وُلِدَت كامالا ديڤي هاريس في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا لأم هندية وأب جامايكي من أصول إفريقية. ويذكر أن هاريس، التي كانت تشغل منصب السيناتور عن ولاية كاليفورنيا، هي أول سيدة ذات بشرة سمراء تفوز بمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وتتقلد هاريس هذا المنصب بعد أن أعلنت خوضها الانتخابات إلى جانب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي طالما انتقدت مواقفه تجاه قضايا العِرق وغيرها خلال المناظرات التي جمعتهما في الانتخابات الرئاسية التمهيدية.
شقت هاريس مسارها الأكاديمي في مجال القانون، وبدأت حياتها المهنية في مكتب المدعي العام لمقاطعة ألاميدا عام 1990، وذلك قبل تعيينها في مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو عام 2000. وفي عام 2004، انتُخِبَت لمنصب المدعي العام لمقاطعة سان فرانسيسكو لتصبح بذلك المدعي العام رقم 27 للمقاطعة، وظلّت تشغل هذا المنصب حتى عام 2011 قبل أن تشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا في عام 2010 وهو المنصب الذي أعيد انتخابها فيه عام 2014 أيضًا. وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجِهَت لهاريس نظرًا لمواقفها إزاء قضايا هيكلية مثل الإفراط في التجريم والسجن الجماعي وظاهرة العودة إلى الإجرام، إلا أنها بدت خيارًا “آمنًا” و”ذكيًا” بحسب الكثير من المحللين السياسيين، ومن بينهم إيرول لويس المحلل السياسي بشبكة “سي إن إن”، وإيه جيه ديون جونيور الصحفي بجريدة واشنطن بوست. وفيما ننتظر ما إذا كانت هاريس ستتمكن من تغيير مسار حملة بايدن من عدمه، إليكِ خمس معلومات يهمكِ معرفتها عن كامالا هاريس، نائب الرئيس المنتخب لعام 2020.
ابنة لأب وأم مهاجرين
هاريس هي ابنة لأم هندية وأب جامايكي هاجرا إلى الولايات المتحدة في بداية ستينيات القرن العشرين للعمل في الأوساط الأكاديمية. ونشأت هاريس مع شقيقتها الصغرى مايا في مدينة بيركيلي بولاية كاليفورنيا حيث كانت والدتها باحثة في علاج أمراض السرطان بجامعة كاليفورنيا في بيركيلي، بينما كان والدها أستاذًا للاقتصاد بجامعة ستانفورد.
ضليعة في مجال العدالة الإجرامية
على الرغم من براعتها المهنية في نظام العدالة الإجرامية، واجهت هاريس الكثير من الانتقادات اللاذعة، سواء خلال خوضها انتخابات مجلس الشيوخ أو الانتخابات الرئاسية فيما بعد. فقد شكك دعاة الإصلاح في دوافعها وراء عملها في منصب المدعي العام أثناء فترة ساد فيها الحبس الجماعي؛ حيث لم يكن سجلها بخصوص ملفي عنف الشرطة وفرط التجريم دومًا في صالحها. ووسط تكهنات بترشحها في وقت سابق هذا العام، استطاعت هاريس أن تحصل على تأييد دعاة الإصلاح بعد أن شاركت في لقاء مفتوح مع منظمي الأنشطة المجتمعية في أعقاب الاحتجاجات واسعة النطاق التي انطلقت ضد وحشية الشرطة. وفي حديثها في ذلك اللقاء المفتوح، قالت هاريس: “يكمن الجمال في أن تحظى بتأييد النشطاء بالخارج جنبًا إلى جنب بعض من بالداخل، وفي القدرة على إحداث التغيير رغم أنف أصحاب النفوذ القوي الرافضين لإحداث التغيير، صدقوني!”.
عاشت فترة من حياتها في كندا
على الرغم من مولدها في ولاية كاليفورنيا، قضت هاريس فترة طويلة من سنوات دراستها الثانوية في كندا، بعد أن عُيِّنَت والدتها محاضِرةً في جامعة مكغيل بمونتريال. وأنهت هاريس دراستها بمدرسة ويستماونت الثانوية في عام 1981، كما ألفّت كتابًا يتناول مذكراتها خلال فترة حياتها في كندا بإيجاز والذي صدر عام 2019 تحت عنوان: “الحقائق التي نحتفظ بها: رحلة أمريكية” The Truths We Hold: An American Journey، حيث استفاضت فيه بعرض معاناتها في تعلم اللغة الفرنسية.
لعبت دورًا جوهريًا في جلسات الاستماع باللجنة القضائية لمجلس الشيوخ
أثناء فترة توليها منصبها بمجلس الشيوخ، اتخذت هاريس موقفًا حاسمًا أثناء مشاركتها بجلسات الاستماع للجنة القضائية بمجلس الشيوخ، حيث كانت لا تتهاون في استجواب عدد من الممثلين المعيّنين البارزين من إدراة ترامب، وعلى رأسهم بريت كاڤانو مرشح الرئيس الأمريكي [المنتهية ولايته] ترامب لعضوية المحكمة العليا. فخلال مشاركتها في عدد من جلسات الاستماع عام 2018، قامت باستجواب كاڤانو عن آرائه حيال الحكم التاريخي الذي صدر في قضية “رو ضد ويد” الشهيرة، وما كان منه إلا أن امتنع عن الإجابة. ومن هنا، ذاع صيتها لمنهجها الذي لا يقبل اللين حتى أصبحت من الشخصيات المهمة والمؤثرة على مجريات الأحداث داخل اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ.
تهوى الطهي
في حوار لها مع مجلة نيويورك عام 2018، أعربت هاريس عن حبها للطهي، مشيرةً إلى أنها تقرأ وصفات الطهي كنوع من الترويح عن النفس. “قد تأخذ الأمور منحى جنونيًا في بعض الأحيان، فلربما اضطررت لركوب الطائرة لست مرات في أسبوع واحد. ولا أشعر أني كأي امرأة طبيعية إلا عندما أقوم بإعداد وجبة عشاء للعائلة في عشيّة يوم الأحد”، هكذا صرحت في لقائها مع المجلة، وأضافت: “عندما أطهو، أشعر أني أسيطر على مجريات حياتي”.
اقرئي أيضًا: إلهان عمر أول سيّدة محجبة في الكونغرس الأمريكي “سأحارب حظر ارتداء الحجاب داخل الكونغرس”