في الكثير من الأحيان يبحث الإنسان عن أرض بديلة ليحقق فيها أحلامه، ليس تخلياً عن الوطن الذي ينتمي إليه، إنّما لإيجاد فرص وآفاق جديدة تستوعب موهبته وترفعه إلى مصاف الأسماء العالمية. أربعة سعوديين يعيشون اليوم بعيداً عن المملكة، نقلوا لنا تجربتهم وتبادلوا معنا قصص نجاحاتهم.
دينا الشهابي
دينا الشهابي ممثلة وكاتبةٌ وُلِدت في المملكة العربية السعودية إلّا أنها عاشت معظم حياتها في دبي قبل أن تنتقل إلى نيويورك حيث أصبحت أول امرأةٍ مولودةٍ في الشرق الأوسط يتم قبولها في كل من برنامجَيْ جوليارد وجامعة نيويورك للتمثيل. حصلت على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من مدرسة Tisch للفنون بجامعة نيويورك. ثم أدّت دور البطولة في فيلم AMIRA & SAM لشون مولين أمام مارتن ستار، لتتوالى بعد ذلك أعمالها، فتوّلت البطولة النسائية في الموسم الأول من JACK RYAN على أمازون وتم ترشيحها لجائزة Critics Choice لأفضل ممثلة مساعدة في مسلسل درامي، وظهرت مؤخراً كممثلة رئيسة في الموسم الثاني من ALTERED CARBON . وفي المسرح، لفتت الأنظار فقد شاركت في مسرحية POWERSTRIP ومسرحية DANCENATION.
بدأت دينا عملها كراقصةٍ محترفةٍ في دبي مع شارميلا كامتي. وكانت على وشك انهاء دارستها الثانوية حين انتبهت معلمة التمثيل نانسي موك إلى رغبتها في امتهان الرقص ولفتت نظرها إلى موهبتها في التمثيل. كلام المعلمة دفع دينا إلى الانتقال إلى نيويورك حيث درست التمثيل نهاراً والرقص ليلاً، وسرعان ما حصلت على أول وظيفةٍ لها في مجال الرقص على SnL. مع مرور الوقت، انجذبت دينا إلى التمثيل لا سيما وأن أستاذها الرائع وين هاندمان آمن بها. قررت دينا أن تقدّم تجربة أداء لبرنامج التمثيل للخريجين في Juilliard وNyu، وكانت أول ممثلةٍ مولودةٍ في الشرق الأوسط يتم قبولها في أيّ من البرنامجين. بعد التخرج، شاركت في بعض الأفلام المستقلة وأدت أدواراً تلفزيونيةً صغيرةً إلى أن ظهرت في Jack Ryan الذي كان أول عملٍ لها في برنامجٍ تلفزيوني وبدايتها الفعلية في عالم التمثيل.
تقول دينا إن مشاركتها في “جاك رايان” كانت مذهلة وهي ممتنة جداً لذلك لأسباب عديدة، وقد عبّرت عن ذلك قائلةً: “أثق الآن أكثر بنفسي فلم أعد أشعر بالحاجة الدائمة إلى إثبات نفسي كما لو أنني في تجربة أداء. أنا أكيدة أن في جعبتي ما أقدمه للناس مع كلّ دور قد أحصل عليه،” وتابعت قائلةً: “أصبحت أيضاً حرّة لأظهر على طبيعتي ولأفجر كل طاقاتي”. هذه الثقة لم تحولها إلى مغرورة، بل بقيت مدركة أن التواضع أساسي في المهنة وأنه لا بدّ من البحث بجدٍ عن تقديم الأفضل بينما تستمتع بما تحب تقديمه.
لم تعمل دينا يوماً في المملكة العربية السعودية، وهي تقول: “كان من دواعي سروري لقاء فنانين ومخرحين موهوبين أتوا من المنطقة، مما جعلني أتطلع حقاً للظهور في بلدي الأم”. وهي لم تخفي أن الطاقات الكامنة في بلدها الأم أذهلتها وقد قالت: “كلّي حماس لرؤية ما ستقدمه المملكة العربية السعودية. الفن والرؤية التي رأيتها بالفعل بعد العمل مع شخصيةٍ عربيةٍ أثار إعجابي، هذا ولا نزال في البداية!” وتابعت قائلةً: “لا أعرف ما تفتقر إليه المملكة العربية السعودية إلا أنني أعرف ما أتمنى أن تصل إليه”. ومع استمرار الحديث أكدت أنه من الضروري أن يدعم ويشجع الواحد الآخر لتقديم فنّ جميل وليلمع نجم كل عاملٍ في هذا المجال.
