يسطّر عدد يونيو من ڤوغ العربية قصيدة في حبّ لبنان – تتغنى ببسالته، وروحه الصامدة، وكبريائه. وفي ظل مشكلاته الاقتصادية ونزاعاته السياسية المستمرة، تجد الأمة اللبنانية نفسها مرة أخرى تعيش أوقاتاً عصيبةً. وهذا الشهر، قررت ڤوغ العربية تكريم هذا البلد وشعبه الباسل، وفي مقدمتهم النجمة الكبيرة ماجدة الرومي التي تتألق في أول ظهور لها على غلاف مجلة طوال مسيرتها، ملتفةً بالعلم اللبناني، لتبعث برسالة أمل قوية.
ويشكّل هذا الغلاف علامةً فارقة في مسيرة ڤوغ العربية، ليس فقط لأنه يحيد عن ما دأبت عليه المجلة من تقديم صور رائعة للأزياء والموضة ليتخذ بدلاً من ذلك نهجاً يُعنى بالإنسانية والمسؤولية الاجتماعية، بل وأيضاً لتعاون المجلة مع النجمة ماجدة الرومي لتظهر لأول مرة على غلاف مجلة خلال مسيرتها الفنيّة التي تمتد لـ45 عاماً. وقد أعربت النجمة عن “فخرها” بهذه الفرصة التي أتيحت لها للتعاون مع ڤوغ العربية، والاحتفاء بوطنها العاشق للحياة، ومواهب أبنائه المولعين بالفنون.
ومن جانبه، أعرب رئيس التحرير مانويل أرنو عن سعادته بظهور النجمة القديرة على الغلاف قائلاً: “أنا ممتن لها للغاية لقبول دعوتي كي تظهر على الغلاف. فهي خير مَن يمثّل أجمل ما في لبنان، وروح شعبه بمختلف انتماءاته. لقد كانت الصوت الذي ألهم لبنان ومنحه قوة كان في أمسّ الحاجة إليها حين أنشدت روائع مثل ’يا ست الدنيا يا بيروت‘، و’قوم اتحدى‘، و’كلمات‘. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الغلاف يمثّل أول ظهور على الإطلاق لماجدة الرومي على غلاف مجلة منذ عقود طويلة ظلت خلالها من أبرز الناشطات في مجال البيئة الثقافية للمنطقة”.
وتأكيداً على طابع الأصالة الذي يغلّف هذا العدد في كل تفاصيله، فقد تولّى تنفيذ موضوع غلافه فريقٌ جميع أفراده من اللبنانيين داخل قصر الصنوبر، ذلك المعلم التاريخي البارز في بيروت. وفي الصور التي نسّق أزياءها أمين جريصاتي، أبرزت المصورةُ ساندرا شدياق بعدستها عشقَ ماجدة لوطنها عبر تألقها بإبداعات أعلام مصممي الأزياء اللبنانيين، منها فساتين راقية من توقيع جورج حبيقة وزهير مراد.
وفي حوارها الحصري مع ڤوغ العربية، تتحدث النجمة عن دورها كشخصية عامة قائلةً: “دور الفنان أهم من دور السياسي، فالفنان يجب أن ينادي بوحدة وطنه واستقلاليته وحريته، وهذا واجبه الحقيقي”.
وعن دعمها لوطنها تقول ماجدة: “أنا امرأة لا تعير أهميّة للأمور المادية. أكثر ما أريده هو الوقوف جنباً إلى جنب مع أخي الإنسان، أعيش ألمه وأمسح دمعته، وهذه هي فرحتي الحقيقية”.
ولا زالت ماجدة تستحث وطنها على الصمود حتى في ظل الجائحة الحالية التي أثقلت كاهله، مؤكدةً: “أنا مع سيادة وكرامة لبنان وهيبته على أرضه وأدعو إلى الكونفدرالية، لِمَ لا يكون هناك الولايات المتحدة اللبنانية؟”.
وتعتزم الفنانة القديرة، المعبّرة عن صوت لبنان ولا سيما في أوقات المِحَن، إطلاق أغنيتين منفردتين قريباً إحداهما بعنوان “صوت الحق” تهديها إلى الشعب اللبناني، والأخرى خفيفة بعنوان “مهجورين” تهدف إلى إثارة البهجة في النفوس خلال هذا الوقت العصيب.
ومن ناحية أخرى، أوضح أرنو أسباب إصدار عدد مكرّس بالكامل للبنان دون غيرها من الدول العربية التي تواجه أيضاً أوضاعاً صعبة قائلاً: “إننا إذا تحدثنا عن الموضة، فما مِن شك أن لبنان هي الرائدة لهذه الصناعة في العالم العربي. فلطالما نجحت أسماء لبنانية عديدة في اقتحام عروض أسابيع الموضة العالمية من إيلي صعب إلى زهير مراد، وجورج حبيقة، وربيع كيروز. وفضلاً عن عالم الموضة، تمثّل المخرجة نادين لبكي، ومايا إبراهيم شاه (مؤسِّسَة “بيت البركة“)، وأديب دادا (الذي يسعى لإعادة المساحات الخضراء إلى لبنان)، وألفت منذر (مُمَثّلة حملة “دَفى”)، غيضاً من فيض المواطنين الذين أقاموا مشروعات بارزة أحدثت فرقاً في حياة مئات اللبنانيين المكافحين. ويهدف هذا العدد إلى الاحتفاء بإبداعات وأعمال اللبنانيين من أصحاب القصص الملهمة المدركين لرسالتهم. وأرى أن من واجبي دعم هذا البلد الذي يعدّ ركيزة لما تمثّله ڤوغ العربية”.
ويبرِز عددُ يونيو من ڤوغ العربية، المكرّس بكامل موضوعاته لبلد الأرز، أهم رموز لبنان في مجاليّ الموضة والجمال، كما يقدم حوارات وصوراً وقصصاً حصرية أبرزها:
وطني لبنان: عشق الوطن أكثر من واجب – فهو صلة لا تنقطع. وهو هوية… هكذا يتحدث كلٌ من ألين أسمر دامان، وميراي حايك، وندى دبس، وبرنار خوري، ونيكولا جبران.
10 شخصيات: تعرفوا ضمن هذا الموضوع إلى أهم اللاعبين وأبطال التغيير على الساحة اللبنانية ممن يواجهون المصاعب بالتحدي والأمل والذكاء، ومن بينهم أعضاء فرقة “مشروع ليلى“، والناشطة الخيرية مايا إبراهيم شاه (مؤسِّسَة “بيت البركة”)، والمصممة سارة بيضون.
جولة في طرابلس: جلسة تصوير مثيرة للبهجة تستعرض إبداعات المصممين اللبنانيين: ساندرا منصور، وجان لويس ساباجي، وكريكور جابوتيان، قزي وأسطى، ورامي القاضي.
ملكات الجمال: تصنف اللبنانيات ضمن أجمل نساء العالم، إلا أنهن يتمتعن بالعديد من المواهب التي تفوق الجمال فضلاً عن ذلك.
نادين لبكي: تتحدث المخرجة، التي رُشحت لجوائز الأوسكار، عن مستقبل الجيل القادم في لبنان.
أقرئي أيضاً: 12 إطلالات لسيّدة الغناء العربي ماجدة الرومي تثبت أنّ رقيّها ليس بفنّها فقط!