تابعوا ڤوغ العربية

ڤوغ ليڤينغ العربية تطوف بكم في أحدث أعدادها حول التصاميم الداخلية الملهمة لأفخم المنازل في العالم

الصورة بعدسة Atul Pratap Chauhan

للتصاميم الداخلية والديكورات القدرة على صنع العجائب، بل إنها تحيل حتى أكثر المساحات ضجرًا ومللاً إلى أماكن رائعة. وعلى صفحات أحدث عدد من ڤوغ ليڤينغ العربية، نلقي نظرة متعمّقة على الكنوز الخفيّة في أنحاء المنطقة -وحول العالم– والتي أطلق فيها المصممون ومالكو المنازل العنانَ لإبداعهم، فشيّدوا على إثر ذلك ملاذات بديعة ومساحات لا مثيل لها.

وفي موضوع غلاف هذا العدد، نسلّط بعدستنا الضوءَ على الهند، بالقرب من مدينة جايبور الوردية؛ فعند سفح تلال أراڤالي بالقرب من ضفاف بحيرة كانوتا المتلألئة، يقبع فندق “ڤيلا بالاديو” الذي افتُتح حديثًا، وهو قصر خاص قديم تحوّل إلى فندق صغير يحوي تسع غرف نوم ويبدو مقبلاً من عالم الخيال. ويجمع هذا الملاذ، الذي يجسِّد حلمًا قرمزيًا تحوّل إلى حقيقة، بين الطرافة وفخامة قصور المهراجات من ناحية وجرعة من الذوق الإيطالي من ناحية أخرى، وذلك بفضل جهود رائدة الأعمال السويسرية الإيطالية باربارا ميوليني ومصممة الأزياء الهولندية السابقة ماري آن أوديجانس.

الصورة بعدسة Atul Pratap Chauhan

تقول ميوليني: “حين شاهدتُ أنا وشريكتي التجارية هذا القصر الخاص لأول مرة، تخيّلته في الأساس منزلاً ريفيًا خاصًا بي. ولكن كيف لي أن أستأثر وحدي بمثل هذا المكان البديع؟”، وتضيف: “كانت الأرضيات مستوحاة من الفاتيكان، والرخام مجلوبًا من أنحاء راجستان، حيث قُطِعَ في مكانه وفق الأحجام المطلوبة ثم ثُبِّتَ يدويًا. ولا مفر من أن يستثير هذا التصميمُ أحلامكم – سواء كنتم من هواة البساطة أم الترف. لقد أبدعنا قصة، ومن هذا الخيال الأولي انبثق التصميم”. وكانت الثمرة إبداعًا خياليًا حقًا مخضبًا بطائفة من الألوان الحمراء، وأنماط شيڤرون الشبابية، وجدران مرسومة يدويًا، وأَسرّة نهارية مغطّاة.

وبالعودة إلى منطقتنا، تدعوكم صفحات ڤوغ ليڤينغ العربية لزيارة منازل تتحدى معايير التصميم التقليدية؛ ففي وسط مدينة دبي، يكشف ظافر البازعي، مدير التصميم الإبداعي بشركة Eva Interiors للتصميم الداخلي، عن جزء من أجمل أركان شقته غير التقليدية نوعًا ما والمكوّنة من غرفة نوم واحدة والمستوحاة من العصر الجورجي “بين عاميّ 1740 و1830، عندما كان يتم إبداع البيوت الجميلة والتصاميم الداخلية ذات نمط البالاديو في لندن ومناطق أخرى في إنجلترا بإيحاءات من العصور اليونانية والرومانية القديمة”، على حد قوله. وفي إشارة إلى طُرُز من عهد الوصاية في بريطانيا، تهيمن درجات الأزرق الترابي على شقته. وعن ذلك يقول البازعي: “لا توجد مجموعة ألوان تبدو أكثر كلاسيكيةً من الأزرق والأبيض”.

