اجعلي النوم الهانئ ليلاً عادتكِ الجديدة بالاستعانة بهذه الحلول العِلمية المصممة لتجعلكِ تستغرقين في النوم العميق بكل يسر وسهولة
فكِّري في هذا الأمر – متى كانت آخر مرة حصلتِ فيها على قسط وافر من النوم الهانئ؟ حسنًا، رغم أن الحصول على قسط جيّد من الراحة ليلاً يبدو في ظاهره أمرًا بسيطًا –إذ أن كل ما عليكِ هو أن تستلقي، وتغمضي عينيكِ، ومن ثَم تستغرقين في الأحلام- بات من الصعب على أرض الواقع أن تنعمي بقسط وافر من النوم. ومن جانبها، تشير الدكتورة سايدا بسينوكوڤا، المتخصصة في الطب الوظيفي بعيادة «بيولايت» في دبي، إلى أن «مشكلات النوم أصبحت شائعةً بشكل كبير في حياتنا المعاصرة»، وتردف: «يحصل معظمنا على قسط من النوم يقل بنسبة 14% عن ما كان يحصل عليه الشخص العادي قبل 30 عامًا. وهذا يعني في المقابل انخفاض فرصة التعافي، وتشكيل الذاكرة، وتجديد شباب الجسم والذهن». وفي الشرق الأوسط، يناضل السعوديون من أجل الحصول على قسط كافٍ من النوم. وبحسب تصنيف تطبيق تتبع دورة النوم Sleep Cycle، تأتي السعودية في المرتبة الثانية عالميًا، بعد اليابان، من حيث عادات النوم السيئة، حيث ينام سكّان المملكة في المتوسط بضع ساعات. كما يُعاني ثلث البالغين بالسعودية أيضًا من الأرق المستمر، ويناضلون من أجل الدخول في نوم عميق ليلاً. وتؤثّر قلة النوم -باعتباره وظيفة أساسية وبالنظر إلى ما يرتبط بذلك من إرهاق- على الحالة المِزاجية والشهيّة ومستويات الطاقة، ناهيكِ عن تحوّل مشكلات النوم المزمنة إلى مشكلات طويلة المدى، ما يؤثر على العلاقات، والمسار الوظيفي، والصحة العامة.
ورغم أن النوم يستأثر بثُلث حياتنا، فإنه في كثير من الأحيان لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به ساعات الاستيقاظ، إذ غالبًا ما تتعطل دورة النوم الطبيعية بسبب جداول العمل المزدحمة، والوقت الذي نقضيه أمام شاشات التلفزيون والهواتف والأجهزة الإلكترونية، والضغوط الاجتماعية. تقول الدكتورة سايدا: «نحن كائنات بيولوجية، ومن ثَم نتأثر بشدة بإيقاعات الساعة البيولوجية. ويساعد اتباع روتين للنوم كلاً من العقل والجسم على الانتقال من يوم كثير الانشغال إلى نوم مريح»، وتردف: «يؤثر النوم على صحة الإنسان على مستويات عدة، بدءًا من جهاز المناعة وتنظيم الهرمونات ووصولاً إلى الانفعالات والأداء المعرفي». وتُعزى قلة النوم إلى مصادر الاتهام المعتادة في هذا الصدد، بدءًا من الضغوط العصبية الشديدة، واضطراب السفر الطويل (مشكلة في النوم قد تصيب أي شخص يسافر بسرعة عبر مناطق زمنية متعددة)، مرورًا بكثرة المشاغل وتناول الكافيين، ووصولاً إلى تناول الطعام بكميات أكثر أو أقل من اللازم، واتباع نظام غذائي هزيل. ويمكن أن تشتمل الحالات الصحية على انقطاع النفس أثناء النوم، واضطرابات المِزاج، واختلال التوازن الهرموني، والآثار الجانبية الطبية. وتذكر الدكتورة سايدا أنه لا بد من التدخل المبكّر في حالة الأرق. تقول: «إذا واجه المرء صعوبة في النوم، فإنه يستيقظ متعبًا، ويؤثر ذلك بدوره على الحالة المِزاجية والانفعالات والقدرة على التركيز والذاكرة، وعليه فقد حان الوقت لأخذ الأمر على محمل الجد. وتؤكد أنه إذا كان المرء حديث عهد بهذه التغييرات، فمن السهل إبطال تأثيرها».
كبسولة علاجية
يعد علاج «سوما» للنوم من العلاجات الموصى بها في «بيولايت»، وهي تجربة غامرة مصممة لإعادة أولئك الذين لا ينالون قسطًا جيدًا من النوم إلى إيقاعهم الطبيعي. وعبر إدخال الجسم بالكامل داخل كبسولة، يُعزَل الإنسان عن العالم ويغشاه حاجب من الأصوات لمدة 22 دقيقة تحديدًا. وتصدر الكبسولة، التي تُوصف بأنها تستخدم الصوتيات للأذنين معًا، اهتزازات منخفضة التردد تمر عبر الجسم للمساعدة في تهدئة الذهن وإدخال الجسم في حالة من الاسترخاء. وباستهداف الموجات الدماغية على ترددات مختلفة، يمكن تكييف النظام لتعزيز نوم حركة العين السريعة لتحسين الوعي الذاتي أو إدخال المستخدم في حالة من النوم العميق. ولعلاج الأرق، تنصح «بيولايت» بباقة تشمل 10 جلسات، يبلغ سعر كل منها 450 درهمًا إماراتيًا، وزيارة الكبسولة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
تحت الغطاء
وفقًا للدراسات، يعدّ النوم تحت أغطية ثقيلة أقصر الطرق لقضاء ليلة أكثر استرخاءً. وقد توصلت دراسة أجرتها «مجلة طب واضطرابات النوم» إلى أن استخدام بطانية ثقيلة قد عزز جودة نوم 78% من المشاركين في الدراسة، وخفّض القلق بنسبة 63%. وتضيف مانسي خانديلوال، مؤسِّسَة علامة الألحفة «ذا سليب تشابتر»، أن البطاطين الثقيلة تقدم فوائد عدة، منها تحسين جودة النوم، وتقليل التوتر، وتعزيز التركيز والانتباه، وتنظيم الحالة المِزاجية، والاسترخاء العام. وتوضح: «تعتمد فاعلية البطاطين على مفهوم تحفيز الضغط العميق. ويمارس الوزن المُوزَع بالتساوي للبطانية ضغطًا لطيفًا ومتساويًا على الجسم، ما ينشِّط الجهاز العصبي السمبثاوي ويؤدي إلى استجابة فسيولوجية تطلق السيروتونين والميلاتونين. والسيروتونين هو ناقل عصبي مرتبط بتنظيم الحالة المِزاجية، أما الميلاتونين فهو هرمون يشارك في تنظيم النوم. ويمكن أن يكون لهاتين المادتين الكيمائيتين معًا تأثير يهدئ الجسم، ويقلل الشعور بالتوتر والقلق، ويعزز الرفاه العام». وللحصول على أفضل النتائج، تنصح خانديلوال باختيار بطانية ثقيلة تساوي 10% من وزن الجسم من خيارات «ذا سليب تشابتر» المتنوعة المتوفرة بالقطن، والخيزران، والتصاميم المحبوكة، ومجموعة جمالية من الألوان والطبعات.
نوم هانئ
توصّل خبراء الصحة إلى أنه كلما كانت غرفة النوم أكثر ظلامًا، كان ذلك أفضل للنوم. لذلك، قومي بتجهيز منطقة حالكة الظلام للنوم باستخدام قناع عين من الجيل التالي. وتأتي أقنعة «سبيسماسكس» المثالية للسفر مغمورةً بالياسمين، وبها تدفئة ذاتية تمنح العيون المتعبة إحساسًا دافئًا ومهدئًا لمساعدتها على النوم.
حبوب منوِّمة
تُعدّ مكملات الميلاتونين ألطف على المعدة من الحبوب المنوِّمة، ومن غير المحتمل أن تسبب لكِ النعاس، وهي تحاكي الهرمون الطبيعي الذي يقودنا إلى سبات عميق. ابحثي عن حبوب تحتوي على فيتامينات ومعادن أخرى تدعم النوم، مثل المغنيسيوم والزنك، لمزيد من الاسترخاء التام.
غفوات قصيرة
لتجدي نمط نوم طبيعي، يقول الخبراء إن التعامل كالأطفال حرفيًا سيساعدكِ. وتوضح الدكتورة سايدا: «ألقي نظرة على طريقتنا في صنع طقوس للنوم للأطفال الصغار – نُحممهم، ونخفت الأضواء من حولهم، ونقدم لهم الحليب، ونقرأ لهم كتابًا. وعندما يتكرر ذلك كل ليلة، سينامون في مرحلة ما حتى قبل الفراغ من قراءة القصة. ومن المهم للكبار أن يكون لديهم طقوس للنوم مثل الأطفال».