منذ عامين، سجلت الدكتورة مريم فردوس إنجازاً تاريخياً كأول امرأة سعودية وثالث امرأة في العالم أجمع تغوص في أعماق القطب الشمالي. ولكنها لن تكتفي بهذا النجاح، إذ تستعد حالياً الطبيبة الشابة المتخصصة في علم الأوبئة للغوص في القطب الجنوبي العام القادم، وهي مهمة ستجعلها تنال لقب أول امرأة في العالم تغوص في أعماق القطبين.
وتعتزم فردوس، خريجة جامعة الملك عبد العزيز، السفر إلى القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) في شهر فبراير القادم، وتتدرب حالياً من أجل المغامرة التاريخية. وكانت الطبيبة قد كشفت في وقت سابق في حوار لها مع برنامج سيدتي عام 2017 أن ما ألهمها فكرة استكشاف القطب الشمالي هو حديث دار مع أحد أصدقائها وقالت: “كنت أعرف أنه محيط ولكني لم أكن أعرف أي تفاصيل أخرى. ثم بحثت وعلمت أن الموضوع يستحق [الاستكشاف] وخصوصاً أن أقل من 1٪ من سكان العالم –وأنا أتكلم عن سكان العالم منذ خلق البشرية، إلى الآن– أقل من 1٪ استطاعوا أن يصلوا إلى هذا المكان. تقريباً 30 شخصاً فقط استطاعوا الغوص فيه”.
بدأت مريم ممارسة رياضة الغوص للمرة الأولى منذ نحو 10 سنوات، بعدما حصلت على شهادة احترافية في الغوص بجدة قبل أن تنتقل إلى روسيا للتدرب على التقنيات المتخصصة – مثل الغوص في المياه الجليدية. واستطاعت خلال رحلتها الاستكشافية في القطب الشمالي عام 2016، والتي استغرقت 40 يوماً، الغوص في مياه بلغت درجة حرارتها ست درجات تحت الصفر، ورغم ذلك تمكنت من الاحتفاظ بتركيزها وهدوئها. وذكرت في حوار مع صحيفة غلف نيوز هذا العام: “عندما أغوص، أشعر أنني في مكان سعيد، وأحس فوراً بالانتعاش. إن البحر مكان جميل للخلود إلى الراحة”، مضيفةً: “أمرّ بمختلف المشاعر. فعندما أغوص عميقاً في المياه، أشعر بأني خفيفة مثل الريشة”.
وأشارت المُغامِرة، التي تعمل سفيرة لمنظمة أفريكان إمباكتس الخيرية، إلى والدتها كملهمة لها، وقالت للصحيفة: “دأبت دائماً على توجيهي لأفكر بعيداً عن نطاق المألوف، وعلمتني أن أؤمن بنفسي وأسعى لتحقيق أحلامي”. ونحن بدورنا نتمنى لفردوس حظاً سعيداً في تدريباتها – ونترقب مشاهدة رحلتها في فبراير القادم بفارغ الصبر.
اقرئي الآن: فراشتا الموسيقى الأختان المصريتان لورا وسارة أيوب تعودان إلى أرض الأجداد