بعد أن أعدت سابقاً مشاريع تلفزيونية مع MBC و Propagate و 3 BlackDot و Debra Martin Chase، تشارك دينا حالياً في كتابة برنامج Ya Bint الذي ستشارك فيه أيضاً وهو من إخراج سناء حمري وإنتاج داني سترونج برودكشنز و20th century fox والمتوقع عرضه على قناة Freeform.
وهذا البرنامج هو أبرز ما تقوم به دينا مؤخراً فقد أتاح لها العمل للمرة الأولى مع امرأة عربية أخرى هي رولا سيلباك وقد وصفت تجربة العمل مع رولا بأنها أفضل ما حصل معها على الإطلاق، وصرّحت: “صحيحٌ أنه عمل شاق إلا أنه سيحفزني لأتخطى حدودي لتقديم الأفضل”. وتخطي الحدود هو من النصائح التي توجهها لكل فتاةٍ متأثرة بها إضافةً إلى تقديم حكايتها الخاصة بطريقةٍ فريدةٍ وأصيلةٍ لأن الأصالة ذهبٌ لا يمكن أن يمر من دون أن يبهر.
ومستقبلاً، تتوق دينا لتقديم فيلم حركة ذكي ومثير يتطلب منها ذكاءً في استخدام جسدها الذي امتهن يوماً الرقص وجهداً جسدياً يتطلب تدريباً بدنياً محدداً وتعلم مهارةٍ جديدةٍ وقوةٍ معينة، فهي تعتقد أن هذه النوعية من الأفلام حين تُنفذ بطريقة جيدة تكون النتيجة سينما رائعة، وقد مازحتنا قائلةً: “سيكون من الرائع رؤية نجمة أكشن عربية قوية، أليس كذلك؟”
هشام فقيه
تجربة عاطفية فاشلة كانت السبب والمفتاح الذي فتح به هشام فقيه باب الشهرة في العام 2011، ففي ذلك العام قرر تخطي فشله العاطفي والاستفادة من خفّة دمه، فوقف في مبنى الكابيتول هيل في واشنطن العاصمة أمام الناس لكنه لم يحظ بالقبول المرغوب. حاز على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا ودرس الكوميديا الارتجالية في Upright Citizens Brigade Theater. عاد إلى المملكة التي كانت تعيش نهضة إعلامية حيث قدّم عروضًا كوميدية مع بعض الزملاء، منهم عمر حسين و بدر صالح وفهد البتيري. نالت هذه العروض على استحسان الجمهور، ومن هنا كانت انطلاقته الفعلية.
حذا هشام حذو إياد مغازل الذي طرح لأول مرة فكرة المونولوج اليوتيوبي، فأنشأ قناة عبر يوتيوب، وقدّم برنامج “أسبوعيات هشام” الذي كان من تأليفه وكتابته. حققت فيديوهاته مشاهدات عالية وانتشرت بين الجمهور كالنار في الهشيم، خصوصا الفيديو الذي تناول فيه موضوع حق المرأة السعودية في قيادة السيارة. أوصله نجاحه هذا إلى “تلفاز ١١” في الرياض، حيث عمل كمدير للمحتوى. في عالم التمثيل والإنتاج، نال هشام شهرة دولية بعد أن مثّل السعودية في تصفيات سباق الأوسكار لجائزة أفضل فيلم أجنبي عام 2016 عن فيلم “بركة يقابل بركة”، هذا الفيلم الذي عرض في العالم العربي، وفي مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفي مسارح Winter Garden و Elgin، وكذلك في الدورة الواحدة والأربعين من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وغيرها كثير من المحافل السينمائية الدولية. كما كان فيلم “بركة يقابل بركة” أول فيلم سعودي تشتري “نتفلكس” حقوق توزيعه في العام 2018.
