النجمة المصرية شيرين رضا بعدسة فوغ العربية
لعل جرأة شيرين رضا في اختيار الأدوار التي تلعبها في السينما هو ما يدفع المخرجين إلى البحث عنها على الرغم أنها بدأت التمثيل في سنّ غير صغيرة. صحيح أن اسمها كان معروفاً، خصوصاً أنها كانت نجمة إعلانات وفي مرحلة ما زوجة الهضبة عمرو دياب، لكنها بعد عودتها إلى الأضواء ممثلةً فرضت حضورها الفني. وهي راضية عما حققته..
جرأة الأدوار التي تبحث عنها شيرين يقابلها تبنّيها مواقف واضحة لمحاربة الأحكام الفارغة والاتهامات والتصانيف التي تهدم بدلاً من أن تبني. كوضوحها في اعتبار عبارة مثل «السينما النظيفة» شتيمة. «هي شتيمة لأنني أرى أنه ليس ثمة سينما نظيفة وأخرى غير نظيفة. أن نُطلق على بعض الأفلام مصطلح “السينما النظيفة” يعني أننا نُسيء إلى الأفلام الأخرى ونعتبرها “غير نظيفة”. وأنا لا أقدم سينما “مش نضيفة”، فكل الأدوار التي أقدمها هادفة وتخدم سياق الأحداث، حتى الأدوار الجريئة والتي تثير الجدل أقدمها دون أي ابتذال».
وقد ظهرت في فيلم «الضيف» الذي أخرجه هادي الباجوري وكتب قصته إبراهيم عيسى، وأدّت فيه دور مارلين زوجة المفكر الدكتور يحيى التيجاني الذي يستقبل في بيته ضيفاً، هو شاب ملتزم دينياً جسد دوره أحمد مالك ويريد خطبة ابنته فريدة التي لعبت دورها جميلة عوض والفيلم الذي تدور أحداثه خلال ليلة واحدة يناقش قضية التطرّف في فهم الدين، وقد أثار عرضه عواصف نقدية على مستويات مختلفة
تحمّست شيرين رضا للمشاركة في «الضيف» لأن عناصره مكتملة أعجبتها، ولعلّ هذا الإعجاب، كما تقول «فاق إعجابي بشخصية “ميمي” التي أديت دورها. أرسل لي المخرج هادي الباجوري السيناريو، فقرأته خلال ساعتين وكنت متشوّقة لمعرفة ما سيحدث. ثم بعدما انتهيت من القراءة اتصلت به واخبرته بموافقتي على الدور. شعرت بأهمية أن أشارك في هذا الفيلم، خصوصاً أنني أراه إضافة إلى السينما المصرية لاختلاف محتواه ومضمونه عن غيره من الأفلام».
تغوص شيرين في شرح أسباب هذا الاختلاف الذي يجعل «الضيف» فيلماً مهماً. «الفيلم جريء ومختلف لأنه يعرض نوعاً من الدراما نفتقده. فهو يحقق معادلة صعبة، وهي الجمع بين عرضه لفكرة مثيرة هادفة وكونه فيلماً مُسلياً. كما أنه ينقل آراء ووجهات نظر ستفيد مَن يشاهده، لأنه غني بالأفكار التي تخلق حالة من الشدّ والجذب تدفع الجميع إلى التفكير».
لا شك أنّ دورَها في فيلم «فوتوكوبي» أيضاً كان مميزا ويرفع سقف الأدوار التي يمكن أن تقبلها. تعلّق على هذه الفكرة قائلة «أنا أبحث دوماً عن أدوار جديدة ومتنوعة تختلف عمّا سبق أن قدمته. ومن الضروري أن تكون الأدوار جريئة ولم يتم تقديمها في السينما المصرية من قبل، فعلى سبيل المثال قدمت دورَيّ الأم والسيدة المتقدمة في السن في فيلمي “الضيف” و”فوتوكوبي” ولكن كلاهما له بعداً مختلفاً تماماً عن الآخر..
أما عن دور المدمنة التي تعيش في بيئة اجتماعية متوسطة في فيلم “خارج الخدمة” فهو دور لم يكن من المتوقع أن يعرض على امرأة تمتلك جمال شيرين وخرجت تجسده دون مكياج
وهناك شخصية القوادة الذي قدمته بطريقة مختلفة وغير مسبوقة في فيلم “تراب الماس” وقد جسدت دورها ببراعة ممثلة مخضرمة ومتمكنة من أدواتها جيداً
“لا أخاف من تقديم شخصيات مختلفة وجريئة وخارجة عن المألوف”، وتضيف: “وأسعى إلى تقديم أدوار متميزة لكن دون ابتذال أو مبالغة. وهذا ما أرى أنني نجحت في تقديمه من خلال أدواري السابقة” ونجد أن دورها في فيلم الفيل الأزرق بجزئيه لم يكن جديداً على النجمة المصرية فقط بل أيضاً على السينما العربية بأكملها حيث لعبت دور “ديجا” سيدة أعمال ودجالة وتمارس الدجل والشعوذة من خلال رسمها الوشم على أجساد الضحايا..
لا يشغل با شيرين رضا البطولة المطلقة بل نجدها تقبل أفلاماً ببطولات جماعية وتقول أنها تفضل هذا النوع من الأفلام أكثر وهذا ما يفسر قبولها للكثير من الأفلام التي تقدم من خلالها شخصيا مختلفة ومركبة ولها أبعاد إنسانية مختلفة.. مثل فيلم نوارة الذي قدمته إلى جانب الممثل القدير محمود حميده وكان من بطولة الفنانة منة شلبي
إلى جانب رصيدها الفني في الأفلام نرى أن النجمة الجميلة قد قدمت أعمالاً تليفزيونية أيضاً نحو 12 عملاً درامياً مختلفاً من بينهم مسلسل “ليه لأ ” الذي عرض مؤخراً خارج السباق الرمضاني ومسلسل لحظات حرجة، بدون ذكر أسماء، الصفعة، المرافعة، العهد، فوق مستوى الشبهات وغيرها من الأعمال الدرامية الناجحة التي أضافت الكثير إلى رصيد النجمة الفني.
حزن العالم العربي كله أمس عندما أعلنت النجمة المصرية شيرين رضا خبر وفاة والدها الفنان صانع البهجة “محمود رضا” حيث وافته المنية صباح أمس وأقتصر العزاء على أفراد الأسرة فقط نظراً لما تمر به البلاد بسبب الجائحة الصحية.. توفى الفنان قبل عيد ميلاد النجمة بيوم واحد وقد انهالت أخبار التعزي الحارة من جميع الفنانين في الوسط مشاركين شيرين أحزانها..
أقرئي أيضاً: أبرز المحطات في حياة النجمة الراقية شيرين رضا بمناسبة عيد ميلادها
