في خبرٍ سارٍّ نُشِر في الإمارات الأسبوع قبل الماضي، أظهرت دراسة حديثة أنه يمكن للعاملين في هذا البلد توقع زيادة في رواتبهم في العام 2019، فوفقاً لدراسة مجموع مكافآت العمل، التي أجرتها شركة ميرسر للاستشارات العالمية، فإنَّه من المتوقع أن يقفز مجمل الرواتب في الإمارات العربية المتحدة بنسبة 4,8% خلال العام القادم في جميع قطاعات الأعمال.
وقال تيد رافول، مدير قسم المنتجات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشركة ميرسر: “إن دول مجلس التعاون الخليجي سوق تنمو وتزدهر على نحو متواصل. ومع رؤية الإمارات لتنويع [الاقتصاد] بعيداً عن النفط، نشهد اتجاهات جديدة في القطاعات الصناعية فيما يخصُّ رواتب الموظفين، و[آلية] توظيفهم، ومواهبهم”.
إلا أن ذلك لا يعني أنكم ستستيقظون يوم 1 يناير لتتفاجؤوا بزيادة في رواتبكم، فعندما يتعلق الأمر بمناقشة الراتب، فإن الذين لا يطلبون زيادةً غالباً لا يحصلون عليها. ولكنَّ طرح الموضوع أمام رئيس العمل يمكن أن يكون عملية صعبة ومرهقة للأعصاب، وأنتم لا ترغبون بأن يؤثر القلق أو سوء تقديم مطلبكم في فرص الحصول على زيادة مستحقة.
ومن أجل مساعدتكم في ذلك، لجأنا إلى المتحدثة التحفيزية الأسترالية ذات الأصول المصرية شيرين متولي لتشاركنا أهم نصائحها في هذا المجال. ومدربة أسلوب الحياة ومهارات التواصل المعتمدة والمقيمة في دبي هذه هي أيضاً مؤسسة موقع personalityandcareertest.com، الذي تمَّ تصميمه لمساعدة زبائنها في اتخاذ خيارات مهنية مدروسة. وهنا تبوح لنا بأهم نصائحها المتعلقة بطلب الحصول على زيادة في الراتب.
ليكن المنطق سيد الموقف
أعدُّوا قائمة بالأهداف التي ساعدتم الشركة على تحقيقها، وحدِّدوا كيف نجم عنها نجاح الشركة. وسواء ساهم ذلك في توفير النفقات أم تحسين الإنتاج أم تطوير أداء فريق العمل، وضِّحوا السبل التي ساهمتم من خلالها بأكثر مما تتطلبه منكم وظيفتكم، فهذا سيبرِّر طلبكم ويصبغه بصبغة منطقية.
أعدُّوا قائمة كذلك بأي مسؤوليات أخرى قد أُضيفت إلى عملكم، على سبيل المثال زيادة في مسؤولياتكم، أو إشرافكم على المزيد من الموظفين، أو ترأسكم مشاريع مميزة غالباً ما تشكل الأساس لإعادة النظر في راتبكم.
ويمكنكم أن تبدؤوا النقاش عبر طرح السؤال المتعلق بأدائكم على مديركم، بأن تقولوا: “أرغب في مناقشة أدائي، هل أنت راضٍ عن النتائج التي حققتها إلى الآن؟” وإن كان الرد إيجابياً، فاتبعوا ذلك بأمثلة عن إنجازاتكم، قبل طرح نقاش إعادة النظر في الراتب بناءً على حسن الأداء والنتائج التي تحدثتم عنها سلفاً.
أظهروا التعاطف وقدِّموا التطمينات
عليكم إظهار القليل من التعاطف والتفهم خلال الحوار، لإظهار التقدير والاحترام لعملكم ومديريكم؛ فشيءٌ من قبيل: “كما في وسعك التقدير، أريد أن أضمن أنني أُكافئ بإنصافٍ على جهودي بحيث يمكنني الاستمرار بتقديم أفضل ما لديّ” يوضِّح هدفكم دون أن يبدو أمراً مفروضاً. كما تريدون أن تطمئنوا مديركم أنكم ترغبون في البقاء في عملكم على المدى البعيد، وهو ما سيسرُّ خاطره!
التوقيت المثالي هو الأهم
يلعب الحس السليم الدور الأبرز عندما تحدثون رئيسكم بشأن إمكانية زيادة رواتبكم، والوقت الأمثل لطلب ذلك يكون بعد تحقيق إنجاز كبير أو كسب مهم – استغلُّوا زخم نجاحكم، وقد تجدون أنفسكم في موقعٍ مثالي لطلب زيادة في الراتب. والتوقيت الآخر المفيد هو عندما تحصل الشركة على موارد مالية جديدة، أو في بداية سنة مالية جديدة.
لا تطلبوا علاوة في وقتٍ يكون فيه ضغط العمل كبيراً أو عندما يكون مديركم على وجه التحديد مرهقاً بالعمل – انتظروا انتهاء ذلك. وبدلاً من هذا، تقصُّوا سياسة الشركة التي تعملون لديها؛ هل يجرون مراجعات للأداء كل ثلاثة أشهر، أم ستة أشهر، أم كل سنة؟ ناقشوا الأمر بتروٍّ مع زملائكم، أو استشيروا قسم الموارد البشرية لمعرفة الإطار الزمني الأمثل.
تجنَّبوا ما يلي:
لا تطلبوا ذلك عبر البريد الإلكتروني. فعلى الرغم من أنَّ تحديد موعد اجتماعٍ مع الإدارة عبر البريد الإلكتروني أمرٌ مقبولٌ تماماً، إلا أن عليكم عدم طرح موضوع زيادة الراتب مطلقاً عبر البريد الإلكتروني، فالقيام بذلك وجهاً لوجه يسمح لكم بأن تكونوا مقنعين أكثر ويمنحكم فرصة لمعرفة ردة فعل رئيسكم في العمل.
لا توجِّهوا تهديداً – إلا إن كان لديكم خطة بديلة بالطبع! فأنتم لا ترغبون بأن تظهروا فظِّين أو كثيري المطالب. كونوا واثقين وحازمين في طلبكم، ولكن أعيروا انتباهاً لطريقة حديثكم ولينصبَّ تركيزكم على أن تتحلّوا بالصبر والمهنية والتوصُّل إلى اتفاق مفيد للطرفين. وسيتعيَّن عليكم تجنب طرح طلبكم كما لو كان أمراً، إذ يجب عليكم دائماً الحفاظ على علاقة طيبة مع رئيسكم حتى وإن رفض طلبكم.
لا تكونوا عاطفيين. من الجيد تجنب ذكر أسباب شخصية لتبرير حاجتكم إلى زيادة في الراتب، على سبيل المثال: خسارة زوجكِ/زوجتك لعمله، أو دخول أحد أبنائكم الجامعة، أو تدهور إحدى استثماراتكم. عليكم حتماً التركيز على ما أنجزتموه لدعم إعادة النظر في راتبكم.
وفي النهاية عليكم قبل الذهاب إلى الاجتماع أن تكونوا مستعدين لنقاط النقاش التجارية التي تتصل بالسبب الذي يجعلكم تستحقون زيادة في الراتب بناءً على أدائكم ونتائج عملكم وإخلاصكم. وإن لم يكن لديكم الكثير لتقدموه بخصوص السبب الذي يجعلكم تستحقون علاوة، فعندها أقترح عليكم تغيير نهجكم الحالي والتركيز على ما ستقدِّمونه لمديركم.
والآن اقرئي: ناومي كامبل تفتح أبواب عالمها وتؤكد: “لن أعيش أسيرة لأخطائي”