طوال مسيرته الفنية عانى هشام “عقدة تعظيم الغرب” فقرر مغادرة السعودية; فهذه العقدة تسمح للغريب الذي لا ينتمي للثقافة السعودية أو يفهمها أن يتفوق على أهل البلد ويجعل الفنانين السعوديين تحت رحمته، وهو يقول: “لم أرضى أن أبقى تحت رحمة عقدة الغرب فقررت اختصار الطريق وأن أبدأ من هوليوود، والمضحك في هذا الأمر أنني تلقّيت الكثير من العروض في السعودية بعد عملي في لوس أنجلوس”. يؤمن هشام أن السعودية غنية جدا بالفنانين البارعين إلا أنهم لا يحصلون على التقدير الصحيح إلا بعد الشهرة، وقد أعرب عن ضيقه من هذا الأمر و قال: “لا بد من تفكيك الهرمية و غرور عزة الذات. لنجاح أي صناعة و الرقي بها لتصبح في مصاف العالمية، على الجهات المسؤولية تخصيص ميزانيات عالية و دعم الفنانين دون قيود و تعزيز استمراريتهم. ومن ناحية لوجيستية نحن بحاجة إلى قوانين واضحة غير معقدة تسهّل علينا صناعة الفنّ”.
وقارن هشام بين الجيل الجديد والجيل القديم متهمًا الأخير بالحصول على دعم مبالغ به في حين أن المهمشين أنجح وأقدر لأنهم يدركون أن الحقيقة تنبع من بلاغة الفن، وفي هذا الصدد قال: “في نيويورك الفن يعكس المجتمع ويعتبر مرآة لظروفه أما في العالم العربي فقد أرهقني الحوار الوعظي. أتطلع إلى الجرأة في المحتوى الذي أقدّمه بعيدا عن الانحراف، وأسعى لتسليط الضوء على مشاكلنا الاجتماعية بشكل شفاف وحقيقي”.
يفكر هشام بعد كل نجاح بالنجاح الذي يليه، فهو ليس من هؤلاء الأشخاص الذين يستمتعون بتقدير اللحظة الحالية وينسون ما بعدها، ويسعى جاهدًا لتغيير هذا الأسلوب من التفكير. ومشاريعه متنوعة فهو بسبب الجائحة تفرّغ لكتابة نصوص عدّة، ويسعى للتعاون مع الأشخاص المناسبين لطرح أكثر من مشروع، والمضي في محاولاته كسر “عقدة الغرب” وعقدة الرجل الأبيض بالتحديد مستفيدًا من جمهور يعتز به. وهو حاليا، يكتب مسلسلا كوميديا بعنوان “Brown Republican”، تدور أحداثه حول جمهوري بنّي العرق. كما يعمل حاليا كمنتج وممثل في فيلم “دولاب فَي” الذي وصل إلى مرحلة ما بعد الإنتاج.
يفضل هشام أن لا يقدّم نصائح لأحد فهو يخشى تقديم وجهة نظر خاطئة تضرّ غيره، لكنه قال: “نصيحتي الوحيدة لأي فنان هي أن يكون حقيقيا طبيعيا، أن لا يدّعي و أن لا يزيّف. علينا أن نتخلى عن عيوبنا وأن نطرحها في أعمالنا الفنية بشكلٍ صريح وموزون، وعدم ادعاء المثالية التي دمّرت مجتمعنا”.
عبدالرحمن حمدي
يهوى عبدالرحمن حمدي الفنون بشكلٍ عام والرسم بشكلٍ خاص منذ صغره، وقد ظهرت موهبته جلياً في خلال فترتي التمهيدي والروضة، ففي حين كان الطلاب ينتظرون حصة الرياضة، كان عبدالرحمن يتوق لحصة الفنون التي ساعدته على صقل موهبته، وهو يقول: “دائماً ما كانت المعلمة تنتبه لي وأنا سارح في الرسم. وعكس الأطفال، كنت أشتري بعيديتي أدوات الرسم واللوحات”. استفاد عبدالرحمن من انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ليعرض أعماله الفنية البسيطة وينفذ أوشاماً مؤقتة على أجسام رفاقه ويعرضها أيضاً. في هذه المرحلة، استوعب الشاب موهبته والتفت إلى الفن التجريدي وقد شرح ميله إلى هذا النوع من الرسم قائلاً: “أحب أن أجذب المتلقي وأحثه على التفكير في محتوى اللوحة بدل من أن يكتفي بسؤال الفنان عن معناها،” ويتابع قائلاً: “أعتبر الفن التجريدي فناّ غير ملول فهو واسع الآفاق بحيث تلاحظ يومياً شيئاً جديداً في اللوحة وتستشعر بها”. إلا أن حب عبدالرحمن للفن التجريدي لم يسلم من الانتقاد فهو دائماً ما كان يسمع الناس يصفون ما يقدّمه بالخربشات.
تعرض عبد الرحمن في أواخر العام٢٠١٤ لحادث سير غيّر حياته كلياً، وقد تحدث عن تلك الفترة قائلاً: “في تلك الحظه رأيت شريط حياتي يمضي بسرعة. كنت حبيس الذكريات والألم. حاولت أن أعبّر عن نفسي ولم أستطع. في السابق كنت أرسم فكان الرسم ملاذاً لي للتعبير عن ذاتي. بعد الحادث أصبحت مدمراً. كبت صوتي ولم أعد أُصدِر إلا صرخات الألم”. عاش عبدالرحمن فترة أليمة كان يبحث في داخله عن نفسه وعن ما يريده. حاول الكتابه إلا أنه لم يستطع التعبير عن ما يشعر وقد قال: “علمت حينها أن الرسم قدري وأن اللوحات هي المكان الوحيد الذي يمكنه أن يستوعب معاناتي”. غيّر عبدالرحمن من أساليبه في الرسم، فاكتفى بيديه لتنفيذ رسوماته بعيداً عن أي نوعٍ من أنواع الأدوات فكان يستشعر الألوان وينسجم معها بطريقةٍ غير تقليدية.
حين أراد عبدالرحمن عرض أعماله شعر ببعض التخوّف فلم يكن أكيداً أن الناس سيتقبلون الفنّ التجريدي، وخوفه كان في مكانه لأنه تلقى الرفض من كل معرضٍ تواصل معه. في ذلك الوقت لمس عبدالرحمن أن الفن في السعودية يفتقر إلى الدعم وإلى توسيع رقعته لتستوعب كل المواهب بدلاً من الاكتفاء بأعداد معينة من الفنانين؛ فهذه الأجواء المحبطة تُفقد الفنان إيمانه بموهبته وباختلافه عن الآخرين تماماً كما حصل معه.
يحمد عبدالرحمن الله أن الأمور تغيّرت في السعودية حيث أصبح الفن يحظى بدعمٍ كبير من صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ومؤسسته مسك الخيرية التي احتضنت أول انطلاقاته من خلال المشاركة في معرض مسك جدّة التاريخي ٢٠١٧ ومسك حوار الأجيال ٢٠١٨، وهو يتمنى أن يستمر الدعم ليحظى الفنّ السعودي بفرصةٍ للوصول إلى العالميه وأمله كبير برؤية السعودية 2030 فهي تدعم بشكلٍ واضح الثقافة والفن عن طريق البعثات والمعارض التي ستزيد من الوعي الفني في المجتمع.
لوالدة عبدالرحمن الفضل في ما وصل إليه، فهي تشجعه دائماً على المضي قدماً وتذكره أنه أحبّ الألوان ولازم الرسم منذ صغره فكان يرسم أجمل المناظر الطبيعية والوجوه مذ كان في الرابعة من عمره؛ كانت تبعد عنه أيضاً شبح الاستسلام قائلةً: “لا تقارن نفسك بأحد. ساحة النجاح واحدة. ستصل إلى ما تريد في الوقت المناسب! لا تكون عجولاً!” يعترف عبدالرحمن أيضاً بفضل أشخاص آخرين مثل الفنان معاذ العوفي وعبدالله قنديل وسمو الأميرة الفنانة طرفة بنت فهد آل سعود الذين آمنوا به وبفنه وقدموا له كل التشجيع. وبفضل عبد الله قنديل تعرف عبدالرحمن إلى مالك شركة Luxury Resources السيد إيريك سكالا الذي مهّد له الطريق في لوس أنجلس حين غادر المملكة العربية السعودية سعياً منه نحو الأفضل في مسيرته الفنية وللحصول على ماجستير في مجال قانون الترفيه والإعلام.
وفي لوس أنجلس حصل الفنان الشاب على فرصةٍ رائعة للعمل مع واحدة من أفضل شركات التدريج والتصميم شركة Premier Stagers التي أنشأت بعضاَ من أكثر مشاريع التصميم السكني إثارة للإعجاب في بعض الأحياء الأكثر نفوذاً وعصرية في لوس أنجلوس موفقةً بين الفن والرؤية السلسة وشراكته مع هذه الشركة أمنت له سوقاً لأعماله الفنية.
يتسلح عبدالرحمن حالياً بالعزيمة والإصرار والمثابرة والثقة بالذات وبموهبته لضمان النجاح في مشاريعه وقد ذكر منها على المدى القريب معرضاً منفرداَ في المدينة المنورة وعلى المدى البعيد إنشاء شراكات قيّمة في أمريكا كفنان سعودي والاستفادة من كلّ فرصةٍ قد تُتاح له في المستقبل.
رغد الرباح الحقيل
اعتادت رغد الرباح الحقيل عندما كانت في المدرسة صنع الكثير من الإكسسوارات والهدايا لأصدقائها وعائلتها. في العام 2007، أقامت إحدى صديقاتها معرضاً وشجعتها على الحضور والمشاركة، وفوجئت ببيع معروضاتها كاملةً، وهي تقول: “تشجعت بفضل موهبتي والمبيعات التي حققتها على المشاركة في معارض دولية من ضمنها أسبوع الموضة في باريس”. وفي العام 2017، تخرجت رغد من واحدة من أفضل مدارس التصميم والفنون والأزياء في كاليفورنيا، وفي العام 2018، افتتحت علامتها التجارية راقيل Ragail في لوس أنجلوس والتزمت بها مذاك.
تستوحي رغد من كل ما يحيط بها من دون أن تلتزم بالموضة الرائجة وهي تصف عملها قائلةً: “أؤمن بقدرتي على منح أي شيء كطاولةٍ مثلاً قيمة من خلال نقل مشاعري. مشاعري حين أسقطها على قطعةٍ معينة تتحول إلى قطعةٍ يمكن ارتداءها وهذا هو المفهوم الذي تقوم عليه مجوهرات راقيل.” ولا تعتقد رغد أن عالم المجوهرات السعودي يختلف عن ما نراه عالمياً، فالانفتاح والعولمة أزالا كل الحدود بين الشعوب ووحدا نوعاً ما النظرة العامة إلى الموضة بمختلف فئاتها. وهي بهذا الصدد عبّرت عن تفاؤلها برؤية المملكة العربية السعودية 2030 لأنها ستجذب المواهب الجديدة في المنطقة وستمنحهم فرصةً للظهور والتعبير عن ذواتهم.
ولا تنكر رغد أن إقامتها وعملها في لوس أنجلس كان له أثراً كبيراً على مسيرتها في عالم المجوهرات ومنحها خبرةً فريدة، فالحياة في لوس أنجلس فرصة استثنائية لأن هذه المدينة تجمع جنسيات مختلفة من الهند وتايوان واليابان وأوروبا والشرق الأوسط وغيرها الكثير، مما يضمن نسيجاً ثقافياً متنوعاً يضمن مصادر إلهام كثيرة ومقدرةٍ على تقديم منتجات تلبي أذواق شريحةٍ واسعةٍ جداً من الناس.
وهي تعتقد أنها وصلت إلى شريحة واسعة فعلاً، فأفضل ما تحفظه عن مسيرتها هو ما تشعر به عند إطلاق مجموعة جديدة والحماس الشديد الذي تلمسه في عيون الناس تجاه فنها وفرحها الشديد بالإجابة على أسئلتهم حول معنى القطع الفنية وملاحظة ردة فعلهم حين يفهمون الأسرار الكامنة وراءها، فهي تحرص دائماً على تقديم قطعٍ تتخطى كونها أكسسواراً للزينة إنما تبتكر فناً له قصته الخاصة التي تضمن أن تحافظ علامة راقيل على تألقها وتتغلب على كلّ التحديات التي قد تواجهها أينما حلّت.
واليوم بعد أن افتتحت علامتها التجارية في كاليفورنيا، تشعر رغد بالفخر الشديد لأنها تمثل المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة، وتنافس علامات أمريكية ودولية. ورغم النجاح الهائل الذي حققته رغد في الولايات المتحدة ورغم الفرص العظيمة التي أتيحت لها هناك، تتوق للعودة إلى الديار إلا أنها تتريث بعض الشيء، فهي تعتبر أنها موجودة في الولايات المتحدة لمهمةٍ محددة ألا وهي نشر فن علامة راقيل وثقافتها للوصول إلى العالمية والاستفادة من وسائل الإعلام القوية في هوليوود على بعد 10 دقائق من استوديو المجوهرات حيث تعمل.
رغد في عمل دؤوب دائم وتمضي دائماً إلى الأمام رغبةً منها في تحقيق الأفضل فهي تسعى أولاً وأخيراً إلى تطوير نفسها وإضافة قيمة إلى الحركة الفنية للفن المعاصر اليوم من خلال إنشاء قطع فنية للمجوهرات تمثل ثقافتها مع لمحة من الثقافة العالمية.