تابعوا ڤوغ العربية

هكذا تثري المغنيةُ الفرنسية ذات الأصول الجزائرية لولو زواي أغانيها بعبق تراثها

لولو زواي بعدسة جوهانا سيرينغ

تقرُّ مغنية الآر آند بي لولو زواي بالقول: “لطالما كنتُ مولعة بالتوفير”. وحالياً، تقيم هذه الفنانة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، التي أطلقت يوم الجمعة الماضي أغنيتها المنفردة الجديدة تشالينج (كتبتها في حانة تقدم شطائر التاكو)، في مدينة نيويورك. وتردف: “أحبُّ حقاً القطع الكلاسيكية من تومي هيلفيغر، وغِس، وهارلي ديڤيدسون. ويمكن أن أرتدي أي شيء يتعلق بسباقات الناسكار. أحبُّ دوك مارتنز وعلامات أزياء العمل مثل ديكيز. وأنا واثقة من أنني سأحبّ المزيد من علامات الأزياء الراقية [مستقبلاً] لكني لم أفعل ذلك إلى الآن!”.

أما بالنسبة إلى أماكن التسوق المفضّلة لديها، فتعدِّد زواي متاجر الألبسة المستعملة “إل ترين ڤينتيج” و”نو ريليشن ڤينتيج” و”غود ويل” ضمن الوجهات التي تقصدها لأنه كما تقول: “لا شيء أسوأ من الذهاب إلى فعالية بملابس مماثلة لملابس أحدٍ آخر!”. وبصدقها العفوي على هذا النحو، لا عجب أن أصالة الفتاة التي تدعي بأنها مسترجلة قد أمّنت لها سريعاً متابعة هائلة خلال وقتٍ قصيرٍ كهذا.

حدثت اللحظة الحاسمة في مسيرتها الفنية عندما التقت المنتج ستيليوس وأطلقت أغنيتها “هاي هايز تو لو لوز” في العام 2017. وقد حصدت الأغنية إلى الآن ما يزيد عن 5 ملايين مشاهدة حول العالم دون أي شكل من أشكال الترويج. وهي الآن في خضم التحضير لجولة موسيقية في الساحل الغربي للولايات المتحدة، وقد نفدت تذاكرها تقريباً، وتعمل حالياً على ألبومها الأول المنتظر بفارغ الصبر.

صورة غلاف أغنية “تشالينج”

ولكن، وقبل أن تنطلق المسيرة الفنية للمغنية، شغلت الشابة البالغة من العمر 23 ربيعاً عدداً من الوظائف الغريبة لكي تُعيل نفسها. وعن ذلك تقول مستذكرةً: “كنت أصنع الحليب المخفوق في حانة تقدم البرغر، حتى أنني عملت في وظيفة تطلبت مني طهو سوشي نباتي – لم أكن مؤهّلة لذلك بكل تأكيد”، وتردف بالقول: “أعتقد أنني عملت خلال السنوات الأربع الماضية في ثلاثة متاجر للأزياء وستة مطاعم. ولحسن الحظ، لم يعد يتوجب عليَّ فعل ذلك الآن. أنا ممتنة للغاية لأن الموسيقى أصبحت عملي الدائم طوال الوقت”.

وُلِدَت لولو زواي في فرنسا لأمٍّ فرنسية وأبٍ جزائري، وانتقلت إلى سان فرانسيسكو برفقة أسرتها عندما كانت تبلغ من العمر ثلاثة أشهرٍ لا غير. ولأنها طفلة موهوبة، فقد اكتشفت شغفها بالغناء في سن السادسة من خلال التدريب على أداء أغاني بيونسيه وكريستينا أغيليرا التي كانت تستمع إليها عبر المذياع. وعن ذلك تقول: “كنت دوماً تلك الطفلة التي لا تتوقف عن الغناء. كنت أعمد إلى تسجيل صوتي على الحاسوب وأستمتع بإرجاع التسجيل إلى الوراء وتعديل الصوت. أتذكر أنني كنت أستمتع كثيراً بذلك، وأحسُّ بالحماسة نفسها الآن عندما أكون في الاستوديو”. وعلى الرغم من أنها تقرُّ بأنها لم تنشأ في كنف أسرة ذات اهتمامات موسيقية، إلا أن والديها كانا دائماً مشجعين لها، حتى أنهما سجلاها في دروس للبيانو والترومبيت. وبعدها، ثابرت على تعليم نفسها العزف على الغيتار عندما كانت في المدرسة المتوسطة.

