تابعوا ڤوغ العربية

رحلة موسيقية مع الإماراتية فاطمة الهاشمي وإيقاعات فنية مبتكرة

تحتضن الإمارات العربية المتحدة مواهب صدحت أسماءها في سماء الفن والأدب الإماراتي والعالمي. فمع أكثر الإماراتيات موهبة نعيش رحلة من القصص والإيقاعات الفنية تدعو إلى الوقوف أمام روعة ابتكاراتهن

جمعت فاطمة الهاشمي الإماراتية الأصل بين الهندسة المعمارية والعزف على البيانو والأوبرا تحت عنوان واحد: الفنّ! درست الموسيقى والهندسة المعمارية إلا أن حياتها المهنية اقتصرت على العمل الموسيقي فلم تحظى بفرصةٍ لتثبت نفسها في المجال الهندسي. إلا أن نجمها لمع أكثر ما لمع في عالم الموسيقى لا سيما وأنه رافقها منذ سنوات طفولتها الأولى، وهي تقول: “بدأت موهبتي مذ كنت في عمر الست سنوات. أنا أنتمي إلى عائلة فنية. أعشق مختلف الفنون. والدي حسين الهاشمي متذوق لكافة أنواع الموسيقى وهو أول خطّاط إماراتي يحصل على إجازة الخط من تركيا، وأغلب أفراد أسرتي يعزفون على العود أو يغنون. أعتقد أن حبّ أسرتي للفن جعلها الداعم الأول لي طوال مشوار في عالم الموسيقى”. تؤكد فاطمة فضل مدرستها عليها لتنمية موهبتها، فهي كانت إحدى طالبات فرقة المدرسة الموسيقية وكانت في حينها تعزف على آلة الأكورديون. نالت فاطمة شهادة في أداء البيانو من كلية ترينيتي في لندن LTCL في العام 2013. وهي تشغل منذ 8 سنوات منصب رئيسة قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات العربية المتحدة وتتابع حالياً تحضير رسالة ماجستير في إدارة الفنون الأدائية في جامعة السوربون أبو ظبي. جلست أمام آلة البيانو وأبدعت منفردة أو إلى جانب أختها مريم الهاشمي التي تتشارك وإياها الحسّ الفني والتناغم الموسيقي في عزف مقطوعات من موسيقى الحجرة أو ضمن فرق مثل أوركسترا ان اس او، وأوركسترا ماهلر الشبابية وأوركسترا الحجرة البيلاروسية. فاطمة التي تتحدث بحماس شديد عن مشاركتها كعازفة بيانو في احتفالات اليوم الوطني للإمارات الرسمية في عام زايد، جالت العديد من الدول ممثلة بكل فخر دولة الإمارات العربية فشاركت في العديد من الحصص التخصصية فزارت جمهورية التشيك في العام 2010 وبراغ (متحف دفوراك)، وتشيسكي كروملوف ومينسك وقدّمت لجمهور عريض هويتها الموسيقية العربية الخاصة التي تحرص دائماً على المحافظة عليها ومنح الناس فرصة تذوقها والاستمتاع بها وشاركت مع عازفين كبار على غرار لانغ لانغ في الهام 2016.

عشق فاطمة للفن لا يقتصر على الموسيقى إنما يطال مختلف أشكاله، وتحديداً الفنون التشكيلية فهي ترسم بالرصاص وألوان الباستيل والزيتي وتقول: “شاركت بمسابقة العويس في فئة الشباب وحصلت على الجائزة الأولى في دورتين.” ولكن يبقى للموسيقى مكانة خاصة في قلبها. ولم تكن الأوبرا الباب الذي منه دخلت إلى عالم الموسيقى، فبدايتها كانت مع الموسيقى الشرقية والمقامات، إلا أنها تقول: “رغم حبي للأغاني الفرنسية والإيطالية والإسبانية واللاتنينة، ظهر ميلي واضحاً إلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية، إلى الأوبرا تحديداًـ فانصرفت إلى تعلم العزف على البيانو”. ومع هذه الخطوة تعرفت إلى عالم مختلف جذبها وأسرها وطار بها إلى عالم عازف البيانو هوروفيتز الذي تعشق وترى فيه مصدر إلهام عظيم إلى جانب كل الأشخاص الذين يهتمون بتوصيل أحاسيسهم والموسيقى إلى المستمع، أي أولئك الذين يعيشون اللحظة في أدائهم للمقطوعة الموسيقية ويختلف عزفهم للمقطوعة الموسيقية ذاتها مع اختلاف مشاعرهم.

تحرص فاطمة على نقل عشقها للموسيقى إلى الآخرين وهي تعمل جاهدة لتكون قدوة للأجيال القادمة فتسعى إلى تشجيعهم على اختيار الموسيقى وعلى تنمية هوايتهم أياً كانت. كما تساهم في بناء البنية التحتية للفنون الأدائية وبالأخص الموسيقى في دولة الإمارات. وتشدد هنا على ضرورة التذوق الفني، وتقول: “إننا لا نطمح للحصول على أكبر عدد من الموسيقيين أو الفنانين بشكل عام ولكن نريد مجتمع متذوق للفن”.

ترغب فاطمة أن يذكرها الناس من خلال إنجازاتها في المجال الثقافي والفني وهي لا تخفي رغبتها الدائمة في طرق أبواب مختلف الفنون حتى التأليف الموسيقي إلا أنها ترى في هذا الأمر خطوة مبكرة فهي تقول: “التأليف علم بحد ذاته وموهبة في الوقت ذاته. قد أقدم عملاً من تأليفي! من يدري!” وتعتقد فاطمة أن ثروتها الكبرى تكمن في إحساسها الموسيقي وفي انتباهها لمختلف التفاصيل في أي عمل تقوم به، وتشدد على ضرورة إيجاد أسباب لفعل أي عمل فني، بمعنى آخر أي عمل تقدمه يقوم على قصةٍ غنية التفاصيل.

فاطمة التي تحلم بالعزف على البيانو إلى جانب مارثا ارغريتش والعمل على أوبرا إلى جانب تشيتشيليا بارتولي وبالعزف على التشيلو إلى جانب ستيفان هاوزر، تبقى واقعية دائماً وتخطو خطوات ملموسة وعن أعمالها الحالية تتحدث قائلة: “أجهز أول حفل لي في غناء الأوبرا. عمل يجمع بين الشرق والغرب من حيث الموسيقى والايقاعات والموسيقيين”.

نشر للمرة الأولى على صفحات عدد مارس 2020 من ڤوغ العربية.

اقرئي أيضاً: حصرياً: حوار مع الكاتبة الشيخة مريم صقر القاسمي حول أدب الأطفال

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع