أكثر الفنانات العربيات جمالا وجاذبية. لاتهتم نادين نسيب نجيم بكل ما يقال عنها، فهي التي اختارت أن تعيش حياتها بحرية مطلقة، متسلحة بإرادة لا يخرقها شيء، ومحصنة نفسها بالإيمان. عبرت هذه الأيقونة مسيرة الألف الميل بخطوات ثابتة ولم تلتفت إلى الوراء إلا للنظر إلى طفليها اللذين تعيش معهما اليوم بعد انفصالها عن زوجها نهاية العام المنصرم.
دخلت نادين نسيب نجيم إلى استوديو CR8 في لندن بإطلالتها الآسرة والقوية في الوقت ذاته، ماردة جمال! ملابس بسيطة ومريحة تشبه شخصيتها المرحة والمتواضعة، تمشي بثقةٍ لا تخفي دلالها، تبتسم بحدة تذوب بها القلوب. رغم الطقس البارد ورغم مرضها الواضح، التزمت نادين بموعدها وأبدت حماساً لافتاً لجلسة التصوير واهتماماً فائقاً بأدق التفاصيل. لم تتوانى عن طرح الأسئلة وعن مناقشة فريق العمل وعن التحقق من النتيجة بعد كلّ صورة، همّها الأول والأخير كان التقاط صورٍ جميلة تخدم الفكرة. أثبتت نادين فعلاً أنه بإمكان المرأة أن تجمع بين صفات الأنوثة والرجولة في آنٍ معاً.
عام 2019 لم يكن عاماً عادياً في حياة نادين فهي تصفه قائلةً: «كان من الأعوام الصعبة». وصعوبته نتجت عن عوامل عدة رسمت ملامح قاسية على أحداثه تحدثت عنها فقالت: «شهدت منطقتنا الكثير من الأحداث والتفجيرات والمشاكل المفاجئة وعصفت ثورة شعبية بوطني لبنان، لا نزال نعاني تداعياتها حتى اليوم، وأضافت «قساوة هذا العام نبعت أيضاً من المشاكل التي تعرّضتُ لها على الصعيد الشخصي وآلت إلى الطلاق». إلا أنها تستذكر بفرحٍ نجاح مسلسل «خمسة ونص» الذي عُرِض خلال شهر رمضان 2019، فقالت: «أفرحني نجاح المسلسل عربياً. وأفرحتني الإنجازات المهنية التي حققتها على الصعيد اللبناني والعربي والعالمي طوال العام 2019». ولكن رغم القساوة والسوداوية التي لفت العام 2019، لم ترضى نادين إلا أن تودعه بقوة وليس بانكسار، وقد تابعت حديثها: «تعلّمت الكثير خلاله وفي نهايته حسمت قراري وتسلحت بالتفاؤل والأمل لأستقبل العام الجديد ».
لأول مرة بعد وقوع الطلاق، خصّت نادين مجلتنا بحديث عن الموضوع فذكرت أنه شكّل حدثاً مفصلياً في حياتها، إلا أنها رفضت أن تتحدث عن تفاصيله أو حتى أن تدخل في الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار وأصرت على إبقاء تفاصيل طلاقها طيّ الكتمان احتراماً لبيتها ولطفليها ولزوجها السابق، واختصرت حديثها عن الأمر قائلةً: «اتفقنا، هادي وأنا، على الطلاق قبل 10 أشهر تقريباً من إعلانه. إلا أننا فضلنا التكتم عن الأمر لحماية أسرتنا. وحين كثُرت الأقاويل شعرت أن الوقت قد حان لأعلن بنفسي عن الموضوع، وهذا ما حصل فعلاً». وقد أضافت: «حين يفتقر جو المنزل إلى الحب والاهتمام والعاطفة، تصبح الحياة المشتركة صعبة، ويتحول الزواج إلى علاقة تُثقِل كاهل الأسرة». وتابعت قائلةً: «الزواج شراكة بين شخصين وهو عرضة لأي زعزعة ولغياب الاهتمام والعاطفة والعناية التي تُعد أساسية لنجاح أي علاقة، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الانفصال».
