تابعوا ڤوغ العربية

7 دروس نتعلمها من حياة النجمة ميريل ستريب

بات من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن نتخيّل العالم من دون وجود الممثلة الأمريكية المتألقة ميريل ستريب، فبفضل جاذبيتها التي لا تقاوم وأدائها المتفرّد وموهبتها الفذة في بث الحياة في أعمالها السينمائية، استطاعت أن تأسر قلوب الجماهير في شتى أنحاء العالم على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمان. وتشتهر ميريل ستريب بتقديم أدوار متنوعة وبحسّها الفني العالي، ولا سيما فيما يتعلق بإتقان اللهجات المختلفة، ما يجعلها تستحق عن جدارة الفوز بالعديد من جوائز الأوسكار والغولدن غلوب، بالإضافة جوائز “توني” و”إيمي”، كما يلقبها النقاد بـ”أفضل ممثلة في جيلها”. وبمناسبة احتفالها بعيد ميلادها السبعين، دعونا نلقي نظرة على بعضٍ من أهم الدروس التي نتعلمها من هذه النجمة الكبيرة، سواء على الشاشة الفضية أو بعيداً عنها.

1- ركزي على ذكائكِ وليس على جمالكِ

“إليكِ نصيحتي: لا تهدري الكثير من الوقت في القلق بشأن بشرتكِ أو وزنكِ. وعليكِ بدلاً من ذلك أن تطوري ما تقومين به، وترتقي بما يتوافر لديكِ في هذا العالم”.

وُلِدَت ميريل ستريب في ولاية نيوجيرسي وتخرجت في جامعة “ييل”، وحصلت منها على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة في عام 1975. وأظهرت تميزاً فنياً لا بالأقوال فقط، وإنما بالأفعال أيضاً. ودائماً ما كانت الفنانة الجميلة تحرص على انتقاء الأدوار التي بها شيء من التعقيد ولا يمكن أن تؤديها سوى ممثلة تتمتع بموهبة عالية، لتبرهن لنا بذلك على إصرارها المتواصل على تفضيل الذكاء على الجمال، حتى في وجه مَن وصفها بأنها قبيحة للغاية على أداء هذا الدور أو ذاك [في إشارة إلى دورها في فيلم “هونغ كونغ”].

2- ابلغي في أحلامكِ عنان السماء، وسيري قدماً نحو تحقيقها

“أحاول أن أعيش حياة عادية قدر الإمكان. ولا مجال لأن يصبح المرء مدللاً إذا كان يقوم بكي ملابسه بنفسه“.

ترى النجمة الأمريكية ميريل ستريب، الملقبة بأعظم ممثلة في زمانها، أنه لا مانع من أن تستسلم أمام رفاهية حياة النجومية. إلا أنه في مكان ما بين دورها كفتاة فقيرة تدعى هيلين أرتشر في فيلم “آيرون ويد” Ironweed، ودورها كامرأة قاسية وحادة في مجال الأزياء بفيلم “الشيطان يرتدي برادا” The Devil Wears Prada، تقبع ممثلة ينبع إدراكها للناس والأماكن والمآسي والانتصارات من فهمها لكيفية غسل الملابس – ألسنا نحب فيها ذلك؟

3- لا تعتذري أبداً لكونكِ نفسكِ

“أحب نفسي على ما هي عليه الآن، وربما لا يحبني آخرون. غير أنني أشعر بارتياح“.

بعد أن قيل لها إنها سمينة للغاية، وقبيحة للغاية، وأنفها كبير للغاية، أخذت ميريل ستريب على عاتقها تحدي كل التوقعات المرتبطة بمظهر الممثلات في هوليوود، وجعلت من هذا التحدي مهمتها في الحياة. وعلى الرغم من أنه مر عليها وقت كانت لا تتحمل فيه مشاهدة أفلامها السابقة بسبب تقديرها المتدني لذاتها بشكل زائد عن الحد، أصبحت النجمة حالياً تدافع عن كينونتها، وعن ما تؤمن به، دون إبداء أي اعتذارات.

4- على المرء إخراج كارهيه من حياته، وابدئي بنفسكِ في ذلك

“غضي الطرف عن كل الأمور التي تتواطأ معاً لإعاقة مسيرتكِ، وبالأخص تلك التي تدور برأسكِ”.

مع تزايد استخدام منصات التواصل الاجتماعي، ما أسهل أن يضيع المرء ويفقد نفسه وسط الكثير من المغالطات التي ترسخ فيه الشعور بالافتقار إلى المهارات والموهبة والكفاءة. وفي حين أن ما يجري الآن على تطبيق انستقرام من مقارنات وتوجيه النقد لم يكن له وجود في بداية حياة ميريل ستريب المهنية كممثلة، إلا أنها غاصت في بحر هذه المنصة وتعاملت مع كل ما فيها من قسوة وفظاظة. والآن، باتت ميريل ستريب تضرب لنا مثلاً في القوة والثقة في النفس، فعلمتنا أنه قبل أن نسعى لنكون جيدين بدرجة كافية في أعين الآخرين، علينا أولاً أن نكون جيدين بدرجة كافية في أعيننا نحن.

5- اصنعي القالب ثم حطميه

“أعتقد أنه عليكِ أن تشقي طريقكِ بنفسكِ. أن يكون لديكِ قواعدكِ الخاصة، أن تفهمي نفسكِ، فهذا ما ستبنين عليه حياتكِ فيما بعد. وعلى كلٍ، ما يهم هو ما تشعرين حياله بأنه الأنسب لكِ، وليس ما تدلكِ عليه والدتكِ أو ما تدلكِ عليه الممثلات الأخريات. باختصار، لا تستمعي لأصوات الآخرين باستثناء ذلك الصوت الصغير النابع من داخلكِ”.

على مدار مسيرتها الفنية التي تمتد لـ45 عاماً، اكتشفت ميريل ستريب، بل وأعادت اكتشاف نفسها، مرات ومرات. وفي كل مرة، كانت تحرص على صقل مهارتها والارتقاء بأفكارها وبأدائها التمثيلي. ولعل هذا هو السبب الذي جعلها تحتفظ لنفسها بمكان وقدر كبيرين في هذا المجال، وهو أيضاً سبب عدم استنزافها فيه. وقد علمتنا ميريل ستريب، التي تتصرف وفقاً لما تراه مناسباً لها دون أن تكترث بآراء الناس، أن نضع لأنفسنا قواعدنا الخاصة، وألّا نخشى كسر هذه القواعد متى اقتضت الضرورة لذلك.

6- الأمور الجميلة تستغرق وقتاً

“من الجيد أن تدفعكِ نفسكِ دفعاً نحو فعل ما لا تريد الإقدام على فعله بالضرورة. وإن لم تكن تجيد فعل ذلك بطريقة تلقائية، فعليكِ أن تواصلي المحاولة”.

في ظل عالم سريع الإيقاع لا يعترف بالتقدم البطيء، يصبح الصبر أداة غير مثمرة لإعلان اليأس أكثر منه مكرمة. ولكن على مدار مسيرتها الفنية، نجحت ميريل ستريب في أن تبرهن على أن الأمر يستلزم منكِ وقتاً طويلاً حتى تجني ثمار النجاح. فعلى الرغم من أنها بدأت مسيرتها الفنية في عام 1969، فإنها لم تتلق الثناء الذي تستحق إلا في عام 1978 بعد أن قدمت دورها في فيلم “صائد الغزلان” The Deer Hunter. وبالصبر والمثابرة معاً، علمتنا ميريل ستريب أنه حتماً ستأتي اللحظة المناسبة التي سنجني فيها ثمار عملنا الجاد.

7- العمر مجرد رقم

“يجب أن تتقبلي أنكِ تكبرين في السن. فالحياة ثمينة، وعندما تفقدين أشخاصاً كثيرين في حياتكِ، ستدركين أن كل يوم يمر عليكِ هو هدية في حد ذاته”.

كثيراً ما توجه الانتقادات لهوليوود بسبب تحديدها “مدة صلاحية” قصيرة للممثلات، غير أن ميريل ستريب نجحت في أن تستغل مهنتها كمنصة تثور من خلالها ضد التمييز ضد الشيخوخة بجميع أشكالها. وبالفعل، استطاعت أن تبرهن لنا على أن المرأة، بغض النظر عن عمرها، تستحق أن نتجه إليها بأنظارنا، وأن نستمع لها، وأن نحترمها، لتعلمنا بذلك أنه علينا أن نتقبل حقيقة أننا نكبر في السن وعلينا ألّا نخشى ذلك. ومع الوضع في الاعتبار ما تتمتع به من إصرار وثقة وتألق وهي في عامها السبعين هذا العام، يمكن أن نعرف السبب.

اقرئي أيضاً: 10 دروس للتعلم مستوحاة من الشيخة حور القاسمي

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع