “عرب نيوز” قائلاً: “لا نعلم المدة أو الإجراءات التي سترافق الإغلاق، ولكن الهدف يتلخص في منح الكوادر الطبية والتمريضية فرصة لالتقاط الأنفاس”، مضيفًا: “هناك عدة أسباب وراء عجز الدولة عن التصدي للموجة الثانية من الفيروس وعدم الاستعداد لها حيث تشكل المستشفيات الخاصة 80% من القطاع الصحي بينما تشكل المستشفيات الحكومية 20%”.
وقد تسببت أنباء فرض الإغلاق مرة أخرى في حدوث حالة من الذعر بين العديد من الأفراد في لبنان الذين يتخوفون من تفاقم مخاطره على الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي تواجهها البلاد فيما لا تزال بيروت تتعافى من تداعيات الانفجار الذي هز مرفأها في 4 أغسطس.
اقرئي أيضًا: لهذه الأسباب تحرص نادين لبكي على تصوير ’كل شيء‘ في بيروت منذ وقوع الانفجارات