لم أعتبر طلاقي دماراً أو انهياراً إنما بداية جديدة لحياة جديدة
وَصْفُ طلاقها بالخطوة الجريئة لم يثر نادين، بل على العكس حافظت على هدوئها وقالت: «لست الأولى ولن أكون الأخيرة في لبنان أو في العالم العربي التي تتخذ قرار الطلاق». وتابعت القول: «حللت المحاكم الروحية لدى الطوائف المسيحية والإسلامية الطلاق لتسهيل الحياة بين أي زوجين، فلم لا أستفيد من هذا الخيار لأنطلق في مرحلة جديدة ولأبني حياةً جديدة؟» وأكدت نادين أن السعادة حقّ لكلّ إنسان لا بدّ أن يسعى وراءها بكل ما أوتي من قوة وأشارت أن كلّ إنسان خطّاء وأن كل خطأ ترافقه فرصة لتصحيحه؛ والزواج حين يتحوّل إلى خطأ يتعين تصحيحه بدلاً من تحمل ضغوطاته لأن الحياة قصيرة تمرّ كلمح البصر فحريٌ بنا أن نعيشها بسعادة، وقالت: «إذا شعرت أنك في صراعٍ دائمٍ وأنك تفتقدين إلى الراحة والأمان، عليك أن تتصرفي بحكمة وعقلانية». وشرحت أن الحقّ المطلق بالزواج يترافق مع الحق المطلق بالانفصال حين تتوفر كل الأسباب التي تحلله إلا أنها شددت على ضرورة القيام بكلّ الواجبات التي تقتضيها مؤسسة الزواج، وقالت: «بعد إتمام كل الواجبات واكتشاف عدم القدرة على الاستمرار يأتي القرار الكبير، قرار الطلاق».
لن يمنعني الطلاق من العمل أو المحافظة على جمالي أو الاستمتاع بحياتي والعناية بعائلتي». تعتقد نادين أن الطلاق قد يحسّن أحياناً العلاقة مع الطليق ويساعد على بناء صداقة بينهما تصب أولاً وأخيراً في مصلحتهما ومصلحة الأولاد. ورغم الإصرار على الخوض أكثر في تفاصيل الموضوع بعيداً عن العموميات والكلام المثالي، جاء ردّ نادين حازماً: «كلّ ما أقوله نابع من أحاسيسي الشخصية ومن أمور عشتها وعليها بنيت مواقفي وقراراتي». ومع إصرارنا الدخول في تفاصيل أكثر خصوصية بعيداً عن العموميات قالت نادين: «القرارات على الصعيد الشخصي، هي حصيلة كل الأمور التي مررت بها سابقاً وخاصة العام المنصرم،» وأضافت: «كل ما قلته نابعٌ من أحاسيسي الشخصية».
وعن نظرتها إلى الطلاق بعد خوض التجربة قالت: «لم أعتبر طلاقي دماراً أو انهياراً إنما بداية جديدة لحياة جديدة». إلا أنها لم تُخفي أن قرارها هذا تطلب منها أن «تطنش» كثيراً، فالطلاق وإن كان ظاهرة منتشرة جداً في المجتمع إلا أنه لا يزال يحتلّ المرتبة الأولى كمادة دسمة في الأحاديث الصباحية وأحاديث الصالونات، وقالت: «نسمع بطلاق ثنائي، فتبدأ التحليلات والأحكام. فجأة يتحول الجميع إلى حاملي شهادات في الإرشاد الاجتماعي! أمرٌ مضحك فعلاً!». وأضافت: «زواجي من هادي لم يُعجِب أحد! كيف تتزوج رجلاً يكبرها بـ16 عاماً؟». وتستغرب نادين كيف يستبعد الناس احتمال وجود قصة حب جمعت بينهما وتتابع قائلةً: «سمعت الكثير من الكلام. وتعرضت للتنمر. هذا حين تزوجت. اليوم حين قررت الانفصال، لم أسلَم أيضاً. يتدخل الناس دائماً في ما لا يعنيهم. متناسين أن الدنيا دوارة وأن ما نرمي به اليوم نُرمى به غداً».
نادين التي تجد في لقب الأم اللقب الأقرب إلى قلبها إن ما خُيِّرت بينه وبين المرأة العاملة أو المرأة المستقلة، تحرص على القيام بواجباتها كأم على أكمل وجه وتؤكد أنها لم تواجه أي صعوبات بعد الطلاق في ما يتعلق بتربية أطفالها وقد شرحت قائلةً: «لم أغيّر أسلوبي، ما زلت أتبع أسلوب التربية ذاته الذي كان سائداً قبل الطلاق. ينعم الأطفال براحةٍ مطلقةٍ لأنني على علاقةٍ جيدةٍ بوالدهما وننسق معاً كل ما يخصهما مراعاةً لمصلحتهما». وترى نادين أن مصلحة الأولاد تقضي إبعادهما عن الأضواء والمحافظة على خصوصيتهما وخصوصيتها أيضاً، فقد علمتها الحياة وتجاربها ألّأ تثق بأحد مخافة أن تقع ضحية إنسان سيء يُفشي أسرارها ويوقعها في ما لا تُحمد عقباه. وبدلاً من هدر وقتها في القيل والقال، تضع تعليمهما على رأس أولوياتها لما للعلم من دورٍ مهمٍ في صقل قدراتهما، وهي تقول: «يعرف الأولاد أن الحياة لا تدور حول اللعب فقط وأنه لا بدّ من التمييز بين الجدّ والمزاح وأن القناعة أساسٌ لا بدّ من المحافظة عليه». كما تحرص على تلقينهما عدم التمييز بين أفراد المجتمع أياً كانت انتماءاتهم أو ميولهم.
ومع حلول العام الجديد، فتحت نادين صفحةً جديدة وكلّها حماس لتكتب سطورها من دون أن تكترث لكل ما يُقال على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية، «سأكبت فضولي وسأمنعه من دفعي إلى معرفة المزيد». قرارها هذا زرع في نفسها القوة، وأشعرها بتفوقها على كل ما يدور في فلك حياتها، فقالت بكلّ حزمٍ: «ما من شيء قد يؤثر عليّ أو يخرقني. هذا هو النهج الذي سأتبعه في الأعوام المقبلة».
ابتعدت نادين عن إدارة الأعمال التي تخصصت فيها أكاديمياً لتدخل مشوارها الفني من بوابة الجمال، فقد تداول الناس اسمها وحفظوا وجهها بعد توليها عرش الجمال اللبناني، فكانت ملكة سمراء جذابة خطفت قلوب الناس بحدتها الرقيقة وثقتها المغناج. وهي لا تُنكر أن جمالها ساعدها وقدّم لها أدواراً على طبقٍ من فضة، إلا أن النجاح لم يكن بالسهولة ذاتها. جمالها خوّلها المشاركة في اختبار أداء إلا أنه لم يكن الذي حولّها إلى اسمٍ صعب يُحسب حسابه في عالم التمثيل، فهي تؤكد أنها اجتهدت مفضلةً بذل جهدٍ كبير والابتعاد عن النجومية المصطنعة الفانية التي تأتي نتيجة الدعاية السيئة والإيحاءات الجنسية. وأدوارها خير مثال على اجتهادها فنادين التي ظهرت في «خطوة حب»، وهو أول أعمالها، غير نادين التي ظهرت في مسلسل «لو» (2014)، أو «تشيللو» (2015)، أو «نص يوم» (2016) أو «سمرا» (2016) أو «الهيبة» (2017) أو «خمسة ونص» العام الماضي. العامل المشترك بين هذه الأعمال هو الموهبة إلا أن وجه الاختلاف يكمن في مستوى الحرفية إن من حيث الأداء أو فهمها للعبة التمثيل أو خبرتها في استعمال الأدوات الضرورية التي تخدم الدور، وهي تقول: «أحب أن أٌصنّف ضمن الأشخاص الذين حققوا نجومية بينما يحافظون على النمط ذاته بفعل الاجتهاد وانتقاء الأعمال الهادفة العميقة في الشكل والمضمون».
تنظر نادين إلى الدراما اللبنانية بعين التفاؤل وتقول: “تحتاج الدراما المحلية إلى التمويل. فلبنان قدّم الكثير من المنتجين والمخرجين والممثلين، كل ما نحتاجه هو ضخّ المال بشكلٍ صحيحٍ لتقديم وتشعر نادين أن النجاحات المتتالية التي حققتها على مرّ السنوات رمت على كاهلها مسؤولية كبيرة جداً؛ «يمنحك الجمهور ثقته وينتظر أعمالك كل عام، مما يحثك على التروي قبل اختيار العمل المقبل وعلى الاعتماد على أشخاص خبراء ومشاركتهم الأفكار»، وتتابع: «والأهم من كلّ ذلك هو حدسي الخاص، وعلى إحساسي بالورق الذي يضعه المنتج بين يدي. أرفض العمل فوراً إن لم أشعر بالورق».
وتعتبر نادين أن سر مهنتها يكمن في عفويتها وبساطتها، وتقول: «بالإضافة إلى الأداء الجيد والمحترف والتعاطي بمهارة مع الدور، استثمرت خبرتي لأحافظ على عفويتي فأبدو خفيفة وطبيعية في عين المشاهد». وصحيح أن العفوية تميّز تمثيلها، إلا أنها صرّحت أنها لم تقدّم حتى الآن شخصية تشبه شخصيتها الحقيقية إنما تحاول دائماً أن تضيف من طباعها ما يلائم الدور الذي تؤديه. وقد وصلت نادين إلى مستوى احترافي عالي ترفض معه الامتناع عن أداء أي دورٍ أياً كان وهي تقول: «الممثل المحترف يلعب مختلف الشخصيات، وحرفيته تظهر حين ينجح في أداء أسوء الشخصيات بطريقة لا تخدش حياء عقلية المشاهد العربي وتحترمه ولا تتخطى الخطوط الحمراء التي تفرضها الدراما العربية». وتعي أن قبول مطلق الأدوار يعرضها للانتقادات، إلا أنها تقول: «حصنت نفسي ولم تعد تعنيني هذه الانتقادات وخاصة تلك الصادرة من الأشخاص الذي لا يتمنون النجاح لغيرهم، إلا أنني أنتظر النقد البنّاء والمنطقي وأتقبله كنصيحة أحسن من خلالها ذاتي».
إلا أن الممثلة الجميلة التي ترضى بالأدوار كافةً، لا تساوم بالأسماء التي تعمل معها، فهي تفضل العمل مع مخرج صاحب خبرات، وعلى نص متمكن يضيف إلى مسيرتها، فهي تعتقد: «أن هذه العوامل تساعد العمل إيجابياً وتضمن نجاحه». وهي إن رفضت تسمية ممثل ترغب في الوقوف أمامه، قالت: «يهمني أن أمثل أمام ممثلين مخضرمين يتمتعون بخبرةٍ وكاريزما ويفرضون أنفسهم على الساحة الفنية».
تنظر نادين إلى الدراما اللبنانية بعين التفاؤل وتقول: «تحتاج الدراما المحلية إلى التمويل. فلبنان قدّم الكثير من المنتجين والمخرجين والممثلين، كل ما نحتاجه هو ضخّ المال بشكلٍ صحيحٍ لتقديم إنتاج أجمل وأضخم»، وتتابع قائلة: «الأمر أشبه بالأزياء الراقية، حظيت بالتمويل والترويج الإعلامي الضروريين فحققت نجاحاً عالمياً منقطع النظير».
ما من شيء قد يؤثر عليّ أو يخرقني. هذا هو النهج الذي سأتبعه في الأعوام المقبلة
لا تقتصر صفة الاستثناء على جمال نادين وحياتها المهنية، فشخصيتها أيضاً استثنائية. فهي تتمتع منذ طفولتها بشخصية قوية وثقة بالنفس عالية وتدرك تماماً ما تريد ولا تدخل بنفقٍ مظلمٍ لا تعرف نهايته، وتبحث دائماً عن الضوء في آخر النفق. أما ما تغيّر على حدّ قولها في شخصيتها فهو النضوج في التفكير والقدرة على تحصين النفس مع تقدم مراحل حياتها وفي ظل التغيرات التي طرأت عليها، فهي تقول: «أعرف تماماً حماية نفسي. وأدرك أهمية تغذية العقل بالمعلومات والثقافة، فكلما زادت خبرة الإنسان سيئة أكانت أم جيدة يزيد تطور تفكيره».
بعد الخبرة الطويلة التي اكتسبتها تصف نادين شخصيتها قائلةً: «شخصية حقيقية وإيجابية ولا أعرف الادعاء. أُفهم بشكل خاطئ في أغلب الأحيان لأنني لا أعرف التلاعب أو الكذب، ولكن مع الوقت تتغير الأمور لأنه حين يتعرّف عليّ الناس عن كثب يعشقون بساطتي وصراحتي»، وتضيف: «لا أجيد لعب دور النجمة في الحياة الطبيعية على العكس أنا قريبة جداً من الناس، وعند لقائي أياً كان لا يشعر الآخر أنني شخص متعال، ويلمس تواضعي بسهولة». وفعلاً، لا تدعي نادين أنها بلغت القمة رغم النجاحات الباهرة التي حققتها، فهي تخاف أن تفقد الحافز والحماس فتتوقف عن العطاء.
