تابعوا ڤوغ العربية

تعرفي على صاحبة السمو الملكي الأميرة الأردنية نجلاء بنت الأمير عاصم

تصوير Bader Sounnoqrot

صاحبة السمو الملكي الأميرة نجلاء بنت الأمير عاصم من النساء المتميزات اللواتي تمكنّ من إدارة دفة حياتهن ببراعة، فنجحت في تخطي كل العقبات والتحديات وتمكنت من التوفيق بين عملها في مجال تصميم المجوهرات وبين مركزها كفردٍ من أفراد العائلة المالكة في الأردن وبين دورها كأم

توجهت الأميرة نجلاء إلى دراسة الإعلام فنالت شهادة في هذا الاختصاص من جامعة جولد سميث يونفرسيتي دبي (Goldsmith university Dubai)، إلا أنها اختارت تصميم المجوهرات لما تحمله في نفسها من شغفٍ لهذا المجال. طبعاً لم تكتفي الأميرة بشغفها، فسافرت بعد تخرجها من كلية الإعلام إلى فلورنسا في إيطاليا لتدرس التصميم ونحت الشمع في مدرسة Le Arti Orafe قبل أن تعود مجدداً إلى دبي لدراسة الألماس في أي جي أي. وبهذا تكون الأميرة الأردنية قد صقلت شغفها وتسلحت بالدراية والعلم لتنطلق في عالمٍ شغفها حبه منذ صغرها.

تصوير Bader Sounnoqrot

فقد اعتادت الأميرة أن تتجول طفلةً وسط البلد في العاصمة الأردنية عمان باحثةً عن سحر لمعان الأحجار الكريمة وألوانها، وكثيراً ما كانت تقف مذهولة أمام روعة التحف الشرقية. تتذكر الأميرة الأردنية كيف كانت «تفرط» ما يقع تحت يديها من مسابح لتصنع من خرزها عقداً أو سواراً من نسج خيالها. تعتبر الأميرة أن جدتها السلطانة مهريماه كانت أوّل من شجّعها، وأبدى إعجابه بما تصنعه من خرز المسابح، وأحدث مشجعيها هم عائلتها الخاصة، أي زوجها وأولادها. فزوجها ناصر يدعمها لتكون متفوقة وناجحة على الدوام، ونظراً لعمله في مجال إدارة الأعمال فقد ساندها ودفعها لتحوّل شغفها وأفكارها إلى شركة.

في البداية، صممت نجلاء لأفراد عائلتها وأصدقائها وكانت معظم مجوهراتها من تصاميمها، وقررت الاستقرار في الأردن لما وجدته من تشجيع وترحيب من محيطها، ومع اتخاذها لهذا القرار كان لا بد أن تجد سبيلاً لتروّج لأعمالها بعيداً عن اسمها كفردٍ من أفراد العائلة المالكة، فهي لم تسعَ يوماً إلى الاستفادة من مكانتها لتزيد من هالتها أو لتعلي من شأنها بين الناس، وهي تقول فيه هذا الصدد: «لا شك أن عائلتي منحتني الكثير من الثقة وساهمت في تطوير التصاميم التي أقوم بها، أعرض تصاميمي عليهم في البداية وأستفيد من آرائهم وتعليقاتهم وهم والحمد لله أصحاب ذوق فني رفيع. أما عن لقبي فأنا لا أوظفه في حياتي المهنية، أحب ان أنطلق من كوني فنانة ومبدعة لأقدم ما يرضي الأذواق ويرضي طموحي الفني». ولعلّ أفضل دليل على عدم اعتمادها على لقبها هو ابتعادها عن الأسماء اللامعة حتى في اللباس، فعند سؤالها عن الماركات التي تستهويها أجابت ببساطة: «لا يوجد لي ماركة معينة. أحب ما يناسبني من الملابس وما يرضي ذوقي. أما في يتعلق بالمجوهرات فأحب المصممات الحديثات واللاتي لهن بصمات خاصة بهن وفي نفس الوقت التي يلامس تصاميمهن شعوراً خاصاً في داخلي».

تصوير Bader Sounnoqrot

عند رسم التصاميم، تستلهم نجلاء أولاً من والدتها الحنونة وهي دائماً ما تتحدث عنها بكلّ فخر فتقول: «لعل سر نجاحي يرجع إلى رعاية أمي (سناء كلمات) الدائمة لي ومباركتها لكل نجاحاتي ودعاؤها المتواصل، أمي وأبي (عاصم بن نايف بن عبد الله) هما إلهامي الأول في عملي لأنهما أول من يطلعان على التصاميم ولهما ذوق رفيع يدعمني في كل المواقف». تستلهم الأميرة المصممة كذلك من محيطها كالطبيعة، فهي تحب الطبيعة وتواظب على القيام بنشاطات في حضنها، فتتأمل تفاصيلها، تمشي بين ربوعها وتنعزل في أحضانها بعيداً عن الزحمة. كما تهوى المغامرة وتعلّم لغات جديدة ومهارات جديدة سعياً منها للتحلّي دائماً بالإيجابية والحماس. التحف التاريخية والأشكال الهندسية، وكذلك الذكريات القابعة في مخيّلتها، وأفكارها في ما يتعلق بالمستقبل كلها أيضاً مصادر إلهام تُغني مخيلة الأميرة.

تؤكد أنّ المرء ابن بيئته فهي بالإضافة إلى ماضيها ومحيطها تأثرت بكل ما تراه عينيها في الأردن من حضارات العصور المتعاقبة وما خلّفته آثار الرومان والحضارة الإسلامية وغناها بالآثار المعمارية التي ما زالت تبهر الأبصار كالبتراء وجرش وأم قيس وغيرها الكثير وكل ما تحويه الأردن من كنوز. السفر في حياة الأميرة مصدر إلهام أيضاً، فهو فرصة للبقاء على اتصال دائم بأفكار لم تكن قد فكرت بها من قبل، ولتعلّم اشياء جديدة، تأمل جمال الطبيعة التي تخلق الالهام والطاقة والإبداع.

تصوير Bader Sounnoqrot

تسعى نجلاء لاختيار ما يليق بذوق المرأة وغالباً ما تلاقي تصاميمها الإعجاب والقبول من قبل زبوناتها وأكثر ما تتمناه هو تشجيع المرأة على العمل والإنتاج وعلى تطوير أفكارها، والمرأة بنظرها هي عنوان القوة والرقة والعطاء وتعجبها تلك التي تعرف هدفها في الحياة وتتجه نحوه بكل ثقة، وعن هذا تشرح: «إن كانت أماً فهدفها أن ترعى أبناءها وبيتها وتغرس فيهم قيم الخير والفضيلة وتحتويهم بحنانها وإن كانت امرأة عاملة فأولوياتها أن تبدع في عملها وتقدم للمجتمع مثالاً عن الإخلاص والاتقان. ففي كل مرحلة من حياة المرأة تختلف رسالتها، لكن يجب عليها في كل المراحل أن تسعى للعلم والثقافة لأننا في عصر لا يصلح أن تكون المرأة دون هوية ثقافية وعلمية»، وتتابع: «المرأة العربية عظيمة بما تتحمله من المحافظة على قيم الفضيلة في زمن العولمة وبما تتحمله من نقل هذه القيم لأبنائها وينقصها أن تحس بهذه العظمة لتشعر أن لها دور عظيم في الحياة، والعالم بدأ يستيقظ ويحس بعظمتها وأهمية دورها في المجتمع وتماسك الأسرة ودعم المرأة للمرأة هو شيء عظيم وهو يساعد على هذا النجاح، وطموحنا أن نرى دعماً أكبر للمرأة العربية».

إلى جانب عملها في مجال تصميم المجوهرات، الأميرة نجلاء أم لابنتين، كريمة وشيماء، وهي تحرص على زرع مبادئ كثيرة فيهما أهمّها الدين والإنسانية والصدق والأمانة والاتقان في العمل واحترام الآخر وتحمل المسؤولية خدمة للبشرية وكل ما يخالف هذه القيم هو خط أحمر ترفض رفضاً كلياً أن تتخطاه الفتاتان، فهي معجبه بالأجداد وقيمهم وقوتهم وتتفاءل بالمستقبل وبالأجيال القادمة، وتطلع إلى الشخصية المتماسكة بالقيم والأخلاق العالية والشخصية الايجابية والمتفائلة التي تحب دعم ومساعدة الآخرين، وهذا ما تتمنى أن تلمسه يوماً ما في شخصية ابنتيها.

صحيح أن الأميرة لا باع لها في المطبخ وقد باءت محاولاتها بإعداد وجبةٍ طعام لعائلتها بالفشل، وفقاً لشهادة زوجها وابنتيها، إلا أنها نجحت في ترك بصمةٍ من نوعٍ آخر في بيتها، فلمساتها موجودة في مختلف أرجاء المنزل متأثرةً بوالدها الذي درس هندسة الديكور والذي رسم لوحات فنية رائعة هي موضع فخرٍ واعتزاز للعائلة، وبخاله الفنان الأمير العثماني عمر فوزي وهي تؤكد أن لمسات والدها في تصميم منزلهم أوحت لها كثير من التفاصيل الملهمة فذوقه الفني يملأ عيونها وروحها.

الموضوع ظهر للمرة الأولى على صفحات عدد فبراير 2023 من المجلة 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع