بعدما أثار للمرة الأولى موجة من المظاهرات عقب دخوله حيز التنفيذ في الأول من شهر أغسطس الجاري، لجأ أحد المصممين إلى أسبوع الموضة في كوبنهاغن للتعبير عن احتجاجه على القانون الجديد المثير للجدل الذي أصدرته الدنمارك لحظر ارتداء النقاب. وقدم المصمم رضا اعتمادي، المولود في إيران، عارضات يرتدين البرقع والنقاب خلال عرض أحدث مجموعات علامته إم يو إف 10، بعد أيام من بدء سريان ذلك القانون.
واستعان اعتمادي أيضاً بعارضات يرتدين ملابس ضابطات الشرطة، قدمن زهوراً للنساء اللواتي يرتدين الزي الإسلامي خلال العرض. وقال المصمم لوكالة أسوشييتد برس تعليقاً على قراره استخدام منصة عرض أزيائه للاحتجاج على هذا القانون: “من واجبي دعم جميع النساء في ممارسة حريتهن في التعبير والاعتقاد”، مضيفاً: “في الدنمارك، حيث نشأت، كانت النساء حَرائِر في اختيار ما يرتدين أو ما يرغبن في التدثر به”. وكانت هذه الدولة الاسكندنافية قد فرضت، مطلع هذا الشهر، حظراً يُجرم وضع أي غطاء على الوجه، مثل خوذات راكبي الدراجات النارية وأقنعة الوجه في الأماكن العامة في جميع أنحاء البلاد. وبعد أيام من تطبيق هذا القانون، تم فرض غرامة (تعادل ما يزيد عن 500 درهم إماراتي/ريال سعودي) على امرأة مسلمة تبلغ من العمر 28 عاماً لارتدائها النقاب.
وبموجب هذا القانون الجديد الذي فرضته الدنمارك، ستتم معاقبة أي شخص يرتدي ملابس تخفي وجهه في الأماكن العامة بغرامة تبلغ ألف كرون دنماركي، وإذا تكررت المخالفة فإن الغرامة يمكن أن تصل إلى 10 آلاف كرون (5700 درهم إماراتي/ريال سعودي). وقد أثار هذا القانون، الذي لم ينص صراحةً على حظر النقاب، موجة من الاحتجاجات في أنحاء البلاد في مستهل شهر أغسطس الجاري. وشهدت مدينتا كوبنهاغن وآرهوس تظاهرات لآلاف المنتقبات، ولكن لم تفرض عليهن الغرامات نظراً لأن القانون الجديد يسمح للناس بـ”التعبير عن أنفسهم بحرية” أثناء الاحتجاجات السلمية.
ورغم أن هذا القانون ينص على “فرض غرامة على أي شخص يرتدي ملابس تخفي الوجه في الأماكن العامة”، يرى نشطاء حقوق الإنسان أن القانون يستهدف متعمداً النساء المسلمات. وقد وصفت منظمة هيومان رايتس ووتش القانون الجديد “بالتمييزي”، وأضافت أنه “أحدث إجراء في الاتجاه الضار” ويحذو حذو القوانين المشابهة التي صدرت في فرنسا، وهولندا، والنمسا، وبلجيكا. وقد كشف اعتمادي، بعد انتهاء العرض، أنه لا يتخذ “موقفاً موحداً” من الحظر عموماً، ولكن لديه مبدأ يتعارض معه القانون الجديد، ألا وهو: “ينبغي ألا يقرر أحدٌ ما يجب أن ترتديه النساء”.
اِقرئي الآن: إليسا متأثرة بالدموع على المسرح بعد أن كشفت عن معركتها مع السرطان