ما من شيء قد يؤثر عليّ أو يخرقني. هذا هو النهج الذي سأتبعه في الأعوام المقبلة تؤمن نادين بالقدر والحظ وبأن لكلّ إنسان مشوار مرسوم مسبقاً، إلا أن تعريفها للحظ مختلف، إذ تقول: «الحظ عاملٌ نفسيٌ. فلو فكر الإنسان بطريقة إيجابية سيجذب الحظ والطاقة الإيجابية إلى حياته. بمعنى آخر، إننا نسيطر على حظّنا من خلال أفكارنا». ونادين معروفة بشخصيتها المرحة التي لا تبكي ولا تحزن، إلا أنها تستعجل بالكلام لتصحح: «أحزن لحزن أولادي. يصعب عليّ أن أرى «زعلاً» على وجه أي منهما». وهي تؤكد أن ولديها يشكلان محور حياتها وهي حالياً تركز عليهما وتستمتع بأمومتها معهما، فتؤجل فكرة الارتباط حالياً إلا إن شاء القدر والتقت بمن يغيّر لها مجرى حياتها كلياً. وتشدد على مكانة أولادها، فتتابع حديثها: «من أجلهما قد أتخلى عن أي شيء حتى مهنتي لأهاجر مثلاً إن أجبرتني الأوضاع السائدة اليوم في لبنان. صحيحٌ أنني لا أزال أقيم اعتباراً لحياتي المهنية وأفكر في الفرص التي قد أخسرها إن قررت مغادرة لبنان، إلا أنني لن أتوانى عن المغادرة إن تطلبت حماية أطفالي ذلك،» وتؤكد: «الخسارة أكبر من الربح عند التفكير في موضوع الهجرة، إلا أنه وارد كرمى لأطفالي، فهما حاضري وحلمي ولا يشغلني إلا تأمين مستقبلٍ زاهر لهما».
تخاطب نادين المرأة من منطلق القوة فتقول: «لكل امرأة دورٌ في هذه الحياة، قد تكون موظفة أو ممثلة أو أم. أياً كان دورها هي إضافة لحياة الرجل، تسانده وتساعده كثيراً، وأياً كانت ظروف المرأة أنصحها أن تعمل لأنّ العمل يعطيها الإحساس بالرضا والثقة والراحة. مجتمعنا اليوم بحاجةٍ ماسةٍ إلى المرأة العاملة وأنا من أشد المؤمنات بقدرة المرأة على النجاح في شتى الميادين». ونجاحها حسب رأي نادين نابع من ذكائها وقدرتها على تغيير الكثير في المجتمع أياً كانت ظروفها. ووسط انتشار الحملات الداعمة للمرأة، تستفيد نادين من خبرتها لدعم المرأة وتشارك تجاربها مع الجمهور بطريقة أو بأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مبدأ إنسانيتها وليس مهنتها كفنانة في محاولة منها لنشر الإيجابية والثقة بالنفس ولحثّ الناس على حذو حذوها بالنظر إلى النصف الملآن من الكوب. وهي في هذا السياق، تحاول الحديث دائماً عن الطلاق بإيجابية وأن تنفي عنه صفة الدمار الشامل، فتصرّح: «العائلة ليست حبراً على ورق، إنما دفء ومشاعر ودعم، والطلاق انطلاقة جديدة لمرحلةٍ جديدةٍ قد تحمل السعادة والراحة للرجل والمرأة إن عرفا كيف يتعاملا مع الفكرة».
نادين التي تشعر اليوم بالقوة أكثر من أي وقتٍ مضى، لا تخشى الوحدة فهي محاطة بالأصدقاء، وحياتها مليئة بأولادها وعملها. تبدأ نهارها باكراً وتقضيه بين تربية الأولاد والاهتمام بتفاصيل حياتهما اليومية، وتأمين مستلزمات المنزل، واجتماعات العمل، ومشاهدة نتفلكس، والقراءة ومع الأصدقاء في منزلها. وهي حالياً تقوم بتحضير مسلسل «2020»، وعن هذا العمل قالت: أبذل كل جهدي في هذا العمل وأضع كل طاقتي فيه، فهو عملٌ مميزٌ جداً. يُعزا اختيار اسم العمل إلى معالجته قصةً تدور حول تحضير عملية تطال قوى الأمن، ولأنه سيُعرض في رمضان 2020.
اقرئي أيضاً: نادين نسيب نجيم تتحدث عن حياتها بعد الطلاق فيما تستعد لفتح صفحة جديدة في حياتها