المبدعين ديڤيد رفول ونيكولا مسلّم

ثم نتجه إلى ميلانو حيث نلتقي المبدعين ديڤيد رفول ونيكولا مسلّم، مالكيّ استوديو التصميم اللبناني “ديڤيد/نيكولا” اللذين قدما لنا أحدث مشروعاتهما – حيث أعادا تصميم منزل يُعدّ من كنوز جيو بونتي يتألّف من غرفتيّ نوم في ميلانو. ويكشف مسلّم هذا الشهر: “تمثّلت مهمتنا في إعادة تصميم “كازا دي فانتازيا” بالكامل، ولتنفيذ هذه المهمة قررنا الاحتفاظ بالسمات الأساسية لتصميم جيو بونتي الأصلي والاحتفاء برؤيته”. وقد واجه هذا المشروع تحديات عديدة كان أحدها شديد الحساسية، وعنه يوضح رفول: “كيف نحافظ على هويتنا ونحترم في الوقت نفسه أعمال جيو بونتي وبييرو فورناسيتي؟”. ويضيف: “ولحل هذه المعضلة، ركزنا في تعاملنا مع المشروع على جوهر المنزل والرؤى المهمة التي أكدها بونتي في رسوماته”. وماذا كانت النتيجة؟ منزل حالم زاخر بالتحف المميّزة، منها لوحة فنية من أعمال الفنان إيتوري سباليتي من “غاليريا ڤيستا ماري” في ميلانو. ويتفق رفول مع مسلّم في الرأي قائلاً: “نعتقد أن جيو بونتي أراد دائمًا أن يكون هذا المشروع مساحة تجريبية، ونفخر بأننا شاركنا في ذلك”.

وفي ميلانو أيضًا، اتجهت كل الأنظار هذا الموسم نحو معرض الصور الفوتوغرافية لشركة “فليكسفورم” الإيطالية لصناعة الأثاث الفاخر، حيث انطلق الخبير الفني المعاصر فرانشيسكو بونامي بالمشاهدين في رحلة عبر تاريخ الشركة، بدايةً من ثمانينيات القرن العشرين وصولاً إلى عام 2023. ومن بين المعروضات: صور حملات دعائية بالأبيض والأسود التقطتها عدسات مصورين محترفين، جنبًا إلى جنب منتجات لعبت دورًا كبيرًا في حفظ مكانة “فليكسفورم” بين الشركات التي تبرز سردًا شجاعًا وغير تقليدي لعلامتها. إنه درس لا مثيل له في التاريخ.

وفي جنوب فرنسا، استحوذ الفنان اللبناني نبيل نحاس على “شاتو لا كوست”، وهي مساحة مترامية الأطراف تزدان بالتصاميم المعمارية والأعمال الفنية لباقة من أهم المعاصرين في العالم، وذلك من خلال معرض منفرد بعنوان “ليه راسين دو سيال” (جذور السماء). ويعرض نحاس، المقيم في نيويورك، مجموعتين في هذه البقعة الحالمة: تضم المجموعة الأولى أشجارًا متنوعة -الزيتون والنخيل وبالطبع شجر الأرز اللبناني– والتي أبدعها عقب تفجيرات بيروت، في حين تعكس المجموعة الثانية تبعات إعصار بوب. ويمثل المعرض وجهة لا غنى عن زيارتها لكل مَن يهتم بالفن لأنه محاط بأعمال فنية شهيرة، من العمل التركيبي الفني لهيروشي سوجيموتو إلى المنحوتة المتحرّكة للفنان ألكسندر كالدر والتي تزهو بالأصفر والأسود والأحمر. ويشجّع المعرض زوّاره على ترك بصمتهم على المكان وهم في طريقهم للخروج عبر العمل الفني التركيبي “يوكو أونو” الذي ينطوي على أشجار مزهرة بها أوراق صغيرة مثبتة في فروعها. وكتب أحدهم: “آمل أن أستعيد صحتي”، فيما كتب آخر “أود أن أتأثر بالجمال”. وهنا، يمكن للمرء أن يرى بعينيه الأمنيات وهي تزدهر.