لولو زواي بعدسة غريس ريڤييرا

وبفضل بشرتها فائقة النضارة وشعرها المصبوغ بلون بلاتيني وقسمات وجهها الناعمة، تقرُّ الحسناء ذات الأصول الجزائرية أنها لم تواجه أية صعوبات أو تحديات سببها أصولها خلال نشأتها، على الرغم من أنها كانت الوحيدة ذات المولد الأجنبي في الحيّ الذي تعيش فيه. تقول ممازحةً: “لأكون صادقة، الكثير من الناس في أمريكا لا يعرفون حتى أين تقع الجزائر”. وبالرغم من أنها لم تواجه أية تحديات نابعة من أقرانها الأمريكيين، تكشف المغنية أنها واجهت مرحلة من الصراع الداخلي، حيث شعرت أنها لم تكن على صلة مع إرثها الجزائري كما كانت تحب. وقد ألهمتها هذه الأحاسيس رابع أغنية منفردة لها وأكثر أغانيها نزعة شخصية إلى الآن، بعنوان: وردة الصحراء، وهي في جوهرها رسالة حبٍّ لعائلتها الجزائرية. حيث تغني بصوتها الرخيم المحبَّب: “’إن شاء الله‘، هذا ما تقولون/تعتقدون أنني فقدت إيماني/لن تذكروا اسمي/محرَّم، لن أراكم مجدداً/اخترتُ ’حياةً آثمة‘/أتمنى أن تغفروا لي”. في حين يُلمِّح عنوان الأغنية إلى الكريستال الشبيه بالورود الذي يتشكل في صحراء الجزائر، ويلعب على أحاسيسها بعدم الانتماء. ولكن، كيف كانت ردة فعل أسرتها على تلك الأغنية؟ تقرُّ المغنية بأنها لا تعرف ما إن كانوا قد سمعوها إلى الآن أم لا، على الرغم من إرسال أحدهم رسالة إليها يعلمها من خلالها أنهم قد سمعوا الأغنية في إحدى الردهات المحلية في الدولة الشمال أفريقية.

وعلى الرغم من شعورها بانفصالها عن جذورها، إلا أنَّ تراثها يلعب دوراً محورياً في الموسيقى التي تبدعها. فالمغنية، التي تدخل كلمات عربية وإنجليزية وفرنسية في أغانيها، تقول إنَّ أغنية عايشة للشاب خالد كانت المفضّلة لديها خلال طفولتها. وتضيف زواي: “استمعتُ أيضاً خلال نشأتي إلى [أغنية] سيدي منصور للفنان صابر الرباعي”، وتعترف بأنها ليست مطلعة على الأغاني العربية الحديثة الرائجة الآن، لكنها تعتقد أن نينا عبد الملك تمتلك “أحد أجمل الأصوات على الإطلاق” بعد أن وجدت صفحتها على انستقرام صدفةً.

لولو زواي بعدسة جوهانا سيرينغ

أما الآن، فينصبُّ تركيز زواي على جولتها القادمة، حيث ستفتتح عرض المغنية ألينا باراز في أكتوبر. وإلى جانب العمل على تأليف موسيقى جديدة، تواظب على الذهاب إلى النادي الرياضي، وتسترخي خلال عطلات نهاية الأسبوع. تقول: “أنا متحمسة للغناء أمام أُناسٍ ربما لم يسمعوا أغانيَّ من قبل”، وتشير إلى أنَّ سماعات الرأس العازلة للضوضاء، ومنشِّف الشعر، وحذاءها المميز طويل الساق من دوك مارتن، وكاميرا ڤي إتش إس هي ما تحتاجه خلال جولتها تلك. وبالنظر إلى مقدار الإرهاق الذي تسببه الجولة الموسيقية، تكشف المغنية أن قضاء وقتٍ بمفردها، وممارسة التمارين، ونيل قسطٍ من النوم، وشرب الكثير من الماء أمورٌ لا غنى عنها للحفاظ على لياقة عالية من أجل إحياء الحفلات.

ولدى سؤالها كيف تغيرت حياتها خلال الأشهر القليلة الماضية، تستذكر النجمة الصاعدة بالقول: “أذكر أنني فكرتُ لدى انتقالي إلى مدينة نيويورك بأنَّ كل ما أريده هو التمكن من الذهاب إلى الاستوديو كل يوم وإنتاج الموسيقى، وهذا تماماً ما حدث بعد إطلاق أغنية ’هاي هايز تو لو لوز‘. وقد بدأ الناس بالتعرف إليّ في الشارع وكنتُ أردُّ ’أنا؟ لستُ معتادةً على ذلك، ولكن معرفة أنَّ أغنياتي تلقى أصداءً عند الناس في جميع أرجاء العالم أمرٌ رائعٌ للغاية”.

والآن اقرئي: ماريتا الحلاني تكشف لڤوغ العربيّة خبايا ألبومها الأول

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع