كثيرة هي المواقف التي سجّلت بعد الانفجار الذي هزّ العاصمة بيروت في الرابع من الشهر الحالي. منها من لعب على مشاعر الناس المتضررة ومنها من جاء وقعها أشدّ ألماً من وقع الانفجار.
الكثير من الفنانين والفنانات العرب توجّهوا برسائل إلى جمهورهم الواسع والذي تتخطّى أعداده الملايين، معبّرين عن غضبهم واستيائهم من الوضع السياسي ومحمّلين قادة لبنان كافة المسؤولية والاستهتار، رافعين الصوت بوجه الظلم، ضاربين عرض الحائط مكانتهم الاجتماعية، غير مكترثين بردود الفعل والانتقادات السلبية التي سترافق تعليقاتهم ومواقفهم المحقّة، فقبل كل شيء هؤلاء الأشخاص هم من الشعب وبفضله لمع نجمهم.
وعندما نتحدّث عن نجوم كبار في العالم العربي، لا يمكننا التغافل عن اسم الفنانة اللبنانية الجميلة هيفاء وهبي، التي كانت وما زالت تعتبر رقماً صعباً في ميزان الفن العربي.
فمن اللحظة التي اندلع فيها الانفجار في مرفأ بيروت نشرت على حسابها الرسمي في موقع انستغرام وتحديداً في خاصية الستوري عن مدى الضرر الذي لحق بمنزلها مطمئنة جمهورها على وضعها داعية بالخير للجميع.
ولكن حال هيفاء كسائر اللبنانيين القاطنين في الوطن أو في بلاد الاغتراب، ليس بوسعها طي هذه اللحظة المشؤومة لأنّها ومن البديهي لا تملك القدرة على النسيان ما حلّ بوطنها وشعبه.
عشية مرور الأسبوع الثاني على هذا الجرم الذي ارتكب بحق العاصمة بيروت، خرجت الفنانة عن حزنها ونشرت على خاصية الستوري على حسابها الخاص في موقع انستغرام متوجهة إلى الشعب اللبناني بجميع فئاته وكان كلامها بمثابة المنبّه لكل شخص وجاء وقعه قوياً على كل من قرأه واختصرت فيه واقع مجتمعنا المخجل والتافه وكان مضمونه على الشكل التالي:
“لو ركّزنا في الشعوب لوجدنا أنّ كل شعب لديه مشاكله الخاصة ويحتاج إلى عمر إضافي ليحلّها. الشعب اللبناني يصب اهتمامه في مواقع التواصل الاجتماعي وأولوياته تنحصر في التركيز على أخبار سخيفة. كثير من الأشخاص لا يزالون تحت الأنقاض وأنتم تغنّون “الكاراوكي” على مصائبنا. نحن شعب نستحق كل ما يحدث لنا، نحن شعب لم نتعلّم من التجارب الماضية ولا نبدي أي اهتمام بالرسائل الربانية، نحن شعب نولي التفاهة المركز الأوّل في حياتنا والنميمة هي من شيمنا والكذب قوتنا اليومي، ونعطي كيفية تركيب الرموش أهمية عظيمة. الصحفي في بلادي لا يبحث عن مصدر الخبر فهو مستعد أن يكتب حتّى لو كان المصدر من القمامة. نحن في لبنان نعاني مشكلة كبيرة وما زلنا نعيشها بكل تفاصيلها، فلو أنت قررت النسيان فهذا الأمر يعود لك ولكنني أتمنى عليك أن لا تفرض علينا فكرة أنّنا انتهينا من المشكلة وتجرجرنا إلى مواضيع لا تمت لحالنا اليوم، لن أسمح لك أن تستغل عدم ردّي وأن تعتبر صمتي هو عدم معرفة. لا! ولكن ليس هذا الوقت المناسب لأناقشك.”
وبعد نشر الستوري، انهالت التعليقات على النجمة اللبنانية المثيرة للجدل واجتمع الجميع على أنّ هيفاء وهبي كانت ولا تزال ملكة زمانها.
اقرؤا أيضاً: نادين نسيب نجيم من المستشفى، كيف كان لقاؤها الأول مع طفليها؟