 

بعدسة : Sylvie Becquet

ومن بين مجموعة كبيرة من المنازل الجميلة، ستجدون أنفسكم أيضًا هذا الشهر مغرمين بالقصر الخاص بالمهندسة المعمارية للتصاميم الداخلية ومصممة السينوغرافيا ومصممة الديكور الإيرانية الفرنسية مريم مهدوي، والذي يقع في شارع رويال بباريس. وتستعرض مريم، التي تشتهر بين أقرانها بلقب ماري أنطوانيت التصميم الداخلي، “عشَّ النسر الملكي” الخاص بها بكل فخر واعتزاز قائلةً: “تصاميمي الداخلية أيضًا بمثابة أفلام يشعر قاطنوها بأنهم نجوم ومن ثَم يتخيّلون أنفسهم وسط مشهد من فيلم “الجمال العظيم” للمخرج باولو سورينتينو أو فيلم “الحفلة” للمخرج بليك إدواردز”. وفي عالمها، تستقر قطع الأثاث المستوحاة من أعمال جان بروڤيه جنبًا إلى جنب صناديق العطايا الخشبية الآتية من بلاد فارس، والأواني الفخارية غير المتناغمة مع بعضها من جزيرة سور لا سورج. أسود نحاسية تزأر بجانب مصابيح أرضية غريبة الشكل، واكتشافات من سوق السلع المستعملة، ونسيج جداري يعود لخمسينيات القرن العشرين. عليكم أن تروا كل هذا بأعينكم حتى تصدقوه.

ولم نستطع استكمال هذا العدد من ڤوغ ليڤينغ العربية من دون فتح الأبواب على مصراعيها أمام “صالون ديل موبايل”؛ فهذا العام، تفوّق أسبوع ميلانو للتصميم على نُسَخه السابقة، حيث قدّم عرضًا رائعًا انطوى على الجودة والابتكار والإبداع. وفي عرض “مينوتي” الذي أقيم احتفالاً بمرور 75 عامًا على انطلاقها، سُلِّطَت الأضواء على كرسي “سالي” الجديد ذي الذراعين الذي أبدعه المصمم رودولفو دوردوني، في حين قدمت “ماسييرو” مجموعة مصابيح إضاءة جديدة تتميز بنقوش لولبية دقيقة تعطي إيحاءً بدوران الأضواء في الهواء.

 

وفي كل عام، تشهد هذه الفعالية السنوية للتصميم أيضًا اتجاه مزيد من علامات الموضة إلى ضم التصاميم الداخلية إلى فلسفتها الجمالية المميّزة. وعلى هذا النحو، قدمت “روبرتو كاڤالي هوم” هذه المرة أريكة Dahlak المخصصة للاستعمال في الهواء الطلق، كما سلطت “لويڤي” الضوءَ على تقنيات النسيج الجديدة -باستخدام الجلد والرافيا وحتى الرقائق المعدنية من البطانيات الحرارية- عبر مجموعة من الكراسي اللافتة. وكذلك، استعرضت مصابيح “سوفل دو هيرمس” الفن الرائع لتشكيل الزجاج بالنفخ، كما قدمت “لوي ڤويتون” ثلاثة مشروعات تشهد على براعة الدار وجمالها.

 

وأخيرًا، يقدم أحدث عدد من ڤوغ ليڤينغ العربية درسًا في تجديد التصاميم الخارجية لهذا الموسم بمساحات رومانسية في الهواء الطلق، والتي تُعدّ بمثابة خير ملاذ بعد يوم طويل. ومع كل صفحة في هذا العدد، تتصدر فلسفة جمالية جديدة المشهد، فأيها ستختارون؟

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع