تابعوا ڤوغ العربية

تعرفي على المصمم الثوري وراء علامة Kameh

تحقق علامةُ Kameh، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، التوازنَ بين الطابع العملي والفن عبر قطعها الجديرة بالاقتناء. وقد أسفر نهجُها التجريبي عن أعمال منحوتة يدويًا تستحضر أشكال الحجارة

يصرح المصممُ، الذي يفضّل تعريف نفسه بعلامته المتخصصة في الأعمال المنحوتة يدويًا والتي تستحضر الأحجار والطبيعة التي رسم معالمها، قائلاً: «أعيشُ وأعملُ وأدرسُ وأبتكرُ في دبي منذ 12 عامًا. ولولا دبي، ما كنتُ لأكون ما أنا عليه اليوم. ومن دون حياتي وتجاربي هنا، لما وُلِدَت Kameh». وتتميّز Kameh (أو: كامه) بالأشكال الطبيعية البسيطة، وقد انطلقت عام 2022 بوحي من الكلمة السلافية التي تعني «حجر»، كما تمت تسميتها باسم تلك الكلمة، وهي نفسها اللقب الذي يستخدمه هذا المصمم المجهول. ويذكر كامه كيف وُلِدَت علامته؛ فأثناء تجديد شقته كان يبحث عن قطع لافتة، ولكنه لم يعثر على ما ينشده. وعن ذلك يقول: «أخذتُ أرسم بعض القطع وأبحثُ عن المصانع التي يمكن أن تنفذها لي في الإمارات». وقد لفت أثاثُه أنظارَ غاليري Aybar Gallery في الولايات المتحدة، وفي ديسمبر الماضي وقّع معها عقدًا لعرض علامته حصريًا في المنطقة.

ويسعى كامه جاهدًا لتحقيق التوازن بين الطابع العملي والفن. وفي ظل نهجه التجريبي في الأثاث، يستخدم المعدن والستايروفوم والألياف الزجاجية (الفايبرغلاس) والأسمنت والرمل والورنيش. وهو يقارن بين جسم الإنسان وأعماله. وفي مجموعته بعنوان «Drop 0.1»، صنع الطاولة والأريكة من المعدن المخفي بطبقة رقيقة من الفوم، تجسيدًا للهيكل العظمي للإنسان ومشاعره. وهو يُشبِّه الأسمنت الصلب الذي يغطي الطاولة بواقي الحماية الذي نصنعه لحمايتنا من العالم. وإذا ما ألقيتم نظرة أعمق على الجزء السفلي، ستندهشون من تباينه، إذ تحاكي الأريكةُ والطاولةُ «حجرًا صلبًا صقَلت سطحَه المكشوف طبيعةٌ لا ترحم، ولكن لا يزال خشنًا ومشكّلاً من الداخل». وغالبًا ما يأخذ الحديثُ مع كامه منعطفًا فلسفيًا، إذ يقول: «تفتقر القطعة للكمال، ولا جمال في الكمال».

ويقول المؤسِّسُ: “«التعاون هو جزء من بصمتنا المميِّزَة، وأنا من أشد المؤمنين بأنه عندما يجتمع المبدعون معًا، تحدث المعجزات». ونشأ أحدث تعاون بين Kameh وEllie & Marker من اكتشاف حدث بالصدفة على إنستغرام. يقول كامه: «كثيرًا ما يخبرني الناس أنهم لم يستطيعوا فهم الجانب الوظيفي من صور المنتج. وشعرتُ بالحاجة لبثّ الحياة في الصور وإبراز ذلك من خلال الفن». ومن هنا جاء دور إيلي كلاڤدينكو؛ إذ يعبّر فنّها عن «المشاعر والعواطف» من خلال أشكال بسيطة. وعلى هذا النحو، أضافت الفنانةُ المقيمة في وارسو رسومات توضيحية لكل صورة تبرز كيفية استخدام منتجات Kameh في الحياة اليومية. وتستخدم إيلي أيضًا اللون الأزرق النابض بالحياة. ويضيف كامه: «أضحى أزرق إيڤ كلاين [الأزرق الداكن] بمثابة الأسود الجديد بالنسبة لي. فهو شبيه بالأزرق الكهربائي وناضر للغاية»، مردفًا: «يتميّز فن إيلي بأنه فن صافٍ ويسيرٌ على حواسي البصرية». ويؤكد: «أردتُ أن يبدو عملنا متناغمًا. وهي أيضًا راوية قصص رائعة، وتمكَنت من إضفاء السعادة على عالم أحزاني».

وثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها: مَن هو كامه؟ ولماذا لا يكشف عن هويته؟ «أنا ضد إطلاق التصنيفات – سواء كان ذلك بحسب العُمر أو الجنسية أو الدين»، هكذا يؤكد المؤسِّسُ الذي يعدّ من أبناء الجيل الجديد من الشرق أوسطيين الذين ينسجون سردًا مثيرًا للتفكير في مجال التصميم. يقول: «يحزنني أن يتم تصنيف الناس وعزل بعضهم عن بعض»، لذلك أنشأ عالمه الخاص «غير المعزول، حيث يحظى الجميع بالاحترام وتكون أصواتهم مسموعة، حيث يتساوى الجميع بغض النظر عن الجنس أو الجنسية أو العُمر». ويظهر كامه تحت دائرة الضوء – متخفيًّا خلف قناع ويرتدي زيًّا أبيض بالكامل من «ڤيتمان» أو زيًّا أسود بالكامل من «بالنسياغا». ويبدو أن إخفاء الهوية يخلق نوعًا من الإثارة. ويقوم كامه بتصميم كل شيء بالأبيض، ويعيش في شقة بألوان محايدة تمامًا، ويرتدي أزياءً بهذا اللون باستمرار. يقول: «الأبيض يجعلني أشعر بالهدوء، فهو ينقّي لوحة ألواني البصرية وأفكاري كذلك».

 

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد مايو 2023 من المجلة 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع